الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أنور السادات لـ "الاتحاد": لا مستقبل لأحزاب التيار الإسلامي في مصر

أنور السادات لـ "الاتحاد": لا مستقبل لأحزاب التيار الإسلامي في مصر
29 أكتوبر 2015 19:52

القاهرة &ndash حوار: محمـد جاب الله

في مكتبه بمصر الجديدة حيث تظهر في الخلفية صورة للرئيس المصري الراحل أنور السادات وبعض من مقولاته الشهيرة، يجلس ابن شقيقه متابعاً الانتخابات البرلمانية من داخل غرفة عمليات الحزب، قلقاً من النسب "الباهتة" في مشاركة المصريين وعزوف الشباب عن الانتخابات البرلمانية.

خلال حوارنا معه، أكد البرلماني محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية، والرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب أنه لا مستقبل لأحزاب التيار الإسلامي في مصر لمدة 10 سنوات، رافضا دعوات تأجيل انتخابات مجلس النواب.

لماذا يذهب الشباب إلى تدريبات فريقي الأهلي والزمالك ولا يذهب إلي صناديق الاقتراع؟

ــ الشباب بدأ العزوف عن المشاركات السياسية، بعد أن أصابهم الملل خلال 4 أعوام، مليئة بالأحداث الثورية والاضطرابات والوقفات الاحتجاجية، والغالبية قلق على لقمة العيش، والبعض الآخر وجد أن الأحزاب السياسية غير جاذبة للعمل السياسي الفعال والفريق الثالث رأى الانهماك في الحفلات والتدريبات وأنشطة المجتمع المدني وليس السياسية.        

رغم العدد الهائل 100 حزب سياسي .. هل مصر حقاً بلا أحزاب حقيقية؟

ــ هذا حال الأحزاب السياسية في مصر "لا يرضي عدوا ولا حبيبا". وعلينا -جميع الأحزاب السياسية- أن ندرس جدياً في حلول للخروج من عنق الزجاجة ومن حالة الثورية بعد ثورتين شعبيتين قامتا في البلاد، وعلينا التفكير في الاندماج وأن ينحصر هذا الكم الكبير من الأحزاب السياسية في 7 أو 8 أحزاب تمثل جميع التيارات الفكرية: ليبرالية ووسطية ويسارية واشتراكية وإسلامية.

أرى أنكم تتحدثون بصغة الجمع .. يعني ذلك تعترفون بأخطاء حزبـكم أيضاً في الحياة السياسية؟

ــــ بالطبع اعترف بذلك. وسوف أدعو إلى جمعية عمومية لحزب الإصلاح والتنمية بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية ومعرفة نتائجها واتخاذ قرار إما بالاندماج مع الأحزاب الأخرى في نفس توجهنا أو حل الحزب. والأقرب من وجهة نظري بحكم التاريخ في العمل الحزبي والاسم هو حزب "الوفد". لكن سنحترم قرار الجمعية العمومية.

ما رأيكم فيما يتردد.. أن مراكز القوى الآن تغيرت ..وأصبحت ممثلة في ثلاث أسماء هي: اللواء سامح سيف اليزل منسق قائمة "حب مصر" ورجل الأعمال نجيب ساويرس زعيم "المصريين الأحرار" ، ومحمد بدران رئيس حزب مستقبل وطن؟

ــــ مراكز القوى بطبيعة الحال مرتبطة في بلدنا بحجم الإمكانيات المادية. فالأسماء التي طرحتموها أولها اللواء سيف اليزل ويقف وراءه مجموعة من مصادر التمويل والتبرعات وأيضا رضاء من الدولة. أما رجل الأعمال المصري ساويرس، فلديه إمكانيات مادية كبيرة. أما الشاب بدران رئيس حزب مستقبل وطن، وهو كيان جديد يمول من جانب 4 رجال أعمال معروفين ولديهم توجهات معينة ويتحرك الحزب بتوجهات، وليس شرطا أن يترشحوا ولكن لهم أهداف في المستقبل ويتدخلون في اختيار المرشحين.

هل سقوط "النور" السلفي في المرحلة الأولى للانتخابات مفاجأة؟

ــ لم تكن مفاجأة بالنسبة لي مثلما يشيع البعض. فاذا نجح التيار الإسلامي، فقد يمثلهم ليس أكثر من 20 عضوا داخل البرلمان، ولا بد من تمثيلهم في البرلمان.

لكن إذا ما لم يحقق التيار الإسلامي أي أرقام في الانتخابات البرلمانية، هل يمكن تعويضهم من خلال نسبة 5% الممنوحة للرئيس للتعيين؟

ــــ نتوقع ذلك بالفعل في التعيينات وذلك رسالة إيجابية بأن يتم تمثيل بعض التيارات المدنية أو الإسلامية أو المسيحية التي لم يسعفها الوقت أو التي لم يحالفها الحظ في وجود ممثلين لها، وتعويضها عن طريق "الترضية ".

هل إجراء الانتخابات البرلمانية الآن خطوة غير صحيحة؟

ــ بالطبع ضرورية. فهو الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، وبرلمان يعرج أفضل من لا شيء ويكفي أنه سيصبح لدينا برلمان قبل ديسمبر 2015. 

في التصريحات الأخيرة، تصف بعض الشخصيات العامة الإعلام المصري بأنه "متآمر" .. ما تعليقكم؟

ـــ للأسف. الإعلام المصري، في بعض الفضائيات الخاصة والصحف، انتهج نهج التحريض ويزيد من الانقسام بين المصريين. وعليه أن يعيد النظر في طريقة معالجته للقضايا والتحديات التي تواجهها مصر وما يحدث "عيب وحرام ".

هل الحياة السياسية تحتاج إلى هيكلة؟

ـــ ضروري أن نحدد أولويتنا. فالدولة تحكمها عشوائية وتخبط المحافظين. ولا توجد سياسة أو اقتصاد. نريد التعافي من كل الأزمات. وما نراه جميعا اجتهادات وتعامل وقتي مع المشكلات حتى في السلوكيات والأخلاق.

البعض يري أن البرلمان القادم "مفتت" والبعض الآخر يروج لمقولة "الثقة في الرئيس تكفي" .. ما رأيكم؟

ـــ بالنسبة للجزء الأول: البرلمان سيأتي بتركيبة واسعة جدا من مختلف التيارات. أتوقع 40% من الحزب الوطني المنحل و5% للتيار الإسلامي والباقي من الأحزاب والمستقلين وسوف يكون هناك 50 عضو أصحاب مواقف قد ينصبوا في خانة المعارضة وهم مشاكسون.

أما الشق الثاني: كثرة التشكيك في الأحزاب السياسية وكثرة الهجوم عليها. وهي تضعف من هيبة البرلمان. وأدت مقولة "قد يكون البرلمان معطلا لقرارات الرئيس" إلى عدم مشاركة الناس في الانتخابات وعزوفهم. لكن سنرى مشاكسات ومشاغبات من بعض النواب داخل مجلس النواب الجديد.

ما رأيكـم في ظاهرة المال السياسي التي تظهر مع كل انتخابات في البلاد .. وكيف يمكن أن تحكمها دولة القانون؟

ــ ظاهرة المال السياسي لن تنتهي من مصر ومازالت موجودة والأوضاع لم تتغير بعد ثورتين وإزالة حزب حاكم. كما أن العصبيات والقبليات مازال بعضها موجودا رغم خلافات بين عائلات أدت إلى الانقسام حول المرشحين. القوائم في الصعيد لم نر فيها مفاجآت وأغلب من خرج هم الراغبون في الاستقرار والباحثون عن الهدوء والسكينة.

كيف الحل في ملف الأحزاب المصرية؟

ــ لابد من تيارات محددة تمثلها أحزاب تجمع حولها القوى السياسية. وهي مسألة وقت والنظام السياسي في مصر يجب أن تمثله أحزاب في دائرة الديمقراطية حتى لو كان هناك عدم رضى عن أدائها والبداية في الاندماج.

فأنا أرى أن هناك مجموعة أحزاب أرشحها لتستقبل حولها الأحزاب الأخرى. فحزب "الحركة الوطنية" ومعه "الشعب الجمهوري" و"مصر بلدي" و"المؤتمر" وغيره من التيار الديمقراطي،. و"مستقبل وطن" يمكن له أن يدمج الأحزاب الشابة والائتلافات الشبابية معه. و"الوفد" مع الأحزاب الليبرالية ونفس التوجه. وحزب "الناصريين الأحرار" معه "الجبهة الديمقراطية" وغيره ممن اتبعوه. و"المحافظون"، و"المصري الديمقراطي" قد يلتف حوله "الكرامة" و"التيار الشعبي" و"الدستور". وحزب يساري تلتف حوله مجموعة  الأحزاب اليسارية. ولا أري مستقبلا لأحزاب دينية في مصر لمدة 10 سنوات.

هل بدأت بوادر أو مؤشرات تلوح في الأفق لتلك الأحزاب خلال تمثيلها بالانتخابات الجارية الآن؟

ــ تقريبا، أقصى حزب سيحصل على 75 مقعدا. وقد يكون "مستقبل وطن"، ويتبعه "المصريون الأحرار" في المركز الثاني بـ 60 مقعدا ثم الوفد بـ55 نائبا.

عذراً .. غالبية الشعب ترى بأن الشخصيات العامة مجموعة من "المشتاقين"؟

ـــ وسائل الإعلام سلطت الضوء، خلال الثورة وبعدها، على بعض الشخصيات، جعلت منها محل اهتمام. وأصبحت تلك الشخصيات نجوم فضائيات، وأصحاب بطولات زائفة وبعضهم من النشطاء الثوريين جزء منهم متهم بالفساد.

من المقولات والأمثال التي انتشرت خلال تلك الأيام "الله يرحم أيام مبارك".. ما تعليقكم؟

ـــ مقولة نتيجة ضغوط الحياة وعدم الاستقرار، والمعيشة الصعبة. فهي نوع من التنفيس وليس معناها أن يستدعوا أيام نظام الرئيس السابق مبارك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©