عبدالله القواسمة (أبوظبي)
بداية تناول مبارك بن محيروم الأهداف التي تنشدها شركة كرة القدم في الموسم الحالي، قائلاً: «كنا صرحنا قبل ثلاث سنوات وبشكل واضح أن هدفنا الأول يتمثل في بناء فريق قادر على المنافسة، وأستطيع القول أننا ومنذ الموسم الماضي بدأنا نلمس استقراراً في أوضاع الفريق وتطوراً في قدرته التنافسية، لذلك نتمنى رؤية الفريق على إحدى منصات التتويج المحلية، فهو يملك إمكانيات جيدة على صعيد اللاعبين والجهاز الفني، كما أتمنى أن تساهم بعض العوامل الجانبية في مساعدة بني ياس، فالجميع يعلم أننا خسرنا بعض النقاط ليس بسبب قصور في الأداء، بل بسبب بعض الأخطاء التحكيمية التي ندرك أنها جزء من لعبة كرة القدم، ونحن بالمناسبة على يقين بأن الحكام يجتهدون في سبيل الوصول بأدائهم إلى أفضل مستوى، وفي المحصلة هذه هي كرة القدم، لعبة تكثر فيها الأخطاء والتي لولاها لكنا الآن في مقدمة الترتيب العام، لذلك نسعى إلى الأفضل وأتمنى أن تصب كافة العوامل الأخرى في صالحنا وليس علينا».
وفي رده على تساؤل حول تقييمه للتعاقدات التي أنجزها النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية مقارنة مع الأندية الأخرى، قال بن محيروم: «أرى أن كافة الأندية اجتهدت في سبيل تدعيم صفوفها، ولا أعتقد أن هنالك أندية لم تسع للتعاقد مع اللاعبين الأقدر على تلبية تطلعاتها، لكن التفاوت في هذه المسألة يتعلق بالظروف التي يعيشها اللاعب الأجنبي والتي قد لا تكون مواتية أمامه لتقديم أفضل ما لديه مع فريقه، ونحن أجواؤنا والحمد لله جيدة وتساعد اللاعب المحترف على تقديم أفضل ما عنده، ذلك لأن عملية الاختيار تمت بناء على دراسة مستفيضة وبعد الاستفادة من التجارب السابقة للنادي على هذا الصعيد».
وعن أسباب عدم التعاقد مع مدافع أجنبي كما طالب الكثير من محبي النادي قال بن محيروم: «لدينا يقين راسخ بأن المدافعين المواطنين الذين يضمهم بني ياس لا يقلون كفاءة عن مدافعي العديد من الأندية الأخرى في الدولة، أدعوك إلى قراءة الإحصائيات فهي أكبر دليل على أن بني ياس يعتبر أحد أفضل أربعة فرق على الصعيد الدفاعي في بطولة الدوري، لا أريد الخوض في بعض الأهداف التي سجلت ضد الفريق بسبب الأخطاء، بعض الخطوط الدفاعية في الفرق الأخرى تضم نجوماً كباراً، في المقابل لا تسلط الأضواء على الأخطاء الدفاعية التي ترتكبها، وأنا على الصعيد الشخصي لا أحبذ التعاقد مع مدافعين أجانب ، فالرهان بالنسبة لنا على المدافعين الموجودين حالياً إلى جانب المدافعين الاحتياط والذين ينتظرون الفرصة المناسبة للكشف عن قدراتهم».
وأثنى بن محيروم على أداء الإسباني لويس جارسيا المدير الفني للفريق ووصفه بالمدرب المجتهد قائلاً: «بالتأكيد نحن راضون عنه، عانينا من ضغوطات في الموسم الماضي ومطالب بإقالته، لكننا حافظنا على علاقتنا به لإيماننا العميق بأنه يملك فكراً جديداً، قد يتوارد في بعض الأحيان مقترح التغيير بداعي الحاجة إلى فكر جديد، لكن التساؤل الذي يفرض نفسه ماهو الوقت الذي يحتاجه المدرب الجديد للتكيف مع الأجواء؟، ومن وجهة نظري جارسيا يعد أحد أفضل المدربين الذين مروا على بني ياس وهذا الأمر ليس بشهادتي بل بشهادة الكثير من المتابعين».
وعرج بن محيروم على مسألة تجديد عقد النجم الدولي عامر عبدالرحمن الذي ينتهي الموسم القادم قائلاً: «عامر عبدالرحمن محب لبني ياس، الكثيرون كانوا يتوقعون عدم تجديد عقده مع النادي في وقت سابق، وتناثرت إشاعات تشير إلى وجود مفاوضات للاستغناء عنه لمصلحة أندية أخرى، وبصراحة أنا جلست مع عامر بشكل شخصي في مفاوضات تجديد العقد الأخير وهو للأمانة لاعب منتم وبشكل كبير لبني ياس، وبصراحة أكبر فهو يطمح إلى اللعب في أوروبا ونحن في نادي بني ياس نتمنى له ذلك، لكنه داخل الدولة لا يرغب إلا في اللعب مع السماوي».
وتوجهت «الاتحاد» بتساؤل إلى بن محيروم حول المصدر الذي يستمد منه نادي بني ياس قوته هل هو من رأس المال أم من التخطيط السليم؟، ليرد قائلاً: «المال مهم جداً وعصب النجاح لكنه من دون تخطيط سليم لا قيمة له، والعكس صحيح، ونحن في نادي بني ياس نسعى إلى خلق التوازن ما بين العاملين»، مضيفاً: «التحدي الكبير أن تتساوى كافة الأندية بنفس السقف المالي السنوي أو الموازنات التي تتحصل عليها، هنا يكمن التحدي والمنافسة ما بين إدارات الأندية من خلال كيفية استثمار هذه الأموال لما فيه مصلحة النادي والفريق، أجزم لو أن هذا الأمر متبع في الوقت الراهن لكان المركز الذي يحتله بني ياس سنوياً لا يقل عن المراكز الثلاث الأولى وأنا مسؤول عن كلامي هذا».
ووصف بن محيروم علاقة بني ياس مع اتحاد الكرة بالودية التي يحكمها الاحترام المتبادل مضيفاً: «تطوير عمل الاتحاد يتطلب ضخ دماء جديدة، مع احترامي لكافة الأسماء التي تقود الاتحاد حالياً، أعتقد أن في حال تم ضخ دماء جديدة من فئة الشباب، ستشهد كرة القدم الإماراتية تطوراً لافتاً وكبيراً في السنوات القادمة، عملية اختيار أعضاء الاتحاد يجب أن تعتمد على الجودة والقدرة على العطاء وليس قوة المرشحين أو الأعضاء، وهذه نقطة الانطلاق التي يجب أن يدركها الجميع لتطوير عمل الاتحاد أما دون ذلك فإننا سنظل محلك سر».
ورغم تأكيد بن محيروم على أن نظام الاحتراف عاد بالنفع على كرة القدم الإماراتية إلا أن عملية التطبيق ينقصها العديد من عوامل النجاح مضيفاً: «لا أريد الابتعاد كثيراً في وصف تجارب احترافية ناجحة في أوروبا، فنظام الاحتراف في أستراليا على سبيل المثال يفرض على الأندية العمل ضمن موازنات محددة متساوية لا يستطيع أي ناد تجاوزها، إذ من المستحيل أن تتخطى الأندية سقف تعاقداتها وإن فعلت فإن عقوبات رادعة تنتظرها، ومع هذه القوانين الصارمة فأستراليا الآن تتقدم الركب الآسيوي في كل شيء على صعيد المنتخب والأندية كذلك».
وعرج بن محيروم على المسألة التي تشغل بال الشارع الرياضي وهي تقلص حظوط الأبيض في بلوغ المونديال: «أتمنى أن ينجح المنتخب في تخطي الصعوبات التي واجهته في الآونة الأخيرة، نظراً لما يتمتع به من قدرات فنية كبيرة، وأنا على ثقة بأن المنتخب يملك القدرة على ذلك»، مضيفاً: «الجميع ضحى في سبيل المنتخب، نحن في نادي بني ياس عانينا من الأجندة المحلية التي تم وضعها لتوفير كافة سبل الإعداد النموذجية للأبيض دون أن نوجه أي انتقاد للاتحاد أو للجهاز الفني إيماناً منا بأهمية مساندة المنتخب حتى لو كان ذلك على حسابنا، المؤسف في الآونة الأخيرة بروز أصوات ناقدة تعاملت مع خسارة السعودية وكأن حلم التأهل تبدد إلى غير رجعة، ناسين أو متناسين أن الكرة ما زالت في الملعب وأن حظوظ بلوغ الدور المقبل ما زالت قائمة، أتمنى ألا نقتل المنتخب، إذ لا يجب أن نحبط هذا الجيل الحالي الذي نجح في تحقيق إنجازات لافتة في السنوات الماضية».
يرتدي بني ياس منذ مطلع الموسم الحالي ثوباً فنياً زاهياً، جذب المتابعين وعكس جهوداً كبيرةً تبذل في سبيل الوصول به إلى الحالة النموذجية التي تتطلبها المنافسات المحلية المزدحمة بالصعوبات.
البداية التي سطرها بني ياس في النسخة الحالية لبطولة الدوري تعد الأقوى له منذ سنوات طويلة، ومن هنا يبرز تساؤل واضح يتمثل في الأسباب التي دفعت السماوي إلى هذا التألق، وما هي الوصفة السحرية التي مضت به إلى منافسة خصومه بهذه القوة؟
وبالتأكيد فإن الإجابة عن هذا التساؤل ليست في حوزة أي شخص، فالوحيد الذي يملك القدرة على وضعها بين يدي القراء والمتابعين، هو العقيد مبارك بن محيروم نائب رئيس النادي - رئيس شركة كرة القدم.
ترويسة
قال مبارك بن محيروم: إن أسباب عدم تجديد عقد الإسباني خوان فيردو، تعود إلى ازدحام خط الوسط بالنجوم الكبار، رغم أن فيردو قدم مستوىً رائعاً .
أين عوائد الاحتراف المالية؟
أبوظبي ( الاتحاد)
تساءل مبارك بن محيروم عن العوائد المالية من تطبيق نظام الاحتراف، كما هو متعارف عليه في أوروبا قائلاً: «هل تم بناء نظام الاحتراف على قواعد استثمارية واضحة المعالم؟ وما العوائد المالية التي تضخ إلى خزائن الأندية من الاحتراف؟ مما يؤسف له أن جوهر الاحتراف الحقيقي لم نصل إليه بعد، فالأندية تصرف عشرات الملايين سنوياً في سبيل الحصول على لقب الدوري، في حين أن العائد الوحيد الذي يتحصل عليه الفائز باللقب يتمثل في مكافأة مقدارها (12) مليون درهم فقط».
مشكلة «الموازنة» تعيق إنشاء الاستاد الجديد
الملعب الحالي أجهض صفقتين لـ «السماوي»
أبوظبي (الاتحاد)
تناول مبارك بن محيروم القضية الأهم التي تشغل نادي بني ياس في الوقت الراهن ألا وهي الاستاد الرياضي الجديد قائلاً: «كان النادي على وشك التعاقد مع لاعبين اثنين من طينة الكبار لا أريد الإفصاح عن هويتهما، إذ تم الاتفاق معهما في الخارج لكنهما ولدى وصولهما إلى أبوظبي لإتمام الصفقة تراجعا عن التوقيع، وكان ذلك بسبب الملعب، إذ كانا يتوقعان رؤية ملعب كبير بمواصفات عالمية لكنهما فوجئا بحجم ملعب النادي، رغم أننا وضحنا لهما حينها بأنه ملعب مؤقت.وأضاف بن محيروم: «لا يوجد أي لاعب لا يتمنى اللعب في استاد كبير فهذا الأمر من شأنه أن يضفي المزيد من الحماس والإثارة على أدائه، حيث إن الخدمات التي يوفرها الاستاد النموذجي للجماهير عادة ما تكون أفضل من الملاعب الصغيرة، كما يعتبر الاستاد الكبير عامل جذب لها، نحن على تواصل مع مجلس أبوظبي الرياضي على الدوام بخصوص الاستاد الجديد لكن العائق الأول يتمثل في الموازنة الخاصة بهذا المشروع، أتمنى أن يتم حسم هذه المسألة في القريب العاجل».
عدد اليوم
