الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانسحاب الأميركي من العراق···تحد لوجستي

الانسحاب الأميركي من العراق···تحد لوجستي
18 مارس 2009 01:47
يسجل الانسحاب الأميركي من العراق واحدة من أكبر عمليات نقل الجنود والمعدات العسكرية خلال السنوات الأخيرة؛ غير أن معظم المعدات لن تعود إلى الولايات المتحدة حيث سيبقى بعضها مع قوات الأمن العراقية، وسيشحن بعضها الآخر إلى أفغانستان في حين سيتم استعمال ملايين الأطنان من الأسلحة والمعدات الحربية لتجديد وإعادة تزويد مخازن الأسلحة الضخمة في منطقة الشرق الأوسط بالمعدات، تحسبا لوجود حاجة إليها في المستقبل· وتتبع المخططات نسقاً حدده الجيش للغزو الأميركي للعراق في ،2003 ثم لزيادة عديد القوات في 2007 عندما استفادت وزارة الدفاع من معدات كانت مخزنة في مستودعات ضخمة في الكويت وقطر بمنطقة الخليج العربي· وحسب مسؤولين أميركيين، فإن المعدات التي سيتم سحبها من العراق ستُرسل إلى هذه المخازن والمستودعات بهدف ضمان أن يكون الجيش قادرا على الرد على عدد من حالات الطوارئ مثل إمكانية حدوث اعتداء إيراني أو تجدد العنف في العراق· غير أن بلدانا أخرى في الشرق الأوسط تراقب بقلق تكشف المخططات الأميركية؛ حيث يريد العديد من المسؤولين الأجانب ألا يعني الانسحاب تركهم بدون حماية· والحال أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الشعبية في المنطقة إذ لا يريد المواطنون في معظم البلدان العربية وجوداً أميركياً كبيراً على أراضيهم· ويعتقد الخبراء العسكريون أن تخزين الأسلحة حل جيد على اعتبار أنه لا يثير الاستفزاز الذي يثيره انتشار الجنود على الأرض، علاوة على أنه يمنح الولايات المتحدة امتيازاً وأفضلية في حال كانت ثمة حاجة إلى تدخل عسكري· وفي هذا الإطار يقول ''آندرو إيكسوم''، زميل مركز أمن أميركي جديد: ''إن المعدات ليست مشكلة كبيرة؛ فعندما يفكر الناس في الشرق الأوسط في الوجود الأميركي، فإنهم يفكرون في الجنود على الميدان، وليس المعدات''· وبالمقابل، يرى خبراء آخرون أن على الولايات المتحدة طمأنة حلفاءها بأن المعدات المخزنة في المنطقة هي لأهداف دفاعية حيث يقول أنتوني كوردسمان، الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: ''ما لا يريده أحد هنا هو رؤية الولايات المتحدة تتأهب للهجوم على إيران'' مضيفاً ''فالخطاب هنا هو: ''كنت أتمنى بقاءك، ولكننا لا نريد أن نساهم في نوع من الأعمال المتهورة في إيران''· بيد أن تجديد المخازن فقط قد يكون أمراً حساساً· فعلى سبيل المثال تقول الحكومة الكويتية، التي تريد خفض الوجود العسكري في بلدها، إن الحكومة لا يمكنها أن تخزن سوى المعدات التي تُستعمل في الدفاع عن الكويت· ويقول البنتاجون إنه يلتزم بهذه القواعد، ولكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أيضاً أن الموقف الكويتي قابل للتفاوض والمناقشة· والجدير بالذكر هنا أن الكويتيين سمحوا بأنشطة عسكرية أميركية في بلادهم نظراً للحملة العسكرية الناجحة التي قادتها الولايات المتحدة وأخرجت القوات العراقية من دولتهم في ،1991 غير أن الكثيرين هناك، لم يعودوا ينظرون إلى العراق اليوم على أنه تهديد لبلادهم· من جهة أخرى، رفض المسؤولون العسكريون الأميركيون أن يكشفوا بالضبط عن المعدات التي سيتم نقلها إلى الكويت أو بلدان أخرى· والجدير بالذكر في هذا السياق أن الجيش الأميركي خزن من المعدات في الماضي ما يكفي لتجهيز لواء واحد من الجيش في كل من الكويت وقطر وكوريا الجنوبية وثلاثة ألوية في أوروبا· كما يتوفر الجيش والمارينز على مستودعات للأسلحة والمعدات العسكرية على متن السفن· ولتجنب توسيع المخازن على المسؤولين الأميركيين أن يختاروا بعناية ما يخزنونه· ويقول كوردسمان: ''سيتعين القيام باختيارات صعبة جداً بشأن أي المعدات سيتم تركها''، مضيفاً ''إن خليط القوات الذي تستعمله في الخليج لن يكون شبيها بذلك الذي هزم الجيش العراقي؛ ولكن ثمة سلسلة من التحديات الكبيرة من إيران''· في هذه الأثناء، بدأت وتيرة سحب المعدات ترتفع؛ ومن المرجح أن يخرج الجزء الأكبر منها عبر الكويت، وإن كان الجيش قد كثف أيضاً استعماله لميناء أم القصر العراقي· فخلال العام الماضي مثلا تم شحن 8500 حاوية من أم قصر؛ وخلال الشهرين الماضيين من هذا العام، شحنت 3000 حاوية· وعلى الرغم من أن القيادة العسكرية المركزية لم تقدم جداول زمنية دقيقة أو أرقاماً حول كلفة المهمة اللوجستية، إلا أن المسؤولين العسكريين يعترفون بجسامة التحدي الذي يواجههم· ويرى الجنرال المتقاعد ''ويليام باجونيس''، الذي أشرف على الجهود اللوجستية في حرب الخليج عام 1991 أن عملية إخراج المعدات قد تستغرق وقتاً طويلا إذ يقول: ''بيــــت القصيـــد هو أن العمليـــة ستستغرق 18 شهراً، غير أنه يمكن تسريع العملية بترك (المعدات) في الكويت··· كما أن ثمة أشياء كثيرة يمكن تركها للقوات العراقية''· وقد شرع الجيش الأميركي في تحديد المعدات التي ستباع أو تمنح للعراقيين؛ ويشمل ذلك مركبات ''هامفي'' المدرعة التي يحتاجها الجيش العراقي والمولدات التي سيكون مكلفاً جداً شحنُها وإعادتها إلى الولايات المتحدة· ويقول الجنرال كنيث داود مدير اللوجستيات في القيادة المركزية: ''إذا لم يكن أمراً منطقياً شحنها وإعادتها إلى الوطن، فإننا سنقوم بمساعدة العراقيين على إنشاء وحداتهم''· ويراجع الجيش معداته أيضاً لتحديد أي منها ينبغي نقله إلى أفغانستان، حيث ستتطلب زيادة في عدد القوات الأميركية معدات إضافية· ومن المقرر أن ترسل المعدات التي سيتم اختيارها لتلك الحرب إلى الكويت، حيث ستصلح ثم تشحن مباشرة إلى أفغانستان، كما يقول مسؤولو وزراة الدفاع الأميركية· جوليان برانز- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©