استطلاع رأي يظهر رضا الجمهور عن مستوى حدائق الأحياء السكنية في أبوظبي

حمد الكعبي (أبوظبي) - يتوجه سلطان كل مساء إلى حديقة المشرف السكنية مصطحباً أطفاله الأربعة محمد وهزاع وفاطمة واليازية، وذلك للترويح عنهم بعد يوم طويل من الدراسة، وللاستمتاع بالأجواء التي توفرها الحديقة للعائلة. ويقول سلطان إن حدائق الأحياء السكنية تمثل متنفساً ملائماً للعائلة، خصوصاً بمواقعها المتميزة التي تقع وسط الأحياء السكنية والقريبة من البيوت، مشيراً إلى أنه كان يتكبد عناء الذهاب للمناطق الترفيهية لاصطحاب أطفاله، ولكن اليوم ساهمت تلك الحدائق بشكل كبير في إيجاد بدائل مناسبة ومتنفسات للعائلة. وأعدت بلدية مدينة أبوظبي استطلاعاً على عينة من سكان المناطق التي تنتشر بها حدائق الأحياء السكنية، وذلك لقياس رضا السكان عن تلك الحدائق التي تم تنفيذها لتعم الفائدة على السكان بشكل عام، وأظهر الاستطلاع أن هناك نسبة رضا عن وجود هذه الحدائق من حيث مواقعها ومستوى الخدمات التي تتوافر بها، وأهميتها بشكل عام كمتنفس حيوي يشكل ملتقى آمناً وصحياً للأسر والأطفال في أبوظبي. وقالت الدكتورة بدرية الظاهري مدير إدارة خدمات المجتمع إن الدراسة أعدت في إطار رؤية البلدية لضمان مستوى الحياة الأفضل، والبيئة المستدامة لسكان مدينة أبوظبي. مشيرة إلى أن الاستطلاع يهدف إلى معرفة رضا الجمهور عن الحدائق السكنية، وجمع آراء سكان المناطق عن حدائق الأحياء المنشأة حديثاً، والاستفادة من وجهات نظر السكان لتطوير الحدائق المستهدفة، حيث أجري على عينة عشوائية من 241 شخصاً من سكان الأحياء المجاورين لحدائق المشرف والروضة والبطين، وركزت على تقييم رأي الجمهور واقتراحاتهم إزاء هذه الحدائق. وأكدت مديرة إدارة خدمة المجتمع أن نتائج الاستطلاع تشير إلى رضا نحو 79% من العينة المستطلعة عن فكرة إقامة الحدائق في الأحياء السكنية، كما أظهرت رضا 83% عن مواقع وأماكن الحدائق. وعبر أكثر من 62% من المستطلعة آراؤهم عن رضاهم عن نوعية ألعاب الأطفال المتوافرة بالحدائق، فيما أكد أكثر من 71% استحسانهم لخدمات الصيانة وجمع المخلفات والحفاظ على الأشجار وأكدوا مطالبتهم بضرورة استمرار هذا النهج. كما أكدت الظاهري حرص البلدية على إجراءات السلامة والأمان لزوار الحدائق وإلى أهمية وجود الإضافات والتغييرات التي تسهم في تحسين درجة السلامة والأمان، حيث أكد 83% من العينة أهمية الإضاءة في الحديقة وحولها، و82% من العينة على أهمية وضع معدات الطوارئ، و81% من العينة على أهمية وجود إسعافات أولية. وأضافت مديرة إدارة خدمة المجتمع أن البلدية تسعى دائما لخدمة المجتمع والنظر في متطلباته، مشيرة إلى أن هذا النوع من الدراسات يعتبر جزءاً من استراتيجية المشاركة المجتمعية، التي تهدف إلى إشراك مختلف فئات المجتمع في أعمال ومشاريع البلدية، ذات البعد المجتمعي لتلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم من الحدائق العامة والأماكن الترفيهية، إضافة إلى معرفة انطباعات المجتمع عن الأماكن الترفيهية والحدائق العامة وصولاً إلى أعلى مستويات الرضا من خلال عمليات التحسين المستمر عليها. وأفادت الدكتورة بدرية الظاهري بأن الاهتمام والتفاعل مع الدراسة كان جيداً، ما يعكس ثقة الجمهور في البلدية ودورها الفاعل والمؤثر على أنماط حياتهم في المدينة وحرصه على المشاركة في التطوير ما يدل على مستوى تطلعاتهم التي يتوقعونها من البلدية، وهو ما يحمل العاملين في البلدية مسؤولية كبيرة بأن يعززوا النهضة التي تشهدها البلاد ويسهموا في رقي الخدمات المقدمة ليكونوا أهلاً لثقة الجمهور. وتعمل بلدية أبوظبي على توسيع مظلة الأماكن الترفيهية والحدائق والمتنزهات وإيجاد بيئة صحية للتنزه ورفاهية المجتمع وتوفير ظروف البيئة الصحية، وتوفير حدائق صغيرة بين الأحياء وإيجاد أماكن آمنة لتنزه الأسر والأطفال، وإتاحة أماكن للترفيه قريبة من المناطق السكنية الأمر الذي يوفر الراحة والهدوء لأفراد المجتمع. وتتميز الحدائق الجديدة بالعناصر التصميمية الفريدة والجميلة التي تتوافر فيها كافة مقومات الحدائق العصرية الصغيرة من خلال تصميم مرن يناسب شكل ومساحة كل حديقة، مما يسمح لخدماتها بتغطية كافة المراحل العمرية لمرتادي هذه الحدائق، وتحتوي حدائق الأحياء السكنية على أعمال مسطحات خضراء ومغطيات التربة وأحواض زهور متنوعة وشجيرات وأشجار وأماكن للتنزه والترويح عن النفس، كما تضم في مكوناتها ممرات من الحصى الملون والبلاط متنوع الأشكال. وأولت البلدية عناية فائقة بالجانب الترفيهي الخاص بالأطفال، حيث زودت هذه الحدائق بمختلف أنواع الألعاب الرياضية والترفيهية وذلك طبقاً لمعايير السلامة والأمان، حيث تشكل هذه الحدائق متنفساً آمناً ومحتوياً على كافة أشكال الترفيه والرياضة والتنزه.