الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي: الولاية الثالثة رهن باختيار الشعب العراقي

المالكي: الولاية الثالثة رهن باختيار الشعب العراقي
1 نوفمبر 2013 01:06
هدى جاسم، وكالات (عواصم)- أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أمس أن الفوز بولاية ثالثة مرهون باختيار الشعب العراقي، مشيرا إلى أن تحقيق الاستقرار الأمني وكسر شوكة “القاعدة” كان من أهم إنجازات حكومته، وأكد وقوف العراق بشكل محايد حيال الأزمة السورية، موضحا أن السياسة العراقية الحالية قائمة على أساس الانفتاح على جميع دول المنطقة والعالم. فيما وجه أعضاء بالكونجرس الأميركي انتقادا حادا لرئيس الحكومة العراقية بعد اجتماعهم به، وقالوا إنهم مستعدون لتلبية مطلبه بتقديم مساعدات عسكرية إذا أجرت بغداد تغييرات جوهرية. وقال المالكي في كلمة ألقاها أمس في العاصمة الأميركية واشنطن التي يزورها حاليا، إن “الفوز بولاية ثالثة يقرره الشعب العراقي وليس أنا”، معربا عن استغرابه من “تكرار طرح هذا السؤال بشكل يومي”. وبخصوص الإنجازات التي حققتها حكومته خلال السنوات الماضية، بين أن “الوضع الأمني في بغداد كان منهارا عندما تسلمت رئاسة الوزراء، وكان أهالي العاصمة لا يستطيعون السفر إلى المحافظات الأخرى، بل إن بعض مناطق بغداد كانت خالية من السكان”. وأكد “استطعنا خلال السنوات الماضية تحقيق استقرار أمني كبير وكسرنا شوكة القاعدة التي ما كانت لتتمكن من العودة لممارسة نشاطاتها لولا ما يجري في سوريا والمنطقة بشكل عام”. وفي إجابة له عن سؤال عما إذا كانت الحكومة العراقية متعاونة مع نظيرتها السورية، أكد المالكي أن “العراق يقف بشكل محايد من جميع الأطراف في سوريا، وأن الحكومة العراقية لا تدعم الحكومة السورية ولا المعارضة، وإنما تدعم خيارات الشعب السوري وتطلعاته إلى الديمقراطية والسلام”. وحول مدى تأثير حسن علاقة العراق بإيران على علاقاته بدول عربية عدة ومنها مصر، أوضح رئيس الوزراء أن “السياسة العراقية الحالية قائمة على أساس الانفتاح على جميع دول المنطقة والعالم، وتجنب الخلافات مع أية دولة”، مبينا أن “العراق يرفض إقامة علاقة جيدة مع دولة ما بشرط تخريب علاقاته مع دولة أخرى”. وكان مكتب المالكي أعلن في وقت سابق أمس أن المالكي والوفد المرافق له عقد مساء اجتماعا مطولا مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بادين في مقر إقامته بواشنطن، مبينا أن الجانبين أكدا ضرورة العمل لتطوير التعاون والتنسيق بين البلدين بما يعزز أواصر الصداقة والشراكة بينهما. وهذه أول زيارة يقوم بها المالكي لواشنطن منذ عامين ويسعى خلالها للحصول على طائرات أباتشي الهجومية وإمدادات عسكرية أخرى، لمواجهة الجماعات المتشددة مثل تنظيم “القاعدة” بالعراق في وقت يمتد فيه العنف إلى بلاده عبر الحدود من سوريا المجاورة. لكن مسؤولين أميركيين وخاصة أعضاء الكونجرس الذين يتخذون خطا أكثر تشددا من إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه العديد من قضايا السياسة الخارجية، تابعوا بقلق تجاهل المالكي لنداءات واشنطن بإعطاء السنة والأكراد دورا أكبر في حكومته التي يهيمن عليها الشيعة وتقاربه مع إيران، منذ غادرت القوات الأميركية العراق قبل عامين. وقال السيناتور جون ماكين أحد الأصوات المؤثرة في السياسة الخارجية بالحزب الجمهوري بعد لقاء المالكي “الوضع آخذ في التدهور والتفكك وعليه أن يصلح الأمور”. وكان ماكين واحدا من ستة أعضاء بمجلس الشيوخ من الجمهوريين والديمقراطيين أرسلوا خطابا لأوباما يوم الثلاثاء يتخذ خطا متشددا تجاه المالكي ويحمل حكومته مسؤولية تصاعد موجة العنف. وجاء في الخطاب أن المالكي ينتهج “في كثير من الأحيان” برنامجا طائفيا واستبداديا وهو ما يعزز تنظيم “القاعدة” في العراق ويؤجج العنف بين السنة والشيعة. وتقدر الأمم المتحدة عدد القتلى من المدنيين في العراق هذا العام بأكثر من 7000 مدني. وقال ماكين “بصراحة لم يكن سعيدا بذلك الخطاب، لكنه إن كان ينتظر هذا النوع من المساعدات التي يطلبها فإننا نحتاج استراتيجية ونحتاج أن نعرف بالضبط كيف سيتم نشرها، كما نحتاج أن نرى قدرا من التغييرات في العراق”. ويشعر أعضاء الكونجرس بالغضب أيضا إزاء تقارير بأن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي لإرسال مساعدات عسكرية للرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن الإدارة تعتقد أن عدد الرحلات الجوية تراجع، لكنها طلبت من حكومة المالكي تحسين عملية المراقبة والمتابعة. وأضاف “لا أعتقد أن نظام المتابعة محكم لكنه أفضل كثيرا مما كان عليه قبل ستة أشهر”. وإلى جانب ماكين اجتمع المالكي مع زعيمي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب. وقال السيناتور بوب كروكر أرفع جمهوري في لجنة مجلس الشيوخ والذي وقع أيضا على الخطاب الموجه لأوباما، إن زيارة المالكي لم تكن مثمرة بقدر ما أسفرت عنه زيارات معظم الزعماء الدوليين الآخرين. وأضاف “لم يبد لي أنه استوعب ما يتملكنا من شعور بالقلق إزاء ما يدور هناك، بدا أنه لا يتفهم أن هذه الأمور مهمة بالنسبة لنا ولا أظن أن هذا كان اجتماعا مفيدا بشكل خاص”. وقال المسؤول الحكومي إن البيت الأبيض يؤيد مساعدة العراقيين على التصدي لـ”القاعدة”، لكن على المالكي وأعضاء الوفد المرافق له أن يقنعوا الكونجرس بالقضية. وأضاف “لن أتحدث عن طلبات المعدات لكننا نعمل عن كثب مع الكونجرس، وأعلم أن الوفد العراقي سيناقش الأمر في الكابيتول هيل”. ومن ناحية أخرى، قال المسؤول إنه من المقرر تسليم مقاتلات إف-16 للعراق في الخريف المقبل، بعد أن أودعت بغداد قسطا من ثمن المقاتلات الذي يبلغ نحو 650 مليون دولار. واجتمع المالكي مع جو بايدن نائب الرئيس الأميركي صباح أمس الأول ومن المقرر أن يلتقي مع وزير الدفاع تشاك هاجل لاحقا قبل لقائه أوباما اليوم الجمعة. وخلال اجتماعهما الذي استغرق ساعتين تحدث المالكي وبايدن عن المخاطر التي يواجهها العراق والعلاقات الإقليمية. وقال المسؤول الحكومي إن سوريا كانت موضوعا “بارزا” في الحديث. ويشعر كثير من الأميركيين بالانزعاج لاستمرار العنف بالعراق وتقاربه مع إيران، بعد إنفاق مليارات الدولارات وفقد آلاف الأرواح في الحرب هناك. وقال النائب إليوت إنجيل أرفع ديمقراطي بلجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب “بعد كل الدم الذي فقدناه وكل المال الذي أنفقناه، يبدو وكأن تأثير إيران في العراق أكبر من تأثير الولايات المتحدة وهذا بالطبع وضع مزعج”. لكنه قال إن اجتماع المالكي معه ومع النائب الجمهوري إد رويس رئيس اللجنة اتسم بالود، وإنهم ناقشوا مجموعة من القضايا مثار القلق. وأضاف “أعتقد أنه في وضع صعب جدا، ظل يكرر أن الديمقراطية العراقية ليست مثالية لكنها ديمقراطية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©