كشفت دراسة لأساتذة في مدرسة الطب بجامعة واشنطن عن أن أطفال المدارس والمراهقين الذين يواجهون الفقر في سن الطفولة المبكرة، يكون حجم المخ لديهم أصغر بالمقارنة مع أطفال ينتمون إلى أسر غنية.
ويتابع العلماء منذ وقت طويل العلاقة بين الفقر من جهة والقدرة على التعلم من جهة أخرى. واستندت الدراسة التي اجراها فريق من الخبراء برئاسة البروفيسور جوان لابي حول مدى تأثير الفقر على تطور مخ الإنسان، الى معالجة المادتين البيضاء والرمادية والحصين(ارتفاع دائري يظهر في القرن الصدغي للبطين الجانبي للدماغ) الذي يشارك في تشكيل العواطف والذاكرة. كما درس الفريق حجم اللوزتين لدى نحو 145 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و12 عاما.
وتوصل العلماء بعد إتمام دراساتهم إلى استنتاج مفاده “أن المادتين البيضاء والرمادية والحصين واللوزتين ستكون أصغر لدى الطفل الفقير”، وذلك بناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي للمخ لدى الأطفال الذين تعد مداخيل أسرهم محدودة. كما لاحظوا علاوة على ذلك أن هؤلاء الأطفال يتميزون عن غيرهم بتقلب المزاج.
من جهة اخرى، بينت نتائج تجارب واختبارات أجراها علماء في الولايات المتحدة، “أن الناس يكذبون مساء أكثر من الفترة الصباحية”. وقال علماء نفس في جامعة هارفرد الذين أشرفوا على البحوث “إن الناس يميلون إلى تغيير رأيهم بأي تصرف يعتبر أخلاقيا، ولا يشعرون بالندم على تصرفاتهم غير الصحيحة”، واضافوا “افترضنا أن ميل الشخص لإلغاء أخلاقيته يرتبط بفترات زمنية محددة خلال اليوم”.
وخضع 62 طالبا متطوعا، لاختبارين صباحي او مسائي حول الذاكرة البصرية، حيث عرض عليهم مربع في الكمبيوتر مقسوم إلى قسمين، في كل واحد عدد محدد من النقاط، وطلب منهم تحديد أحد القسمين الأيمن والأيسر الذي يحتوي على عدد أكثر من النقاط. وابلغ المتطوعون أن من يختار القسم الأيمن يحصل على 5 سنتات عن النقطة الواحدة، ومن يختار القسم الأيسر يحصل على نصف سنت عن كل نقطة، حتى لو كان عدد النقاط فيه أكثر من القسم الأيمن، وهذا طبعا يسمح لهم بالكذب بسبب الحافز المالي.
وتبين أن المشاركين في الاختبار المسائي كانوا أكثر كذبا من المشاركين في الاختبار الصباحي، وإعادة الاختبار مع متطوعين آخرين قدمت نتائج مطابقة للأولى. ومن هنا استنتج العلماء، أنه من الأفضل أن يتخذ الإنسان القرارات الهامة من الناحية الأخلاقية في الفترة الصباحية. وسبق لعلماء من روسيا، أن اكتشفوا ما يجري في المخ، عندما يكذب الإنسان أو يكون صادقا في كلامه، حيث تبين أن الكذب يتطلب جهدا أكبر من المخ، لأن عليه ليس فقط “اختراع” الخدعة، بل وقمع الحقيقة.
عدد اليوم
