الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محلب: الإمارات ومصر مصير مشترك

محلب: الإمارات ومصر مصير مشترك
15 نوفمبر 2014 11:40
القاهرة (وام) نظّم «نادي دبي للصحافة»، لقاء إعلامياً موسعاً في مدينة القاهرة، بمشاركة معالي المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري، ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر. يأتي ذلك في تعبير عن مدى تقدير دولة الإمارات العربية المتحدة، لعمق روابط الصداقة والتعاون مع الشقيقة جمهورية مصر العربية وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله». حضر اللقاء، منى غانم المرّي المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيس نادي دبي للصحافة، وإبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطني للإعلام وقيادات العمل الإعلامي ورؤساء المؤسسات الصحفية ورؤساء تحرير الصحف في مصر والإمارات. وخلال جلسة حوارية أدارتها الإعلامية الإماراتية منى بوسمرة مدير نادي دبي للصحافة، وجه معالي المهندس إبراهيم محلب، تحية إعزاز وتقدير إلى دولة الإمارات وشعبها الكريم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وإلى كل من ساهم في دعم مصر ومساندتها في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة. وأكد عمق جذور العلاقات المصرية الإماراتية والتي تعود إلى العام 1971 حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها. وقال: إن من يريد أن يفهم تلك العلاقات فعليه أن يعود إلى التاريخ الحافل بالمواقف والوقائع التي تظهر مدى صلابة الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين. وأوضح معالي رئيس مجلس الوزراء المصري، أن العلاقات التي تجمع بين البلدين تقوم على أساس واضح من التقدير والاحترام المتبادلين وإدراك واع لقيمة وأثر هذا التعاون، مرجعا جذور تلك العلاقات الوطيدة إلى عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بكل ما كان يملكه الزعيم الخالد من حس عميق بالمجد العربي والذي انعكس بدوره على المصريين في العديد من المواقف. وذكّر بالمقولة الشهيرة للراحل الكبير: «إن الدم العربي أغلى من النفط العربي» وهي العبارة التي أوجز من خلالها بحكمة موقف دولة الإمارات الداعم لمصر في حرب أكتوبر عام 1973 ضد العدو الصهيوني، وكذلك مقولة الشيخ زايد «إن مصر هي قلب العروبة النابض» بما تظهره تلك المقولات من حرص على مكانة ودور مصر الاستراتيجي في المنطقة. وفي تعقيب على الأحداث التي تعصف بمناطق عديدة في عالمنا العربي حاليا، قال معالي إبراهيم محلب، إن ما يحدث الآن في المنطقة يؤكد ضرورة العمل المشترك وتضافر الجهود وتلاحم القوى في مواجهة المخطط الآثم والهجمة الشرسة التي تسعى للنيل من مقدرات وطننا العربي ومستقبله، موضحاً أن تلك الهجمة نتيجة لخطة محكمة واستراتيجية مبنية على مفهوم «الهدم». وأكد أن مصر كانت قبل عام مضى تقف على أعتاب مرحلة بالغة الخطورة، لولا ستر من الله وحفظه لكنانته على الأرض. وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري إدراك بلاده لوحدة مصير جميع الأشقاء في المنطقة وقال: «إننا نعي بوضوح أن قوة مصر تعني قوة للإمارات والعكس صحيح واستشهد بتصريح فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أكد فيه أن أمن منطقة الخليج «خط أحمر» لا يمكن السماح لأحد المساس به، في حين شدد معاليه على أن مصر والإمارات يقدمان معا نموذجا يحتذى وواجهة مشرفة للدول التي يربطها المصير المشترك. وحذر المسؤول المصري الرفيع من خطر الإرهاب الذي كشر عن أنيابه في وجه دول المنطقة وراح يتهدد مستقبل شعوبها، مؤكدا أن مصر تخوض الآن حربا ضد الإرهاب الأسود بكل ما لهذه الحرب من تبعات وأعباء وخسائر بشرية أو مادية تتحملها مصر بكل شجاعة وإقدام وإصرار على المضي قدما في درب التنمية بخطى قوية وواثقة. ونوه إلى أن هذا الخطر يوجب على المنطقة التوحد في مواجهته للدفاع عن مستقبل شعوبها في هذا التوقيت الفارق في تاريخ الأمة العربية. وأشار معالي محلب إلى سلاح الشعب المصري في هذه المعركة والمتجسد في إيمان عميق بقدرة الله سبحانه وتعالى وثقة تامة في إرادة الناس ورغبتهم في التطوير الإيجابي والتفافهم حول قائد ذي رؤية واضحة للمستقبل، يعطي حافزا على الأمل في غد مفعم بالبناء. وساق مثالاً بمشروع قناة السويس الجديدة الذي وصفه بأنه يترجم هذا التفاؤل إلى واقع ويجسد إرادة المصريين القادرة على تحقيق المعجزات حيث قام المصريون بجمع حوالي 8.5 مليار دولار في أقل من 8 أيام لتمويل المشروع العملاق في إنجاز باهر يعكس مدى قوة هذه الإرادة الصلبة القادرة على تحقيق المعجزات ويبرهن على أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح. روح جديدة من جانبه، أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، أنه لمس خلال اللقاء مع فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في هذه الزيارة روحا جديدة للعمل في مصر وهي ثمرة رؤية طموحة للمستقبل وأمل مبني على أساس من الجد والصدق في العمل ونتاج طاقة إيجابية بناءة تعرفها جيدا دولة الإمارات، كونها تمثل إحدى الركائز الأساسية في بناء الدولة. وحول العلاقات المصرية الإماراتية ورداً على سؤال عن عدم فهم واستيعاب البعض للطبيعة الخاصة للعلاقات بين البلدين، قال معالي الجابر إن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين ضاربة بجذورها في التاريخ وليست في حاجة إلى تفسير أو توضيح وهي روابط قائمة على مبادئ راسخة من الشفافية والوضوح والاتفاق على وحدة الهدف والمصير. وعن دور الإعلام في دعم التعاون المشترك في المرحلة المقبلة، قال معاليه إن الأيام القادمة تتطلب من الجانبين، خاصة على الصعيد الإعلامي مزيداً من العمل والاجتهاد مع الاهتمام بالمقومات الموضوعية والفهم لما يحدث عربياً وتداعيات تلك الأحدث على مستقبل المنطقة. ونوه معالي الجابر بضرورة مضاعفة العمل لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام أمام الخارج بعد أن شوهه من يتمسحون به ويدعون الانتماء إليه وهو دور كبير نؤكد من خلاله جوهر الإسلام الوسطي السمح وندافع عن قيمه وتعاليمه التي تدعو إلى الاعتدال ونبذ التشدد والعنف، مطالبا بالعناية بتوعية الأجيال الجديدة بالدين الوسطي المتطور، لحمايتها من خطر التشدد والتطرف والثبات بقوة في مواجهة الهجمات التي تسعى للنيل من مستقبله. وأشاد معالي سلطان الجابر، بأداء الإعلام الإماراتي الذي جاء مواكبا وباقتدار للأسلوب المبتكر والمبدع الذي سلكته دولة الإمارات في قرارها بالوقوف إلى جانب الشقيقة الكبرى مصر.. وقال إنه وجد نفس العزم والإصرار من إعلام الدولة على القيام بدور مؤثر في دعم تطور العلاقات الإيجابية بين الجانبين. ورداً على سؤال حول معايير اختيار المشاريع التنموية الإماراتية التي يجري تنفيذها في مصر، أكد معالي الجابر أن توجيهات القيادة الإماراتية العليا كانت صريحة منذ اليوم الأول وهي أن تصب تلك المشاريع في صالح البسطاء وأن تترجم إلى نتائج سريعة وملموسة وذات تأثيرات مباشرة وعملية تنعكس إيجابا على حياتهم، مؤكدا أن عملية انتقاء المشاريع التنموية جاءت بدعم مباشر من الحكومة المصرية واستندت أيضا إلى زيارات ميدانية شملت مناطق مختلفة من الجمهورية ولقاءات مع الناس تم في ضوئها تحديد أولويات العمل، ضماناً لتعظيم النتائج المرجوة. ضياء رشوان: اليقظة ضرورية قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين، إن الإعلام المصري ونظيره الإماراتي ينتظرهما مهمة كبيرة وثقيلة خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع ظهور شكل سياسي جديد للمنطقة. وأشار إلى أهمية مواصلة الإعلام لرسالته في دفع الشعوب العربية لمزيد من العمل والبناء والتيقظ لما يحيق بالأمة العربية من تحديات جسام وأهمية إبراز نماذج وأطر التعاون التي باتت تجمع بين دول لها ثقلها وأهميتها في المنطقة، وأصبحت مسؤولة عن تشكيل ملامح النظام العربي الجديد. وأعرب الإعلاميون المصريون على امتنانهم لدعوة «دبي للصحافة» للمشاركة للتواصل والتحاور مع أشقائهم من قيادات الإعلام الإماراتي وبالغ تقديرهم، لما ترمز إليه هذه المبادرة من حرص واع على قيمة تقريب المسافات بين إعلاميي الدولتين في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة. محمد يوسف: لمسات مصرية تحدث محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين عن الخلفيات التاريخية للتعاون المصري الإماراتي، لاسيما على صعيد قطاع الإعلام. وقال إنه ينتمي إلى جيل تعلم على يد الأساتذة، بينما كانت اللمسات الأولى للإعلام الإماراتي مصرية، مشيرا إلى أن التعاون الإعلامي المصري الإماراتي هو جزء من علاقة أكبر وأشمل، وأعم تجلت قيمتها خلال تلك السنة التي وصفها بأنها كانت «سنة الظلام» عصيت على أصحابها، ولم يبلغوا فيها ما أرادوه لمصر. ووجه رئيس جمعية الصحفيين تحية تقدير وإعزاز للإعلام المصري الذي شكل خطاً من خطوط مواجهة قوى الظلام، وصبر في مواجهة الضغوط، ولم ينحن أمام العاصفة الهوجاء وصمد صمود الأبطال، ورفض الانحياز لغير الوطن الذي كان النصر من نصيبه في نهاية المطاف. منى المري: انطلاقة جديدة للعلاقات مع مصر برؤى مشتركة استهلت منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، رئيس نادي دبي للصحافة، اللقاء بكلمة أعربت فيها عن سعادة الوفد الإعلامي الإماراتي بالوجود مع أشقائهم في مصر، وفي رحاب حاضرة العرب القاهرة، بما يحمله من دلالات على مدى التقارب بين البلدين على الصعيدين الرسمي والشعبي. وأكدت أن هذا التجمع يأتي في وقت تدخل فيه العلاقات الثنائية مرحلة جديدة تتوطد فيها دعائم النجاح المشترك، وتترسخ معها أسس انطلاقة مشتركة قوية نحو المستقبل بدعم ورعاية القيادة العليا للبلدين الشقيقين. ونقلت للحضور تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتأكيد سموه المستمر على أهمية دور الإعلام في تعميق قنوات التواصل، وتعزيز عرى التعاون بين الشعوب، وتقدير سموه الكامل للإعلام المصري ودوره الرائد ومدرسته التي قدمت للعالم العربي على مدار عقود أجيالاً ساهمت في تشكيل ملامح المشهد الإعلامي في المنطقة. وقالت إن اللقاء الذي جاء تنفيذاً لتوجيهات سموه، يدلل على وحدة هدف الشعبين في طرق أبواب المستقبل بكل التفاؤل والأمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©