الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعي بين الصفا والمروة على خطى السيدة هاجر

السعي بين الصفا والمروة على خطى السيدة هاجر
3 نوفمبر 2011 19:56
أكرم الله تبارك وتعالى المرأة بأن جعل نسكاً من مناسك الحج والعمرة وهو السعي بين الصفا والمروة على خطاها، تعظيما لشأنها وإظهارا لدورها الذي بذلته خدمة لدينها، وهي السيدة هاجر التي عرفت بأم العرب، وبأم الذبيح إسماعيل عليه السلام، ومنذ فجر الاسلام وعصر النبوة كانت امهات المؤمنين والصحابيات الجليلات يترقبن موسم الحج ويحرصن على اداء العبادات. (القاهرة) - قال الدكتور منتصر مجاهد أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس إن الحج من أعظم مواسم الطاعة، تتجلى فيه معاني التوحيد الخالص لله تعالى، وتظهر فيه اجل أسرار الاسلام وشموليته ومقاصده، مضيفا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- حج مع صحابته- رضي الله عنهم- وقال: «لتأخذوا مناسككم فاني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه»، وحرص على أن تخرج المرأة لاداء فريضة الحج لانها تمام الامر وخاتمة العمر، وفي حجة الوداع، أخذ معه جميع نسائه وابنته السيدة فاطمة وكل أهله من النساء، وفي خطبته الشهيرة خص النساء بالوصية والتعليم والعناية والتذكير بحقوقهن ومكانتهن. وأوضح أن موقف النساء من أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالحج اتسم بالطاعة في العبادة وبسرعة الاستجابة وحسن الخلق والنبل والزهد والتقا وكلهن يحرصن على الائتمام بالرسول- عليه الصلاة والسلام- والتأسي به، والعمل مثل عمله، مما يجعلهن قدوة حسنة للنساء المسلمات في كل عصر وزمان. وقال ان حديث جابر الأنصاري رضي الله عنه الذي وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم بين مدى حرص أمهات المؤمنين وصحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم على السنة والاتباع والالتزام بالاحكام الشرعية والتفقه فى الدين، اذ يقول جابر- رضي الله عنه،»فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع؟، قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي». سؤال أسماء وأضاف أن سؤال أسماء رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم أوضح للامة ان الحياء لم يمنعها من السؤال في دين الله والتعرف عن حكم الشرع في ذلك، مؤكدا أن الحديث ضرب لنا مثلا اخر في قصة فاطمة ابنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، مع زوجها علي، رضي الله عنهما، يؤكد حرص الصحابة على الاقتداء بالهدي النبوي الشريف، فقد ذكر جابر رضي الله عنه، قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل» إلى أن قال: «وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت، فأنكر ذلك عليها فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال:» صدقت صدقت». السيرة العطرة وتقول الدكتورة رجاء حزين الأستاذ بجامعة الازهر إن قراءة السيرة العطرة لامهات المؤمنين والصحابيات الجليلات تؤكد أنهن ساهمن في تبليغ كلام الرسول، صلى الله عليه وسلم، ونشر السنن وتأصيل مناسك الحج، وتجلى ذلك لما حجت زوجاته، صلى الله عليه وسلم، معه، اذ قال لهن في حجة الوداع: «هذه ثم ظهور الحصر» والحصر جميع حصير وهو ما يفرش في البيوت، والمراد أن يلزمن بيوتهن ولا يخرجن منها. وأضافت أن كتب السيرة ذكرت بعض مواقفهن التى استدل بها الفقهاء على بعض الاحكام الفقهية المهمة وتعرف من خلالها العلماء على فضائل ومقاصد مناسك الحج، من ذلك حديث السيدة عائشة- رضى الله عنها- الذى رواه ابن خزيمه فى صحيحه، وقالت- رضى الله عنها:» قلت يا رسول الله، هل على النساء من جهاد؟، فقال- صلى الله عليه وسلم: عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة «، وروى النسائى عن أبى هريرة- رضى الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:» جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمره «. وقال ان الحديث النبوى العظيم بين صلة النساء بالجهاد والحج، وهما عملان عظيمان في الدين الحنيف، وأكد فضل الجهاد في سبيل الله، وكشف عن حرص السيدة عائشة- رضي الله عنها- على أن تسابق إلى السؤال عن حكم هذا العمل الفاضل العظيم بالنسبة للمرأة المسلمة، وأوضحت أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- بين أن الجهاد المتعارف عليه ليس واجبا على المرأة، واتفق الفقهاء على ذلك، وأكدته آيات وجوب القتال مثل قوله تعالى:»كتب عليكم القتال»، وقوله سبحانه: «وقاتلوا المشركين كافة» قد خصصتها السنة، فأخرجت النساء من هذا الحكم، وبينت أنه لا يجب الجهاد على النساء، كما بين مجالا من مجالات الجهاد للمرأة، ألا وهو الحج، وأن الثواب الذي يقوم مقام جهاد الرجال حج المرأة وعمرتها، قال-عليه الصلاة والسلام:»عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة» وذلك أن في كلا العملين مشقة، وجهدا وعملا، فلذلك سمى الرسول- صلى الله عليه وسلم- الحج جهادا، وهو من الشعائر التى تعود النفس البشرية على التضحية والجهاد. وأوضحت أن المبيت بمزدلفة واجب، وليس بسنة فقط، ولا بركن، ولكن يجوز للضعفاء من النساء والصبيان، وكبار السن ومن كان معهم في صحبتهم الانصراف من مزدلفة في آخر الليل، بعد مضي نصف الليل، والأفضل بعد غروب القمر كما أذن النبي- صلى الله عليه وسلم- لسودة وغيرها من امهات المؤمنين. ويقول الدكتور مبروك عطية - أستاذ ورئيس قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر- ان اداء فريضة الحج من أفضل الأعمال والنفوس تتوق إليه، وضربت الصحابيات اروع النماذج فى الحرص على ادراك ثواب الطاعة، واتضح ذلك في القصة التى رواها بكر بن عبدالله المزني عن إبن عباس، حيث بكت احدى صحابيات النبي- صلي الله عليه وسلم- لعجزها عن اداء الحج وارسلت زوجها الى الرسول- صلى الله عليه وسلم- ليسأله عن الاعمال التي اجرها يعدل حجة معه-عليه الصلاة والسلام- فقد ارتضي النبي منها ذلك، وقال- صلى الله عليه وسلم- في حديثه: «أقرئها مني السلام ورحمة الله وأخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان». كتب السيرة ويوضح ان كتب السيرة بينت أن جيلا من النساء من مختلف الأمصار، رحلن إلى الحجاز مرات عديدة في مواسم الحج، بهدف طلب العلم والتحصيل والرواية والدخول على امهات المؤمنين، ومن هن التابعية أم سالم بنت مالك الراسبية البصرية، فقد أحرمت من البصرة سبع عشرة مرة، وأدركت أم المؤمنين عائشة وروت عنها، وأيضا التابعية جسرة بنت دجاجة التي جعلت من رحلتها الى البقاع المقدسة فرصة ثمينة للسماع والرواية وتحصيل العلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©