الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كلماتي» يمنح الأطفال الصم صوتاً

«كلماتي» يمنح الأطفال الصم صوتاً
1 نوفمبر 2013 20:41
موزة خميس (دبي)- أسست بدور الرقباني، المتخصصة في الاتصال البصري، مركز “كلماتي” عندما تم تشخيص ابنتها الصغرى نورة بصمم كلي، ولم تكن بدور راضية عن جودة خدمات النطق، ولاحظت انعدام وجود مناخ يتسم بالدفء والترحاب والتفاؤل، فقررت إنشاء مركز على هذه الأسس بالدعم المتواصل من الأهل والأصدقاء، وهكذا أبصر مركز كلماتي النور عام 2010، لتلبية الطلب المتزايد على خدمات العلاج اللغوي في الإمارات. وسيلة تواصل هناك أهداف يسعى المركز لتحقيقها منها مساعدة الطفل على تحقيق أقصى قدراته، ويعمل الأخصائيون كفريق واحد بالتعاون مع أولياء الأمور والمعلمين والمهنيين الطبيين، من خلال مركز يهيئ لهم الحب والمتعة والحياة، ويؤمن نوعية خدمات علاجية للأطفال والمراهقين لمساعدتهم، فالحصول على أفضل رعاية ممكنة. إلى ذلك، تقول الرقباني: “كلماتي يتواصل مع العائلات، سواء الذين لديهم أطفال صم وبكم أو من يرغبون في إقامة علاقة أبوية مع هؤلاء الأطفال أينما كان هؤلاء الأطفال، ليصبح التواصل أفضل ويسمعونهم من خلال إشارتهم”، موضحة أن “لغة الإشارة الأميركية هي لغة مبنية على إشارات اليد، بالإضافة إلى تعابير الوجه ووضعية الجسم؛ وهي اللغة الأساسية أو واحدة من عدة خيارات للتواصل، والتي يستخدمها الأشخاص الذين يعانون من الصمم الكلي أو ضعف السمع”. وتلفت إلى أن مركز كلماتي يقدم دروساً في لغة الإشارة الأميركية للكبار والأطفال. وتضيف: “نحن ننظم دورات للمبتدئين تتكون من عشرة دروس، وتتضمن معلومات أساسية متعلقة بمجتمع الصم، بالإضافة إلى مفردات أساسية والتهجئة بالأصابع بأسلوب تفاعلي ودي، وتجرى تقييمات متواصلة لضمان تحقيق المستوى الأساسي للغة الإشارة، وتتراوح المجموعات بين 4 و6 أشخاص، ويمكن ترتيب مجموعات خاصة”. وتؤكد الرقباني: “أخصائيو النطق واللغة في مركز كلماتي متخصصون في حقل الرعاية الصحية، والمركز غير ربحي يعمل على تقييم وتشخيص ومعالجة حالات متنوعة مثل اضطرابات النطق والتواصل واللغة المتعلقة بالأطفال والمراهقين، وهناك جلسات العلاج الفردية أيضاً لعلاج ضعف السمع والعلاج السمعي اللفظي، تأهيل قبل وما بعد زراعة القوقعة، وأيضا اضطرابات الأصوات اللغوية ومخارج الحروف”. تعاون مثمن حول تعاونها مع مؤسسات أخرى، تقول الرقباني “تعاونا مع مؤسسة “ثينك أب”، وهي مؤسسة وطنية أسسها صالح البريك، وكل من يعمل بها من شباب الدولة، وهم يتعاونون مع كل من لديهم برامج إنسانية وخيرية، ولهذا نفذنا معهم مشروع “اسمع صوتي ثم اسمع إشارتي”، وكلنا نعمل على أن يبدأ أطفالنا المدرسة للمرة الأولى بشكل سهل وسلس، ونحن نؤهل الآباء وندربهم على طرق يستطيعون من خلالها أن يجعلوا أبناءهم قادرين على أن يألفوا بعدهم عن من هم لهم السمع واللسان، وتتعلم الأم أو الأب كيف ينتقل الأطفال من دون قلق”. وتوضح: “نقول للأمهات من خلال الاختصاصيين أن تسهل تواصل طفلها مع المعلم، خاصة أن جميع الأطفال بحاجة إلى الشعور بالترابط مع معلمهم، لكي يشعروا بالراحة في الفصول الدراسية؛ فلن يكونوا مستعدين للتعلم إذا لم يصلوا لهذا الترابط، والمعلمون من ذوي الخبرة يعرفون كيف يقومون بـجمع طلابهم عاطفياً، ولكن هناك الكثير من الطرق كي يشعر بارتباطه بمعلمه وكأنه يعرفه حتى وإن لم يلتق به قط، ولهذا على الأمهات أن يذهبن بأطفالهن كل يوم قبل بدء العام الدراسي، كي يتم اللقاء مع المعلمين وكي يرى كل طفل مدرسته، وبعد ساعات تقوم بالخروج مع طفلها، وهكذا يألف المدرسة”. وبالنسبة لتأثير إعاقة التواصل على التطور النفسي والاجتماعي للأطفال الصم والبكم، تقول الرقباني: “نجد أن التكيف النفسي والاجتماعي للأشخاص المعاقين سمعيا يتأثر بشكل كبير بالسياق الاجتماعي فعملية التواصل مع الطفل المعاق سمعياً هي محدودة وتتطور ضمن العائلة أو أسرة الطفل، لذلك فإن الأطفال المعاقين سمعياً يواجهون صعوبات في تكوين أصدقاء، كما أن فرصهم في التفاعل مع أقرانهم بسبب ما تفرضه مشكلات التواصل لديهم تقل”. وتضيف “تباين ردود الفعل التي تصدر عن رفقائهم وأسرهم والآخرين، بالإضافة إلى صعوبات التواصل تؤدي إلى صعوبات في التكيف الاجتماعي وخفض تقدير الذات، وهذه الصعوبات تظهر كنتائج خاصة عندما يشعر الطفل المعاق سمعياً بالرفض من قبل الأطفال الآخرين، الذين يتفاعل معهم يومياً، والذين يعتبرون عنصراً أساسياً بالنسبة له، والظروف البيئية غير الجيدة والضعف في تزويد الطفل المعاق سمعياً يؤثر سلبياً على تكيفه، ولهذا إذا كانت تنشئة الأطفال الصم في أجواء يرتكز كل شيء فيها على تصحيح النواقص وبشكل خاص التركيز على النطق الصوتي الذي لا يلبي احتياجاتهم التواصلية. حول المعوقات التي تعترض حياة الطفل المصاب بمشاكل في النطق والسمع، تقول الرقباني: “هناك العديد من المشاكل مثل عدم وجود تطور نفسي سليم لدى الأطفال الصم، الذين يعانون من مشكلات التواصل، خاصة عندما تكون الأم لا تدرك أو تعرف كيف تستجيب إلى ما يحاول طفلها الوصول إليه، وهذا يؤدي إلى الإحباط والارتباك والحصر النفسي لذلك الطفل، وإذا كان هذا الأمر محبطاً بالنسبة للطفل الطبيعي، فكيف بالنسبة للطفل الأصم، حيث تشعر الأم بالإحباط وتحاول جاهدة أن تفهم ما يحاول طفلها أن يخبرها، خاصةً أصول التعليم بأمومتها تجاه طفلها، حيث تتألم الأم لكونها سببت لطفلها معاناة من جراء عدم مقدراتها على فهمه، أو تجعل من نفسها أكثر وضوحاً كي يفهمها طفلها ما يسبب لها الكثير من الإرهاق النفسي والذهني”. وتضيف: “ربما نواجه صعوبات أخرى، وخاصة الأمهات حين يكون لديها طفل يميل لنوبات غضب وهيجان عصبي، ولهذا كان هناك تصنيف غير منصف حين تم تصنيف الأطفال الصم والبكم من فئة المصابين باضطرابات عقلية في فترة من حياتهم، وكل ما في الأمر أنهم أطفال مثل غيرهم ممن هم عصبيون أو سيئو المزاج مثل غيرهم، ولكن مشكلتهم أنهم لا يستطيعون التعبير بالصوت واللفظ، وهذا يكون الجزء الأكبر من التحمل على الأم حتى تجتاز بطفلها عتبات التعلم الأولى، ولهذا تواجه الأم فترات تحتاج فيها لأيدي تمتد إليها وتأخذ بها، كي تجتاز معها تلك المرحلة الصعبة، خاصة عندما تواجه صعوبات في التواصل مع طفلها فتصاب بالإحباط”. وتؤكد الرقباني: “قديما كان يبدو أن الأطفال الصم هم أقل سعادة من الأطفال السامعين، وأقل متعة بالتفاعل، وذلك في أثناء تفاعلهم مع أمهاتهم وخيبة الأمل تكون بسبب أن فئة الصم نادراً ما يرون في عيون أمهاتهم انعكاسات إيجابية، ولا يجدون ردة فعل حسية بقيمة ما يفعله، وبالمقابل نجد أن الأطفال السامعين يعرفون أنهم مبعث فخر أمهاتهن وسعادتهن، وباختصار فإن الأهل يحتاجون لدورات من الخدمات العلاجية لمساعدتهم على قبول طفلهم كطفل استثنائي وفرد مختلف”. وتتابع “من المعوقات الأخرى في طريق الوصول بالأطفال إلى سلم النجاح النفسي والحياتي المعاملة القاسية للطفل والعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ، وربما أدى كل ذلك إلى توقف نمو ثقته بنفسه، ويشعر بالخوف والتردد والخجل تجاه أي أمر يفكر بالقيام به ويصبح عرضة للمعاناة النفسية”. خلافات عائلية تؤكد بدور الرقباني أن “الخلافات العائلية تجبر الطفل المصاب باضطرابات سمعية على أن يأخذ جانباً، إما في صف الأم أو الأب ما يدخله في صراع نفسي، إلى جانب أمر آخر وهو التدليل والاهتمام بطفل جديد، فمجيء وليد جديد يعتبر صدمة قوية، قد ينهار بسببها كثير من الأطفال، والطفل يشعر بالضيق إلى حد الحزن حين يرى طفلاً آخر قد حظي بما كان يحظى به، ويمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه، وكل هذا بسبب تدليل للطفل الجديد أمامه، وعدم الاهتمام به كما كان من قبل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©