الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السفير غريب في المقصورة

17 نوفمبر 2014 00:15
من بين الصور التي تميز بطولة الخليج في دوراتها المتعاقبة أنها تكاد لا تخلو من الفوضى غير الخلاقة، لأن الأخرى كارثية، وشهدت مباراة المنتخبين الشقيقين العراقي والكويتي قدراً كبيراً من هذا المرض الذي ينتقل بواسطة أكثر من فيروس أبرزها.. فيروس الإخفاق، كما حدث فوق المستطيل الأخضر، إذ ارتكب الحكم السلوفيني الذي لن نذكر اسمه رأفة به من لعنة التاريخ والرياضيين أجمعين خطايا تحكيمية سرقت جهودا كبيرة بذلها اللاعبون العراقيون عرقاً مدراراً روت عشب ملعب الأمير فيصل، ولن نناقش قصدية تلك الخطايا أو عدم قصديتها، فالعلم عند علام الغيوب إلا أننا نؤشر النتائج وأبرزها الاستهانة بعطاء كبير، مما يعني فوضى اختيار الحكم، وفوضى ما ارتكبه هذا الحكم. وفي المباراة ذاتها كانت هناك فوضى أخرى أيضاً، ولكن سببها فيروس يطلق عليه «الجلد السميك» الذي لن يحس مهما كان المخرز مدبباً مؤلماً، فقد أدرك كثير ممن توقف بهم قطار التحصيل العلمي في المحطة الأولى أو ما بعدها بمسافة قليلة أن الحياة بتفاصيلها يمكن أن تقتحم من أبواب أخرى لا علاقة للعقل السليم بها، بل كل الأبواب تفتح أمام الهندام الجذاب، هذا النفر من البشر على حد قول العباقرة من الهنود يستطيعون أن يتسللوا إلى أرقى الأماكن من غير أن تشغلهم للحظة واحدة سالفة الكفاءة والمنصب والعمل بكل أنواعه. إنهم موجودون في كل الأماكن ببطاقات تعريفية، يعجز أهل الاختصاص عن الفوز بها، أما كيف فالسبل كثيرة أمامهم ضيقة على أضدادهم، لأن العلماء والخبراء والنجوم الحقيقيين على مر الزمان تراهم يذوبون تواضعاً في المكان الذي ينكمشون سمواً فيه، حتى يكاد لا يشعرن بهم أحد. وسط هذه الأجساد المهندمة كان على السفير العراقي في الرياض أن يبحث عن المكان الذي خصص له، ولمن على درجته من علية القوم، ولأن الرجل كما رأيناه وهي المرة الأولى التي رأيناه فيها دمث الخلق متواضعاً ليس في قدرته، وهو القوي رسمياً على جرح المشاعر، وكلما زادت دقائق وقوف السفير ارتفعت درجة التصبب عرقاً من الجالسين بعيداً خجلاً من عدم إحساس الجالسين قريباً الذين لا يتعرقون إلا من حرارة الصيف اللاهب مثل كثير مما خلق الله سبحانه وتعالى، وكما كان متوقعاً لم يجد الغريب ضالته إلا بعد أن استعمل أحد القائمين على الأمر العين الحمرة.. المهم إنها فوضى غير خلاقة وأحد الشرين أهون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©