الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلفادور··· مشكلات أمام الرئيس الجديد

السلفادور··· مشكلات أمام الرئيس الجديد
18 مارس 2009 01:48
أعلن مرشح حزب، ولد من رحم حركة ماركسية متمردة، فوزه في الانتخابات التي جرت في السلفادور الأحد الماضي، ليصبح بذلك أول زعيم لحزب يساري يصعد لسدة الرئاسة في تاريخ البلاد· فقد تمكن ''موريسيو فونيس'' مقدم البرنامج التلفزيوني السابق، ورئيس حزب ''جبهة فاراباندو مارتي للتحرر الوطني'' من هزيمة منافسه ''رودريجو افيلا'' زعيم حزب ''التحالف الجمهوري الوطني'' (آرينا) المحافظ، الذي حكم البلاد لعشرين عاما بفارق ضئيل· وقد سادت مظاهر فرح غامر العاصمة''سان سلفادور'' حيث احتشد أنصار الحزب الفائز في الشاحنات، وراحوا يلوحون بأعلام الحزب الحمراء اللون، ويطلقون أبواق السيارات، والألعاب النارية التي أضاءت ليل العاصمة احتفالا بفوز حزبهم· ومن المتوقـــع أن يواجـــه ''فونيس'' بعد فــــوزه في هذه الانتخابات التي تعد منعطفاً تاريخياً للسلفادور، تحديات ضخمة، منها على سبيل المثـــال الاقتصــــاد المتدهـــور لبلاده، الذي يرتبط ارتباطـــاً لا فكاك منه بالأسواق الأميركية التي تصارع من أجل النجـــاة من براثن الأزمة الماليـــة الراهنة، ومنها انخفاض التحويلات المالية من المهاجرين السلفادوريين، والبطالة المتزايدة، وعنف العصابات الذي يجعل من السلفادور، واحدة من أخطر بلدان العالم· ولمواجهة هذه المشكلات سوف يحتاج الرئيس الجديد إلى تدشين عملية مد جسور واسعة النطاق مع الكثير من الجهات خصوصاً وأن خبرة الحــزب تفتقـــر إلى خبرة التعامــــل معهــا لأنه ومنذ تحوله من حركة تمرد إلى حزب سياسي لم يفز سوى في انتخابات محلية فقط·حول هذه النقطة تقول''جوليا إيفيلين مارتينيز'' استاذة الاقتصاد بجامعة أميركا اللاتينية في سان سلفادور:'' إذا أخذنا الأزمة المالية الحالية في الحسبان، فإننا سندرك أن الحزب الفائز سيرث بلداً يعاني من ظروف متناهية في صعوبتها''· وفوز''فونيس'' بنسبة 51 في المئة من عدد الأصوات يرجع في جانب كبير منه لرفض الناخبين للأوضاع القائمة خصوصاً التدهور الاقتصـــادي وتفشي الجريمــــة والعنــف· وعلى الرغم من أن الكثيرين كانوا يرون أن حزب''آرينا'' الذي خسر الانتخابات كان صارما في التصدي للجريمة إلا أن الحقيقة أنه فشل في إيقاف عنف الشوارع سواء الذي ترتكبه العصابات أو أفراد عاديون على الرغم من حقيقة أن رئيس حزب''آرينا'' الحاكم كان يعمل قبل توليه الرئاسة في منصب قائد الشرطة في البلاد بدليل ارتفاع نسبة جرائم القتل إلى 60,9 في المئة لكل مئة ألف من السكان، على حين لم تكن هذه النسبة تزيد عن 41,3 في المئة منذ عقد من الزمان · ومع أن الحزب قد ركز جهوده على خلق قاعدة صناعية في البلاد، فإن ذلك لم يؤدِ إلى تحسين مستوى المعيشة لمعظم السلفادوريين الذين يضطرون لخوض صراع يومي من أجل كسب أقواتهم· ففي عام ،2007 وصلت نسبة السلفادوريين الذين يعانون من البطالة الجزئية إلى 57,5 في المئة· وعلى الرغم من أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن الأسرة السلفادورية تحتاج إلى 670 دولارا شهريا في المتوسط من أجل توفير احتياجاتها الأساسية ، فإن متوسط الراتب الشهري لعمال المصانع على سبيل المثال لا يتجاوز 173 دولاراً · ويتوقع الخبراء أن تمضي الأمور إلى المزيد من التفاقم قبل أن تتحسن فيما بعد· وتعقد البلاد آمالا كبيرة على المهاجرين من أبنائها البالغ عددهم مليوني نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 7 ملايين، والتي تعتبر تحويلاتهم أحد المحركات المهمة للاقتصاد السلفادوري، وتمثل 20 في المـئة من الناتج المحلي الإجمالي· وتقول ''مارتينيز'' إنه على الرغم من التحديات الضخمة التي ستواجه''فونيس''، فإنها تعتقد أنه سيتمكـــن من خلق نموذج اقتصادي يميل إلى تعزيز الإنتاج الوطني، وتقليص معدلات البطالة، بدلا من الاعتماد على المشروعات والاستثمارات متعددة الجنسيات· وهي تقول:''إن الطريقة التي سيتعامل بها حزب جبهة فاراباندو مارتي للتحرر الوطني مع الأزمة التي يواجهها ستقلص من احتمال الصراع الاجتماعي، وأن الناس سيعطونها المجال الكامل لإجراء التغييرات المطلوبة''· وعلى الرغم من أن الرئيس الجديد حاول تهدئة مخاوف البعض من احتمال تحوله إلى نسخة أخرى من الرئيس الفنزويلي شافيز وسياساته الشعبوية من خلال تأكيده أن النموذج الذي يحتذيه هو نموذج الرئيس البرازيلي ''لولا دا سلفا''، فإن الحقيقة هي أن ما اجتذب العديد من أفراد الشعب السلفادوري إليه ودفعهم لتأييده في الانتخابات الأخيرة كان هو أنه يمثل وجهاً أكثر اعتدالا لليسار· تعبر ''إيريس دي سيسكو''، أم لثلاثـــة أطفـــال عن هذا بقولهـــا: '' لقـــد مللنا من البؤس، والفقر، والفسـاد''· وتعتقد أن الرئيــس الجديد لن يتبــــع سياســـات تـــؤدي إلى استعـــداء أميركا التي تنظر إلى السلفـــادور على أنها حليــــف مهـــم· ويقــــول ''مانويل أوروزكو'' مدير التطوير في مؤسسة الحوار بين الأميركيتين في واشنطن:''على الرغم من أن حزب آرينا قد هدد بأن فوز ''جبهـــة فاراباندو مارتي للتحرر الوطني'' سيؤدي إلى التأثير بالسلب على علاقة السلفادور بالولايات المتحدة، إلا أنني أتوقع بقاء تلك العلاقات مستقرة، وخصوصـــاً في موضوعـــات مثل مكافحـــة تهريب المخدرات· وأشار'' أوروزكو'' في سبيل التدليل على صحة وجهة نظره إلى تصريح لـ'' فونيس'' تعهد من خلالـــه باحترام اتفاقيــــة التجارة الحرة الموقعة مع واشنطن، وإبقاء الدولار كعملة رسمية للبلاد، وإلى تصريح آخر لإدارة أوباما، أبدت فيه استعدادها للعمل مع أي من المرشحين في حالـــة فــوزه· ميلر ليانا-سان سلفادور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©