الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

4 طرق عالمية لتهذيب «الصغار» في «مونديال الإمارات»

4 طرق عالمية لتهذيب «الصغار» في «مونديال الإمارات»
2 نوفمبر 2013 23:26
معتز الشامي (دبي) - لكل منتخب طريقته في تطوير قدرات لاعبيه نفسياً، وبناء شخصياتهم وتعويدهم على روح الجماعة وتعزيز التعاون والتعاضد بين أفراده، خاصة في البطولات الكبيرة، سواء قارية أو عالمية بحجم «مونديال الناشئين» تحت 17 سنة «الإمارات 2013» الذي تستضيفه الدولة حتى 8 نوفمبر الجاري. غير أن البطولة شهدت حتى الآن صورا عدة، تعكس آخر ما وصل إليه علم التدريب في كرة القدم الحديثة، خاصة فيما يتعلق بسلوك اللاعبين وتطويره إلى الأفضل، في ظل صغر سن اللاعبين، واحتياجهم للتوجيه في أمور عدة، أبرزها التعود على التواضع وحب الآخر. ومن خلال مشاهدات ما دار خلف كواليس المباريات، من خلال التدريبات اليومية لمعظم المنتخبات التي شاركت في البطولة، سواء تلك التي ودعت من الدور الأول، أو التي استمرت حتى ربع النهائي، وفي طريقها لاستكمال المشوار حتى النهاية. واكتشفت «الاتحاد» أن المنتخبات المختلفة، بخاصة العالمية منها تعتمد 3 أساليب أساسية، في تأهيل وتطوير قدرات لاعبيها، وبناء شخصياتهم في مثل تلك البطولات التي تعتبر محطة أخيرة، قبل تحول اللاعبين إلى سن الاحتراف الحقيقي، بعد بلوغهم الـ 18 عاماً، خلال أشهر قليلة قادمة، ووقتها قد يتنقل هؤلاء اللاعبون بين دوريات أوروبا والأندية العالمية الكبرى في بداية رحلة البحث عن الشهرة والتألق. عمال مهمات تجسد الطرق الأول في غياب «عامل المهمات» عن عدد كبير من المنتخبات، وعلى رأسها الأرجنتين والنمسا وكندا واليابان وروسيا والمكسيك وأوروجواي، وهؤلاء تكون مهتمهم حمل أدوات التدريب من وإلى الملعب، بالإضافة إلى حمل مياه الشرب وزجاجات العصائر، وغيرها من الأغراض، وعلى مدار أيام البطولة أصبح حمل تلك الأغراض مسؤولية اللاعبين عبر التعاون في نقلها من الحافلة المخصصة للاعبين إلى داخل الملعب، وعقب انتهاء التدريبات يهتم اللاعبون بإزالة الأغراض المهملة، ووضعها في أكياس بلاستيك، وتجميعها في مكان واحد، بجانب حمل الأغراض نفسها وإعادتها إلى الحافلة بعد الانتهاء من استخدامها مجدداً. ويعتبر «التانجو» من المنتخبات التي اعتمدت هذا الأسلوب بطريقة مبالغ فيها خلال البطولة، وبالتالي لم يرحم لاعبيه الصغار حتى أيام المباريات، حيث تراهم يدخلون الملعب، وهم يحملون بعض أدوات التدريب والأمتعة وزجاجات المياه وغيرها. وعن هذا الأمر قال، هومبيرتو جرندونا مدرب التانجو «روح العمل الجماعي هي ما نحب أن نزرعه في اللاعبين، وهو أمر متبع منذ تكوين هذا المنتخب تحديداً، حيث اصطحبنا عامل مهمات واحدا، وتكون مسؤوليته أدوات التدريب التي تستخدم داخل غرفة خلع الملابس، أما تلك التي تستخدم في الملعب من زجاجات المياه للشرب والعصائر، والكرات والأدوات البلاستيكية وغيرها، يحملها اللاعبون أنفسهم، ونرغب في تربية نفسية وفكرية للاعبين، ونحن صارمون في ذلك، على النهج العسكري نفسه، واللاعبون اعتادوا على تلك الآلية ولا تقلقهم». ورغم هذا التواضع في حمل ووضع الأمتعة، إلا أن منتخب التانجو يعيبه «غرور» لاعبيه، خاصة في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة قبل وبعد المباريات. مدرسة خاصة تلك الصفة بالتحديد تفوق فيها المنتخب البرازيلي الذي يعتبر الأكثر انفتاحاً على الإعلام، وهو ما حول لاعبي «السامبا» الصغار بجهازهم الفني بقيادة جالو، إلى أصدقاء مقربين من جميع رجال الإعلام المكلفين بتغطية البطولة حتى خروج «راقصي السامبا» من السباق عقب الخسارة أمام المكسيك أمس الأول، حيث التواضع في التعامل مع الآخر، واحترام مهمة الإعلامي، لدرجة يقف فيها اللاعب البرازيلي لأكثر من نصف ساعة في المنطقة الإعلامية المختلفة، ليأتي دوره في الرد على استفسارات أي إعلامي، وهي ميزة خاصة لمنتخب «السامبا» وحده. وعن تلك الميزة الخاصة، قال جالو «الإعلام الرياضي شريك دائم للاعب في مسيرته، نعود اللاعبين منذ هذه السن على احترام الإعلام، ولا نرفض قيام أي لاعب بإجراء أحاديث وحوارات مع أي وسيلة إعلامية، كما لا نعاقب أي لاعب يدلي بتصريحات، حتى ولو كانت صادمة أو قوية، بل نربي فيهم التعبير عن أنفسهم بما لا يسبب مشكلات داخل الفريق نفسه». ويأتي بعده مرتبة في أريحية التعاطي مع الإعلام، المنتخب المكسيكي الذي يتعامل فيه اللاعبون بصورة شبه منفتحة، ولولا حاجز اللغة، لوقف اللاعبون مع جميع الإعلاميين قبل وبعد التدريبات والمباريات، ولكن لم يغب عن محياهم نظرة التواضع والاحترام للآخر. تأهيل نفسي بعض المنتخبات اهتمت ببعد التأهيل النفسي التي كانت حاضرة بقوة في توفير معد نفسي متخصص خلال البطولة وقبلها، مثل المنتخبين الكندي والنمساوي، بالإضافة إلى اليابان وروسيا، وفي المقابل غاب مفهوم الإعداد النفسي والذهني للاعبين عن فكر معظم المنتخبات العربية التي شاركت بالبطولة، وهي العراق وتونس والمغرب والإمارات، حيث غاب المؤهل النفسي المتخصص، وحضر الإداري صاحب القدرة على محاضرة اللاعبين. وعن غياب المعد النفسي لمنتخب العراق، أكد موفق حسين مدرب «أسود الرافدين» أن اللاعبين لم يبدر منهم ما يشير إلى احتياجهم إلى توفير معد نفسي، وقال إن طبيعة المنتخبات العربية تختلف عن نظيرتها الأوروبية، بحيث تكون بناء العلاقة القوية بين اللاعب من جانب والإداري والمدرب من جانب آخر، كفيلة بالقيام بهذا الدور، مشيراً إلى أن المدربين والإداريين العرب يجيدون دور المعد النفسي دون الحاجة إلى المعد النفسي. وعن استخدام مؤهل نفسي بالمنتخبات، أكدت إيريس فيكمان المتحدثة الرسمية باسم منتخب النمسا والمنسقة الإعلامية للمنتخب خلال البطولة، أن تأهيل اللاعبين ومنحهم محاضرات تثقيف أصبح مطلباً ضرورياً، ويستخدم في علم التدريب الحديث، ووجود شخص متخصص في التأهيل النفسي هو أمر مهم، خاصة بالنسبة لمنتخب يواجه ضغوط هائلة قبل المشاركة في محفل بهذا الحجم». من بين الأساليب التي توحدت فيها جميع المنتخبات كانت طرق الاستفادة من وقت اللاعبين خلال أيام البطولة بعيداً عن التدريبات والمباريات، وفي بعض المنتخبات تم استخدام جدول يومي من خلاله، يتم تخصيص ساعة يومياً للقراءة والاطلاع لتثقيف اللاعبين، وتكون فرضاً على الجميع، سواء عبر الإنترنت أو من خلال إجبار اللاعبين على اصطحاب كتب تناسب أذواقهم لقراءتها والاطلاع على ما فيها. فيما تكون الساعة الثانية مخصصة للترفيه الداخلي بمقر الإقامة، وهذه تكون بالسماح للاعبين للعب «البلا ستيشن»، أو البلياردو معاً بما يزيد من المرح وروح التنافس الودي بين اللاعبين وبعضهم البعض ويهيئهم للتعامل مع ضغوط التدريبات والمباريات، وكان المنتخب الروسي من أكثر المنتخبات تطبيقا لهذا الأسلوب تحديداً، بالإضافة إلى منتخبات تونس والمغرب ونيجيريا. وعن الوسائل المختلفة المتبعة لتأهيل وتربية اللاعبين في هذا السن وتعويدهم على روح الالتزام والجدية، أكد الخبير الألماني بن شتوبر مسؤول تطوير أساليب التدريب الحديثة بـ «الفيفا» أن معظم المنتخبات العالمية باتت تهتم بالجوانب السلوكية والأخلاقية، جنباً إلى جنب مع الجوانب التدريبية والفنية، خاصة مع منتخبات المراحل السنية سواء الناشئين أو الشباب والأولمبي. ولفت إلى أن ما يتبع بالبطولة هو أمر مستحسن، ويتم التأكيد عليه في المحاضرات الخاصة بتطوير أساليب التدريب، وهو ما تم نقله لمدربي الشرق الأوسط خلال ورشة العمل التي أقامتها «الفيفا» على هامش مونديال «الإمارات 2013». وأكد شتوبر أن هناك منتخبات تتفوق للغاية في هذا المجال، ولكنها لم تتأهل للبطولة الحالية، وهي منتخبات ألمانيا وهولندا على سبيل المثال، وقال «لو تأهلت تلك المنتخبات، لكنتم رأيتم طرقا حديثة في بناء اللاعبين خارج وداخل الملعب، وهي تتبع في معايير الأكاديميات في ألمانيا تحديداً». نيجيريا وكوت ديفوار يعتمدان «العشوائية» دبي (الاتحاد) - الصدفة وحدها قادت معظم نجوم منتخبي نيجيريا وكوت ديفوار للمشاركة في البطولة الحالية، لأن الغالبية منهم من دوري المدارس الثانوية، أو من أكاديميات كرة القدم، حيث يتعلم اللاعبون أبسط قواعد كرة القدم، وتطوير قدراتهم الفنية، بعيداً عن أي شيء آخر، ولعل ذلك ما عكس انطباع وجود بعض العشوائية في تنقلات المنتخبين، وغياب المفاهيم الاحترافية، قياساً بما يطبق في المنتخبات العالمية الأخرى، ولكن تواضع اللاعبين وروحهم الطيبة في التعامل مع من حولهم، خففت من وطأة هذا الأسلوب العشوائي في الإعداد السلوكي كثيراً. «اخدم نفسك بنفسك» شعار «الساموراي» دبي (الاتحاد) - تعتبر مشاركة منتخب «الساموراي»، بمثابة محاضرة مفتوحة، لمن أراد التعلم من كيفية الانضباط والالتزام والدقة والرقي في التعامل، وهي عادة الشعب الياباني بشكل عام، ولكن الفريق «الأزرق» الذي ظهر بشكل جيد في الدور الأول، قبل خروجه من دور الـ 16 للبطولة، أحد المنتخبات العالية المهمة، من حيث الانضباط في المواعيد والسلوك والتحرك، كما كان الجهاز الفني يجبر اللاعبين على حمل جميع الأمتعة والأدوات، دون وجود أي مساعدين أو مسؤولي مهمات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©