أحمد محمد (القاهرة)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت من الشام، فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، وقال جابر بن عبد الله، كنا مع رسول الله في الجمعة، فمرت عير تحمل الطعام، فخرج الناس إلا اثني عشر رجلاً، فأنزل الله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، «سورة الجمعة: الآية 11».
قال المفسرون، أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية بن خليفة الكلبي في تجارة من الشام، وضرب لها طبل يؤذن الناس بقدومه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فخرج إليه الناس ولم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر، فنزلت هذه الآية، فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم لسال بكم الوادي ناراً».
![]() |
|
![]() |
قال الإمام الطبري، في تفسيرها، وإذا رأى المؤمنون عير تجارة أو لهواً أسرعوا إلى التجارة، وتركوك يا محمد قائماً على المنبر، وذلك أن التجارة التي رأوها وانفض القوم إليها، كانت زيتاً قدم به دحية بن خليفة من الشام، وأما اللهو، فإنه اختلف من أي أجناس اللهو كان، فقيل كان مزامير أو طبلاً.
![]() |
|
![]() |