الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرجنتين... هل بدأت نهاية عصر كيرشنر؟

2 نوفمبر 2013 00:10
جوناثان جيلبيرت محلل سياسي أميركي أحاطت شكوك خطيرة بمستقبل النموذج السياسي لرئيسة الأرجنتين كرستينا كيرشنر عقب فوز أحزاب المعارضة قبل ثلاثة أيام في انتخابات التجديد النصفي للبرلمان في الأقاليم الرئيسية. لكن الحزب الحاكم للسيدة كيرشنر، حزب «الجبهة من أجل الانتصار»، كان لا يزال الأكثر شعبية على المستوى الوطني، حيث حصل على 33 بالمئة من الأصوات. يقول المؤيدون إن هذا هو التصويت الأساسي الذي ستكافح المعارضة المنقسمة لكسره عند إجراء الانتخابات الرئاسية في عام 2015. وعلى الرغم من ذلك، فإن صعود القوى السياسية في المراكز الحضرية في جميع أنحاء الأرجنتين يعني تحولاً مهماً. فقد كتب المعلق السياسي جواكين موراليس سولا في صحيفة «لا نيشن» إن «الأرجنتينيين قرروا أمس إغلاق الدائرة السياسية لكيرشنر». والجدير بالملاحظة، أن الجبهة من أجل الانتصار منيت بخسارة في مقاطعة «بيونيس أيرس»، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، حوالي أكثر من إجمالي عدد السكان في الأرجنتين. وقال وزير الداخلية الأرجنتيني «فلورنسيو راندازو» إن المعارضة فازت في إقليم بوينس آيرس ومناطق رئيسية أخرى، تعد الأكثر اكتظاظاً بالسكان. وأوضح الوزير أن النتائج الأولية تشير إلى أن المرشحين الذين يحظون بدعم منافس «فرنانديز» سرخيو ماسا، تقدموا في انتخابات مجلس النواب بنسبة 43 في المئة، مقابل 32 في المئة للائتلاف الحاكم في بيونس آيرس التي تعد موطن 40 في المئة من الناخبين. وعلى الرغم من إقرار وزارة الداخلية بخسارة الائتلاف الحاكم لمقاعد عدة مقارنة بالانتخابات السابقة، فإنها قالت إن ميزان القوى لا يزال لصالحه. من جهته أوضح المحلل السياسي المحلي «روزيندو» فراغاً أن «سبعة من كل عشرة من الأصوات ذهبت ضد الحكومة»، مضيفاً أن هذه الانتخابات كانت انتصاراً للمعارضة. ورأس «ماسا»، عمدة البلدية الذي انشق عن حزب «كيرشنر» في شهر يونيو، قائمة المرشحين في هذه المقاطعة ممثلاً لحزب «الجبهة من أجل التجديد» المعارض، حيث حقق فوزاً مقنعاً، وحصل على 44 بالمئة من الأصوات، أكثر بنحو 12 بالمئة من الأصوات التي حصل عليها حزب «جبهة النصر» الحاكم. وبذلك، يصبح «ماسا» الآن مشرعاً في الكونجرس، حيث من المتوقع أن تبدأ عملية الترشح للانتخابات الرئاسية. ومن أجل ذلك، يتعين على «حزب الجبهة من أجل التجديد» الفوز على دعم البيرونيين المتحالفين حالياً مع حزب «الجبهة من أجل الانتصار». وقال المحلل السياسي «سيرخيو بيرينستاين»، سوف يكون هناك إعادة تحديد مسارات بداخل البيرونية (ومعناها العدالة الاجتماعية)، وسيحصل «ماسا»، وهو حاد جداً، على الدعم تدريجياً». ومن جانبه، ذكر ماسا للصحفيين الليلة الماضية، في إشارة منه لطموحاته الرئاسية وهدفه للوصول إلى جميع أنحاء الوطن، «هذه الملايين من الأصوات تضطرنا لعبور حدود المقاطعات والسفر لجميع أنحاء الأرجنتين». غير أن المعارضة لا تزال منقسمة على الصعيد الوطني، وقد أبرز المحلل السياسي «ماريو وينفيلد» في صحيفة «باجنا/12» الموالية للحكومة، حقيقة أن الأرجنتين لديها «حزب حاكم واحد، ولكن العديد من أحزاب المعارضة». وقد فازت تحالفات المعارضة المختلفة، ومن بينها حزب «جبهة التجديد»، الذي يتزعمه «ماسا»، في خمسة مراكز حضارية. وعلى خلفية هذا الفوز لحزبه يمين الوسط، أعلن عمدة بيونس أيرس، ماوريسيو ماكري، على الفور أنه سيتقدم للترشح لخوص الانتخابات الرئاسية في 2015. وقال «لياندرو فرانتشلي»، أحد مؤيدي كيرشنر اثناء احتفاله مساء السبت «سوف يكون من الصعب للغاية تغيير ما حققه آل كيرشنر على الصعيد الوطني». تمكنت «كيرشنر»، وزوجها الراحل «نيستور كيرشنر»، من الاستحواذ على السلطة منذ عام 2003، لكن «كيرشنر» ممنوعة دستورياً من الترشح لولاية ثالثة على التوالي في عام 2015. (وكان من المعتقد على نطاق واسع أن «كيرشنر»، التي فازت بثلثي مقاعد الكونجرس، ستطلب تعديلاً دستورياً يتيح لها الترشح لولاية ثالثة، لكنها أنكرت ذلك). ومع نتائج الانتخابات السلبية، فقد أثار الحد من زعامة «كيرشنر» حالة من عدم اليقين في حزبها. لكنه حافظ على أغلبية ضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ. وقد وعد ماسا بمكافحة ارتفاع معدلات التضخم، الذي بلغت نسبته 25 بالمئة، وفقاً لخبراء الاقتصاد. كما وعد أيضاً بمحاربة جرائم الشارع العنيفة التي ارتفعت معدلاتها. كما دعا أيضاً إلى تعزيز الوحدة والحوار. كثير من الناس هنا ينظرون إلى «كيرشنر» على أنها متسلطة وعدوانية أكثر من اللازم. وبالنسبة للتصويت في تيجري، حيث يرأس «ماسا» البلدية، ذكر كارلوس دومينجويز أنه أعطى صوته لـ«كيرشنر» في انتخابات عام 2011، لكنه أدلى بصوته هذه المرة لماسا. وأضاف «ماسا هو الخيار الأفضل للمستقبل». وكان تحالف «الجبهة من أجل الانتصار» الحاكم قد مني بهزيمة في انتخابات التجديد النصفي، التي جرت قبل أربعة أعوام، إلا أن الرئيسة المنتمية إلى «يسار الوسط» نجحت في الفوز بفترة ثانية من الجولة الأولى للانتخابات بالحصول على 54 في المئة مستفيدة من انقسامات المعارضة. ولم تتمكن الرئيسة فرنانديز (60 عاماً) من مشاركة حلفائها في حملاتهم لهذه الانتخابات النصفية لخضوعها لعملية جراحية في المخ. ويُشار إلى أن شعبية التحالف الذي يحكم البلاد منذ عام 2003 تراجعت متأثرة بارتفاع معدلات التضخم، التي يتوقع أن تكون وصلت إلى 20 في المئة رغم عدم وجود بيانات رسمية يمكن الوثوق بها، إضافة إلى فرض قيود على الواردات وارتفاع معدلات الجريمة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©