الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نتنياهو وعرقلة السلام

27 أكتوبر 2015 22:36
ربما تعرض بينيامين نتنياهو للسخرية والإنكار عندما زعم أن المفتي الفلسطيني الأسبق أوعز لأدولف هتلر بـ«الهولوكوست»، ولكن الحظ حالفه بشكل كبير في الترويج لرواية أخرى خلف هذا الادعاء على نحو واسع النطاق، فيزعم أن «الموجة الأخيرة من العنف الفلسطيني ليس لها علاقة بانهيار محادثات السلام أو بناء المستوطنات الإسرائيلية أو حتى إسرائيل نفسها، وإنما تتعلق بالتعصب الفلسطيني تجاه أي تواجد لليهود في فلسطين التاريخية». والهدف الحقيقي لنتنياهو من حديثه عن مفتي القدس الأسبق الشيخ أمين الحسيني، الذي زعم أنه كان مؤيداً لهتلر، هو محاولة الاستشهاد بمقتل اليهود على أساس زعم أن المسجد الأقصى في المدينة القديمة في خطر، مروجاً إلى أن هذا ادعاء كاذب آخر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد نحو قرن آخر، سبقته موجة من عمليات الطعن في القدس، وزعم نتنياهو في خطاب له أمام «المؤتمر الصهيوني» أن «جوهر الصراع كان ولا يزال الرغبة في تدمير اليهود في أي مكان سواء أكانت لهم دولة أم لا». ولاقت هذه الفكرة أصداء بصورة مفاجئة، بما في ذلك بين المعلقين الذين لا يتفقون دائماً مع نتنياهو، وكتب الصحافي الإسرائيلي «ديفيد هوروفيتز»، محرر «ذا تايمز أوف إسرائيل»، «إن مرتكبي هذه الجولة الجديدة من أعمال القتل الآثمة يقولون للإسرائيليين: لا نريد أن نعيش إلى جانبكم، ونريد قتلكم وطردكم من هنا» وكتب «جيفري جولدبيرج»، الكاتب في دورية «أتلانتيك»: «إن العنف خلال الأسبوعين الماضيين متجذر ولكن ليس في سياسات الاستيطان الإسرائيلية، وإنما في وجهة النظر العالمية التي ترفض الحقوق الدينية والقومية لليهود». والمشكلة في هذه النظرية أنه، عندما يتعلق الأمر بنحو 300 ألف فلسطيني يعيشون في القدس اليوم، فإنها غير حقيقية تماماً، ونعرف ذلك بفضل بحث دؤوب أجراه الصيف الماضي «ديفيد بولوك» من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي أشرف على استطلاع لآراء العرب في الضفة الغربية والقدس من خلال جهة استطلاع ذات مصداقية. وتوصل «بولوك» إلى أنه أياً كان ما اعتقده الفلسطينيون في عهد المفتي الحسيني، فإنهم في الوقت الراهن يقبلون إسرائيل إلى حد ما، ويؤكد أن 70 في المئة من الفلسطينيين في القدس يقبلون صيغة حل الدولتين لشعبين، وتقول أغلبية كبيرة نسبتها 62 في المئة إنهم يعتقدون أن إسرائيل ستظل موجودة على مدار 30 أو 40 عاماً. وفلسطينيو القدس وضعهم مختلف، فأحياؤهم وقراهم ضمن المدينة وضمتها إسرائيل بعد حرب عام 1967، ويعيشون داخل الجدار الذي بنته إسرائيل كحد عبر الأراضي الفلسطينية قبل عقد مضى، ويعبر نحو 40 ألف فلسطيني إلى القدس الغربية أو أجزاء أخرى للعمل يومياً. وتبدو آراء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة أقل جاذبية، ولكن في الضفة الغربية، لا تزال الأغلبية مستعدة لقبول حل الدولتين، ولا يزال كثيرون يأملون في دمار إسرائيل على المدى الطويل، ويقول «بولاك» إن ذلك حتى في القدس، إذ لا يزال 55 في المئة من المقدسيين يتمنون تحرير كافة أراضي فلسطين التاريخية يوماً ما، ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك بقتل أو طرد اليهود، لكن الواقع الآن أن الفلسطينيين ليسوا أصحاب أيديولوجية حقودة كما يُصوّر نتنياهو، وفي الحقيقة معظمهم منفتح على الحل الذي يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يؤيده. جاكسون ديل* *محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©