الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زامر الحي لا يطرب

23 أكتوبر 2012
أتعجب من التقليل الذي يتعرض له المستوى الفني لدورينا رغم المتعة التي يحملها في طياته والمتمثلة في الغزارة التهديفية والمباريات التي في مجملها كانت جميلة وقوة المنافسة التي لم يتحدد طرفها وحسن التعامل بتوازن بين الأجندة الخاصة بالدوري والأجندة الخاصة بالمنتخب ومبارياته. المشكلة لا تكمن في الوضع أو الحالة التي يعيشها دورينا، بل في النظرة التي تصر على أن تكون متجهة إلى النصف الخالي من الكوب والرغبة في التشفي من مسيرة قطار في بداية انطلاقته فشلنا في حجز مكان فيه، أو الحكم المتسرع على تغيير نظام المسابقة بزيادة فريقين فقط لنهجم عليه وكأنه كيس الرمال الذي يستخدمه الملاكمون لنضرب فيه بكل ما أوتينا من قوة عسى أن تخرج نزعة الغضب والاحتقان المخزونة بداخلنا لإلغاء نظام عملنا عليه ولم يقتنع غيرنا بنجاحه. نعم، معدل التهديف عال، ولكن رفقاً بالفرق الصاعدة، فهي ليست وحدها من تزخر مبارياتها بمعدل عال من الأهداف، ولكم أن ترجعوا لمباريات الجولات الثلاث الأولى لتجدوا أن معدل التهديف دون مباريات المربع الصاعد كان أكثر من أربعة أهداف لكل مباراة، وهذا ينظر له بشكل صحي أثر إيجاباً في الناحية الهجومية أيضاً بمنتخبنا، وفي الوقت نفسه يعطينا مؤشراً واضحاً ننظر إليه بإيجابية أيضاً بأن دفاعات أغلب فرقنا تحتاج إلى تركيز وعمل فني أكبر مع التطور الهجومي الذي صاحب أغلب الفرق. أما فيما يتعلق بالحكم المسبق على فشل تجربة الأربعة عشر فريقاً بعد ثلاث أو أربع جولات، فهذا يبين لنا مدى الضعف الذي عليه المقيمون إن كانوا في مركز تقييم.. فللعلم، لم تخرج حتى الآن أي دراسة من الاتحادات السابقة تبين لنا المعايير أو الأسس التي نبدأ بها تقييم التجارب السابقة أو على الأقل إيجابياتها، فكيف نستطيع أن نقنع ونحن كنا مسؤولين يوماً ما، ولم نقدر على التقييم أو حتى دراسة تجربة كلفنا بها مراراً وتكراراً. قد نختلف ونتفق على مستوى دورينا، ولكن الجميع يعلم بأن محب كرة القدم يتمتع بجمالياتها حتى لو شاهدها تلعب بين صغار المدارس أو الفرجان؛ ولذلك سميت باستحقاق اللعبة الشعبية الأولى. في الدوريين الإنجليزي والإسباني الموسم الماضي عندما بدأت الأرقام تكبر وتصل إلى ثمانية أهداف ضد الفرق الكبيرة والصغيرة دون استثناء لم يخرج علينا أحد من مسؤوليهم ومحلليهم السابقين أو الحاضرين يشكك في سلعته الكروية الأهم وهي الدوري، بل الجميع بدأوا يبرز الإيجابيات الأخرى تسويقاً وترويجاً لمسابقاتهم القيمة التي يفتخرون بها. نعم، قد يكون النقد بناءً في الغالب، ولكن الانتقاص من المسابقة أو السلعة الوطنية الأولى رياضياً لا يمكن أن ندرجه تحت بند الانتقاد، بل نحن نقوم بدعوة المشتري أو المشاهد لعدم الشراء مما سيثبت أننا مسوقون فاشلون لسلعتنا خاصة إن كنا أحد رعاتها. آخر همسة: إن كان بريق الكاميرا ماسياً أحيانًا، فالسكوت من ذهب دائماً. arefalawani@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©