الأهلي يخرج من «جلباب هزائم الشباب» ويفك العقدة بعد 1031 يوماً

نجح الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في كسر عقدة الشباب التي سيطرت عليه خلال المواسم الماضية، بعد الفوز بنتيجة تاريخية، بخمسة أهداف لهدف في مباراة شهدت تسجيل أرقام قياسية عدة، وسطرت تاريخاً جديداً للأحمر الذي غاب تفوقه على الأخضر 34 شهراً (1031 يوماً) خلال المواسم الثلاثة الماضية على وجه التحديد. وشهدت المباراة حقائق عدة، أبرزها تمكن الفرسان من الفوز على ملعبهم أمام الغريم التقليدي في الديربي بعد غياب طويل، وإنهاء تفوق فرقة الجوارح الذي فرض عليهم منذ 10 يناير 2010، وهو آخر فوز حققه الأهلي على الشباب بملعب ستاد راشد في الدوري، وكان في الموسم الثاني للمحترفين 2009 - 2010، تحديداً في الجولة العاشرة، وبهدف وحيد للبرازيلي باري، حيث لم يحقق بعدها الأهلي الفوز على الشباب في دوري المحترفين سواء على ملعبه أو خارجه، وطوال تلك الفترة تعادل الفريقان مرة واحدة بهدفين لكل منهما في الموسم قبل الماضي، ويومها كان يقود الأهلي المدرب عبد الحميد المستكي. كما شهدت المباراة نجاح الإسباني كيكي أيضاً في رد دين هزيمته في الدور الثاني لدوري الموسم الماضي أمام الشباب، ولم تكتف مباراة أمس الأول بعودة الأحمر بعد غياب طويل، لكنها شهدت تتويج البرازيلي جرافيتي هدافاً تاريخياً للديربي بثلاثيته التي أحرزها (هاتريك) والتي لم يسبقه إليها أي لاعب أجنبي منذ تطبيق الاحتراف. واحتفلت جماهير الأهلي عقب المباراة بالقلعة الحمراء ليس فقط بالفوز العريض على الغريم التقليدي والذي أزاح عنها عناء أشهر من تجرع مرارة الهزيمة أمام مد الجوارح وتفوقه المتكرر، ولكن أيضاً بالأداء المتميز للفرسان والذي يقدمه اللاعبون هذا الموسم وبشكل استثنائي قياساً بالمواسم الأخيرة. تفوق كامل وتمكن الأهلي من السيطرة على مجريات المباراة، وفرض تفوقه الكامل مقابل استسلام من الشباب، ولعب كل من ماجد حسن وإسماعيل الحمادي وعامر مبارك دوراً مميزاً في الوسط والهجوم، وهو ما سهل مهمة جرافيتي في ممارسته هوايته بتسجيل هاتريك بعد الـ”سوبر هاتريك” الأخير أمام العين في الجولة الأولى. في المقابل ظهر اهتزاز الأداء الشبابي وغياب التمركز الصحيح عن مدافعيه ما فتح ممرات في منطقة جزائهم تحرك فيها خمينيز وجرافيتي وإيمانا والحمادي بأريحية، فضلاً عن تراجع مستوى الحارس إسماعيل ربيع، فخرجت جماهير الأخضر غير راضية عن الأداء ومصدومة من النتيجة. لم أعلم من جهته، بدا الإسباني كيكي فلوريس مدرب النادي الأهلي مندهشاً من المعلومة التي نقلتها إليه الاتحاد بأن فريقه لم يفز على الجوارح في الدوري منذ 34 شهراً و11 يوماً بالتحديد، وأكد أنه لم يكن يعلم ذلك؛ لأنه سبق له الفوز على الأخضر في كأس “اتصالات”، وحصد لقب البطولة أمامه بعد مباراة ماراثونية، وعلق قائلاً: أنا سعيد بأني كسرت تفوق الشباب بعد كل هذه الفترة، ولكن سعادتي أكبر بالأداء وبتماسك اللاعبين والتزامهم داخل الملعب. وتابع: الشباب ليس فريقاً هيناً، وهو أحد الفرق المميزة خصوصاً الموسم الماضي، وهو في صلب المنافسة دائماً ويقدم مستويات قوية، ولا يعني تراجعه أمامنا أنه منافس من السهل الفوز عليه، ولكن الفوارق كانت واضحة في هذه المرة، وكان التفوق لنا في كل شيء، كما كانت روح الأسرة القتال والرغبة في الفوز كبيرة لدى لاعبي الأهلي الذين قدموا مستوى مميزاً أسعد الجميع، وهو أهم من الفوز الكبير بحد ذاته. وحذر كيكي من الانخداع بالفوز الكبير أمام الشباب خاصة أن المباراة المقبلة أمام اتحاد كلباء الذي لم يحقق أي فوز منذ بداية الموسم وقال: لن نتراخى أبداً في الاستعداد لأي فريق، فنحن علينا احترام جميع المنافسين، وعدم النظر إلى مواقعهم في ترتيب الدوري؛ لأن القادم من المباريات سيكون أصعب، وسأنظر لكلباء على أنه فريق منافس وفي قمة الترتيب، وسنتعامل معه على هذا الأساس، فلا توجد مباراة سهلة هذا الموسم، ومن يرغب في المنافسة عليه أن يحترم جميع الفرق، وهو ما سننقله للاعبين. وتابع: المطلوب هو الحفاظ على عقلية الفوز والأداء الجيد لدى اللاعبين، وعدم الاغترار بهذا الفوز الكبير حتى لا يتكرر ما حدث بعد آخر فوز عريض حققناه، حيث خسرنا أمام الجزيرة رغم أننا كنا الأفضل. ثقة بالفوز وعن مدى توقعه للفوز بخماسية، قال: لم أتوقع الفوز العريض، رغم ثقتي في خروجنا بالنقاط الثلاث أمام الشباب؛ لأننا استعددنا جيداً لهذه المقابلة، والأهم عندي هو نجاح الفريق في أن يستمر في تقديم الأداء المميز بعد توقف الدوري، وهو المستوى نفسه الذي ظهرنا به من أول جولة أمام العين وفزنا بعدد كبير أيضاً من الأهداف، وواصلنا بالأداء القوي نفسه أمام الجزيرة والوصل، ولكننا لم نوفق رغم أننا كنا الأفضل، ولكن أمام الشباب عاد التوفيق مرة أخرى للفريق، وترجمنا السيطرة إلى عدد وافر من الأهداف، وكانت الثقة بالنفسة حاضرة طيلة الـ 90 دقيقة التي سجلنا فيها خماسية، وكانت هناك فرصة لزيادة العدد من الأهداف، وبشكل عام أنا راضٍ عن اللاعبين والأداء الذي قدموه. تحسن فني وتابع: الفريق يتحسن فنياً بشكل كبير، ويقدم مستوى جيداً للغاية، وتمسك اللاعبون بتقديم الأداء القوي مقارنة بالموسم الماضي. وأشاد كيكي بالفوز الذي تحقق في الديربي أمام الشباب، وقال: الفوز في الديربي مهم للغاية بالنسبة للجميع خصوصاً الجماهير التي انتظرت تحقيقه كثيراً، وهو ما يمنح الفريق الثقة المطلوبة لاستكمال المشوار، وأعتقد أن جماهير الأهلي تقوم بدور رائع في المدرجات وهي الآن باتت لديها ثقة في أن فريقها مميز ويقدم شيئاً يستحق عليه المساندة والتشجيع، وهو أمر إيجابي سنسعى إلى استغلاله بشكل أفضل خلال المستقبل. واعترف مدرب الأهلي بوجود بعض المشكلات الفنية التي وقع فيها الفريق خلال بعض الدقائق في الشوط الثاني، والتي تمثلت في فقدان الكرة، وغياب التركيز، فضلاً عن التغييرات التكتيكية التي حاول الشباب أن يجريها، ولكن الفريق عاد إلى تركيزه سريعاً. العودة للسيطرة وقال: وجهت اللاعبين بضرورة العودة للسيطرة على وسط الملعب، وعدم منح الفرصة لتحرك لاعبي الشباب بأريحية خصوصاً أننا تلقينا هدفاً في الدقيقة 60، وكان من الممكن أن تنقلب المباراة ضدنا، ولكننا أجرينا تغييرات تكتيكية أيضاً، كما دفعنا بأحمد خليل الذي أسهم في معاونة الفريق للسيطرة على مجريات اللعب. وعن مستوى البرازيلي جرافيتي وتكراره ممارسة هوايته وتسجيل “هاتريك” في الدوري بعد الـ”سوبر هاتريك” الأول في مرمى العين ورفع رصيده هذا الموسم إلى 9 أهداف في الجولة الرابعة: قال: جرافيتي لاعب مميز ولديه عقلية احترافية والفريق كله يحب هذا اللاعب، وهو يقوم بدور كبير مع الأهلي، ولا يبخل بمجهوده على الفريق، وكلمة السر في تفوقه هي الروح القتالية، وهو ملهم لزملائه اللاعبين. الأسرة الواحدة وتابع: أهم ما نركز عليه في الأهلي هو روح الأسرة الواحدة، فجميع اللاعبين إخوة، وكلنا أسرة واحدة كبيرة مترابطة. وعن أداء الفرسان في الدوري حتى الآن خاصة أنه خسر أمام عجمان في كأس “اتصالات”، قال كيكي: الأهم هو مواصلة الأداء الثابت واللعب القوي من جانب اللاعبين، وقد كان إعدادنا جيداً لمثل هذا النوع من المباريات بطبيعة الحال، ولكن لقاء عجمان له ظروفه، وهو في بطولة أخرى، وسنكون قادرين على التعويض مستقبلاً. ووجه كيكي كلمة للمدرب الفرنسي برونو ميتسو مدرب الوصل، قال فيها: أنت شخص جيد، وأتمنى لك الشفاء العاجل والعودة للملاعب مرة أخرى، كما شكر كيكي الجمهور الأهلاوي الذي رفع لافتة كبيرة في الملعب تمنى فيها الشفاء للمدرب برونو ميتسو. ماجد حسن: الخسارة لا تقلل من قيمة «الأخضر» دبي (الاتحاد) - أبدى ماجد حسن لاعب وسط الأهلي سعادته بالفوز العريض الذي تحقق على الشباب، لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع الفوز بتلك النتيجة الكبيرة، وإن كان قد دخل المباراة واثقاً من قدرة فريقه على الفوز. وقال: الشباب فريق قوي للغاية، ولكنه تأثر بالغيابات، وخسارته أمام الأهلي بخمسة لا تقلل منه كفريق منافس ولديه لاعبين مميزين، ولكنهم لم يكونوا في يومهم. وعن دخول الأهلي المباراة برغبة رد الدين للجوارح، قال: لم نفكر في المسألة هكذا، بل ننظر لكل مباراة على حدة، وهدفنا هو الخروج بـ 3 نقاط فقط، وهذا ما حدث. عشاء احتفالية «الهاتريك» دبي (الاتحاد) - أقام البرازيلي جرافيتي مهاجم النادي الأهلي، حفل عشاء خاص، دعا إليه أفراد عائلته عقب مباراة فريقه أمام الشباب مباشرة. وحضرت أسرة جرافيتي إلى ملعب ستاد راشد وتقدمت زوجته الحضور، بالإضافة لشقيقتها ومجموعة من أصدقائهم وبعض المقربين. درويش: لا أدري ماذا حدث دبي (الاتحاد) - وجه عبد الله درويش مدافع الشباب اعتذاره لجماهير فريقه بعد الخسارة الثقيلة أمام الأهلي، ولفت إلى أنه لم يكن يتوقع أن تأتي الخسارة قاسية بهذا الشكل، وقال درويش “لا أدري ما الذي حدث ولم أتوقعه، كما ليس لدي تفسير لما يحدث للفريق خلال الأسابيع الأخيرة، غير أن هناك خللاً ما، وعلى الجهاز الفني أن يصححه خلال الفترة المقبلة”. وتابع: الفريق يعاني إصابات وغيابات للاعبيه، أبرزهم عيسى محمد الذي تأثر الدفاع بغيابه، لقد حاولنا العودة إلى المباراة، ولكنا لم نتمكن من ذلك. وعن عدم إحداث تغييرات كبيرة بصفوف الشباب، ورغم ذلك لم يقدم الفريق المستوى المنتظر، قال: نحن أنفسنا نشعر بالاستغراب والدهشة مما يحدث ومن سوء النتائج، فاللاعبون أنفسهم هم الذين كانوا الموسم الماضي تقريباً، ولكن ليسوا بالروح والرغبة نفسيهما. لا أدرى ما السبب، ولكننا نتحمل كلاعبين مسؤولية ما يحدث، وأثق في أن المدرب قادر على علاج الأمور الفنية. ونفى درويش أن تكون هناك حالة من عدم التفاهم بين لاعبي الشباب والمدرب باكيتا، ولفت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسن أداء الأخضر. عيسى محمد: الشباب أكبر من «الهبوط» دبي (الاتحاد) - اعترف عيسى محمد قلب دفاع فريق الشباب وأحد أبرز عناصره والذي غاب عن المباراة بداعي الإيقاف لحصوله على 3 إنذارات، بأن فريقه يفتقد الأداء الجماعي والروح القتالية اللذين كانا يميزانه خلال المواسم الماضية، ولفت إلى أن الشباب لم يقدم المنتظر منه داخل أرض الميدان، وغاب التوفيق عن زملائه اللاعبين. ورفض عيسى الحديث عن دخول الشباب في دوامة الخطر، ونفى أن يكون تجمد رصيد فريقه عند 3 نقاط مؤشراً على اقترابه من دخول الصراع الهروب من الهبوط. وقال: الشباب أكبر من الهبوط، وأكبر من الدخول في صراع الهروب منه. نحن نثق في أنفسنا وفي قدرات فريقنا وتاريخه وإمكاناته الفنية. ما حدث كبوة، وستمر سريعاً وسنقف بعدها على أرجلنا في أسرع وقت ممكن. وتابع: هناك جمهور مثقف ويتقبل الخسارة وآخر لا يقبلها، نحن نتقبل النقد، ونعرف أننا أخطأنا، ولكن ما حدث هو أن الفريق مر بكبوة وقادر على الخروج منها. الدوري لا يزال في البداية، ومن المبكر الحديث عن صراع الهبوط؛ لأننا سنعود أقوى مما كنا عليه.