عقيل الحـلالي (صنعاء) - من جهة ثانية، قُتل ستة عسكريين وأصيب ثلاثة آخرون، صباح أمس الاثنين، بانفجار مستودع ذخائر مستهلكة في مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وقال سكان محليون لـ”الاتحاد” إن انفجارا عنيفا وقع داخل مستودع لذخائر وقذائف مستهلكة في منطقة “دار سعد”، شمالي المدينة، مشيرين إلى أن الانفجار “سُمع من أنحاء متفرقة من المدينة”، وأن “أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من مكان الانفجار”. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، أن الانفجار وقع داخل مستودع ذخائر تابع للوحدة التنفيذية لنزع الألغام، موضحا أن المستودع كان يحتوي على ألغام وقذائف نُزعت من مناطق في محافظة أبين، التي شهدت، منتصف العام الجاري، معارك عنيفة بين القوات الحكومي ومقاتلي تنظيم القاعدة.
وأشار البيان إلى أن الانفجار “كان ناتجا عن خطأ في التعامل مع تلك الألغام والقذائف والمتفجرات” التي كان مقررا تدميرها لاحقا في منطقة “دوفس” بمحافظة أبين، مؤكدا أن الانفجار أسفر عن مقتل ضباط وثلاثة جنود.
لكن مصادر طبية في مدينة عدن أكدت لـ(الاتحاد) مقتل ستة عسكريين وجرح ثلاثة آخرين جراء انفجار مستودع الذخائر في “دار سعد”. وأوضحت المصادر الطبية أن أشلاء عدد من الجنود القتلى “تناثرت” جراء الانفجار، الذي يأتي بعد أيام من انفجار مستودع صواريخ داخل معسكر بالعاصمة صنعاء، أوقع قتيلين و20 جريحا.
من جانب آخر، أمر الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، بتشكيل جيش شعبي بمحافظة لحج في جنوب البلاد، حيث تتصاعد موجة احتجاجات شعبية انفصالية منذ مارس 2007، وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن محافظ لحج، أحمد المجيدي، بحث، أمس الاثنين، مع القيادة العسكرية والمحلية بالمحافظة، “توجيهات” الرئيس هادي ووزارة الدفاع “بشأن إعادة تشكيل اللجان الشعبية والمهام الخاصة بنشاطها” في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومحاربة تنظيم القاعدة المتطرف.و”اللجان الشعبية” هي مليشيات قبلية محلية غير منظمة، متواجدة في محافظات أبين، لحج، وشبوة، خصوصاً منذ مساندتها الجيش اليمني في حربه الأخيرة ضد تنظيم القاعدة، خلال الفترة ما بين أبريل ويونيو الماضيين.
وأضافت وكالة “سبأ”، أن الاجتماع الذي حضره قائد محور العند العسكري قائد اللواء 201 ميكانيكي، اللواء محمود الصبيحي، ناقش دور هذه المليشيات في “مساعدة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على أمن واستقرار” محافظة لحج، وذكر المحافظ المجيدي أن مليشيات اللجان الشعبية “ستُشكل من الشباب الذين لا توجد لديهم وظائف عامة أو خاصة”، وأنها ستتبع “قادة عسكريين مكلفين”، ورؤساء المجالس المحلية في مديريات لحج الـ15، معتبرا أن تشكيل هذه المليشيات سيعزز دور الأجهزة والعسكرية في “مكافحة الإرهاب”ـ وملاحقة المتطرفين ومن وصفها بـ”العناصر الخارجة عن النظام والقانون”.
وتُشكل بعض مناطق لحج ملاذا آمنا للمتطرفين الإسلاميين، فيما تُعد مناطقها الشمالية معقلا رئيسيا لمسلحي “الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم احتجاجات انفصالية متصاعدة في الجنوب منذ مارس 2007.
وكان قائد محور العند، العميد الصبيحي، حذر من أن الوضع الأمني في محافظة لحج “خارج عن السيطرة” تماما، حسبما أفادت، أمس الاثنين، صحيفة “أخبار اليوم”، الأهلية، الموالية للقائد العسكري اليمني البارز، اللواء علي محسن الأحمر. وقال الصبيحي في لقاء جمعه بوزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد أحمد ناصر، السبت الماضي: “الوضع الأمني في لحج صفر، ومن يقول إن هناك تحسناً فهو كذاب”، مضيفا: “النساء والأطفال مرعوبون في المنازل. لا نستطيع أن نوفر لهم الأمن، ونحن مجرد مسؤولين فقط. الأمور في المحافظة تمشي بالعلاقات الشخصية”.
عدد اليوم
