الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتراف في أوروبا..«حلم» خليجي يخالف «الواقع» !

الاحتراف في أوروبا..«حلم» خليجي يخالف «الواقع» !
15 نوفمبر 2014 23:50
الرياض (الاتحاد) سيظل الاحتراف الحقيقي في لعبة كرة القدم، مرتبطاً بالدوريات العالمية، خاصة في أوروبا بصفتها أول من عرف وجرب وطبق الاحتراف، ويكفي أنها سبقتنا بعشرات السنين في تجربة لا تزال حديثة عهد بدورياتنا الخليجية، التي لم تدخل بعد كلها في منظومة الاحتراف المفروضة من قبل الاتحاد الآسيوي. لكن يبدو أننا نسينا التمسك بفكرة تصدير المواهب للغرب، كما نتذكر دائماً استيراد المواهب منه، خصوصاً إذا ما أردنا البحث عن مقومات تطوير اللعبة بدورياتنا ومنتخباتنا الوطنية. ونبحث في هذه الحلقة عن إجابة لأسئلة تبدو منطقية، أولها: لماذا لا يحترف لاعبونا في دوريات أوروبا؟ ولماذا ترفض المواهب الخليجية صقل قدراتها في المصانع الحقيقية لكلمة «احتراف» في كرة القدم؟ ومن المسؤول عن فشل اللاعب الخليجي خارجيا؟ وما يزيد من فداحة الموقف هو امتلاك الأندية الخليجية الـ555، ما يقرب من 69 ألف لاعب بالفرق الأولى وبقية المراحل السنية، وفق إحصائيات الاتحاد الدولي، بينما المحصلة لتجربة الاحتراف الخارجي، هي لاعب واحد فقط محترف «بحق» في الدوري الإنجليزي، هو العماني علي الحبسي، الذي بدأ تجربته الاحترافية منذ العام 2003 بالدوري البلجيكي، وتدرج في عدة دوريات وأندية، حتى انتقل إلى ويجان الإنجليزي الذي يلعب له حاليا. تجربة الحبسي ستظل بمثابة «حالة خاصة واستثنائية»، طالما كان لاعبونا يفضلون البقاء في القصور العاجية، التي صنعوها لأنفسهم، يتمتعون بملايين الأندية المحلية لدورياتنا «الغنية»، التي تنفق عليهم ببزخ، ودون حسيب أو رقيب. فجميع التجارب الخليجية كانت إما عبارة عن «تجارب سريعة» جنت الفشل، وأضاعت مستقبل أفضل أمام الأجيال التالية لها، كونها تركت انطباعات سلبية في أوروبا، أو عروض «وهمية» يتلقاها بعض اللاعبين، وتحديداً في «الإمارات والسعودية»، اكتشفنا بعد مرور الأيام أنها كانت مجرد خدعة لخطف نجم ما من ناد منافس، عبر البحث عن محلل، ويكون عادة من أندية الدرجة الثالثة الأوروبية، وبالتالي تحولت أوروبا في نظر إدارات بعض أنديتنا إلى «كوبري» يعبر عليه اللاعب المراد ضمه، عبر تذكرة ذهاب وعودة محددة التاريخ والمدة، فلا هم يحترفون ولا يبقون في أماكنهم! وباتت كلمة الاحتراف في أوروبا، عبارة عن «وهم كبير» في عقولنا، بعيداً عن الواقع في ملاعبنا الخليجية، بل مجرد «أحلام» تخالف الواقع! والمفارقة أن لاعبا لا يؤهله مستواه للحصول على 600 ألف دولار سنوياً بأي ناد أوروبي، فتجده ينتقل من نادٍ إلى آخر بدورياتنا المحلية، بمبلغ قد يتخطى الـ20 مليون درهم أو ريال، أو ما يعني 10 أضعاف سعره الحقيقي، ولم لا؟ طالما كان المال وفيراً.. والخزائن مملوءة، ومسؤولي الأندية لا يعرفون كيف وأين ومتى ينفقون!! أنديتنا السبب واتفقت الآراء التي تم استطلاعها بين كبار النجوم والنقاد وأصحاب الرؤية الرياضية الثاقبة، على أن أنديتنا تتحمل مسؤولية فشل أبنائها في الاحتراف الخارجي، والسبب بسيط، حيث لا يوجد إنسان عاقل يضحي في بلده بـ15 أو 20 مليون درهم ودخل سنوي وسيارات فارهة، وشهرة واسعة، ونجومية طاغية، دون أن يبذل مجهود يذكر، ثم يتجه إلى أوروبا ليبدأ من الصفر، ويدخل في تحديات يومية، ويتدرب لفترات قد تصل إلى 5 ساعات مقسمة على فترتين يومياً، بلا رحمة. فلماذا نطالب اللاعب الخليجي بتطوير مستواه، طالما وجد «صاروخ الثراء السريع»، نحو تحقيق أحلامه ورغباته، وفي كثير من الأحيان «نزواته». أما المفاجأة، فكانت في آراء عدد من وكلاء اللاعبين الأوروبيين، وخبراء العمل الإداري بالقارة العجوز، الذين أكدوا أن اللاعب الخليجي، غير جاذب لأنظار المديرين الفنيين لمعظم الدوريات الأوروبية، رغم الموهبة التي قد تظهر عليهم، والسبب في عدم قدرة اللاعب الخليجي على تحمل طبيعة التدريبات المتبعة لديهم، فضلاً عن كون اللاعب الخليجي يرغب في أن يعامل باعتباره نجماً على اعتبار أنه كذلك في ناديه المحلي، فضلاً عن عدم التزامهم بالنظام اليومي الصارم المتبع بالأندية الأوروبية مع لاعبيها. وشدد الخبراء على أن اللاعب الخليجي «مدلل» وينتظر عرضاً مالياً كبيراً، رغم أن بدايات العقود في مثل هذه الحالات لا تزيد على المليون دولار للاعب وناديه، كما وجهوا انتقادات لاذعة لتعاملات الأندية الخليجية، التي تطلب مقابلا ماديا مرتفعا نظير انتقال لاعبيها المحليين لأي من الدوريات الخارجية. فيما نادى رأي آخر لأحد وكلاء اللاعبين بضرورة تفكير اللاعب الخليجي في البدء من دوريات أوروبية من الدرجة الثانية، مثل الدوريات في بلجيكا وسويسرا والنمسا واليونان وتركيا، وهي الدوريات التي يمكن أن تكون محطة أولى لإعدادهم فنياً وبدنياً، قبل مواصلة المشوار في بقية الدوريات الأكبر. جلس 3 سنوات «على الدكة» ولم يصب باليأس علي الحبسي: لابد من الصبر.. وأسرتي سر نجاحي الرياض (الاتحاد) يرى العماني الدولي علي الحبسي حارس مرمى فريق ويجان الإنجليزي، وأحد اللاعبين العرب البارزين في الاحتراف الخارجي، أن سبب نجاح تجربته يعود إلى التدرج في مراحل الاحتراف، وقال: «بدأت من ناد درجة ثالثة في عمان ثم إلى ناد درجة أولى ثم إلى احتراف خارجي في دوري بحجم الدوري النرويجي، ومحطة النرويج كان عندي وقتها 20 عاما وهو دوري متابع بشكل جيد، ولكن ليس بالطبع مثل الدوري الإسباني أو الانجليزي، ولكن هناك الكثير من عيون المدربين في دوريات أوربية مختلفة تتوجه له للبحث عن العناصر متميزة في دوريات مثل النرويج والسويد وبلجيكا، وهو ما حدث معي بالفعل». وقال: «في النرويج لازمني التوفيق مع نادي (لين)، عندما لعبت له 3 مواسم متتالية اكتسبت خلالها خبرة المباراة والتأقلم مع الجماهير وكيفية التعامل مع الإعلام والثقافة الخاصة بالمباريات والاحتراف بشكل عام». وهناك نقطة مهمة للغاية تحدث عنها الحبسي في تجربته الاحترافية قائلاً: «الأهل كان لهم الدور الأكبر كذلك في الاحتراف، فلم أشعر يوما بأنهم بعيدون عني، ولم يطلبوا مني العودة، أو أنهم خائفون علي، وكان التواصل معهم يدفعني إلى التألق دائماً، والبحث عن المزيد من التطور في المستوى، وهذا الأمر كان له بالغ الأثر في حياتي الاحترافية التي كانت في بداية المشوار مع الدوري النرويجي، وهذا الدعم المتواصل منذ اللحظة الأولى مستمر حتى الآن رغم السنوات الطويلة التي قضيتها بعيدا عنهم، لكنهم دائما معي وإلى جواري سواء بالتواصل أو من خلال التواجد إلى معي». وأضاف: «التألق الذي أظهرته في الدوري النرويجي دفع الأندية الإنجليزية إلى متابعتي، وكانت لدي الكثير من الطموحات منذ أن وطأت قدماي عالم الاحتراف، وحرصت على أن أسير بأقدام ثابتة من مكان لمكان، ولو بدأت مشواري الاحترافي مثلاً في الدوري الإنجليزي، لتغيرت الأمور، وربما لم أكن قد وصلت إلى ما وصلت عليه حالياً، حيث إنني أعتبر البوابة النرويجية في الاحتراف كانت خطوة مهمة للغاية ساهمت في أن أسير على الدرب الصحيح بعد ذلك». وقال الحبسي: «الهدف الذي رسمته في ذهني كنت أسير معه خطوة بخطوة، وأنا لا أقول إنني كنت في يوم من الأيام بالدوري الانجليزي، لكن عندما ذهبت للنرويج وضعت كل طاقتي ومجهودي في 3 سنوات، ولازمني التوفيق نتيجة وثمرة تعبي في الانتقال للدوري الإنجليزي، وحصولي على لقب أفضل حارس عامين متتاليين في الدوري النرويجي يؤكد أنني وضعت نفسي على الهدف السليم». وأضاف: «عندما انتقلت للدوري الانجليزي كانت الصعوبة في نوعية التدريبات، وهذا الدوري من الدوريات الأقوى في العالم، وبالتالي فإن الكثير من الأمور به كانت مختلفة، مقارنة مع العماني والنرويجي، وبدأت وكأنني أبدأ مشواراً ومرحلة جديدة وصعبة مع كرة القدم، ولاحظت أن مرحلة الدوري الانجليزي تتطلب مني الصبر كثيراً، وكنت أعلم من أن وطأت قدماي انجلترا أنني لن أكون الحارس الأول سريعاً، أو الحارس الثاني، وعلى الرغم من أنني بدأت الحارس الثالث لم تهتز الثقة في نفسي». وأكمل: «تجربة اللاعبين الخليجيين لم تكن مثلي، حيث إنني ذهبت للدوري النرويجي البعيد نسبيا عن الضغوط في الدوريات الأخرى، ولم يتحلى لاعبو الخليج بالصبر، حيث إنهم قاموا بالتجربة في أشهر معينة، وعندما شعروا بأنهم لم يلعبوا عادوا سريعا للانضمام للأندية التي كانوا بها من قبل، ويكفي للدلالة على صبري أنني جلست 3 سنوات احتياطيا في صفوف بولتون الانجليزي، ولكنني كنا أعلم بداخلي أن الفرصة سوف تأتي وثقتي لم تهتز أبداً». الاحتراف ليس في كرة قدم فقط حسين ياسر: لاعبونا لا يملكون الجرأة الكافية ! الرياض (الاتحاد) قال حسين ياسر محمدي لاعب الوكرة، إن اللاعب الخليجي ليس لديه الجرأة للسفر إلى بلد جديد، أو أن يتعلم أشياء كثيرة ولغة جديدة، والموضوع ليس كرة القدم، لأن اللاعب من الممكن أن يتأقلم مع خطط وتكتيك المدرب، طالما أنه يمكن الموهبة، ولكن الاحتراف في أوروبا ليس كرة قدم فقط، بل هو عالم وفكر آخر، بجانب الغربة، وعندما تعيش محترفاً، وتصبح كرة القدم مصدر رزقك، فعليك أن تكون موظفاً. وأضاف ياسر الذي خاض عدة تجارب احترافية أوروبية: «عندما تطلب من مدرب المفاضلة بين لاعبين برازيليين، أو أفارقة وبين لاعب خليجي، فمن المؤكد أنه لن يختار الخليجي، وبعض اللاعبين حاولوا وفشلوا والتجارب قليلة للغاية، لذلك أعتبر نفسي من التجارب القليلة التي استمرت لفترات طويلة، حيث قضيت 4 سنوات في بلجيكا، وموسماً في إنجلترا، وعاماً في البرتغال، وموسماً في قبرص، و3 مواسم في الدوري المصري ما بين الأهلي والزمالك». وتابع: «اكتسبت الكثير من الاحتراف الخارجي، وتعلمت أشياء كان من الصعب أن أتعلمها لو انتظرت في الدوري القطري، وفي الاحتراف الأوروبي لا توجد تجارب فاشلة، لأن كل تجربة اللاعب يتعلم الكثير». ونوه محمدي بأن اللاعب الخليجي يعيش في رفاهية ومع أهله وليس لديه الدافع لخوض التجربة، وحياته مختلفة على عكس اللاعب الأفريقي أو البرازيلي، والذي يتعامل مع كرة القدم على أنها مصدر رزقه. وعن العلاج والطريق السهل للاحتراف الخارجي، قال: «لابد أن ننقل التجربة الاحترافية في الأكاديميات، ولابد أن يكون الحافز كبيراً للأطفال والأسر، وتساعد أولادها، وتشجعهم على ممارسة كرة القدم، لأنها تمثل مصدر رزق للكثير من اللاعبين وليس هواية». حسين بابا: الاتحادات مسؤولة عن «فشلنا» الرياض (الاتحاد) أكد حسين بابا لاعب المنتخب البحريني، أن غياب اللاعبين الخليجيين عن الاحتراف في أوروبا يعود لأسباب عدة، أبرزها عامل المادة، وقال: «هناك لاعبون مميزون في دول الخليج بالدوريات في السعودية والإمارات وقطر، وجميعهم دوليون وأصحاب خبرات وتجربة واسعة، ولكن المشكلة أن العروض التي يجدوها متاحة في الدوريات المحلية، مغرية بالنسبة لهم للبقاء، وعدم التفكير في الخروج لأوروبا». وتابع: «لماذا أخرج لأوروبا كلاعب، وأتعرض لمواقف صعبة، وتحديات مستمرة، وقد أفشل، بينما في بلدي أو الدوري الخليجي الذي ألعب له، أعامل معاملة النجوم وعقدي بالملايين سنوياً». وأضاف: «كما أن طريق الاحتراف ليس مفروشاً بالورود، فالأمر يتطلب ضرورة السفر لأوروبا منذ الصغر وخوض التجربة الاحترافية في سن مبكر، فاللاعب لو خرج لأوروبا في سن مبكرة يكون احترافه أسهل، بينما لاعبونا لا يفكرون في خوض تلك التجربة بجدية كافية».وعن المتسبب في ذلك قال: «أحمل المسؤولية هنا للاتحادات الوطنية في دول الخليج، فيجب أن تبادر الاتحادات وتسهل مهمة احتراف لاعبيها، بل وتسعى لتقليد النموذج الياباني التي تخرج لاعبيها إلى أوروبا والاتحاد الياباني هو من ينفق عليهم وهم صغار، حيث يتعلمون الاحتراف، ويحصلون على النتائج الإيجابية، وحتى لو لم ينجح اللاعب في أوروبا، فهو سيفيد المنتخب، لأنه سيكون قد عاش حياة المحترفين». استبعد عرضاً فرنسياً بحجة أنه «غير مناسب» أفضل لاعب آسيوي شاب يهدر الفرصة برفض «التجربة الألمانية» ! الرياض (الاتحاد) من بين المواقف التي يجب الوقوف أمامها كثيراً، ولا يجب أن تنسى، هو حالة اللاعب أحمد خليل مهاجم المنتخب الإماراتي، وهداف النادي الأهلي، فهو قد حقق لقب أفضل لاعب شاب في كأس آسيا 2008، وهداف البطولة، وكان في تلك الفترة أحد المواهب الهجومية المميزة، ولفت خليل نظر بعض الأندية وقتها، ومنها نادي تشيلسي، الذي دعاه لمدة 30 يوماً، في تجربة معايشة وتدريب بإنجلترا، لكن إدارة الأهلي لم تترك اللاعب، كما لم يجرؤ خليل على ترك ناديه، الذي كان في حاجة إلى جهوده في هذا الموسم الذي حصد فيه الدوري. ومرت الأيام، فتلقى أحمد خليل عرضاً عبارة عن «تجربة إعاشة» في نادي بريمن الألماني قبل 3 سنوات، لتتاح فرصة أخرى أمام موهبة إماراتية صاعدة بقوة، لكن العرض قوبل بالرفض، بحجة أنه «غير مناسب»، رغم أن فرصة «تجربة الإعاشة» للاعبين في أوروبا يبحث عنها مئات اللاعبين الموهوبين في أفريقيا ودول عربية أخرى. وقبل عامين، تكرر العرض الأوروبي، لكن هذه المرة من رين الفرنسي، لكن قوبل العرض بشعار «غير مناسب»، مادياً لخليل وللأهلي، وفي المقابل لم يبخل الأهلي، على لاعبه المفضل، وموهبته التي انفق عليها سنوات وسنوات في أكاديمياته، ومن هنا قتلت فكرة احتراف خليل ،الذي كان ملء سمع وبصر آسيا. وقال خليل: «لا يمكنني إلا أن أؤكد أن حلم الاحتراف الخارجي لا يزال يداعب خيالي، لكن تحقيق ذلك لن يكون إلا عن طريق الأهلي، ويجب موافقة الإدارة الحمراء، حتى أحقق الحلم». حدث في الدوري الإماراتي 3 لاعبين «هربوا» إلى أوروبا وعادوا بـ«القوة الجبرية»! الرياض (الاتحاد) أكد فيصل خليل مهاجم الأهلي والمنتخب الوطني السابق، وأحد مواهب الكرة الإماراتي من منتصف التسعينيات وحتى العام 2010، أن حلم احترافه تحطم على صخرة واقع ارتباطه بعقد مع ناديه المحلي، رغم خوضه تجربة الاحتراف بالدوري الفرنسي. وكان فيصل ضمن 3 لاعبين «هربوا» من أنديتهم، لخوض تجربة فردية للاحتراف الخارجي، وتوجه فيصل إلى شاتورو الفرنسي، بينما بحث كل من محمد سرو،ر وراشد عبد الرحمن لاعبي الشعب عن فرصهما بأحد الأندية السويسرية، ووقتها كانت العروض قد وردت لهؤلاء اللاعبين من أندية أوروبية، ولكن الأندية وقفت أمامهم بصورة مبالغ فيها، غير أن قضية فيصل شغلت الرأي العام الإماراتي في العام 2006، كونه كان أبرز نجوم الدوري المحلي والمنتخب الوطني وقتها، حيث ترك الأهلي وغادر إلى فرنسا للاحتراف بنادي شاتورو أحد أندية الدرجة الثانية الفرنسية، وتردد أنه وقتها تلقى عرضا بقيمة 13 مليون درهم إماراتي، أي ما يقارب 3.5 مليون دولار. ووقتها أطلق على اللاعبين الثلاثة وصف «الهاربين»، رغم أن البحث عن فرصة للاحتراف الخارجي وقتها كان كافياً، لأن يطور من قدراتهم، وبعد سنوات من تلك الضجة، أيقن الجميع أن السماح لهؤلاء اللاعبين بالاحتراف الخارجي، كان سيفيد مستقبل اللعبة، ولكنهم عادوا بالقوة الجبرية، لأنديتهم ومسؤوليها. وعن تجربته الفرنسية التي لم يكتب لها النجاح، قال فيصل: «بالفعل كنت أرغب في خوض التجربة، لكن تجربتي أحاطت بها ظروف صعبة، ولست في مكان يسمح لي الآن بالحديث عن تفاصيل فشل احترافي الفرنسي، ومن المتسبب في ذلك، لكن أعتقد أنني سأكون قارداً على كشف تفاصيل هذا الملف، ولكن بعد ما لا يقل عن 20 عاماً من الآن». وعن رأيه في الاحتراف بالدوريات الخليجية قال فيصل خليل: «أرى أن الاحتراف لا يزال على ورق في دول الخليج، فنحن الدول الوحيدة في العالم، التي يحترف فيها اللاعبون، وهم في بيوتهم فقط، فأي لاعب يخرج لأي دولة سيلتزم بنظام الدوري هناك وتدريبات الأندية بأوروبا، والتي هي محترفة بمعنى الكملة، وسيطور من مستواه، لكن النظام الاحترافي حتى بدورينا فيه اختلاف بين الأندية الواحدة في ذات الدوري، فبعضها يتدرب ساعة ونصف يوميا، وبعضها الآخر يتدرب ساعتين أو 3 ساعات». الأندية تنظر تحت أقدامها فقط فؤاد أنور: قرار «94» ضرب فرص احتراف اللاعب السعودي «في مقتل»! الرياض (الاتحاد) أكد فؤاد أنور نجم المنتخب السعودي السابق، أن مشكلة غياب اللاعبين بدول الخليج عن الاحتراف الخارجي بأوروبا يعود إلى عدم وجود الطموح الكافي لديهم لخوض تلك التجربة، وقال: «المشكلة فينا وفي مجتمعاتنا، لأن الأندية تغري اللاعبين بالمال، فكيف تريد من لاعب يتقاضى 15 مليوناً سنوياً، أن يترك الدوري في بلاده، ثم يبحث عن نادٍ أوروبي يعطيه 100 ألف دولار، أي ما يعادل 360 ألف درهم سنوياً». وتابع: «فضلاً عن معاملة اللاعب هنا كنجم من الصفوة من المجتمع، بينما في أوروبا سيواجه صعوبات وتحديات بشكل يومي عليه التغلب عليها والتفوق على نفسه». وشدد أنور على أن كثرة المال هي وراء إفساد اللاعب الخليجي، وحمل المسؤولية لإدارات الأندية بدوريات الخليج. وأضاف: «الأندية لا تستوعب أنها تخدم الوطن، حال سمحت للاعبين بالاحتراف الخارجي». وقال: «الكثيرون لم يعرفوا أننا تلقينا كلاعبي جيل 94 عروضاً أوروبية كثيرة، ولكن صدر قرار داخلي وقتها، بعدم احترافنا بالخارج، وهذا القرار شكل ضربة قاضية للاحتراف السعودي، لأنه حرم الجيل الذهبي من الهجرة الخارجية، وترك انطباعاً يفيد الأجيال التي جاءت بعدنا أيضاً، وفي تلك الفترة تلقى ما لا يقل عن 10 لاعبين من المنتخب السعودي عروضاً للاحتراف في أوروبا». وأضاف: «في الوقت الحالي من الصعب أن يتكرر الأمر، لأن دول العالم كلها تقدم لاعبين محترفين لأوروبا، التي عادة ما تختار لاعبيها من أميركا اللاتينية، أو من عرب شمال أفريقيا، لأنهم يتأقلمون سريعاً مع الظروف والبيئة الأوروبية، بينما اللاعب الخليجي لا يمكنه ذلك، لأنه غير ملتزم، ولا يمكنه أن يلتزم بمتطلبات الاحتراف من حيث الاستيقاظ المبكر، والالتزام بمواعيد نوم معينة وهكذا». علم النفس والاجتماع يحددان أسباب فشله خارجياً اللاعب مرتبط بالبيئة.. والكرة لديه في المرتبة الثانية! الرياض (الاتحاد) لمعرفة الأسباب التي تمنع لاعبينا من الاحتراف الخارجي، كان يجب الوقوف مع خبراء في علم الاجتماع والنفس، ومن جانبه قال الدكتور نجيب محفوظ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات: «اللاعب العربي بشكل عام، والخليجي على وجه التحديد، لا تنقصه المهارات الفنية، وهو قادر على المنافسة والتحدي مع أقرانه، الذين يلعبون في أوروبا، لكن المشكلة التي تواجه لاعبينا أنهم غير قادرين على العيش في أجواء احترافية، وهذا يعود لعوامل كثيرة، في مقدمتها النشأة والبيئة التي يعيش فيها، وإذا كانت هناك تجارب للاعبين في الملاعب الأوروبية، ولكن تبقى المشكلة في اللاعب الخليجي في عدم القدرة على التعايش في هذه الأجواء». وأضاف: إن هناك عدداً من اللاعبين العالميين من أصل عربي مثل زيدان وبنزيمة وغيرهما، ولكنهم تربوا في أوروبا، واحتكوا بأجواء وبيئة احترافية سليمة منذ الصغر تحت منظومة رياضية، لأن الاحتراف هو التزام ووظيفة ومهنة للاعب الأوروبي، الذي يدرك أن كرة القدم هي مهنته ومصدر رزقه، بينما لدينا اللاعب الخليج يتعامل معها على أنها بالمرتبة الثانية من أولوياته، بمعنى أنه يبحث دائماً عن وظيفة، بعيداً عن كرة القدم وينظر إلى أنه سيعتزل عندما يصل عمره إلى 34 عاماً، ولابد من تأمين مستقبله، وعندما يشتهر اللاعب نجده يحصل على وظائف مرموقة، وبالتالي لا يفكر في الاحتراف الخارجي ولا يملك الطموح ولا التحدي كي يخوض التجربة وهو سر التراجع السريع لبعض اللاعبين الذين خاضوا تجارب قصيرة. وأوضح أستاذ علم الاجتماع أن الإغراءات التي يعيش فيها اللاعب، لا تجعله يفكر في البحث عن فرصة احتراف على عكس اللاعب الأوروبي أو الأفريقي، الذي يقاتل من أجل الوصول إلى أنصاف الفرص، على عكس الأجواء هنا، لا يوجد اهتمام من جانب الأسر بجانب توافد المال من خلال التعاقدات الكبيرة مع الأندية المحلية، والرفاهية وهي جزء من البيئة ولا يدرك اللاعب لأن زميله في أوروبا يعتمد على كرة القدم كمهنة، وعندما يعتزل الكرة يجد أحد المناصب الإدارية بالنادي في انتظاره أو يعمل في مجال التدريب، وبالتالي فرص العمل للاعب الأوروبي موجودة. وأكد أن اللاعب الخليجي يتعامل مع كرة القدم على أنها جسر لتحقيق طموحاته في المجتمع، وبالطبع يعتبر الإعلام أحد العوامل التي تساعد في تعزيز هذا الفكر رغم أن الموهبة موجودة. وأشار إلى أن الحلول تكمن في غرس قيم الاحتراف في الطفل الذي يبدأ في تعلم كرة القدم من البداية وهناك العديد من الأكاديميات في كرة القدم موجودة داخل دول الخليج لأن اكتساب المهارات ليس كل شيء في كرة القدم وعلى المدرب أن يعلم الطفل قيم الاحتراف مبكرا حتى يتربى عليها، وتكون هناك محاضرات للأسر أيضاً، لأن هذه القيم تحتاج إلى تضافر جهود البيت والمدرسة والأكاديمية، بجانب أن اللاعب لابد أن يشعر أن وظيفته كرة القدم، ويكمن هنا دور محوري للإعلام في نشر هذه الثقافة لأن المشكلة عدم تبني فكرة الاحتراف كمهنة في كرة القدم. أما الدكتور علي الحرجان، مستشار الطب النفسي، فيرى أن السبب هو شعور اللاعب الخليجي بالارتباط ببيئته، فضلاً عن وفرة المال في الأندية التي يلعب بها، بما يجعله أمنا على مستقبله وبالتالي لا يفكر في الاحتراف خارجيا، وشدد على أن اللاعب في المغرب العربي وأفريقيا، لا يشعر كثيراً بالغربة، فهو مرتبط ثقافياً بالغرب، خاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، فضلاً عن وجود عشرات الآلاف من بني وطنه يعيشون في تلك المجتمعات، وبعضهم يتمتع بجنسياتها أيضا، أما في الخليج، فنادراً ما تجد خليجيين يعيشون في مجتمعات أوروبا، ولو وجدوا فعددهم يكون قليلاً، وبالتالي يكون الشعور بالغربة هو السائد لدى اللاعب، فلا يقدر على التكيف المطلوب. ترويسة 12 قال الكويتي فهد الرشيدي، إن اللاعب الخليجي لم يعتد على النظام الاحترافي من الصغر، كما أن البيئة الخليجية تختلف عن البيئة الأوروبية. بدر المطوع: الوظيفة حرمتني أوروبا الرياض (الاتحاد) لا خلاف على أن بدر المطوع مهاجم القادسية والمنتخب الكويتي كان في السنوات الـ10 الأخيرة واحداً من أبرز المواهب على الساحة الخليجية، وتلقى بدر عدة عروض جادة، سواء خليجية وأوروبية، حيث لم تكتب للاعب الذي رشح مرتين لجائزة أفضل لاعب آسيوي، وأحد النجوم العالميين المنضمين لحملة كرة القدم تعطي الأمل إلى جانب كاكا وديفيد جيمس وغيرهم، أي فرصة للتألق في أوروبا، لعدة أسباب لعل أبرزها، التعقيدات الداخلية الكويتية فيما يتعلق بعدم تطبيق الاحتراف، والثاني في ارتباطه بوظيفته التي التزم بها منذ وقت طويل. ورغم ذلك خاض بدر تجربة احترافية قصيرة لمدة شهر في مالقا الإسباني خضع خلالها الاختبار، ولكنه كان قد خاض التجربة في وقت متأخر وبعد فوات الأوان. وعن الاحتراف الخارجي قال المطوع: «بالتأكيد كنت أتمنى خوض تجربة احترافية، ولكن الظروف لم تكن لتسمح لي بذلك، بالإضافة لظروف الوظيفة التي حالت دون ذلك». وكان المطوع مطمعاً للعديد من أندية المنطقة غير أن نادي القادسية تمسك باللاعب ولم يترك له فرصة حقيقية لأن يبرز إمكانياته رغم إعارته لنادي النصر السعودي في فترة من الفترات، كما كان بدر مطلوباً لأحد أندية القاع بدوري البريميرليج في فترة من الفترات، ولكن مرة ثانية قوبل العرض بالرفض. وقال: «اللاعب الكويتي تحديداً يعيش زمن الهواية وليس له علاقة بالاحتراف، فلا ملاعب ولا اهتمام، ولا يوجد مقابل مادي جيد كي يتفرغ لكرة القدم، وبالتالي تأتي الوظيفة في المقدمة ولا يفكر اللاعب الكويتي في شيء آخر». أكد أن أفضل عرض لن يزيد على 50 ألف درهم شهرياً كشواني: لدي فرص يونانية جاهزة فمن سيوافق؟! الرياض (الاتحاد) أكد ناصر كشواني وكيل اللاعبين الإماراتي، أن اللاعب الخليجي لن يجد فرصة سانحة للاحتراف في الدوريات الكبرى الأولى، سواء الانجليزي، أو الإسباني، أو الإيطالي، ولفت إلى أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام هجرة لاعبي دول الخليج، والاحتراف في دوريات أقل قوة من تلك الدوريات الكبرى، ولكنها في ذات الوقت أفضل وأقوى، وأكثر احترافية من جميع دوريات الخليج مجتمعة. وأشار كشواني إلى أن دوري، مثل الدوري اليوناني، أو البلجيكي، والتركي والسويسري والنمساوي، يمكنها استقبال لاعبين مميزين من دوريات الخليج، غير أن العائق المالي سيظل سبباً في عدم تقبل لاعبي أندية الخليج بالاحتراف الخارجي. وعن غياب تسويق اللاعبين بالخليج عن ذهن جميع الوكلاء قال: «هذا الأمر غير صحيح، فسبق وجلبت عروضاً لأكثر من 6 لاعبين بالمنتخب الإماراتي الحالي، دون ذكر أسماء، غير أن تواضع الراتب الشهري، مقارنة بما يتقاضاه هؤلاء اللاعبون حال دون انتقالهم، ولا تزال تلك العروض قائمة لعدد من لاعبي المنتخب الإماراتي، فهل سيوافق اللاعبون وأنديتهم» ولفت كشواني إلى أهمية التفكير في الاحتراف بأندية الدرجة الأولى أو الثانية، كخطوة أولى للاعبينا، وقال: جلبت للاعب في صفوف المنتخب الإماراتي عرضاً للاحتراف في أندية الوسط البرتغالية براتب 20 ألف درهم ولمدة عام على سبيل الإعارة، ورغم أنه يجلس بدكة البدلاء في ناديه، إلا أن النادي رفض تركه، رغم ما كانت ستضيفه تلك الفرصة بالنسبة لمستوى اللاعب.« وعن الأسعار التي يمكنها أن تكون مناسبة كرواتب شهرية للاعبينا قال: «أعتقد أن أفضل لاعب بالخليج الآن لن يحصل على أكثر من 50 ألف درهم راتباً شهرياً في أي دوري أوروبي». وشدد على ضرورة أن تقوم أندية الخليج بتضحيات في سبيل إخراج لاعبيها الموهوبين للاحتراف بالدوريات الأوروبية وقال: «لن ينجح اللاعب الخليجي لو انتقل فجأة لدول شمال أوروبا ذات الطقس البارد، فهو يحتاج للبدء بدوري قريب في ظروفه المناخية من البيئة الخليجية، وأفضل الحلول يكون ما بين الدوري اليوناني أو التركي، والبرتغالي، وهناك أندية بمتوسط الجدول بإمكانها الاستعانة باللاعبين من الخليج، لكن اللاعب لا يرغب في التضحية بالأموال الطائلة التي يحصل عليها حاليا في دورياتنا الخليجية». معظمهم لم يكمل تعليمه 80 ? من لاعبي الخليج لا يجيدون الإنجليزية ! الرياض (الاتحاد) أكد وليد الشامسي أقدم وكيل لاعبين إماراتي، أن الحقيقة تؤكد أن هناك أكثر من 80% من اللاعبين الخليجيين الموهوبين والمؤهلين للاحتراف في أوروبا، لا يجيدون التحدث بالإنجليزية بطلاقة ووضوح، وهو ما يعني ضياع فرص تأقلمهم في مجتمعات لا تعرف أي كلمة عربية، ولا يتحدث أهلها إلا لغات أجنبية. وقال: «هذا لو افترضنا أن المحطة الأولى للاعب الخليجي ستكون في البريميرليج، أما لو كانت المحطة الأولى في النمسا، أو اليونان، أو سويسرا، فالأزمة ستكون أكبر لأنها تعني ضرورة تعمله تلك اللغات، وأعتقد أنه من رابع المستحيلات أن يهتم اللاعب الخليجي بالحصول على دورات لتعلم اللغة اليونانية مثلاً ،أو السويسرية والنمساوية، لذلك لا ينجح معظمهم إذا ما خاضوا تجارب احترافية». وكشف الشامسي أن معظم اللاعبين في دوريات الخليج لا يكملون تعليمهم إلى المراحل العليا أو الجامعية، بل ترى معظمهم يتوقف عن الدراسة لما بعد الإعدادية، أو الثانوية في أفضل الأحوال. أكد أن الإغراءات المالية أحد الأسباب نشأت أكرم: نجومنا لديهم شروط كثيرة لترك الدوريات المحلية الرياض (الاتحاد) اعترف العراقي الدولي السابق نشأت أكرم لاعب فريق الشرطة حالياً، والذي سبق له خوض تجارب كثيرة، أن اللاعب الخليجي لا يفكر في ترك منطقة الخليج لأنه تعود اللعب فيها، وتتوافر له كافة المقومات المطلوبة، بجانب الحصول على مبالغ كبيرة في تعاقداتهم، قياساً بالمبالغ التي تمنح للاعبين العرب في الدوريات الأوروبية، وقال: «أنصح أي لاعب خليجي أن يدخل الاحتراف الخارجي في سن مبكر، وألا يتأخر عن ذلك لأنه سيعطي مردوداً سلبياً، كما أن الاحتراف المبكر يأتي بثماره ويوفر الاستقرار الفني للاعبين». وأضاف: «الطموح مشروع لكل لاعب في الخليج أن يفكر في اللعب ضمن الدوري الأوروبي. وهناك عدد من اللاعبين الخليجيين بإمكانهم التواجد في أوروبا، إلا أن اللاعب الخليجي لا يتحمل الجلوس على دكة الاحتياط، ومن أهم الشروط أنه يحتاج قليلاً من الصبر وعليه أن يبتعد عن فكرة ضرورة المشاركة في جميع المباريات، إذا أراد الاحتراف في أوروبا». وتابع: «أرى أن عدداً من لاعبي الكرة الإماراتية مؤهلون للعب في الدوري الأوروبي، منهم حبيب الفردان لاعب نادي الأهلي، والنجم عمر عبد الرحمن، ولاعب بني ياس عامر عبد الرحمن، وهؤلاء بحاجة للتضحية والصبر والتحمل، إذا ما أرادوا التواجد في الدوريات الأوروبية كممثلين عن الكرة الإماراتية. رفاعي: قلة الثقافة وطمع الأندية وراء الغياب عن أوروبا الرياض (الاتحاد) أكد أحمد رفاعي وكيل اللاعبين، أن اللاعب الخليجي لا يملك الطموح، وأنه «مدلل» لأنه يعيش الرفاهية، وليس هناك دافع كي يحترف، رغم أنه لاعب موهوب، وهناك مواهب كثيرة في المنطقة الخليجية، ولكن الفارق كبير بين اللاعب الخليجي ونظيره في الدول العربية الأخرى، مثل تونس والجزائر والمغرب ومصر، لأن اللاعب في هذه الدول لا ينظر للجانب المادي، ولكنه ينظر إلى تطوير نفسه أولا، وبعدها تأتي العقود الكبيرة مادياً، بجانب أن الثقافة الاحترافية لدى اللاعب الخليجي غير موجودة، وهي مهمة جدا في مسيرته في الملاعب. وأضاف: «من خلال علاقتي بعدد من وكلاء اللاعبين في الدول الخليجية كانت هناك مطالبات من هؤلاء الوكلاء بترشيح لاعبين خليجيين للعب في الدوريات الأوروبية، وبالتحديد في السعودية والإمارات، وبالفعل تم ترشيح علي مبخوت لاعب الجزيرة للعب في الدوري الألماني وحبيب الفردان لاعب النصر وقتها، والأهلي حالياً للعب في الدوري النمساوي، إلا أننا فوجئنا برفض الأندية وهي مشكلة أخرى». وتابع: «نتابع جميع اللاعبين في الدوريات الخليجية، وهناك رصد أوروبي لهم، ولكن العقبات أكثر لاحترافهم، بجانب أن الأندية تنظر إلى مصالحها، وترفض رحيل اللاعبين من أجل الفوز ببطولة محلية، في حين أن احتراف اللاعب سيكون له عدة فوائد، في مقدمتها أن النادي سيحصل على مقابل مادي، والأمر الثاني أن المنتخب سوف يستفيد من هؤلاء اللاعبين الذين يتغيرون للأفضل، ويساعدون منتخباتهم في كل البطولات، لأنه سيعيش الاحتراف كما ينبغي». اللاعبون الخليجيون أصحاب التجارب الأوروبية اللاعب الجنسية أبرز محطات مسيرته الاحترافية علي الحبسي سلطنة عمان لين النرويجي بين عامي 2003- 2006، بولتون وويجان الانجليزيان منذ عام 2006، حقق لقب كأس إنجلترا عام 2013، وتم اختياره أفضل حارس بالدوري النرويجي عام 2004 حسين ياسر قطر ليماسول القبرصي 2004-2005، براجا وبوافيستا البرتغاليان 2007-2008 علي عدنان العراق رايزسبور التركي منذ عام 2013 وما زال مستمرا نشأت أكرم العراق تيفنتي الهولندي 2009-2010 سامي الجابر السعودية ولفرهامبتون الإنجليزي 2000-2001 حسين عبد الغني السعودية نيوشاتل السويسري 2008-2009 هوار ملا محمد العراق ليماسول القبرصي 2006-2007 وفاماجوستا القبرصي 2008-2009 أسامة هوساوي السعودية إندرلخت البلجيكي 2012 فهد الغشيان السعودية ألكمار الهولندي 1998 مهدي كريم العراق ليماسول القبرصي 2006-2007 الخبراء أكدوا وجود قصور كبير التجربة «اليابانية ــ الكورية».. نجاح يعكس أزمتنا بوضوح الرياض (الاتحاد) إذا أردنا تطويراً حقيقياً لمستويات اللعبة، فعلينا الاستفادة من التجربتين اليابانية والكورية، فالأولى أرسلت لاعبيها للاحتراف في أوروبا والبرازيل والأرجنتين، ليس كلاعبين أساسيين، ولكن بأن تدفع الأندية والاتحاد الياباني رواتب هؤلاء اللاعبين، حتى يتعلموا ويتم تكوينهم في الأكاديميات والمراحل السنية بأوروبا، فيخرج لاعباً يابانياً موهوباً في عمر الـ15 أو أكثر بقليل لمدة 3 إلى 4 سنوات، يتعلم فيها فنون اللعبة ويتقن حياة المحترفين، ثم يعود لناديه أو يوقع عقوداً للاحتراف الأوروبي. أما كوريا فهي طورت وجلبت الخبراء وأصحاب الخبرة من أوروبا وعلمت مدربيها ولاعبيها وفق أحدث الطرق وأنفقت ملايين الدولارات على مدارسها التدريبية والأكاديميات والمراحل السنية، واعتبرت أنها الحل الأول لتطوير مستقبل اللعبة، فمن هناك انطلقت اليابان كوريا.. وكلمة السر كانت «احتراف اللاعبين خارجيا»، بينما تحولت كلمة السر في تراجع مستوى دورياتنا ولاعبينا في «الإغراق في الأموال» لمنع اللاعبين من التفكير في حلم الاحتراف الخارجي والنجاح العالمي. لكن طالما تواجد الحائل المكون من المال والقصور وأسطول السيارات، فلماذا يحترف اللاعب الخليجي، ويدخل في منافسة مع النجوم، ويعيش في تحدٍ مستمر ويجتهد ويلتزم ويطور نفسه ؟ أو بالأحرى لماذا الغربة، والتنقل من دوري لدوري ومن بلد لبلد.. طالما كان هو «نجم نجوم دورينا» ومنتخبنا ويشار له بالبنان «محليا» ؟! وكان التشيكي جاروليم المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي السعودي، قد أدلى بتصريح أثار ضجة في وسائل الإعلام قبل فترة، عندما أكد خلاله أنه لم ير لاعباً في الدوري السعودي يستحق الاحتراف الخارجي، وهو بالطبع ما ينطبق على معظم دول الخليج، خاصة أن اللاعبين السعوديين يصنفون في مقدمة الأفضل خليجياً دائماً. وكان هذا التصريح «الجريء» سبباً في اثارة عاصفة من الانتقادات ضد المدرب، رغم أنه كان يدلي برأيه حول إمكانيات الدوري السعودي وقدرات وموهبة اللاعب السعودي. وقال المدرب وقتها: «من وجهة نظري لا يوجد أي لاعب سعودي جاهز للاحتراف في أوروبا، سواء من فريق الأهلي، أو أي فريق آخر، حيث لم أجد ذلك اللاعب القادر على الاحتراف في أوروبا حتى الآن». وكان يرى المدرب أن ثقافة الاحتراف والالتزام الكامل يعتبر من الأمور الغائبة عن عقلية اللاعبين في المملكة وذلك عام 2011، عندما كان يقود الأهلي. كما أكد ماكس هاجماير وكيل اللاعبين النمساوي وصاحب إحدى أكبر شركات التسويق الرياضي بالنمسا، أن اللاعب الخليجي لا يصلح لخوض تجارب احتراف في أوروبا. وأرجع الوكيل النمساوي ذلك إلى السمعة السيئة التي ارتبطت بأذهان الوكلاء والسماسرة وكشافي المواهب التابعين للأندية الأوروبية، حول اللاعب الخليجي، حيث لا تفرط أنديتهم في الموهوبين منهم وأصحاب المهارة الفردية، رغم إمكانية نجاحهم في التجربة حال خاضوها لآخرها، وخاصة لاعبي الإمارات والسعودية، لأنهم قادرون بالفعل على النجاح، وأثبتوا تطوراً ونجاحاً ملحوظاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©