بغداد (الاتحاد)- فشل مجلس النواب العراقي (البرلمان) أمس مجددا في التصويت على قانون الانتخابات بسبب خلافات بين الكتل السياسية، فيما هاجم المرجع الديني بشير النجفي بشدة سياسة الحكومة الأمنية والخدمية، مطالبا الشعب العراقي بالمشاركة بكثافة في الانتخابات لتغيير السلطة التي وصفها بـ”غير المستحقة للسلطة”.
وذكر مصدر برلماني رفض الكشف عن اسمه أن رؤساء الكتل النيابية فشلوا في التوصل إلى صيغة نهائية لقانون الانتخابات البرلمانية”، عازيا السبب إلى اعتراض التحالف الوطني الحاكم على زيادة مقاعد مجلس النواب من 325 إلى 351 بحسب الإحصائية التي أعدتها وزارة التخطيط. وأكد أن التحالف الكردستاني انسحب من الاجتماع احتجاجا على عدم الموافقة على زيادة حصته من المقاعد.
واتهم مقرر لجنة الأقاليم البرلمانية زياد الذرب بعض البرلمانيين بالانتهازية لتبنيهم صفقات أفشلت جهود البرلمان في الوصول إلى صيغة قانون للانتخابات.
وذكر الذرب أن “فشل جهود البرلمان في الوصول إلى صيغة لقانون الانتخابات، هو بسبب المساومات السياسية التي تتبناها بعض الكتل السياسية”، مشيرا إلى أن “المزايدات السياسية وارتفاع سقف المطالب لبعض الكتل البرلمانية والصفقات التي يتبناها بعض البرلمانيين الانتهازيين لتحقيق مكاسب شخصية، لن تساهم أو تساعد في جعل قانون الانتخابات يرى النور”.
وبين الذرب “أن محاولة التلاعب بتوزيع خارطة المقاعد البرلمانية لصالح طرف معين ستدفعنا إلى المطالبة بإعادة توزيع الخارطة بما يكفل تمثيلا عادلا ومناسبا، لمحافظاتنا وجماهيرنا في مختلف محافظات العراق” .
وطالب”رئاسة مجلس النواب والكتل البرلمانية بتغليب المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات قومية أوعرقية أو مناطقية، وبما يعزز من البناء الديمقراطي في العراق ويضمن التمثيل العادل والمتساوي لجميع مكوناته، ويعجل بإقرار قانون الانتخابات التشريعية” .
إلى ذلك، طالبت النائبة عن القائمة العراقية عتاب الدوري المرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني وأبناء الشعب كافة، بالضغط على البرلمان لإقرار قانون الانتخابات بالتفاصيل التي تنسجم وتطلعاتهم، لابحسب رغبة ومنافع السياسيين.
وقالت إن “قانون الانتخابات يخضع لتجاذبات سياسية كبيرة تتعلق بعدد المقاعد التعويضية واختيار الدائرة الانتخابية وغيرها من القضايا، التي تمس بشكل مباشر مصلحة الكتل السياسية المتناحرة فيما بينها لتحقيق مكاسب تحتسب لهذا الحزب أو ذاك بغض النظر عن المصلحة العامة”.
وتابعت “أن الكتل السياسية باتت تتقاسم المغانم والمناصب الحكومية منذ الآن وقبل إجراء عملية الانتخابات، ولم تنظر ولو نظرة بسيطة إلى مصلحة الشعب المظلوم الذي عانى ما عانى، بسبب سياسية التهميش التي أوجدتها المنافع الفئوية الطائفية الذاتية الضيقة”.
وحثت الشعب على “تسليط الضوء على قانون الانتخابات وباقي القوانين الخلافية بغية إقرارها، كما حدث في قانون إلغاء الرواتب التقاعدية الذي انتصر فيه صوت الشعب على جميع الذين تجاهلوا هذه المطالب بغية تحقيق مكاسبهم الشخصية”.
وفي شأن متصل، دعا المرجع الديني بشير النجفي العراقيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة لتغيير وجوه السلطة الحاليين الذي فشلوا في تقديم الأمن والخدمات للعراقين. وقال بيان صدر عنه أمس إن “مشاكل العراق لاتحل إلا بالعقول النيرة والمخلصة للشعب والتي تتبنى سياسية حكيمة، وقد عجزنا عن مواصلة النصح والإرشاد إلى المتسلطين على أزمة الأمور”.
وأضاف “لقد بلغ السيل الزبى وقد صبغت أرض العراق بدماء الأبرياء رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا، ويصول ويجول الإرهابيون في أطرافه ويستخرجون المحكوم عليهم من السجون على مرأى من السلطة، وكأن الجالسين على الكراسي لاشأن لهم”.
عدد اليوم
