السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«النسر يحيى» .. إنييستا نيجيريا

«النسر يحيى» .. إنييستا نيجيريا
1 نوفمبر 2013 23:18
الشارقة (الاتحاد) - «إننا نلقبه إنييستا»، هكذا قال مهاجم نيجيريا تايوو أونيي لموقع «الفيفا» مبتسماً وهو يتحدث عن زميله في الفريق وصانع الألعاب موسى يحيى، وعندما يمسك الكرة في الوسط وينظر إلى الأمام، فمن الأفضل لك أن تتحرك بحثاً عن تموضع جيد لأنه يريد أن يوصلها لك». يعتبر يحيى لاعبا شديد الهدوء والانطواء إذ يحتاج الصحفي إلى إغوائه وتحفيزه ليجيب عن الأسئلة، إنه خجول، مثل كثير من الشبان البالغين من العمر 15 عاماً، وترتسم على وجهه ابتسامة محتشمة واسعة عند الحديث عن تجاربه وآرائه حول كرة القدم، إنه قليل الكلام وكثير التواضع، وهي صفات غالباً ما ترتبط بنجم إسبانيا أندريس إنييستا، الذي يقارنه به رفاقه دائماً، وبالفعل، عندما ترى يحيى فوق أرض الملعب فإنه يذكرك بإنييستا، لأنه قادر على زعزعة دفاع بأكمله في جزء من الثانية، إذ يمكنه أن يسجل من مسافة بعيدة، أو يرسل كرة قاتلة في العمق ويهيئها على طبق من ذهب لأحد زملائه ويستطيع أن يراوغك كما لو أنك لست موجوداً أمامه. وفي متابعة عبر البريد الإلكتروني لمقابلة وجهاً لوجه قال يحيى، الذي نشأ في ظروف صعبة بمدينة كادونا الواقعة في شمال نيجيريا: «لقد بدأ الشباب يدعونني إنييستا قبل بضع سنوات، وسرعان ما بدأ الجميع يدعوني إنييستا». يعتبر إنييستا من اللاعبين الخمسة الأوائل المفضلين لدى جميع عشاق كرة القدم، كيف لا وهو الذي سجل هدف الفوز لإسبانيا في نهائي كأس العالم في جوهانسبرج عام 2010، وفاز ست مرات بلقب الدوري الأسباني وثلاث مرات بدوري أبطال أوروبا مع برشلونة. ولا يعرف سوى القلة القليلة أن «الإمارات 2013» كانت من بين المحطات الأولى في مسيرة إنييستا بقميص إسبانيا، عندما قاد لاروخيتا إلى المباراة النهائية في كأس العالم تحت 20 سنة 2003 ، حيث سجل هدفين وقدم عروضاً رائعة، وعندما أجرينا مقابلة مع إنييستا في ذلك الوقت، كانت نبرته شبيهة إلى حد بعيد بنبرة يحيى اليوم، حيث قال نجم برشلونة الحالي خلال حديثه لموقع «الفيفا» عندما كان لا يزال في سن المراهقة قبل عقد كامل في أبوظبي: «أن يعلق الأطفال صورتي على الجدران في يوم من الأيام فهذا أمر يصعب علي استيعابه في هذه اللحظة». من جهته قال يحيى، الذي أحرز أربعة أهداف مع المنتخب النيجيري تحت 17 سنة والذي يعج بالمواهب والحماس: «يعجبني إنييستا كلاعب، فهو ماهر جداً، وأنا أتمنى أن أصبح مثله في يوم من الأيام». صانع ألعاب وهداف من الصعب وصف أسلوب يحيى في اللعب. فهو مزيج بين صانع الألعاب التقليدي والمهاجم الحديث حيث كانت تمريراته حاسمة لضمان نجاح نيجيريا في بلوغ الدور ربع النهائي، ولكن أهدافه لم تكن أقل أهمية، وقال في هذا الصدد: “أنا أحب تسجيل الأهداف. لكني أحب كذلك الاضطلاع بدور صانع الألعاب، وراء المهاجمين، أفضل أن تكون الكرة في حوزتي وأن أنظر إلى الأمام وأمد زملائي بالتمريرات». ويتمتع يحيى بمهارات خارقة تجعل المنافسين مشدوهين وعاجزين تماماً عن إيجاد الحلول الكفيلة بإيقاف حركاته الاستثنائية، التي يعتبرها «هدية من الله» في إشارة إلى حيلته الماكرة التي يُميل فيها كتفه إلى الأسفل ثم يستعيد توازنه في جزء من الثانية، قبل أن يغير مجرى الكرة: «أقوم بها بشكل طبيعي دون التخطيط للقيام بها سلفاً»، إنها خدعة بسيطة، ولكنها تُفقد المدافعين توازنهم، فيظلون متصلبين على أرض الملعب مثل أشجار النخيل المنتشرة في الإمارات. خلال مباراة دور الـ16 ضد إيران في العين، قام يحيى بالحركة مرتين وسط ذهول وإعجاب من الجمهور، ففي منتصف الشوط الأول، تخلص من الكابتن الإيراني مجيد حسيني حين موه يساراً قبل تمرير كرة قطرية لصاموئيل أوكون الذي سجل الهدف. وفي الشوط الثاني، أعاد الكرَّة، لكن من اليمين هذه المرة قبل أن يسدد داخل الزاوية البعيدة من مسافة بعيدة. صحيح أنه خجول وقليل الكلام خارج الملعب، لكنه يبدو كالأسد فوق أرض الملعب، متلاعباً بالمدافعين من خلال حركته العجيبة تلك ومثل إنييستا، يحلم يحيى ببلوغ المجد العالمي من خلال الساحرة المستديرة، وقال المهاجم النيجيري مبتسماً: «أريد أن أصبح مشهوراً من خلال لعب كرة القدم، لقد نشأت في أوساط معينة، وفي ظروف معينة»، في إشارة إلى الفقر والمشقة والمعاناة التي عاشها في طفولته، و«لذلك أريد أن استخدم كرة القدم لمساعدة عائلتي على عيش حياة أفضل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©