الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوكيا» تتطلع إلى المستقبل بعد تبعيتها لشركة «مايكروسوفت»

«نوكيا» تتطلع إلى المستقبل بعد تبعيتها لشركة «مايكروسوفت»
2 نوفمبر 2013 00:57
ربما تكون بلدة سالو أفضل مكان لقياس صعود وهبوط نوكيا. هذه البلدة الصغيرة الواقعة على مسافة 100 كيلومتر غربي هلسنكي عاصمة فنلندا هي التي شهدت ميلاد نشاط الهاتف المحمول لشركة نوكيا في أواخر سبعينيات القرن الماضي. وأخذت نوكيا في النمو والصعود منذ ذاك إلى أن باتت أكبر شركة تصنيع هواتف محمولة في العالم، وتعاظمت أهميتها لهذه البلدة، حيث وفرت في ذروتها 5000 وظيفة من إجمالي الوظائف البالغ عددها 26000 وظيفة في سالو آنذاك وأسهمت بما بلغ 50 مليون يورو في ميزانية البلدة في صورة ضرائب ورسوم. ثم تراجعت نوكيا وانكمشت بشكل حاد إلى أن انخفض عدد عامليها حاليا إلى 1200 فرد من المقرر أن ينتقلوا جميعاً إلى شركة مايكروسوفت بموجب عقد شرائها نشاط هواتف نوكيا مقابل 5,44 مليار يورو. يعمل ايمو ليسكيلا في سالو لحساب نوكيا منذ عام 1985، وهو الآن أحد المهندسين المشاركين في تصنيع هواتف لوميا Lumia الذكية. وفي التعبير عن انطباعه عن صفقة مايكروسوفت قال ليسكيلا: «كان أول رد فعل لي هو المفاجأة وخيبة الأمل، بسبب أن منتجاتنا تزيد حصة مايكروسوفت في سوق الهواتف الذكية، بينما لدينا منتجات جيدة تنزل في السوق. وتمنيت أن نُعطى مهلة زمنية قبل إبرام ذلك العقد». وقال ميكا بوكيري الذي يعمل في نوكيا منذ 19 عاماً: «تنتابني مشاعر متباينة وتوقعت أن يحدث ذلك، ولكني تمنيت أن تعود نوكيا إلى الصعود مجدداً». في العام الماضي أغلقت نوكيا نشاطها التصنيعي في سالو الذي يعد آخر أنشطتها في أوروبا، وفي العام الذي سبقه، انتقل نشاط الفئة المتواضعة من هواتف نوكيا المحمولة إلى خارج بلدة سالو. والآن لم يتبق سوى قسم البحث والتطوير المختص بهواتف لوميا الذكية. ومن المقرر أن ينتقل جميع عاملي نوكيا في سالو إلى مايكروسوفت وذلك على عكس مواقع نوكيا الثلاثة الأخرى في فنلندا: إسبو القريبة من هلسنكي وتامبير وأولو. وقال ميكا كورتلنين الذي يعمل في نوكيا منذ 16 عاماً: «إن قصة هاتف نوكيا في نهايتها الآن. غير أن هواتف نوكيا مستمرة ولكن باسم مختلف. ونحن كعاملين لم نتغير ولا نزال نؤدي أعمالنا». وقال محللون إن تراجع نوكيا الدراماتيكي بعد هيمنتها على صناعة الهواتف المحمولة له تأثير بالغ على سالو خصوصاً من الناحية المالية وأضافوا أن انخفاض تحصيلات الضرائب بمقدار 50 مليون يورو الذي كانت تضخه نوكيا سيؤثر سلباً على ميزانية بلدية سالو البالغة 400 مليون يورو. وقال هانو سالمينين مدير التنمية في بلدية سالو: «أن تسريح أعداد كبيرة من عاملي نوكيا تسبب في أزمة بالمدينة. ذلك أن إنفاقنا يبلغ حوالى مليون يورو يومياً بينما لا يبلغ دخلنا سوى 900 ألف يورو يومياً تقريباً. ونحن نواجه الآن مشاكل صعبة». وقال انتي رانتاكوكو عمدة مدينة سالو إن انطباعه عن صفقة مايكروسوفت قد تغير: «في بداية الأمر كنت قلقاً بل خائفاً. ولكن عقب ذلك رأيت أنه من الممكن أن يكون هناك تطلعات إيجابية مستقبلاً. إذ إن لدينا الخبرة التي تفتقر إليها مايكروسوفت، بينما تعتبر مايكروسوفت أقوى كثيراً من الناحية المالية». كذلك يتطلع عاملو نوكيا إلى مستقبل أفضل. وقال بوكيري: «لعلها تكون فرصة جيدة لنا، لأن مايكروسوفت شركة كبرى وراسخة مالياً وهي ستسعى على ما يبدو إلى تطوير أعمال مشتركة مع نوكيا». غير أن هناك أيضاً دواع للقلق حول التزام مايكروسوفت تجاه جميع مواقع نوكيا في فنلندا. وقال ليسكيلا: «لدينا حالياً أربعة مواقع في فنلندا. فهل ستقوم مايكروسوفت بتكثيف اهتمامها بمواقع معينة مستقبلاً؟». هناك أيضاً قلق من خضوع نوكيا لملكية شركة من خارج فنلندا، وإن كان سجل مساهمة نوكيا الدولي يخفف من تلك المخاوف. وقال كورتلينين: «يقع مركز نوكيا الرئيسي في إسبو. وفي العام المقبل سنكون تابعين لمايكروسوفت التي يقع مركزها الرئيسي في مكان آخر. غير أن مالكي نوكيا هم أيضاً عبارة عن كيانات ما موزعة في أماكن مختلفة، ولذا فالأمر سيان من هـذه الـزاويـة». ويتمثل أحد دواعي الإحباط في المكافأة التي حصل عليها الرئيس التنفيذي لنوكيا السابق ستيفن إيلوب البالغة 18,8 مليون يورو. ففي سالو التي تعاني من نسبة بطالة عالية ومع صرف علاوة لم تبلغ سوى 20 يورو لجميع العاملين في فنلندا، تثير مكافأة بهذا القدر حفيظة الرأي العام في فنلندا. وقال ليسكيلا: «فقد سهم نوكيا نحو 60% من قيمته خلال فترة رئاسة ايلوب التنفيذية. وفي الوضع العادي يحصل أعضاء الإدارة على مكافآت جيدة لو زادت قيمة الشركة السوقية». كما قال كورتيلنين: «يتساءل الناس في سالو عن سبب منح إيلوب هذه المكافأة الضخمة». غير أن سالو تتأصل فيها الثقافة والروح الفنلندية المعهودة المتمثلة في التطلع إلى المستقبل والتفاؤل، حتى إن كان هناك إقرار عام بعدم اليقين تجاه أحوال نوكيا في ظل تبعيتها الجديدة لمايكروسوفت. وقال عمدة سالو رانتاكوكو: «نحن نتطلع إلى مستقبل أفضل ومعنيون الآن بخطط مايكروسوفت واستراتيجيتها». عن: فايننشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©