الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحكيم.. خدعوك فقالوا ..!

15 نوفمبر 2014 23:38
عجيبة هذه العلاقة بين أخطاء الحكام وبين بعض استديوهات التحليل.. فمع أن الخطأ الجسيم هو الخطأ، إلا أن تقييمه عند محليي وضيوف برامج رياضية مباشرة ومعلبة يختلف بين شخص وآخر ليصل إلى 180 درجة، حيث ينطلق التقييم من عاطفة هذا معي وهذا من خصومي.. والثالث يمكن التساهل في مظلمته. ومن راقب الجولة الأولى من المباريات داخل مجموعتي «خليجي 22» في الرياض لابد أنه لاحظ كيف أن أخطاء التحكيم كانت لازمة أحاطت بالبدايات، وكأنها جس نبض لاختبار الأعصاب.. ومع ذلك شاهدنا من يتصرف بنظام إذا أخطأ الحكم في حق آخر فهو بشر والبشر خطاؤون، وإذا أخطأ في حقنا تم استدعاء نظرية المؤامرة، والويل للمنتخب الذي لم يبعث بممثلين إلى استديوهات التحليل. لقد خدعونا فقالوا.. متعة كرة القدم في أخطائها، وخدعونا بأن الحكم الجيد هو الأقل أخطاء، وأن الخطأ هو جزء من اللعبة، لكنهم ينسون كل ذلك عندما تأتي الأخطاء على مالا تشتهي سفن أهوائهم، وسحقاً لميزان العدالة ومعايير الإنصاف وحتى المساواة في الظلم. ومع أننا لا نزال عند القول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، فقد بدأت الشكوى من أخطاء تحكيم كبيرة، مثل التغاضي عن خطأ يستحق الطرد، ولعبة ثمنها ضربة جزاء، وألعاب خشنة ترهب الآخر لدرجة التأثير على مسار المباراة ما يستدعي الانتباه. في ذات السياق طالما أن الحكم عنصر من عناصر كرة القدم.. لماذا لا يتم انتقاد أخطاء الحكم الجسيمة بقوة بعيداً عن القسوة هنا والرخاوة والإنكار هناك، تبعاً للون القمصان، ولماذا لا يكون هناك تفريق بين الأخطاء البشرية الناتجة عن زوايا الرؤية مثلاً، وبين استسلام الحكم لضغط معين أو ضعف مستوى تركيزه أو التعب أو حتى قصور فهمه للقانون.. ثم ما الذي يمنع ظهور مبدأ الحساب. إنهم على الضفة الأخرى من منطقتنا يحاسبون الحكم ويوقفونه إذا أخطأ بالدليل التصويري، خاصة عندما يؤثر الخطأ على النتيجة ومعهم كل الحق، إذ يمكن لخطأ واحد الإطاحة بمجهود شهور من الإعداد، فضلاً عن تقويض أحلام ملايين المشجعين لهذا النادي أو ذلك المنتخب. من أخطاء الحكام ما يبعثر أوراق اللاعب والمدرب، ويخرج الأحلام عن نصابها، وربما أدى ذلك لانفلات الأعصاب.. والأدعى للمتعة والعدالة مسارعة المشرفين على الحكام إلى التقييم الذي يمنع تكرار الأخطاء ومسارعة النقاد إلى إبداء الكثير من الإنصاف.. وحسب هؤلاء وأولئك أننا في زمن إعلامي فاضح وأجهزة تصوير تهتك مسحة التعصب في العين والجبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©