شيماء الزرعوني: الإمارات قبلة العمل الإنساني

هناء الحمادي (أبوظبي) على الرغم من صغر سنها أبدت قدراً كبيراً من المرونة والاجتهاد في عملها في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، فقد عملت سابقاً في مواقع عدة قبل انضمامها إلى الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي. شيماء الزرعوني المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي على الرغم من جدولها الزمني المزدحم تؤمن بضرورة التركيز والتأمل والتدبر والتوقف قليلاً وإعادة النظر في الأمور وتقييم الاستراتيجيات ومواجهة التحديات برؤية مختلفة وبعين فاحصة، بالإضافة إلى تجربة وتعلم أمور جديدة كل يوم تقول «أنا شخصية تتصرف بسرعة تجاه المشاكل، وأود دائماً التأكد من إنجاز الأعمال وإغلاق ملفاتها بالكامل، ولا أترك شيئاً يمر دون الانتهاء منه». خريطة طريق يبدو أن ما يجعل شيماء واحدة من القيادات الإماراتية المميزة بحق هو قدرتها على بث روح التعاون والفريق الواحد والانتماء، فتعتبر نفسها سفيرة دولة الإمارات في مجال عملها. كما تشعر أن أمامها عملاً كثيراً مرتبطاً بتحقيق وتنفيذ استراتيجية المدينة العالمية للخدمات الإنسانية 2015 - 2021، حيث الابتكار وتسريع العمليات الإنسانية وتطوير التعاون بين القطاعات المختلفة يرسم خريطة طريق جديدة للعمل الإنساني المحلي والدولي. بالإضافة إلى عمل شيماء الزرعوني في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية فهي عضو فعال في عدة مؤسسات وهيئات محلية ودولية من ضمنها المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية لدولة الإمارات، وعضويتها في المجلس الاستشاري العلمي لمؤتمر «ديهاد» والمجلس الاستشاري لجامعة ولونغونغ في دبي، كما تم اختيارها كعضو تحكيم في لجنة اختيار الفائزين بجائزة هولت لعام 2013 و2014 و2015، وهي مدربة معتمدة لمشروع «إسفير» والخاص بالمعايير الدنيا للاستجابة الإنسانية، كما أنها عضو في مجلس إدارة ستارت نتورك البريطانية. الدور الإنساني وعن الدور الإنساني الذي تلعبه المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تؤكد أنها نتاج رؤية استثنائية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أسس المدينة في عام 2003، بهدف تمكين المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية وتقديم أفضل الخدمات اللوجستية لتسهيل تقديم العمل الإغاثي بكفاءة وفعالية، مؤكدة أنه بفضل هذه الرؤية السديدة ومن خلال تعاظم الدور الذي تضطلع به المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أصبحت أكبر مركز للخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية وأكثرها فعالية على مستوى العالم بوجود أكثر من 60 منظمة، ومن مقر المدينة تمت الاستجابة لأكثر من 80 دولة حول العالم وتقدر قيمة الشحنات الإغاثية التي تم إرسالها في العم 2014 نحو 750 مليون درهم إماراتي، ومجمل التبرعات الإنسانية للمدينة تجاوزت 98 مليون درهم إماراتي، وعلى الصعيد اللوجستي، تقدم المدينة أكبر مستودعات إغاثة دولية للعديد من المنظمات الأممية والإنسانية بحجم 52,000 متر مربع يشتمل على العديد من مواد الإغاثة والتي يتم تخزينها وإرسالها عند الحاجة لكافة المناطق المنكوبة حسب الحاجة وفي أسرع وقت، كما تصل مساحة المكاتب المقدمة للأعضاء 12,700 متر مربع. وتقول الزرعوني «تشرفت المدينة بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لرؤية واستراتيجية المدينة 2015 - 2021 في شهر يناير من هذا العام لتخط مسيرة عمل جديدة تخدم العمل الإنساني محلياً ودولياً وترتقى به من خلال أربع منصات إنسانية رئيسة وهي«تواصل، شارك، ابتكر، وريادة للإنسانية»، بحيث تصبح المدينة والإمارات في المركز الأول لفعاليات العمل الإنساني العالمية. جائزة المرأة الإماراتية رغم اعتزازها وفخرها بترشيحها لجائزة المرأة الإماراتية لعام 2015 عن «فئة الإنجاز» ترى الزرعوني أنها مسؤولية جديدة يتبعها عمل دؤوب، فمن يعمل لأجل وطنه لا ينبغي أن يكون سعيه من أجل المكانة المرموقة فحسب، بل ينبغي أن يكون الحماس دافعه، فكما يقولون «لا حدود للطموح، لكن ينبغي أن نتأكد دائماً أننا نقف على أرضية صلبة».