الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الأفكار الظلامية» لن تفلح في «اختطاف» بلادنا.. والإمارات بالقلب

«الأفكار الظلامية» لن تفلح في «اختطاف» بلادنا.. والإمارات بالقلب
2 نوفمبر 2013 13:28
أبوظبي (وام)- وصفت رموز سياسية وشخصيات فنية وأدبية وإعلامية بارزة في مصر، دولة الإمارات بالأمة صاحبة المواقف النبيلة التي لا تنسى، والتي أعادت إلى الساحة مفهوم التضامن العربي بعد غياب طويل. وقالوا: إن هذه المواقف لا تستغرب من أبناء وأحفاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب المواقف الوطنية والقومية، التي تحملها ذاكرة المصريين جيلاً بعد جيل. واعتبروا أن الموقف الإماراتي من ثورة 30 يونيو، كان بمثابة رسالة طمأنت الشعب المصري، على أنه لا يقف وحده في معركته الخطرة التي يخوضها ضد الإرهاب والعنف وضد كل القوى والجماعات النافية للأوطان، والتي تهدف إلى خطف مصر، ومعها وسطية الدين الإسلامي الحنيف والزج بالأمة في أتون مستعرة من الحروب الطائفية والمذهبية. جاءت هذه التصريحات عقب وصول وفد يمثل الدبلوماسية الشعبية المصرية إلى أبوظبي، مساء أمس، في زيارة للإمارات، يقدم خلالها الشكر إلى الدولة حكومة وشعباً على موقفها التاريخي والمشرف بجانب الشعب المصري خلال الظروف الصعبة التي يمر بها. ويلتقي الوفد خلال هذه الزيارة مع عدد من المسؤولين في الدولة وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني. وكان في استقبال الوفد في مطار رويال جيت بأبوظبي، معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، ومحمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين بالدولة، وكل من: إيهاب حمودة السفير المصري لدى الدولة، وشريف مصطفى الديواني نائب السفير المصري، وشعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية، والدكتور عادل النويشي المستشار الثقافي بالسفارة المصرية. وأكد وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية أن موقف دولة الإمارات الشقيقة في دعم مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورة 30 يونيو، يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين ترتقي إلى مستواها التاريخي وتليق بأصالة وكرم الشعبين اللذين يرتبطان بعلاقات أخوية وإنسانية راسخة، تمثل لكل منهما ضرورة أمن استراتيجي وتنموي مشترك ومصالح متبادلة ودائمة. وقال الوفد: إن الدعم الإماراتي لمصر في المرحلة الراهنة شمل كافة المناحي السياسية والاقتصادية والاستثمارية، حيث لعبت الدبلوماسية الإماراتية النشطة دوراً حاسماً في تغيير الكثير من مواقف الدول الفاعلة تجاه ثورة يونيو، كما أسهم الدعم الاقتصادي الإماراتي في تجنب مصر الكثير من المشاكل والأزمات الحادة. ترحيب وفخر رحب محمد يوسف بزيارة الوفد الدبلوماسي الشعبي المصري الذي يضم هذه النخبة المهمة من رجال السياسة والأدب والإعلام والفن الذين نرى في زيارتهم حائط الصد الذي استطاع أن يصمد في وجه الأفكار الظلامية التي أراد أصحابها أن يخطفوا مصر العظيمة بتاريخها وثقافتها وإسلامها وآدابها وفنونها، وتم ذلك بتكاتف القوى الوطنية والشباب المصري الرائع وكل المثقفين الذين استطاعوا أن يعودوا بمصر إلى مسارها الطبيعي الذي نفتخر به جميعاً. نصر حقيقي إلى ذلك، أكد حمدين صباحي ممثل التيار الشعبي أن الوفد جاء إلى دولة الإمارات يحمل رسالة شكر وتقدير للشعب الإماراتي على الموقف الذي يعد نصراً حقيقياً لثورة مصر في 30 يونيو، مشيراً إلى أن وقوف الإمارات بجوار مصر استعاد أجواء عروبة ننتمي إليها جميعاً، ونحتاج إلى إحياء تقاليدها كما نحتاج إلى وحدة موقف عربي يصون مصالح هذه الأمة. وأعرب صباحي عن تقديره لموقف الدولة الحاسم في مساندة ثورة في قلب الوطن العربي في مصر، مشيراً إلى أن الشعب المصري بلسان واضح وقاطع يعبر عن الامتنان المستحق للإمارات الشقيقة ولقيادتها وشعبها الشقيق. وأضاف: “نحن على عزم بمواصلة العلاقة الأخوية الحميمة التي تخدم مصالحنا المشتركة وأمتنا العربية والتي تدفع بمزيد من الحيوية لهذه العلاقة، لبناء وضع مستقر في مصر واقتصاد ناهض يلبي احتياجاتها، إلى جانب أمن دول الخليج ومنها الإمارات. وأشار صباحي إلى ما بين مصر والإمارات من الروابط التي صنعها التاريخ ما يسمح لنا بمستقبل حافل بالاستقرار والتنمية الاقتصادية، وبناء دولة حديثة ناجحة في كل قطر عربي وحفظ أمننا العربي المشترك في مواجهة الأعداء والخصوم والتهديدات التي تواجهنا. وقال: “نقدم رسالة محبة من شعبنا في مصر إلى شعبنا في الإمارات، ونوجّه التحية إلى الموقف النبيل الذي عرفته مصر منذ أيام المؤسس الحكيم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الذي يحتفظ المصريون له بالمحبة والعرفان، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، هو خير خلف لخير سلف، فهو يسير على القيم والنهج الرائع لمؤسس دولة الإمارات. جهود ودعم من جانبه، قال السيد البدوي رئيس حزب الوفد: إن الوفد الشعبي المصري جاء إلى دولة الإمارات ليقول إن الشعب المصري بأصالته، لا يمكن أن ينسى الموقف النبيل لدولة الإمارات في دعمه ودعم ثورته، منوهاً إلى الجهد الدبلوماسي والسياسي القوي للإمارات والذي بذل لدعم ثورة الشعب المصري، إضافة إلى الدعم في جميع المجالات الاقتصادية وغيرها. وأضاف البدوي: “هذه هي الإمارات، أبناء وأحفاد المغفور له الشيخ زايد صاحب المواقف الوطنية، وهذه المواقف الوطنية أعادت مفهوم التضامن العربي إلى الساحة بعد غياب طويل، والآن عدنا نتحدث مرة أخرى عن التضامن العربي، معرباً عن أمله بتحقيق الوحدة لهذه الأمة العربية. ليس بجديد في السياق ذاته، أعرب مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصرين السابق عن شكره لدولة الإمارات حكومة وشعباً على مواقفها غير المسبوقة من سند وشد أزر الشعب المصري، مشيراً إلى أن الإمارات في قلب كل مصري وسوف نبرهن على ذلك من خلال مشاركتنا الإمارات احتفالاتها باليوم الوطني. وقال: إن مساندة الإمارات لمصر ليست بجديدة، فهي دائما تساندها في جميع المراحل. تقدير وتأكيد من جانبه، قال الدكتور عزازي علي عزازي القيادي بجبهة الإنقاذ المصرية: إن الزيارة التي يقوم بها عدد من السياسيين والإعلاميين والمثقفين إلى الدولة، تأتي لتقديم الشكر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى الشعب الإماراتي الشقيق؛ تقديراً لدور الإمارات ووقوفها إلى جانب مصر في ثورة 30 يونيو المجيدة، وللتأكيد على رسالة التضامن العربي التي تؤكدها الشعوب وتستجيب لها الحكومات في لحظات التحدي؛ وهو ما يؤكد حقيقة أن العروبة هي الملجأ والملاذ. وأضاف “نحن كمصريين، نؤمن بالعروبة، فقوة مصر هي قوة للشعب العربي كله، وضعفها واختطافها من مسارها التاريخي سيؤثر سلباً على كافة الأوضاع العربية”. وشدد على ضرورة دعم وحدة الموقف العربي، وقال: “كأشقاء، نستطيع أن نفعل الكثير من أجل أن تبقي هذه الأمة صاحبة قرارها وقادرة على دعم ذاتها بذاتها وهو ما ظهر من دعم عربي بعد ثورة 30 يونيو”. وأوضح القيادي بجبهة الإنقاذ أن التضامن ووحدة الموقف العربي هو الأساس الذي يحقق الكرامة والسيادة لهذه الأمة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات منذ تأسيسها وهي حريصة دائماً على وحدة الموقف العربي، فبعد ثورة 30 يونيو، انتصرت دولة الإمارات للإرادة الشعبية وللتغيير الذي تم وحقق بطريقة ناصعة وحدة الشعب والجيش والشرطة، وهذا التحول جاء ليعيد الدولة المصرية إلى وضعها الطبيعي وإلى سيادتها داخل بلدها، وأعاد الاعتبار إلى فلسفة الأمن القومي المصري. وتابع: “نحن الآن في الإمارات، لنقدم الشكر وأسمى المعاني؛ لأن دولة الإمارات كانت المبادرة بحرص وبإحساس عظيم تجاه الشعب المصري، ولكي نؤكد أيضاً أننا ننسب الفضل لأصحابه، خصوصاً بعد الدعم المعنوي والمادي والدبلوماسي الذي حظيت به بلادنا من دولة الإمارات. أما خالد يوسف المخرج السينمائي، فقال: جئنا إلى الإمارات اليوم ممتنين جداً لموقفها الداعم لمصر، والذي أشعر المصريين بأن لهم أخوة يقفون بجوارهم، مشيراً إلى أن الإحساس الذي جاء للمصريين هو نفسه الذي غمرهم أيام حرب أكتوبر بأن العرب معهم، مستذكراً مقولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي، وهذه المواقف التاريخية لاتنسى. وقال: إن دولة الإمارات كان لها دور كبير وجليل بمساندة مصر وهذا الدور يليق بمقامها. تأييد ومساندة من جانبه، قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم: حضرنا اليوم لنوجه التحية والشكر إلى دولة الإمارات حكومة وشعباً، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مؤكداً دور الإمارات الناصع والرائع على مدى تاريخ مصر ومواقفها الكبيرة تجاه بلاده، بعد ثورة 30 يونيو في فترة كان الشعب المصري فيها يحتاج إلى كل الدعم والتأييد والمساندة على كل المستويات. وتابع: “نلمس الدور الوطني المشرف والمحترم الذي عودتنا عليه دولة الإمارات، إننا جميعا في مركب واحد”. أعضاء الوفد يضم الوفد المصري العديد من رجال الأحزاب السياسية المصرية الفاعلة، إضافة إلى رجال الإعلام والصحافة والأدب والفن والسياسيين والشخصيات العامة. ومن بينهم، حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، والدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، ومارجريت عازر السكرتير العام لحزب المصريين الأحرار، والكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد. كما يضم، الدكتور وحيد عبد المجيد، والمفكر عمار علي حسن، إضافة إلى ممثلين عن جبهة الإنقاذ والجبهة الوطنية للتغيير وأحزب المصريين الأحرار والكرامة والمصري الديموقراطي الاجتماعي. ومن بين أعضاء الوفد، عدد من الفنانين والإعلاميين، منهم المخرج السينمائي خالد يوسف، والإعلامي خيري رمضان. السفارة المصرية: إرث إنساني عميق تركه زايد ويرعاه خليفة أكد إيهاب حمودة السفير المصري أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية إلى دولة الإمارات جاءت بعد زيارتين مهمتين، من قبل معالي الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء المصري، تلتها زيارة فخامة الرئيس المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية المؤقت لتقديم الشكر للدولة، وتقديم رسالة تقدير من كل الشعب المصري للدور الذي قامت به الإمارات ووقوفها بجوار مصر في هذة الفترة الحرجة. من ناحيته، أكد شعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامى بالسفارة المصرية بأبوظبي، أن زيارة الوفد الشعبي المصري للدولة هي رسالة شكر مخلصة من الشعب المصرى بكل فئاته الاجتماعية والمهنية المتعددة إلى الشعب الإماراتي العظيم الذى بادر بالوقوف مع قيادته الرشيدة “حفطها الله” فى دعم الشعب المصري إبّان ثورته المجيدة فى 30 يونيو. ولفت إلى أن الشعبين الشقيقين يحمل كل منهما للآخر كل مشاعر التقدير والمودة المنزهة عن الهوى والغرض وأن ما يربط بينهما من وشائج الحب هو إرث إنسانى عميق تركه لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذى تعهد هذا الحب بالرعاية الدائمة وغرس جذوره الراسخة فى الوجدان والقلوب. وأوضح أن الموقف الإماراتى من ثورة 30 يونيو طمأن الشعب المصري، على أنه لا يقف وحده فى معركته الخطرة التى يخوضها ضد الإرهاب والعنف وضد كل القوى والجماعات النافية للأوطان والتى تهدف إلى خطف وسطية الدين الإسلامى الحنيف والزج بالأمة فى أتون مستعر من الحروب الطائفية والمذهبية. وأكد أن هذا الموقف الإماراتى ومعه مواقف المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين والمملكة الأردنية كان بمثابة الصخرة الصلبة التى تحطمت عليها كل تلك الأوهام المدمرة لهذه الجماعات وأعوانهم فى الخارج. وعن الدعم الاقتصادى الإماراتي للشعب المصري فى هذه المرحلة، قال شعيب عبد الفتاح: إن دولة الإمارات عند تقديمها لحزمة المساعدات لمصر بعد الثورة، أصرت على أن تصب هذه الحزمة مباشرة فى مصلحة الشعب المصري وفئاته التى تضررت كثيراً جراء السياسات والأحداث التى عاشها من بعد ثورة 25 يناير، ولهذا تضمنت الاتفاقية الإطارية والتى وقعت خلال زيارة الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء الأسبوع الماضى مشروعات خدمية وتنموية كبرى تمس حياة ومعيشة المواطن المصري. وأضاف عبد الفتاح أن من أهداف زيارة الوفد الشعبى المصري إلى دولة الإمارات أيضاً هو الوقوف عن قرب من التجربة الإماراتية ومسيرتها التنموية المتميزة والتى قفزت بها إلى مصاف الدول الناهضة والمزدهرة وكذلك التعرف على أسباب تلك النهضة الحضارية التى حققتها باقتدار فى زمن قياسى ودون الإخلال بمعادلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتعرف كذلك على تجربة الإسلام الحضاري والتنموي فى اسمى معانيه من عمران فى الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©