العين (الاتحاد) - مع مرور 68 دقيقة كان المنتخب السويدي متخلفاً أمام هندوراس بهدف مقابل لا شيء، في حينها، كان يتعين على مدرب الخاسر رولاند لارسون اتخاذ قرار، خصوصاً أن الأدوار الإقصائية، هي مسألة «حياة أو موت»، فقرر أن يزج بالسريع كارلوس ستراندبيرج، ولاعب الوسط أنتون ساليتروس، وطلب من مساعده التقدم بطلب من الحكم الرابع لإدخالهما أرض الملعب.
وقال لارسون لموقع «الفيفا»، وهو يبتسم «كان يتعين علينا أن نرمي بثقلنا في المباراة، فاستبدلنا طريقة 4-4-2 بطريقة 4-3-3، لكي نمارس الضغط على هندوراس»، لكن قبل إجراء عملية التبديل، نجح إردال راكيب بإدراك التعادل، عندما سجل بـ «أناقة» إثر تمريرة بينية من جينتريت سيتاكو، وفي الوقت الذي كان فيه لاعبو السويد يحتفلون، نادى لارسون لاعبوه الاحتياطيين إلى المقعد مجدداً وشرح ذلك بقوله «كان يتعين علي التوقف والتفكير بالخطوة التالية، ماذا يجب أن أفعل؟، قمنا بمشاروات سريعة مع باقي الجهاز الفني، وقررنا الرمي بكل ثقلنا، أشركنا اللاعبين ساليتروس وستراندبيرج، لكننا حافظنا على طريقة 4-4-2 بدلاً من 4-3-3، ونستطيع أن نطلق على ذلك بأننا كنا نريد الفوز بأي ثمن لكن ليس تماماً».
وكان تأثير الثنائي سريعاً، لأن ستراندبيرج طويل القامة وقوي البنية وسريع، قام بتمريرة عرضية من الجهة اليمنى، باتجاه الجناح الأيسر، قبل أن يعيدها ساليتروس، باتجاه المهاجم المتألق فالمير بيريشا، ليتابعها الأخير داخل الشباك رافعاً رصيده في البطولة إلى أربعة أهداف.
وقال ساليتروس لاعب أيك سولنا الذي خاض مباراتين أساسياً في كأس العالم تحت 17 سنة ومباراتين كاحتياطي « يتعين عليك أن تكون جاهزاً دائماً عندما تلعب احتياطياً، استعد دائماً قبل مباراة من هذا النوع، كما لو أني أخوضها أساسياً لأنك لا تدرك متى وبأي سرعة ستأتي فرصتك، بعد دخولي بثوانٍ معدودة، مررت كرة عرضية باتجاه بيريشا ليسجل، وبالتالي قمت بعمل جيد لأنني كنت جاهزاً».
عمل كبير
أما ستراندبيرج فهو متحدر من مزيج برتغالي وسويدي، ويدرك المهمة التي يتعين عليه القيام بها بوضوح عندما يكون لاعباً احتياطياً، وقال لاعب بي كاي هاكن الذي لم يشارك بعد أساسياً في «الإمارات 2013»، لكنه لعب احتياطياً في جميع مباريات فريقه، في هذا الصدد «من واجبي أن أكون مستعداً»، عندما يناديني المدرب، يتعين علي أن أبذل قصارى جهودي لمساعد الفريق، أنا جاهز لتنفيذ المهمة ولا مشكلة لدي على الإطلاق».
أما المهاجم الرائع بيريشا الذي سجل هدفاً بكعبه ذكر كثيراً بمثله الأعلى زلاتان إبراهيموفيتش، يدرك هو الآخر أهمية التشكيلة الكبيرة التي يملكها المدرب تحت تصرفه في هذه النهائيات، ويقول «إنه أمر مذهل امتلاك هذا العدد الكبير من اللاعبين الجيدين الذين يستطيعون الإتيان من مقاعد الاحتياط، ويسهمون بشكل كبير لمصلحة الفريق»، ووصف المدرب لارسون، بيريشا بأنه «أحد أفضل المهاجمين في البطولة».
ويتحدث لارسون عن لاعبيه الأقل شهرة بمودة حقيقية كما يفعل تجاه نجوم الفريق، وقال وهو يربت على كتف لاعبيه وهم يمرون في النفق المؤدي إلى الصحفيين الذين كانوا ينتظرون للتحدث إليهم «يمنحنا هؤلاء الشبان قوة هائلة سواء أكانوا أساسيين أو احتياطيين، لا يتوقفون عن بذل المجهودات، لا يتوقفون إطلاقاً، فقدنا توازنا في المراحل الأولى من المباراة، ودخل مرمانا هدف لهذا السبب، لكنهم لم يحنوا رؤوسهم، بل قاموا بالمهمة على كامل وجه وفعلوا ما يجب القيام به للفوز بالمباراة».
ولدى سؤاله عما إذا كان نجح في فرض نفسه أساسياً في التشكيلة الأساسية، بعد المجهودات التي قدمها في ربع النهائي، يرد ساليتروس الودود جداً والأشقر بإيماءة برأسه بقوله مبتسماً «لا فرق، لقد بلغنا نصف نهائي كأس العالم وهذا شعور رائع، آمل أن أساهم بشيء متميز في نصف النهائي أيضاً»، لا شك بأن ساليتروس هو جزء من فريق مؤلف من 21 لاعباً وليس فقط 11 لاعباً.
عدد اليوم
