نوف الموسى (أبوظبي)
الفنون الإسلامية، والقدرة على إيصال مفاهيمها الإنسانية، وأبعادها الجمالية، أهم ما يسعى إليه القائمون على مركز الفن الإسلامي (ميراج)، جاء ذلك بتأكيد من أ.رشيد مير رئيس شركة «مجموعة سي آي إي» المتخصصة في إنتاج وتصنيع الفنون الجميلة حول العالم، والقائمة بأعمال مركز الفن الإسلامي (ميراج)، خلال افتتاح المعرض الفني الدائم في أبوظبي، ضمن مشروعها (المتحفي) في الإمارات، أول من أمس، ويُعد متحف (ميراج-أبوظبي)، التوسعة الأهم لنشاطات المركز، خاصةً أن معدل الزيارة اليومية للمقتنيات المعروضة في 4 مراكز منتشرة بين أبوظبي ودبي، وصلت إلى نحو 400 زائر يومياً، مستلهمين تصميم المتحف من جماليات مسجد الشيخ زايد في العاصمة، ومؤمنين أن المتحف يمثل رحلة لاكتشاف الفنون الإسلامية، في مواجهة ما تتعرض له الحضارة الإسلامية من تشويه مستمر، وصورة نمطية مرتبطة بالحروب والدمار، وبحسب القائمين على الحدث، فإن دولة الإمارات وما تقدمه من تفاعل ومساهمة لبيئة الفنون، تحقق تطلعاتهم في عقد لقاءات متنوعة للفنون والتراث العالمي.
يرى منظور كاجرو، مدير المبيعات في شركة «مجموعة سي آي إي»، من خبرته التي تجاوزت الـ 25 عاماً، أن الرؤية الفعلية التي تطلع إليها المركز في إحداث التلاقي بين تراث الفنون الإسلامية والثقافات الأخرى، في المنطقة، إنما استثمار للتنوع المذهل من الجاليات المختلفة، خاصةً أن اقتناء الفنون يتم من مختلف الدول والمناطق التي وصل إليها الإسلام، ومنها مصر وسوريا وإيران والهند والعراق وكشمير وروسيا، حيث تبلور عبرها إنتاج مذهل للقطعة الفنية (الأنتيك)، بملامح إسلامية، أو ما يمكن تسميته أيضاً بالتاريخ الفني. وقال حول ذلك: «قبل 10 سنوات، فكرنا بأهمية التوسعة والانتشار، لإيصال أكبر قدر ممكن من المعرفة الفنية للتاريخ الإسلامي، وفي عام 2006، اخترنا دبي، كمنطقة جاذبة للفنون، بينما أتت إمارة أبوظبي بمشروع متحفي متكامل، ووددنا أن نكون جزءاً من هذا الحراك النوعي واللافت».
![]() |
|
|
|
![]() |
يقدم المعرض إلى جانب المقتنيات الفنية، مجموعة من العروض الموسيقية، جمعت بين عدة آلات هندية وعربية وغربية، بهدف إحداث فعل الهارموني، بين مشاهدة العمل الفني، وقراءته، ضمن عدة إيقاعات، من بينها التجليات الصوفية الأشهر، أو ما يسمى بـ «الرقص الصوفي»، الذي يمثل المناجاة الربانية، بواقع حركي، يتمثل في مشهد الدوران، حول النفس. إلى جانب عزف آلة «السيتار» الأشهر ضمن الثقافة الهندية الموسيقية، في الركن المخصص للمجوهرات، وما يستوقف المشاهد عادةً للفنون المتحفية عموماً، هو القدرة الإبداعية للقائمين على المنتج الفني في جعله، مؤشراً تاريخياً لكل ثقافة، فالمطلع على «متحف ميراج أبوظبي»، يلحظ التنوع الاجتماعي والثقافي، لمختلف الدول، دونما إحساس بفقدان خصوصية أي عمل فني، ففي أوج الاستمتاع بالقماش الكشميري، وتاريخ تطوره، يمكن الولوج إلى عالم السجاد في إيران، بانسيابية مطلقة.