تغطية مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة.
الحساني: لجنة الحكام عليها العبء الأكبر
الشارقة (الاتحاد) - وصف محمد الحساني عضو مجلس إدارة نادي الشعب عضو اللجنة الفنية الأخطاء التحكيمية بالمؤثرة، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأخطاء جزء من اللعبة. وأشار إلى أن أخطاء قضاة الملاعب مثلها مثل أخطاء المدربين، واللاعبين، مبيناً أنه يقع على لجنة الحكام باتحاد الكرة العبء الكبير في معالجة هذه الأخطاء المؤثرة حتى لا تتكرر مثل هذه السيناريوهات، والتي قد تضر بمصلحة بعض الأندية. وقال: «رغم الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها بعض قضاة الملاعب فإن التحكيم الإماراتي بخير مقارنة ما يحدث في بعض ملاعب العالم والدوريات الأوروبية». ونوه الحساني بأنه ضد الحكم الأجنبي والنغمة التي ظل يرددها البعض باستقدام حكام أجانب لإدارة بعض مباريات الدوري، متسائلاً: من يضمن أن يدير الحكام الأجانب دورينا دون الوقوع في فخ الأخطاء؟! وتابع: «المرحلة المقبلة تتطلب مضاعفة الجهد من الحكام حتى لا يقعوا في فخ مثل هذه الأخطاء المؤثرة».
خارج النص التحكيم.. أزمة تتجدد على الدوام
محمد سيد أحمد (أبوظبي) - تتجدد الاعتراضات على قرارات الحكام من قبل أندية الدوري في كل موسم لكنها اتخذت بعداً آخر هذا الموسم بعد تكرار الأخطاء التي تضررت منها بعض الأندية.
ووصل عدد الأندية المحتجة على قرارات الحكام منذ بداية الموسم إلى 10 أندية وجهت انتقادات حادة في معظمها من أصل 14 نادياً تمثل الأندية المحترفة، لتصل نسبة المحتجين على قرارات الحكام إلى 79? من عدد الأندية بالرغم من أن بطولة الدوري لم تمض منها سوى 6 جولات فقط والمتبقي 20 جولة فكيف سيكون الحال فيها.
وكان العين حامل اللقب وجه نقداً على حكمي مباراته في لقاء الشباب بالدوري والشارقة في كأس المحترفين، والجزيرة في مباراتيه أمام الوصل والشباب الدوريتين، وعجمان على لقاءاته الثلاثة الأولى دورياً، والوحدة على حكمي مباراته مع بني ياس والشارقة بشكل قوي بينما كان انتقاده للتحكيم في معظم مبارياته الأخرى، وانتقد بني ياس التحكيم في لقائه مع الظفرة بينما شن الأخير هجوماً لاذعاً على حكم مباراته مع الجزيرة، وانتقد دبي حكم مباراته مع الشارقة، فيما كان للنصر احتجاج في لقائه الأخير أمام العين، والشباب تحدث عن تعرضه لأخطاء في معظم مبارياته وطالب بتفعيل مشروعه الذي قدمه في الموسم الماضي الخاص بتبادل الحكام، كما احتج الإمارات في لقائه مع الشعب رغم فوزه، كذلك وجه الشعب انتقادات للتحكيم في مباراته أمام الشباب رغم كسبه نقاط المباراة.
ورغم مطالبة عدد من الأندية بإصلاح الحال ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بضرورة استقطاب حكام أجانب للمشاركة في إدارة مباريات دورينا، حتى ينصلح حال التحكيم، لكن هناك من يرى أن أخطاء الحكم جزء من اللعبة ويجب التعامل معها بروح رياضية لأن الحكم بشر مثله مثل اللاعب والمدرب يخطئ في الملعب.
ومع صواب الرأي الأخير إلا أن رفع معدل كفاءة الحكام يبقى مطلبا مهما من أجل مصلحة اللعبة والإسهام بشكل فعال في تطورها، وإيجاد حلول تجعل الأخطاء قليلة قدر الإمكان وهذا شأن يخص اتحاد الكرة ولجنة الحكام التي عليها العمل من أجل ذلك، لكن في الوقت نفسه فإن الأندية معنية بالأمر لذلك حرصنا على استجلاء أراء بعض الأندية منها من يعتقد أن الضرر الذي وقع عليه كان كبيراً، كما سعينا لمعرفة رأي اتحاد الكرة من خلال التواصل مع الأمين العام الذي لم يتجاوب بالرد على هاتفه، فيما كان للجنة الحكام أراء واعترافات من خلال حديث الحكم الدولي السابق محمد عمر عضو مجلس إدارة الاتحاد ورئيس لجنة الحكام الذي شدد على أن التعاون بين الجميع سيصب في تقليل الأخطاء بإبعاد الحكام عن الضغوط الرهيبة التي ظلوا يتعرضون لها بالذات من بداية الموسم الحالي والتي بدورها تنعكس على أغلبهم لأنهم بشر، ولا يوجد إلا قلة بإمكانها أن تتحمل مثل هذا الضغط الرهيب.
وقال: «المطالبات بحكام أجانب لا أظن أنها نابعة من قناعة حتى عند الذين يطالبون بها في بعض الأحيان وأعتقد أن الأغلبية مع الحكم المواطن، لأن الحكم الأجنبي إذا تم استقطابه للعمل في دورينا ستكون كارثة كبيرة».
وأضاف: «الأخطاء جزء من اللعبة ونحن نعترف بها ونعرف أن هناك أندية يقع عليها بعض الضرر لكن ذلك ليس مقصوداً، لأنها تحدث في كل العالم وكمثال بسيط ما حدث في مباراة برشلونة وريال مدريد الأخيرة والتي لم تحتسب فيها ركلتي جزاء صحيحتين للريال».
وأوضح محمد عمر «نحن مع اعتراضات الأندية وهو أمر طبيعي وصحي كما أنه حق من حقوقهم، والحكم جزء من اللعبة فمثلما لا يوفق ناد في اختيار لاعب أجنبي يكون قد دفع له الملايين، أو في مدرب لم يكن على قدر التطلعات، فهناك حكام أيضاً لا يوفقون في إدارة بعض المباريات، ونحن مع النقد البناء الذي يساعد على التطور وتحسين منظومة التحكيم، لكننا لسنا مع تعريض الحكام للضغوط لأن ذلك لن يقلل الأخطاء التحكيمية وما يحدث في هذه الفترة ضغوط غير طبيعية على الحكام».
وأشار محمد عمر إلى أن الحكم المواطن ظل يقدم خدماته وله إسهاماته في كرة القدم بالدولة على مدار ربع قرن من الزمان وله جهود كبيرة، وقال: «حالياً هناك نحو 15 حكماً دولياً يشاركون باستمرار في إدارة مباريات خارجية بشكل جيد وهم خير سفراء للدولة في كرة القدم، كما أن قاعدة الحكام تشمل أكثر من 300 حكم عاملين في إدارة المباريات في جميع المسابقات، ونحرص دائماً على أن تكون إدارة المباريات في الدوري للحكام أكثر خبرة والذين يحملون الشارة الدولية».
وتابع: «لا يوجد من لا يخطئ فانا نفسي عندما كنت حكماً عاملاً أخطأت في بعض القرارات وتم في ذلك، ومن يخطئ لا نعاقبه بل نمنحه فرصة الابتعاد عن إدارة المباريات لفترة تمنح الفرصة لغيره حتى يصوب أخطاءه ثم يعود من جديد.
وأوضح محمد عمر أن اتحاد كرة القدم يقدم كل الدعم من أجل النهوض بالحكم المواطن وجعله يقوم بمهمته على الوجه الأكمل، وكشف عن قيام ورشة للحكام في الفترة من 12 إلى 17 من هذا الشهر بدبي ستقدم خلالها محاضرات من خبراء في الاتحاد الدولي وهدف الورشة هو تطوير مستوى الحكام العاملين بشكل أفضل.
وطالب محمد عمر الحكام بالابتعاد من الضغوط كما قدم الدعوة للأندية لحضور برلمان الحكام الأسبوعي حتى تكتسب الثقافة القانونية في اللعبة مؤكداً أن أبواب اللجنة مفتوحة للجميع وجدد مطالبته بتعاون أكبر من الجميع من أجل مصلحة الحكام ولعبة كرة القدم.
الطنيجي: الحل في «الصفوة الخليجية»
أبوظبي (الاتحاد) - أكد خليفة الطنيجي رئيس شركة الظفرة لكرة القدم أن القرارات التحكيمية في الدوري تؤثر كثيراً على مسار المباريات في هذا الموسم بشكل خاص والمواسم الماضية بشكل عام، معتبراً أن هذا التأثير لا يحدث فقط لنادي الظفرة، لكن العديد من الأندية تضررت من سوء القرارات التحكيمية الذي افقدها نقاطاً.
وأضاف: «بعض الأندية تضررت بشدة من الأخطاء التحكيمية في المباريات، والبعض الآخر استفاد من هذه الأخطاء، ومن الطبيعي أن الحكام في دورينا أو في كل انحاء العالم يخطئون ويتعرضون لمثل هذه الهفوات، ولكن عندما نشاهد أخطاء بالجملة تحدث في مباراة واحدة، أو عدة مباريات في نفس الجولة فلابد لنا من الوقوف على هذه المشكلة وإيجاد حل لها لتفاديها، واستقطاب صفوة الحكام الخليجيين لإدارة مباريات في الدوري سيكون جزءا من الحل».
الهاملي: الشفافية مطلوبة
أبوظبي (الاتحاد) - أكد محمد عتيق الهاملي عضو مجلس إدارة شركة الجزيرة لكرة القدم أن الجزيرة مع الحكام قلباً وقالباً لأنهم من أهم عناصر تطوير اللعبة، وأنه في نفس الوقت يجب أن يكون العمل دائما ومستمرا داخل اللجنة لتطوير مستوى الحكام للخروج بالمباريات إلى بر الأمان، لأن الأندية تنفق مبالغ طائلة حالياً من اجل إعداد فرقها، وتجهيزها للمشاركة في المسابقات المحلية، وليس من السهل على الإدارات أن تضيع نتيجة مباراة بقرار حكم.
وقال: «الكرة الإماراتية في عهد الاحتراف حالياً، والأندية تتعاقد مع افضل اللاعبين الأجانب، وتتوافر لنا أفضل وسائل نقل المباريات، ويجب أن يكون التحكيم على نفس المستوى من الاحترافية، ولهذا فإن الشفافية مطلوبة من قبل لجنة الحكام واتحاد الكرة، على الأقل كي يعرف النادي المظلوم ما الذي حدث مع الحكم الذي أهدر حقه، سواء بسوء تقدير، أو بعدم معرفة للوائح، ومن هنا سوف تتراجع حدة الغضب عند الأندية، وسوف يسعى كل حكم بكل قوة لتطوير نفسه».
وتابع: «نحن مع تفريغ الحكام كي يقوموا بدورهم على أكمل وجه، لأنه ليس من المنطقي أن يأتي الحكم لإدارة المباراة وقد كان في عمله قبل المباراة بساعتين أو ثلاث ساعات، والتفريغ بالتأكيد سوف يوفر للحكم الفرصة في تطوير نفسه، ولكننا أيضاً مع التفكير خارج الصندوق في لجنة الحكام».
عدد اليوم
