الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انهيار وقف إطلاق النار بين «الحوثيين» و «السلفيين»

انهيار وقف إطلاق النار بين «الحوثيين» و «السلفيين»
3 نوفمبر 2013 00:27
عقيل الحـلالي (صنعاء) - شن مسلحون حوثيون أمس لليوم الرابع على التوالي، هجوماً عنيفاً على أقلية “سلفية” تتمركز في بلدة رئيسية بمحافظة صعدة اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. ويأتي الهجوم بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع اليمنية، الليلة قبل الماضية، وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع في بلدة “دماج”، جنوب صعدة.وقال مصدر عسكري يمني، إنه “تم وقف تبادل إطلاق النار بين طرفي النزاع في دماج”، منذ الساعة الخامسة من مساء الجمعة، حسب موقع وزارة الدفاع. وأكد المصدر العسكري “نشر وحدات من القوات المسلحة في المواقع والنقاط التي كان يتمركز فيها الطرفان” . ونفت وزارة الدفاع اليمنية تقارير صحفية تحدثت عن مشاركة قوات عسكرية في الهجوم على بلدة “دماج”، معتبرا تلك التقارير “كاذبة” و”إشاعات مغرضة الهدف منها تشويه سمعة القوات المسلحة”. إلا أن الجماعة السلفية في اليمن نفت بشدة إعلان الجيش وقف إطلاق النار ونشر وحدات عسكرية في المناطق المضطربة، وأكدت استمرار “الحوثيين” في قصف بلدة “دماج”. وقال المتحدث باسم الجماعة السلفية، سرور الوادعي، لرويترز، إن “الحوثيين” استخدموا الصواريخ وقذائف الدبابات وقتلوا أكثر من 15 سلفياً وأصابوا 30 في احدث هجوم على “دماج”. وقال متحدث آخر باسم الجماعة السلفية في “دماج” لـ(الاتحاد) إن الهجوم الحوثي كان “عنيفا”، وأسفر عن تدمير وإحراق عدد من المنازل، مضيفا :”تصاعدت أعمدة الدخان من مناطق عدة جراء القصف المدفعي والصاروخي”. وذكر المتحدث عبدالقادر الشرعبي، أن القصف استهدف أيضاً شبكة وخزانات المياه الرئيسية، ومناطق في الشمال يتمركز فيها المقاتلون السلفيون الذين أفشلوا، الجمعة، محاولة لاقتحام بلدة “دماج” من قبل مليشيات جماعة الحوثي المدعومة بدبابات وأسلحة ثقيلة متنوعة. وقال إن القصف خلّف قتلى وجرحى في صفوف المدينين والمقاتلين السلفيين، مشيرا في “إحصائية تقديرية” إلى أن عدد قتلى الجماعة السلفية منذ اندلاع المعارك يوم الأربعاء الماضي “تجاوز الخمسين”. لكنه أضاف :”هناك مفقودون كثر لا نعلم شيئا عنهم. كما أن هناك جثث متناثرة في الشوارع تعود لمقاتلين سلفيين وحوثيين، ولم نتمكن من نقلها لدفنها بسبب استمرار القصف”. وتؤكد مصادر أخرى في الجماعة السلفية سقوط ما لا يقل عن 50 قتيلا من مقاتلي جماعة الحوثي خلال الأيام الأربعة الماضية، ليرتفع العدد التقديري لضحايا الاشتباكات الطائفية في شمال اليمن خلال هذه الفترة إلى أكثر من مائة قتيل، بينهم مدنيون. إلا أن مصدراً في المكتب الإعلامي لـ”الحوثيين” نفى تقارير تحدثت عن مقتل شقيق زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، في المعارك الدائرة في دماج، حسبما أفاد موقع “نيوز يمن” الإخباري المستقل. وقال المصدر إنه لا صحة للأنباء التي تحدثت عن مقتل عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم الجماعة المذهبية، في القتال مع السلفيين، متهماً وسائل الإعلام التابعة لحزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، بالترويج لهذه “الأخبار الكاذبة والمفضوحة”، حسب تعبيره. واتهم حزب “الإصلاح” في بيان رسمي، ليل الجمعة السبت، جماعة الحوثي بارتكاب “جرائم بشعة” ضد “الأبرياء الآمنين” في دماج، معبراً عن أسفه لسقوط “قتلى وجرحى” من النساء والأطفال، وتدمير منازل ودور عبادة في المعارك الدائرة في دماج. ودعا الحزب الحكومة الانتقالية ولجنة الوساطة الرئاسية إلى بتنفيذ اتفاق الهدنة بين “الحوثيين” والسلفيين “وإيقاف إطلاق النار وإخلاء مواقع ونقاط من المسلحين تمهيدا لإحلال الوحدات العسكرية للتموضع فيها”، مطالبا بالسماح للفرق الطبية بالدخول “لانتشال جثث القتلى وإسعاف الجرحى لتلقي العلاج”. من جهتها، عبّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس عن أسفها البالغ لمنع فريقها الميداني في محافظة صعدة من الوصول إلى منطقة دماج لتقديم خدماته الإنسانية والطبية للجرحى جراء المواجهات هناك. وقالت المنظمة الدولية في بيان، :”على الرغم من المحاولات العديدة والمتكررة، لم يسمح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى دماج في وقت يعتبر عدد كبير من الجرحى المدنيين في خطر إذا لم تمنح اللجنة الدولية إذناً بالدخول”. وأضافت :”وما زال فريق من اللجنة الدولية في صعدة مستعداً للدخول منذ الأسبوع الماضي للاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة للأشخاص هناك، فيما ما تزال المواجهات بين الجماعات المسلحة في المنطقة مستمرة”. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، سيدريك شفايتزر، :” نأسف بشدة لمنع فريقنا الميداني من الدخول إلى دماج، حيث من الضروري إخلاء الأعداد المتزايدة من الجرحى”. وأضاف: “نشعر بقلق شديد على أولئك الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدات العاجلة”. وتابع قائلاً :”نكرر مناشدتنا التي أطلقناها الأسبوع الماضي وكررناها امس (الأول) الجمعة بوقف الأعمال القتالية ومنحنا الإذن بالدخول الفوري وغير المشروط لكي نتمكن من إخلاء الجرحى وإيصال المساعدات الطبية العاجلة، فالوضع الإنساني كان حرجاً جداً وبات الآن أسوأ”. وتظاهر مئات اليمنيين، أمس أمام منزل الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي في العاصمة صنعاء، للتنديد بـ”جرائم الحوثي”. وطالب المتظاهرون بوقف “العدوان” على دماج، وهتفوا “يا حوثي يا مجرم، دماج مش إسرائيل”، في إشارة إلى شعار جماعة الحوثي “الموت لأميركا. الموت لإسرائيل”. وعلمت (الاتحاد) من مصادر قبلية إن عشرات من رجال قبائل “آنس”، وسط اليمن، توجهوا، الجمعة، إلى محافظة صعدة للانضمام إلى مليشيات جماعة الحوثي وقتال “التكفيريين”، حسب تعبيرهم. وذكرت المصادر أن مسلحين من قبائل “حاشد” في محافظة عمران اعترضوا طريق تلك المجاميع القبليين واعتقلوهم. وفي محافظة الجوف اغتال مسلحون مجهولون، ليل الجمعة السبت، زعيما قبليا محليا وقياديا في حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يرأسه الرئيس السابق علي صالح. وذكرت مصادر قبلية أن حادثة الاغتيال مرتبطة بخلاف قديم بين قبيلتين مشهورتين هناك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©