الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انفصال «إريكسون» عن «سوني» ودياً بعد ارتباط دام 10 سنوات

انفصال «إريكسون» عن «سوني» ودياً بعد ارتباط دام 10 سنوات
4 نوفمبر 2011 23:55
جرى الانفصال بشكل ودي، حيث اعتلى سير هوارد سترينجر وهانز فيستبرج المنصة في أحد فنادق لندن في جو من المرح والبساطة للإعلان عن انتهاء شركة التآلف سوني اريكسون للهواتف بعد 10 سنوات من تأسيسها. وفقا للاتفاق، تشتري سوني حصة اريكسون البالغة 50% مقابل 1,05 مليار يورو، وتعتزم ضم الهواتف الذكية في استراتيجية الشاشات الأربع الرامية إلى الوصول إلى المستهلكين عن طريق كل من أجهزة الكمبيوتر والهواتف وأجهزة التلفاز والكمبيوتر اللوحية المتصلة عبر شبكة منفتحة جميعها على محتويات سوني من الموسيقى والأفلام والألعاب. وقال أودون دي لابورت المحلل في مؤسسة سي إيه شيفرو للوساطة: “إنه نبأ عظيم أن تتمكن اريكسون من التخارج بسعر جيد من نشاط ضعيف النطاق يفتقر إلى مستقبل استراتيجي”. ويبلغ ما دفعته سوني حوالي ضعف القيمة التي كان لابورت قدرها للشركة. منذ عشر سنوات كان التحالف بين قطاعي الهواتف المحمولة المتخبطين آنذاك تحالفاً رشيداً ذا مغزى. وعلى الرغم من أن سوني أريكسون لم تحقق هدف الفوز على نوكيا لتحتل المركز الأول في مجال الهواتف المحمولة، فإنها حققت نجاحاً عظيماً في منتصف العقد الماضي من خلال عدد من الهواتف المحمولة المتوسطة ضمت أسماء ووكمان وسايبرشوت التجارية. ومنذ 10 سنوات حين تم تكوين شركة التآلف لم تتغير السوق تغييراً جذرياً سوى إطلاق آبل هاتفها الذكي آي فون. وكان أداء هواتف اكسبيريا المحمولة الراقية من سوني أريكسون جيداً حيث اقتنصت نحو 11% من سوق الهواتف المحمولة المستخدمة لنظام تشغيل أندرويد من جوجل في ربع السنة الأخير. غير أن التنافس احتدم حين أطلقت كل من نوكيا وآبل وسامسونج واتش تي سي هواتف محمولة مرتبطة بشبكة الإنترنت في شهر سبتمبر الماضي. وقال فرانسيسكو جيرونيمو المحلل في مؤسسة اي دي سي البحثية: “كان لسوني اريكسون بعض النجاح في الهواتف الذكية، ولكنه كان غير كاف، إذ كانت الشركة منشغلة في نطاق محدود من المنتجات في وقت كان ينبغي عليها أن تكون فيه أوسع كثيراً”. وأضاف جيرونيمو: “أدرك الجميع منذ دخلت أبل سوق الهواتف المحمولة أن الأمر لم يعد معنياً بالأجهزة فقط، ولكنه أضحى مرتبطاً بخلق بيئة متكاملة وجعل العملاء يشعرون بالانتماء لتلك الأجهزة. وما نشهده الآن هو سعي أبل وجوجل إلى الهيمنة على غرفة المعيشة من خلال توصيلات بين أجهزة مختلفة”. وقال فيستبرج: “أضحت الهواتف الذكية أكثر تركيزاً على طلب المستهلك. لذلك من المنطقي فصل الشراكة وضم الهواتف الذكية لمحفظة سوني”. وكانت المشاكل تتراكم تدريجياً في هذه الشراكة السعيدة، حيث كان تنفيذيو سوني قد غضبوا في صمت حين عقدت سوني ميوزيك اتفاقية موسيقى تسمى (كل ما تستطيع تناوله) مع نوكيا قبل أن تعرض اتفاقية مماثلة على شقيقتها سوني اريكسون. كما قامت سوني باستفزاز اريكسون حين أطلقت جهاز كمبيوتر لوحي باسمها وليس باسم سوني اريكسون. كذلك لم يتم أبداً تحقيق اتفاقية وضع اسم بلاي ستيشن التجاري (سوني) على أي من أجهزة الهاتف. ويرى سير هوارد أنه من خلال فصل نشاط الهواتف المحمولة لتكون في يد واحدة سيكون من الأسهل إلحاق جميع أجهزة سوني المختلفة بشبكة تسلية سوني جديدة تقدم محتويات الموسيقى والأفلام والألعاب رقمياً. ووصف سير هوارد الهواتف المحمولة بأنها بمثابة آخر قطع اللغز لاستراتيجية محفظة سوني وقال: “الناس مغرمون بالهواتف الذكية. ويتزايد عدد من يشاهدون التلفاز على هواتفهم ونحن في مقدورنا أن نحقق لهم ذلك”. وهو يتصور عالماً تنتقل فيه المحتويات بسلاسة بين أجهزة سوني حيث قال: “إن لم ترغب في مشاهدة شيء على جهازك اللوحي في مقدورك نقله على هاتفك وان لم ترغب أن تشاهده على الهاتف اسحبه على جهاز التلفاز”. وقال محللون إن سوني بما يتوفر لديها من مكتبات محتويات ضخمة سيكون في مقدورها أن تحتل مركزاً مرموقاً بين نظم البث المتنافسة. غير أن سير هوارد أقر بأنه لا يزال يواجه بعض التحديات في جعل مختلف أقسام الشركة تعمل معاً. وكان منشغلاً بالفعل بالسعي بصعوبة إلى هدم ما أسماه الصوامع المستقلة المغلقة داخل سوني حتى قبل ضم قطاع الهواتف المحمولة. وقال: “حققت شركات محتوياتنا أرباحاً جيدة فعلاً في السنوات القليلة الماضية. ولكن ينبغي أن نعرف الآن أن الجميع يعملون لنفس الشركة وأنها وسيلة واحدة لأجل غاية واحدة. تتمثل هذه الغاية في عمل ما تعمله أبل بكفاءة وهو بيع الكثير من الأجهزة. وهي لم تبع الأجهزة إلا بمحتوياتنا. ونحن سنبيع محتوياتنا من خلال أجهزتنا. ونحن استهترنا بالفرصة والمهم حالياً هو التنفيذ”. سينبغي على سوني سرعة تنسيق استراتيجيتها إذ يتوقع محللون ألا يزيد الصراع بين المنصات المتناغمة إلا اشتعالاً. وفي مقدور مايكروسوفت بتحالفها مع نوكيا ومنصة ألعابها اكس بوكس أن تغطي كثيراً من المجال الذي تغطيه سوني فيما تهرع آبل إلى غرفة المعيشة بمبادرات مثل آبل تي في. كما بدأ مصنعو الهواتف المحمولة الصينيون يفكرون في الطريقة التي يستطيعون بها اقتناص حصة أكبر من سوق التطبيقات. ففي مقابلة أجريت مؤخراً مع فاينانشيال تايمز لم ينكر هيه شيو رئيس قسم المحطات العالمية في مؤسسة زد تي إي عزم شركته على إطلاق خدماتها ونظمها من أجل دعم ما تنتجه من هواتف ذكية. كما تعتبر أمازون قوة منافسة في هذا القطاع، حيث إنها تتحدى سوني في مجال القارئات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية في الوقت الذي تقوم فيه بتكوين مكتبة محتويات خاصة بها. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©