24 أكتوبر 2012
في خطوة مبتكرة تهدف إلى غرس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ مفاهيمه في وجدان النشء، احتفى مركز حضانة بساتين التابع لنادي سيدات الشارقة بحدث موسمي هادف، حيث شارك جمعا من منتسبيه الصغار مع أولياء أمورهم في حملة مباركة بعنوان «بساتين الحج»، ليؤدي خلالها الأطفال من البنات والأولاد تمثيلا واقعيا لمناسك الحج وطقوسه المقدسة، وذلك تحقيقا لمبادئ المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الذي ينادي دوما بالحرص على تثقيف الأجيال الجديدة وتعريفهم بهويتهم وانتمائهم الديني والمجتمعي.
منذ اليوم الأول لشهر ذي الحجة الجاري، بدأ أكثر من خمسين طفلا وطفلة من المنتسبين لحضانة البساتين استعداداتهم وتحضيراتهم للخوض في هذه التجربة الرائدة، وبمساندة وإشراف من معلمات المركز اللواتي تابعن مع الأهالي كل الخطوات والأمور التي تساهم في إنجاح هذه المناسبة، وذلك ضمن مظاهر احتفالات عيد الأضحى المبارك.
وقالت سعاد المري المسؤول الإعلامي في نادي سيدات الشارقة، إن هذه الحملة نشاط هام مدرج ضمن برنامج فعاليات النادي على مدار العام، لأننا نؤمن بأن كل تجربة يمر بها الطفل خلال مرحلة عمرية مبكرة من سنوات نشأته الخمس الأولى تترسخ بشكل جذري في عقله الباطن، وتصبح جزءاً لا يتجزأ من ذاكرته الإنسانية، لذا حرصاً على تعزيز معاني وأسباب العبادات الإسلامية وتوضيحاً لفلسفتها في ديننا الحنيف، نجد أن من الضروري تعريف الأطفال بشكل مبسط وسلس بطقس مهم من طقوس الإسلام، ولنريهم عملياً المراحل التي يمر بها الحاج لبيت الله، وماهي الأضحية أو خروف العيد.
محاكاة
وأضافت، نحاول جاهدين من خلال الحملة أن نثري مفردات اللغة العربية وندعم بعض المفاهيم الإسلامية في أذهان هؤلاء الصغار، وذلك بتعريفهم بكلمات جديدة ومصطلحات وتعابير غير مألوفة بالنسبة لهم، فنساعدهم وبأساليب سلسة وبسيطة على فهمها واستيعابها ومن ثم التعبير عنها بالممارسة العملية والمحاكاة لذات التجربة، مما يعطي لكل مصطلح وتعبير نعّرف به معنى وصورة ترتبط بذاكرة الطفل، ومنها على سبيل المثال «الكعبة، الحج، الطواف، السعي، الصفا والمروة، رمي الجمرات، ماء زمزم، جبل عرفات، خروف العيد».
وعن أهداف حملة بساتين الحج، قالت أمل الأمير مديرة مركز الحضانة، من جملة أهدافنا بتنظيم هذه الفعالية أيضا جمع الأطفال الأجانب مع أسرهم التحدرة من جنسيات غير عربية، أو تنتمي لديانات أخرى لتعريفهم ببعض من تعاليم الإسلام السمحة، وبشيء من طقوسه الروحانية، ومع أن احتفالية الحملة تتم كلها خلال يوم واحد فقط وهو الذي يسبق الوقفة، إلا أن التحضير لها يأخذ وقتا وجهدا من قبل كل المشاركين، حيث نعمل بروح الفريق لنهيئ الطلاب للمناسبة، لناحية ملابس الإحرام، وإعداد المجسمات للطواف والسعي والرمي، كالكعبة الشريفة وبئر زمزم وجبل عرفات ورمي الجمرات.
مناسك
كما نلقنهم كيفية التكبير والتهليل والتلبية وندربهم على خطوات الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة وهم بملابس الإحرام.
وتتابع: في هذا الموسم أضفنا بعض التجديدات وأجرينا شيئا من التغييرات عن السنوات السابقة، ومنها مثلا الخروج مع البنات والأولاد وهم محرمون من مبنى مركز حضانة بساتين متوجهين مشيا على الأقدام إلى مسجد نادي سيدات الشارقة، وهم يهللون ويكبرون ليتجمعوا عند الوصول في باحته الواسعة ثم يباشروا بعد سماع أذان الحج مناسكه، فيطوفوا حول مجسم الكعبة لسبعة أشواط، ويسعوا في ممر خاص مثلناه بديلا عن الصفا والمروة متابعين بقية المناسك بكل حماس وحيوية». وتضيف «الأمير، لقد وضعنا مجسماً لبئر زمزم وذكرنا بعض المعلومات عن قيمة وبركة الشرب من مائه الزلال، ووزعنا على المشاركين حبات من التمر، لنخرج عليهم بعدها بالأضاحي «خروف العيد» حتى يفهموا القصد من وراء ذلك، ليبدأ الحجاج الصغار بعدها برحلة العودة الميمونة إلى الحضانة، ويستقبلهم أهاليهم بالسعف والزغاريد». وثمنت منى السقا ولية أمر طفلة، مشاركة ابنتيها في الحملة اللافتة، مثنية على أهدافها السامية، واصفة فرحتها العارمة برؤية فلذتي كبدها بملابس الإحرام، مهللتين ومكبرتين في غبطة وحماس بإحياء شعار مهم من شعائر الإسلام، وهما مستشعرتان قدسية الطقوس ومكانتها الكبيرة في النفوس، حيث تتوطد من خلالها أواصر الانتماء للهوية والدين الإسلامي الحنيف.
المصدر: الشارقة
عدد اليوم
