الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ست الحسن» تصاميم تراثية بروح عصرية

«ست الحسن» تصاميم تراثية بروح عصرية
2 نوفمبر 2013 21:07
ماجدة محيي الدين (القاهرة) - احتلت شيم الجابي مكانها على القمة بأسلوبها المنفرد بين مصممي الأزياء التراثية. وكما تقول فإن التفاصيل الدقيقة تحدث الفرق بين مصمم وغيره، موضحة أنها علمت نفسها بنفسها، ودخلت عالم الفنون التراثية بروح الهواية تنهل وتتعلم من فناني الفطرة الكثير، حيث جلست بصبر تتابع خطوات تنفيذ كل قطعة من إبداع نساء الكفور والنجوع في أقاصي صعيد مصر، وانتقلت إلى قرى بحري والدلتا لتتمرس على القصات وأساليب التطريز اليدوي المبهر الذي تتوارثه الأجيال. ومن شمال سيناء إلى جنوبها التقطت العديد من قطع النسيج التراثية النادرة، ودرست المغزى وراء كل رسمة أو لون يتم وضعه على الثوب. وأتقنت كل ما أمكنها من حلى وأكسسوارات. لتطرحها في أشكال جديدة مبتكرة تساير العصر وتتلاءم مع روح الموضة العالمية. العام الجديد عن جديدها لموسم الأعياد والعام الجديد، تقول الجابي «مجموعتي الجديدة هي رسالة بعنوان «ست الحسن» فأنا أريد للمرأة أن تبدو مبهجة مشرقة وتستقبل العام الجديد بتفاؤل ومحبة كبيرة، ولا يفارقها شعور الاعتزاز بالذات والتراث الحضاري الثري الذي يلهمنا بالكثير والجديد دائما». وتضيف «التزم دائما بالأفكار الأساسية لأي ثوب تقليدي بحيث يكون معبرا عن أسلوب المرأة في منطقة ما ومثلا واحة سيوة بألوان الشمس وأشعتها البراقة والأزرار الصدف والخيوط المستخدمة في التطريز، والتي استلهمتها من بيئتها حيث النخيل والبلح والرمال والوديان. كذلك الحال في إعادة إحياء الثوب التقليدي للمرأة في أعالي مصر، وتحديدا بعض قرى أسيوط المشهورة بنسيج التلي المثقب والمطرز بالخيوط الفضية. وفي المجموعة تصاميم متنوعة تضم الخامات التراثية والأقمشة المصنعة بحرفية ومهارة عالية ومعظمها يتم تنفيذه في خطوط إنتاج خاصة بي». الاتجاهات العالمية حول العلاقة بين مجموعتها الجديدة والاتجاهات العالمية للموضة، تؤكد الجابي أنها لا تغيب عن متابعة عروض ملوك الموضة في كل موسم، حيث ترصد الألوان التي يرشحونها والأفكار الجديدة في الموديلات والخطوط وقد توحي لها بعض التصاميم العصرية بأسلوب جديد لتوظيف الفنون التراثية في قطع تجمع بين جمال وروعة الماضي، إلى جانب البساطة والأناقة التي تبحث عنها المرأة العصرية». وتشير إلى أنها تحرص في كل مجموعة على أن تضم تصاميم تحمل الطابع الكلاسيكي بكل ما فيه من زخم وترف في الخامات والأكسسوارات، وهي تصاميم تعكس الفخامة والرفاهية التي تميز أزياء المناسبات والسهرات، موضحة أنها رصدت أن أكثر الموديلات إقبالا من الشابات هي تلك التي تتسم بالبساطة والعملية مثل البلوزات والقمصان والفيست والبانشو، وجميعها تعتمد على قصات وخطوط توافق أحدث صيحات الموضة، ولكنها متفردة بتفاصيل تمنحها الخصوصية من خلال حليات وأكسسوارات أو تطريز يدوي يستعيد الفنون التراثية بنمط مختلف. ألوان جريئة تبرر الجابي استخدامها للألوان بجرأة قائلة «أتدخل في تغيير لون النسيج التراثي ليحمل إحدى درجات ألوان الموضة، وعلى سبيل المثال قماش «التلي» المميز لنساء أسيوط لونه التقليدي هو الأسود، ولكني قدمت الأسود إلى جانب درجات الفسفوري الأخضر والأزرق والزهري حتى تقبل الشابات على ارتداء الملابس التراثية بما يتناسب وأعمارهن، ومن خلال موديلات عملية تمنحهن حرية الحركة والإحساس بالانطلاق فيمكن أن ترتدي بانشو أو بلوز بها موتيفات تراثية مع بنطلون جينز». وتصف قطع الأكسسوار المبتكرة التي ظهرت في المجموعة بأنها أكثر ما يشغل ذهنها، وهي تحدد الموديلات وما الجديد من أكسسوارات يمكن ابتكارها لتلائم الملابس، خاصة تلك القطع المنفصلة التي يمكن ارتداؤها على أكثر من تصميم، وتكون إضافة تختلف عما سبق وطرحته في مواسم أخرى، موضحة أنها أحيانا تجد أن إضافة مطرزة بالكانفا تحقق رؤيتها الفنية، وتارة تجد أن البرقع المملوء بالعملات القديمة، والذي ترتديه نساء سيناء، يمنح التصميم الطلة اللافتة والمبتكرة. تربية فنية عشقت الطبيعة منذ طفولتها، واستهوتها الفنون بكل أشكالها؛ فقد نشأت مصممة الأزياء شيم الجابي في بيئة تقدر الجمال وتتذوقه. وكان والدها يعشق الموسيقى، ويحرص على أن تتعلمها ابنته الموهوبة. وكان حريصا هو وزوجته على أن تكون زيارة المتاحف الفنية ومعارض الفنون التشكيلية والمناطق الأثرية، إلى جانب المتنزهات والمناطق السياحية الساحرة سواء في مصر أو خارجها، جزءاً أساسياً من الترفيه عن الابنة الصغيرة. وهكذا تربى وجدانها على الإحساس بكل ملامح البهجة والإبداع، وتعودت عيناها على تأمل التفاصيل الدقيقة. وبعد تخرجها في الجامعة كانت قد حددت طريقها الذي بدأته بخطوات ثابته ومحسوبة، لتتصدر قائمة تضم عشرات الأسماء من عاشقي التراث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©