معتز الشامي (دبي) - لا خلاف على أن «الأسطورة» دييجو مارادونا، هو أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ الكرة العالمية بشكل عام، والأرجنتينية على وجه التحديد، ولكن الغريب حقاً، هو إنكار لاعب بين صفوف «صغار التانجو» المشارك في مونديال الناشئين تحت 17 سنة «الإمارات 2013«، تاريخ مارادونا كلاعب قدم السحر على المستطيل الأخضر، نافياً أن يكون شاهد له أهدافاً، أو عرف عنه الكثير كنجم سابق، وهو ما أكده ماتيس سانشيز لاعب الوسط وصانع اللعب وهداف الأرجنتين، وأحد أهم المواهب التي ظهرت خلال البطولة الحالية، وكان له الحضور القوي خلال مشوار الدور الأول، وحتى لقاء دور الـ 16 أمام نظيره التونسي.
ويوصف سانشيز بأنه اللاعب الكامل بين صفوف «التانجو» نظراً لقيام بمهام عدة هجوماً ودفاعاً، وقيادته خط الوسط بصورة تكتيكية أكثر من ممتازة، وصناعة الأهداف لزملائه اللاعبين والتسديد المباشر بقوة على المرمى.
ورد ماتيس عن سؤال «الاتحاد» يتعلق برأيه في تكرار عقد المقارنات بين ميسي والأسطورة دييجو مارادونا بشأن أيهما الأفضل على صعيد العالم والأرجنتين، فجاء رده مفاجئاً عندما قال «لا أعرف، لن أقدر على عقد مقارنة بينهما كما لا أعرف تاريخ مارادونا كلاعب ولم أشاهده على الإطلاق»!.
ومن الواضح أن التصريحات التي سبق وأن أدلى بها مارادونا، بشأن عدم تشجيع منتخب الأرجنتين في البطولة، وانتقاده اللاذع لمدرب «التانجو» هومبيرتو جروندونا ووالده رئيس الاتحاد الأرجنتيني، كانت كفيلة بتوتر الأجواء حول الفريق، لدرجة دفعت المدرب، لأن يفرض على لاعبيه، عدم التعليق على تصريحات مارادونا خلال البطولة، وعدم ذكر اسم «الأسطورة» على الإطلاق في أي وسيلة إعلامية، ويملك جروندونا شخصية قوية للغاية تؤثر على اللاعبين، وهو ما يظهر في التدريبات وحتى خلال المباريات.
وبعيداً عن أزمة «دييجو مارادونا - جرندونا»، تحدث ماتيس سانشيز عن البطولة الحالية، قائلاً «هي بطولة صعبة بكل تأكيد، جئنا إلى هنا من أجل المنافسة بقوة على اللقب، والسعي للفوز به، وتحقيق إنجاز غير مسبوق للكرة الأرجنتينية التي لم تفز على الإطلاق بلقب مونديال الناشئين، لدينا الثقة والعزيمة التي تمكنا من ذلك، كما يملك المنتخب مجموعة من اللاعبين المتميزين في كل الخطوط».
وفيما يتعلق بتشبيهه باللاعب الكامل بالنسبة للمنتخب بناء على رأي مدربه جروندونا، قال «هذا الكلام يضعني أمام مسؤوليات كبيرة، بالفعل أنا سعيد بهذا الوصف وسوف أحرص على أن أكون كذلك في جميع المباريات القادمة، لأسهم مع زملائي في تحقيق الهدف وبلوغ النهائي».
وبشأن مطاردة وكلاء اللاعبين له ولبقيه زملائه في صفوف المنتخب، قال لا نشغل تفكيرنا بهذا الأمر، نحن نركز في البطولة فقط ، كما أن معظم اللاعبين يرغبون في بلوغ الفرق الأولى لأنديتهم بالدوري الأرجنتيني أولاً، ليكون ذلك جواز عبور بالنسبة لهم للانتقال للدوريات الأوروبية الكبيرة فيما بعد».
وعن العرض الذي تردد أنه تلقاه من أحد الأندية الألمانية قبل البطولة، قال «بالفعل تلقيت عرضاً رسمياً من الدوري الألماني، وتحديداً نادي بايرن ميونيخ، ولكني أرجأت كل شيء لما بعد المونديال، ولن أنكر أنني أحب الكرة الألمانية، وأرى أنها قريبة كثيراً من الكرة الأرجنتينية، وسأكون سعيداً لو بدأت مسيرتي الاحترافية في «البوندسليجا».
وفيما يتعلق بالنصائح التي يمكن أن يقدمها للاعبين في مثل عمره خاصة لاعبي المنتخب الإماراتي للناشئين، قال «لا أعرف إذا ما كنت مؤهلاً لنصح لاعبين آخرين بالفعل من عدمه، ولكن هناك خطوطا عريضة يجب أن يستوعبها أي لاعب كرة خاصة في هذا السن، وهي ضرورة أن يكون ملتزماً إلى حد كبير باللعبة وبمتطلباتها، وأن يكون في قمة الانضباط داخل الملعب وخارجه، وأن يعيش حياة المحترفين، من حيث عدم السهر والنوم في مواعيد صحيحة، والاهتمام بطبيعة الأكل، وعدد ساعات التدريب، بالإضافة إلى تقسيم وقته ما بين الدراسة والتدريبات بحيث يشغل نفسه دائماً».
وعلى الجانب الآخر، عبر سانشيز عن ثقته في زملائه اللاعبين في تجاوز المحطة التي وصفها بالصعبة أمام بطل أفريقيا منتخب كوت ديفوار.
وعن هذا اللقاء، قال «الكرة الأفريقية تعتمد على القوة البدنية واللعب التكتيكي، منتخب كوت ديفوار صعب للغاية، ولديه قدرات دفاعية متميزة، كما يجيد اللعب على المرتدات، وينجح في استغلالها بشكل مثالي، نحن مطالبون باللعب بطموحات عالية أمام هذا المنتخب، والسعي لتحقيق الفوز مهما كانت الصعوبات».
عدد اليوم
