الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن الرجال!

زمن الرجال!
18 مارس 2009 01:36
على أرض هذا الوطن الحبيب·· الكويت·· وربما على أرض كل وطن عربي تتجسد صور سلبية يمكن أن تتشابه، وإن اختلفت في بعض تفاصيلها·· إلا أن المضمون في النهاية يكون واحداً·· ومن هذه الصور السلبية التي تشكل خطراً على أي مجتمع متحضر هي ''العنوسة''، وللأسف أصبحت هذه الصورة موضة العصر الحديث! العنوسة، والتي سببها عدم الزواج، نجد هذه الظاهرة أصبحت متفشية في مجتمعنا الكويتي، أصبحت نسبة العنوسة لفتيات الكويت كبيرة، ويرجع هذا لأسباب كثيرة منها الحالة الاقتصادية أو البحث عن النسب أو أسباب أخرى تتدخل فيها العوامل الاجتماعية بل والسياسية أيضاً· هكذا أصبحت تردد هذه الكلمة في مجتمعنا الكويتي كل صباح وكل مساء إلى أن أصبحت بالفعل قضية وليست ظاهرة، إذن حان الوقت أن نسلط الضوء على تلك القضية جيداً على جميع المستويات وبالأخص أجهزة الأعلام سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة حتى أصبحت قضية العصر وموجودة في كل بيت كويتي، فهؤلاء السيدات العوانس ''عفواً لاستخدامي هذا المسمى''، يشكلن خطاً واضحاً في معالم الصورة الكلية التي يتكون منها المجتمع الكويتي· ونحن هنا نسأل أنفسنا: لماذا هؤلاء النسوة أصبحن بدون زواج؟ لماذا تعزف الفتاة الكويتية عن الزواج؟ الإجابة تشمل فروعاً كثيرة منها رفض بعض الأسر الكويتية لبعض الشباب المتقدم للزواج من ابنتهم والأسباب، كما قلنا من قبل، تندرج تحت الظروف القبلية أو الاقتصادية ومن الرفض تصبح الفتاة·· عذراً، ''عانسا''، ولكن المشاهد أن المرأة تعيش في حالة سيئة تجعلها غير منتجة ويقلل من نجاحها سواء على الصعيد الاجتماعي أو العملي، وهذا ينتج من الحالة النفسية التي تعيش بها المرأة سواء أكانت على النطاق الأسري أو الاجتماعي أو العملي عندما تسمع دوماً: ''هذه عانس''· إلى متى نعيش في مجتمع ذكوري بالرغم من أن المرأة أصبحت كل المجتمع وليس نصفه، إلى متى ينظر إلى المرأة من داخل محرابها؟ إن المرأة، ليست فقط الكويتية بل العربية، لها كل الحقوق وفق القوانين الإنسانية ولديننا الإسلامي الذي حث على احترامها وتكريمها، فإذا بحثنا في علومنا وتاريخنا الإسلامي سوف نجد هذا ولكننا للأسف الشديد نتغاضى عنه أحياناً لمصالح لا أحد يعلم مَن منها المستفيد· د· نرمين يوسف الحوطي الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©