الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التنس الأرضي صنع مني حارساً متميزاً

التنس الأرضي صنع مني حارساً متميزاً
29 أكتوبر 2015 22:10
القاهرة (أنور أبراهيم) هو «المرجعية» في مركزه، لدرجة غير معها بعض المفاهيم الخاصة بحراسة المرمى، وثالث ترتيب الفيفا كأحسن لاعب في العالم عام 2014 رغم أنه حارس مرمى وليس مهاجماً كما كان الحال في السابق حول المتنافسين على الكرة الذهبية، وها هو من جديد مرشح ضمن قائمة أفضل 23 لاعبا هذا العام، إنه الألماني العملاق مانويل نوير حارس مرمى بايرن ميونيخ ومنتخب المانشفت الذي أعطى بعداً جديداً لحراسة المرمى. نوير فتح قلبه وعقله لمجلة «فرانس فوتبول» في حوار طويل تحدث فيه عن دوره وأسلوب لعبه الذي يحمل الكثير من المخاطرة والمغامرة مع ناديه أو منتخب الماكينات. أكد الحارس العملاق أن العام الذي لا يشهد كأس عالم أو كأس أمم أوروبية مثل العام الحالي يصعب فيه وجود حارس بين المرشحين للفوز بالجائزة، وقال: «هذه البطولات فرصة كبيرة للتواجد والظهور بشكل فيه إثبات للذات». وهل أصيب بالإحباط وخيبة الأمل عندما حل ثالثاً العام الماضي، قال نوير: «مطلقا، كنت في غاية السعادة لأنه شرف كبير بالنسبة لحارس مرمى أن يكون بين الثلاثة الأفضل في العالم، لقد استمتعت بكل لحظة قضيتها في زيوريخ ليلة الإعلان عن الجائزة». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان قد أحدث «ثورة» في مركز حراسة المرمى بخروجه كثيراً من منطقته ولعبه كليبرو في أحيان كثيرة، قال: «لا أعتقد أنني أول من انتهج هذا الأسلوب فقد سبقني إليه الحارس الكبير أدوين فان در سار الذي كان يلعب بقدميه، وفتح المجال لأبعاد جديدة أمام حراس المرمى». وتابع: «منذ صغري وأنا أحب المشاركة في اللعب وحتى عندما كنت ألعب في الشارع مع أصدقائي، كنت ألعب كحارس مرمى وأشارك بفاعلية في اللعب، وأكثر شيء ساعدني في التألق في حراسة المرمى منذ صغري، هو لعبة التنس الأرضي، لقد خدمتني كثيراً كحارس مرمى من حيث التحرك من مكان إلى آخر والتركيز وأيضا قراءة الملعب جيداً وهو ما يميزني عن آخرين». وأضاف الحارس الألماني: «ولا أنسى أيضا لعبتي الوثب العالي والوثب الطويل فهما مفيدتان جدا لأي حارس مرمى». وعن الدور الذي حدده لنفسه كحارس مرمى، قال نوير: «اليوم لم تعد حراسة المرمى مجرد منع المنافس من إحراز الأهداف، وإنما تعني أن تتوقع لعبه وتتصرف على هذا الأساس، وأن تنسجم تماماً مع خط دفاعك، سواء كانوا 3 أو4 لاعبين، وأهم ما أفعله هو أن أعمل على تضييق المساحات بين الخطوط ولهذا غالباً ما أكون قريباً من المدافعين». وعما إذا كنت حراسة المرمى قد شهدت تطوراً بوجه عام في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الحراس يخرجون من منطقتهم كثيراً للعب الكرة بأقدامهم، فضلاً عن ارتفاع مستوياتهم الفنية، قال نوير: «ليست السنوات الأخيرة فقط، بل من زمن بعيد على الأقل لدينا في ألمانيا، حيث توجد مدرسة لتدريب الحراس منذ الصغر بحيث يكونوا جاهزين تماماً فنياً وبدنياً وتكتيكياً عندما يلعبون في الفريق الأول». وحول تشبيهه بأنه «خليفة» أوليفر كان في بايرن ميونيخ، قال نوير: «أوليفر كان حارساً استثنائياً في التصدي على خط المرمى وفى ألعاب الهواء، ولكن في التسعينات لم تكن النواحي الفنية الأخرى عنصراً أساسياً في صفات حارس المرمى طالما انه قادر على التصدي بيديه للكرات من مختلف الزوايا». وبشأن استفادته من وجود الإسباني جوارديولا مدرباً لبايرن ميونيخ، قال نوير: «جوارديولا مدرب يحب أن يكون حارس المرمى فعالاً وله دور في بناء الهجمة، وبمعنى أدق أن يكون اللاعب رقم 11 في الملعب وليس مجرد حارس مرمى، وأن يتقدم كثيراً طالما أن فريقه يمتلك الكرة، وأنا أسعى دائماً لكي أكون حارساً كاملاً يجيد كل شيء، ولكنني أؤمن بأنه لا وجود للحارس الكامل، ولكن على المرء أن يعمل ويبذل أقصى الجهد لكي يصبح الأفضل دوما، أما الكمال فمستحيل بلوغه». وأضاف قائلا ً: «بالمناسبة أنا من الحراس الذين لا يحبون فكرة الاستعراض و«الشو» في لعبهم، ويبقى هدفي الأول أن أحصل على الكرة وحول الجوانب التي يحتاج فيها إلى تطوير، قال نوير: «لي أسلوبي في اللعب وأهم شيء أن أتدرب باستمرار على هذا الأسلوب وأن أنفذ ما يجنبنى الإصابات، وهناك دائماً تفاصيل صغيرة يمكن تحسينها، ولكن ليس هناك جانب في أدائي يحتاج إلى تعديلات جوهرية». وبمناسبة اقترابه من سن الثلاثين، قال: «لم أطرح على نفسى السؤال من قبل بشأن هذه السن وما إذا كانت هي «النموذجية» لتألق حارس المرمى، فالأساس عندي أن أشعر بأن جسدي في حالة جيدة». وأرجع تفسيره لقوة الجيل الحالي من حراس المرمى الألمان وزيادة الطلب عليهم في أوروبا، بأن هذا ليس شيئاً جديداً، فألمانيا لديها حراس عظام على امتداد السنوات، وأضاف: «الحراس أرقام 2 و3 و4 و5 على نفس المستوى تقريباً ويمكن للمنتخب الاعتماد على أي منهم في أية لحظة، والفضل في هذا يرجع إلى العمل الممتاز الذي يجري في مركز تدريب حراس المرمى منذ عدة عقود، وتجسد في تفوق الحراس الألمان خارج ألمانيا أكثر من أي وقت مضى. وحول منتخب ألمانيا بطل العالم 2014 وأين هو الآن؟ قال نوير: «الفريق تغير قليلاً باعتزال «لام» و«كلوزه» و«ميرتساكر» وقدوم الشباب، وقد حققنا عدة نتائج مخيبة للآمال في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية، ولكن هذا طبيعي بعد الفوز ببطولة كبرى مثل كأس العالم، فقط نحتاج إلى بعض الوقت لاستعادة مستوانا العالي. وفى ختام الحوار أكد نوير أن عشقه و«نهمه» للبطولات والألقاب لا يتوقف، وقال: «نحن نريد أن نحصل على بطولة كأس الأمم الأوروبية، فهذا حلمي لأنها اللقب الوحيد الذي ينقصني، حيث شاركت في «يورو 2008» وخرجنا من النهائي أمام إسبانيا صفر/‏ 1، وفى البطولة التالية خرجنا من الدور قبل النهائي أمام إيطاليا، وأنا شخصياً أرى أن الفوز بكأس الأمم الأوروبية أصعب غالبا من الفوز بكأس العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©