الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمام السمرا في غزة·· يزف العرائس لبيوت أزواجهن

حمام السمرا في غزة·· يزف العرائس لبيوت أزواجهن
18 مارس 2009 01:41
الحمامات التركية القديمة، التي تحتضنها فلسطين، كانت ولازالت فخرا تراثيا يعتز به الفلسطينيون أجمعهم، فالزائر لهذه الحمامات لابد أن تكون له وقفة تأمل للطريقة الرائعة التي بنيت بها هذه الحمامات، كذلك الزخارف والنقوش الفسيفسائية التي صممت بطريقة تبهر العين، على الرغم من مرور آلاف السنين على بنائها، إلا أنها لازالت تحتفظ برونقها وأصالتها حتى الآن· و الحمامات التركية استمدت شهرتها خصوصا من زفة العريس وحناء العروس حيث يحضر العريس ورفاقه للاستحمام، ومن هناك ينطلقون بالزفة فيما يكون للعروس نصيب وافر، حيث تقضي مع النساء سهرة الحناء تتخللها أغان خاصة تتردد في الحمامات· ومن أشهر هذه الحمامات في غزة، حمام ''السمرا'' وسمي كذلك نسبة إلى الطائفة السامرية الموجودة بالمدينة، والذين كانوا يستخدمونه بشكل أكبر من غيرهم، وهو موجود في غزة القديمة وقيل إنه سمي كذلك لأن المرأة العربية مشهورة بجمال ''سمرتها'' التي تغنى بها المطربون والشعراء على مر الزمان· يعد حمّام السمرة المقام على مساحة 500 متر من أرض مدينة غزة القديمة، معلما تاريخيا ومزارا طبيا، ومتنفسا حيويا يلوذ به الكثيرون من أبناء قطاع غزة ممن أرهقت الأوضاع المأساوية كاهلهم بفعل إفرازات الاحتلال وجرائمه التي شهدها سكان القطاع على مدار سنوات الانتفاضة الخمس الماضية· وعلى الرغم من قِدم الحمام الذي يشير أحد النقوش بداخله إلى أن أول ترميم له يعود إلى أوائل زمن العهد المملوكي، عندما قام الملك سنجر بن عبد الله المؤيدي بتجديده عام 685 هـ، فاكتسب في السنوات الأخيرة شهرة كبيرة وإقبالا متزايدا من قبل الغزيين مقارنة مع الأعوام التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية عام ·2000 مكونات الحمام الشكل الخارجي للحمام يبدو مفلطحا وقبته قرميدية وتتكون الحمامات التركية بشكل عام من قاعات صيفية باردة، وأخرى شتوية دافئة، وأخرى ساخنة يتدرج فيها الوافد على التوالي، خشية التعرض للفحات الهواء، إضافة إلى إدخال أشعة الشمس عبر فتحات دائرية مغطاة بالزجاج· وتشمل الحمامات التركية ''خلوات'' وهي المكان المخصص للاستحمام وتحتوي على ''أجران'' وهي أوعية حجرية يجمع به الماء الساخن والبارد وقاعة ''ساونا'' تسخن فيها الواجهات والأرضيات بمواسير مياه ساخنة وقاعة بخار يضخ إليها بواسطة جهاز طبي خاص ويقول مراد عوض مسؤول إدارة الحمام إن الحمام المنخفض نسبيا مقارنة مع ما يحيط به من مبان حديثة، من عدة أقسام وفراغات، تبدأ بمدخل الحمام الذي يأخذ شكل السلم المنحني إلى أسفل، وتشرف نهاية المدخل على قاعة القبة الرئيسية التي تتوسطها نافورة مياه· وتضم القاعة الرئيسية إيوانين، الأول تغلب المطرزات التراثية الفلسطينية على أوسدته وأسرته ويستخدم كاستراحة خارجية للمستحمين بعد الفراغ من الاستحمام، أما الإيوان الثاني فحول إلى كافتريا للنزلاء تصطف على جنباته أباريق الفخار القديمة· وتتصل قاعة القبة الرئيسية من الجهة الشمالية بممر يقود إلى حمام البخار الساخن والاستراحة الداخلية وغرفة التدليك، بينما يصحبك سلم صغير إلى السقف الأعلى لمبنى الحمام، تشاهد فيه القباب الصغيرة وكميات الأخشابئالتي تستخدم كوقود للفرن الذي يسخن الماء وأرضية الحمام· يوم للنساء هناك نساء متخصصات بعمل المساجات للنساء ويشرفن على الحمام في ذلك اليوم وأيضا يوجد للنساء تكييس وبخار للراحة الجسمية والاسترخاء· يوم للرجال عند حضور الرجال يجلبون معهم أنواعا مختلفة من المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة والأراجيل وبعد الحمام يقومون بتناول الطعام والشراب وتبدو البهجة على وجوههم فزيارة الحمام جميلة جدا· علاج للأمراض يقول أحد العاملين في الحمام''مهما كان نوع المرض الذي يعانيه الشخص الداخل إلى الحمام فانه بمجرد دخوله الحمام تتحسن حالته بدرجة كبيرة فالماء ساخن بشكل دائم، عدا ذلك فهناك من يأتي للاستحمام لزفافه ونعمل له حفلة ويقوم الشباب بزفته بشكل جميل جدا حيث يتم حجز الحمام مسبقا وإحضار الحلويات المختلفة مثل الكنافة والفطائر وغيرها، وهناك خزنة ليضع فيها الزائر أماناته فيها سواء من فلوس أو ملابس وغيرها ويبقى المفتاح برفقته حتى ينهي عمله وحمامه· كل الأجيال تقريبا كل يوم يأتي رجال مسنون وغيرهم لشرب الأرجيلة وتناول الشاي وغيره على الحطب القديم حتى لو لم يرد الاستحمام· حتى مراكز العلاجات الحديثة لم تؤثر على عملنا فهناك جيل كبير من الشباب يزورون الحمام بشكل جماعي وتظهر على وجوههم الفرحة والبهجة بالحمام· وكان الحمام أجمل ما يكون في أيام رمضان والسوق نازل، وأذكر هذه الأيام بحسرة كبيرة وألم، ففي السابق كانت لكل مناسبة بهجتها وجمالها، اليوم اختلفت الأمور والسبب هو الاحتلال الذي شتت الناس وأعدم الحياة بكافة أشكالها· عروس زمان كانت النساء قديما عندما يرغبن بخطبة عروس للابن المدلل يأتين للحمام للبحث عن العروس، حيث تحضر الأمهات بناتهن اللواتي في سن الزواج ويقمن بنزع ثيابهن عنهن لترى أم العريس جمال جسدها ولون بشرتها وخلوها من العيوب الجسدية· وقد قام مركز عمارة التراث، التابع لقسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بترميم المناطق الأثرية في غزة القديمة، ومنها حمام السمرا، نظراً لما تواجهه المباني والمواقع الأثرية في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة من مخاطر وانتهاكات من خلال الاستخدام الخاطئ والهدم، أو هجر المباني الأثرية وما تعرضت له هذه المناطق من قصف الاحتلال المتعمد لطمس الحضارة الفلسطينية· الحمامات التركية تعتبر الحمامات التركية القديمة هي الصورة الأولى لحمامات الساونا التي ظهرت حديثا والتي تتلخص فوائدها في: تنشيط عضلة القلب تساعد الساونا على تنشيط عضلة القلب من خلال رفع درجة حرارة الجسم، وبالتالي رفع معدل نبض القلب·· والنتيجة: تنشيط الدورة الدموية في الجسم· ويعرف أن الساونا تزيد معدل نبض القلب بنسبة 50-،75 وهو ما يعادل النسبة الناتجة عن المشي السريع· كما تساعد الساونا على الاسترخاء من خلال تهدئة العضلات المجهدة· فالساونا معروفة بقدرتها على تخليص العقل والبدن من التوتر· وتعرف الساونا أيضاً بقدرتها على تخفيف ألم المفاصل·وتساعد أيضا على تفتيح مسام البشرة وإخراج السموم منها· ونتائج الساونا أكيدة ومضمونة في تنعيم البشرة وإعطائها بريقاً ولمعاناً لا مثيل له· فقدان الوزن جلسة واحدة من الساونا تحرق نحو 300 سعر حراري، وهو ما يعادل ما يحرقه الجري مسافة ثلاثة أميال· كما تعرف الساونا بقدرتها على مكافحة السيلوليت، الشبح الذي تخافه كل امرأة،· وتقوي المناعة وترفع درجة حرارة الجسم بشكل مصطنع مما ينشط الجهاز المناعي بالجسم، وبالتالي إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة التي تحارب البكتيريا والفيروسات· وتطرد السموم بإفراز العرق بغزارة وتنظف الجسم وتخلصه من العناصر السامة التي تؤذيه وتعمل علي التئام الجروح، فهي معروفة بقدرتها على توسيع الأوعية الدموية وتوصيل المزيد من الأوكسجين إلى الجروح وبالتالي التئامها بشكل أسرع
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©