الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراصنة الغناء.. موزعون خارج النص

قراصنة الغناء.. موزعون خارج النص
29 أكتوبر 2015 21:31
تامر عبدالحميد (أبوظبي) تأثرت سوق الألبومات في السنوات الأخيرة، وهبطت أسهمها كثيراً نظراً لسارقي الأغنيات على الإنترنت والمواقع الموسيقية الإلكترونية الذين أطلق عليهم اسم «قراصنة الغناء» المنتشرين بـ «الشبكة العنكبوتية»، الذين أثروا بشكل سلبي على الدخل الرئيس لشركات الإنتاج، وجعلها تعيش في حالة ركود فني لفترة طويلة، خصوصاً أن هؤلاء المحترفين تعددت حيلهم في سرقة الأغنيات وتحميلها على المواقع رغم الرقابة الصارمة التي يضعها مسؤولو الشركات والمطربون أنفسهم. فما إن تصدر إحدى شركات الإنتاج ألبوماً غنائياً جديداً لأحد المطربين، حتى نجد أغنياته تنتشر على أغلب المواقع الموسيقية الإلكترونية التي تتيح لمستخدمي الإنترنت تحميلها بجودة عالية وبكل سهولة وبلا رسوم، فضلاً عن براعة «قراصنة الغناء» أيضاً في تحميل أغنيات جديدة لأهم مطربي العالم العربي وتحميلها قبل صدورها في الأسواق، الأمر الذي أصبح يمثل كارثة كبرى تحل على شركات الإنتاج وأرباحها، وكذلك الفنانين الذين اتجهوا مسرعين إلى البحث عن حلول أخرى تضمن لهم تواجدهم في السوق الفنية مثل الأغنيات المنفردة، إلى جانب المشاركة في حفلات غنائية ومهرجانات موسيقية لتعويض خسائرهم من الألبومات الغنائية. قرارات حازمة يرى الفنان الإماراتي حمد العامري أنه من المفترض وضع قوانين صارمة وقرارات حازمة من قبل صناع الأغنية والمسؤولين عن النقابات الفنية وشركات الإنتاج، بموجبها تتم معاقبة سارقي الأغنيات حتى يتم تلافي الخسائر الفادحة لكلا الطرفين سواء شركة الإنتاج أو الفنان نفسه، وقال: ظهر «قراصنة الغناء» منذ سنوات كثيرة، حينما تطورت الوسائل التكنولوجية والعصر الحديث واستخدام الإنترنت وبرامجه المتعددة، هذه الوسائل الحديثة منحت مستخدميها خصوصاً البارعين فيها، أحقية التدخل فيما لا يعنيهم، والدخول في مجال الآخر رغم أنف الجميع، وكذلك تحقيق الاستفادة الشخصية من ذلك، فلا أحد ينكر أن قراصنة الغناء وضعوا أيديهم وبكل قوة ومن دون أي رادع، وأصبحوا هم بمثابة الموزع الحقيقي للألبومات في العالم العربي. وأضاف: ورغم أن هذا الموضوع أثير الحديث عنه في السابق، إلا أن الوضع لم يتغير إطلاقاً، إنما زاد من تعدد «الشبكة العنكبوتية» وزادت مواقعهم الغنائية بشكل أكبر، الأمر الذي أعطى «مناعة فنية» لكل من مسؤولي شركات الإنتاج والفنانين أنفسهم، وأصبحوا يتعايشون بشكل طبيعي مع قراصنة الغناء، واتجهوا إلى وسائل أخرى لحل هذه المشكلة. أساليب حرفية استحدث قراصنة الغناء أساليب حرفية وجديدة من أجل سرقة الأغنيات وتحميلها على المواقع الإلكترونية الغنائية، الأمر الذي أثر بشكل كبير على الفنانين وشركات الإنتاج نفسها، التي كانت منتظمة في إصدار الألبومات الغنائية لنجوم الطرب في العالم العربي ودول الخليج، بحسب ما أكدته الفنانة نانسي عجرم، وقالت: سوق الألبومات تأثر في الآونة الأخيرة، ولم يعد لبعض المطربين الرغبة في إصدار ألبومات غنائية، خصوصاً وأنه بمجرد أن يصدر الفنان ألبومه الجديد، نرى قراصنة الغناء يحرقون الأغنيات على الإنترنت قبل طرح الألبوم في الأسواق، ما جعل يأتي بالسلب على عدم إقبال الناس على شراء الألبومات، لاسيما أنهم يستمعون إلى الأغنيات التي يريدونها بكل سهولة، وقالت: تعرض نجوم الغناء وشركات الإنتاج لسرقة الألبومات «إلكترونياً»، لذا كان من المنطق والطبيعي الإسراع في إيجاد حلول للتصدي إلى هجوم «الشبكة العنكبوتية»، وذلك عبر إصدار أغنيات منفردة وبثها عبر الإذاعات المحلية والعربية، لصعوبة سرقتها وتحميلها عبر المواقع الإلكترونية. انتشار الأغنيات ولفت الفنان الإماراتي هزاع الرئيسي إلى أن مسألة سرقة الألبومات الغنائية أصبحت متاحة للجميع، خصوصاً لبارعي استخدام الإنترنت وذلك بسب كثرة المواقع الإلكترونية الغنائية، وقال: أستغرب كثيراً من مسؤولي هذه المواقع، الذين يعطوا لأنفسهم الأحقية في تحميل ألبوم كامل على الإنترنت من دون الرجوع إلى شركة الإنتاج نفسها، فبعض الأحيان أجد في أحد المواقع الإلكترونية أغنيات ألبوم كامل على الموقع بجودة عالية جداً نفس جودة الألبوم أو السي دي، إضافة أيضاً إلى تحميل «بوستر الألبوم»، وكأنه أصبح الموزع الأول له. وقال: أثر وجود قراصنة الغناء على سوق الألبومات وجعله يعيش في حالة ركود في الآونة الأخيرة، لكن رغم السلبيات الكبيرة التي تعود على شركات الإنتاج، إلا أن لـ«قراصنة الغناء» إيجابيات أيضاً، أهمها هو انتشار الأغنيات بشكل أسرع، خصوصاً أن تحميل الأغنيات لا يستغرق سوى بضع دقائق ومن ثم سماعها لكل مستخدمي الإنترنت. مكانة فنية وشددت المطربة يارا على ضرورة مواصلة المطربين طرح ألبوماتهم في مواعيدها الثابتة من كل عام للحفاظ على جماهيريتهم ومكانتهم الفنية في سوق الألبومات. وقالت: رغم ما يحدث في سوق الألبومات من ركود بسبب قراصنة الغناء، فإن المطرب لا يستطيع الابتعاد عن إصدار ألبومات، خصوصاً أن الألبوم هو الأرشيف الفني الحقيقي له، رغم معرفتهم التامة بأنهم من الممكن أن يتعرضون للسرقة. وأضافت: نجاح المطرب في النهاية يعود إلى نجاح الأغنيات نفسها، حتى لو تمت سرقتها وتحميلها على المواقع الإلكترونية، فالأمر في النهاية يجب أن يضع له قيود صارمة من قبل مسؤولي شركات الإنتاج الذين يجب أن يحافظوا على معادلة صدور الألبوم أولاً في الأسواق، ومن ثم تحميله على الإنترنت، خصوصاً أن هذا الأمر يعود بالإيجاب على الفنان نفسه. وأكد علي إلياسي مدير شركة «إتش برودكشن» للإنتاج الفني أنه اتجه في الفترة الأخيرة إلى إنتاج أغنيات منفردة وتصويرها بطريقة الفيديو كليب، بعد أن تأثرت أغلب شركات الإنتاج المشهورة عربياً، التي كانت تطرح الألبومات الغنائية بصفة مستمرة في الأسواق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©