الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثورة التكنولوجية تفرض التغيير على الإعلام وأدواته

الثورة التكنولوجية تفرض التغيير على الإعلام وأدواته
22 أكتوبر 2012
«عشر سنوات هزت الإعلام»، هو عنوان تقرير أصدره معهد رويتر لتعليم الصحافة؛ وفيه يظهر أن عالم الإعلام ما زال في بداية مرحلة من التحولات، رغم مرور عقد من الزمان على الاضطراب الدراماتيكي في هذا القطاع الذي أنتجته الثورة التكنولوجية. وفي دلالة على أن هذه التحولات ليست «سوى البداية»، يلحظ التقرير، الذي نشره المعهد على موقعه، أن الأشكال الراهنة لوسائل الإعلام وخاصة التلفزيون التقليدي «ذا البعد الواحد» ما زال يهيمن على استخدام الإعلام، ويجذب نسبة كبيرة من الإعلانات، ويدعم ويساعد أغلبية ابتكار المحتوى، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأخبار، ولكن يبدو أن كل ذلك سيتغير وبما يلقي التزامات وتغيرات جديدة وعميقة على وسائل الإعلام كما نعرفها. أبوظبي (الاتحاد) - يؤكد تقرير «عشر سنوات هزت الإعلام»، الصادر عن معهد رويتر لتعليم الصحافة، أنه حتى في البلاد ذات المستوى العالي في استخدام الإنترنت والوصول إليه مثل دول شمال أوروبا وشمال أميركا، فإن الأغلبية الواسعة والعريضة من الصحافة المهنية المحترفة، تستمر في كونها ممولة من منظمات إعلامية تقليدية، وعوائد متفرعة من منصات خارج الشبكات، مثل مصادر المطبوع والإرسال التلفزيوني والإذاعي. فوارق ذات دلالة يعتبر التقرير، الذي يتحدث عن أسئلة واتجاهات كبيرة في تطورات الإعلام الدولية، أنه في ظل غياب ابتكارات في المشاريع الكبرى فإن الاستدامة للصحافة المهنية تستمر في التآكل في معظم العالم الغربي، حيث يتراجع «الإعلام القديم» أو يتحرك بعيدا عن الأخبار، وحيث إن عددا قليلا جدا من الشركات الإعلامية توفر نماذج تمويل مستدام لإنتاج الأخبار. وبينما استحدثت منصات رقمية جديدة فرصا جديدة موجودة وفعلية لجعل التشارك والبحث في المعلومات اجتماعيا، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الشركات تقدم بيئة مرحبة بالصحافة المهنية. ويوثق التقرير، الذي كتبه الباحث في معهد رويتر الدكتور راسموس كليس نيلسون، والممول بمنحة من مؤسسات «المجتمع المفتوح»، لعدد من الفوارق المهمة ذات الدلالة حول كيفية أداء شركات إعلامية في بلدان مختلفة خلال العقد الماضي، فيتفحص ست حالات لدول ديمقراطية غنية هي فنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وحالتين من دول الاقتصاديات الناشئة هما البرازيل والهند. وعلى سبيل المثال يرى التقرير أن قطاع الصحف في الولايات المتحدة عانى أكثر بكثير من نظرائه في باقي أنحاء العالم، وأن الكثير من المؤسسات الإخبارية في شمال أوروبا تصدت لمشاكل مؤسسية موروثة وللركود الدوري في الاقتصاد بقدر ما كافحت المشاكل المتعلقة بالتكنولوجيات الجديدة. وحتى الآن كان أداء الكثير من المؤسسات الإخبارية في شمال أوروبا أفضل من نظيرتها في شمال أميركا أو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وحتى لو أنها حافظت على قاعدة المشتركين فيها وعلى جمهورها، فإن هذه المؤسسات ليست في مأمن من التحديات التي تواكب التحول الرقمي. كما يظهر التقرير كيف أن جزءا كبيرا من قطاع الإعلام في البرازيل والهند على حد سواء يشهد حاليا نموا سريعا، ملاحظاً ظهور طبقة حضرية مدنية متوسطة تهم المعلنين في مثل هذه الدول رغم أن بعض المؤسسات الإعلامية التي توجهها النخبة هناك، بما فيها الجزء الأكبر من الصحف، بدأت مواجهة عدد من التحديات المماثلة للشركات الإعلامية أينما كانت. وتابع تقرير معهد رويتر أنه في معظم الديمقراطيات الغنية فإن الاتجاهات التي تم تحديدها تقوّض القدرة على الإنتاج المهني للأخبار، وإمكانية استقطاب المؤسسات الإخبارية لجماهير عريضة، في حين أن النمو المنظور في الاقتصاديات الناشئة، مع عدم التطرق لمشاكل في الملكية والاعتداء السياسي أو تعزيز نوعية التحقيق الصحفي بالضرورة، يمكّن من إنتاج محتوى إخباري ذي نوعيات أفضل، فضلا عن أنه يقدم أخبارا لملايين من الناس الذين كان يتم تجاهلهم سابقاً. تمهل وتشكيك خلص التقرير إلى أن توفير وتزويد أخبار مهمة عامة يتم إنتاجها على قواعد مهنية قد تراجع وتضاءل في العديد من الديمقراطيات الغنية، «ويبدو أنه مستمر في التآكل حتى لو أن بعض فئات وسائل الإعلام قد تشهد نوعا من الازدهار وأشكال إنتاج غير سوقية يمكن أن تساعد الإنتاج التجاري». وأضاف «حتى الآن فإن بلاد شمال أوروبا مثل فنلندا أو ألمانيا، بما لديها من مستويات مرتفعة لجهة الوصول إلى الإنترنت واستخدامه، تساعد إنتاج الأخبار أفضل من نظيرتها الأنجلوفونية ودول جنوب أوروبا. وفي البرازيل والهند فإن عدد الصحفيين العاملين مستقر أو في طور النمو، مع الإشارة إلى أن معظم النمو هو في الصحف الشعبية أكثر منه في صحف النخبة». وتابع أن تنوع تزويد الأخبار نما لناحية عدد المزودين ولكن نموه كان نادراً من حيث حصة السوق، إذ إن المزودين الجدد ما زالوا صغارا سواء لناحية القدرة على الإنتاج أو لناحية بلوغ الجمهور المستهدف. وكنتيجة لذلك فإن عددا محدودا من المزودين الكبار استطاع أن يهيمن على أسواق الأخبار في الديمقراطيات الغنية، في حين استطاعت الأسواق النامية حتى الآن زيادة التنوع في تزويد الأخبار في الاقتصاديات الناشئة. وختم التقرير أن بلوغ الأخبار للسكان عامة يستمر عاليا بسبب الشعبية المستمرة لأخبار التلفزيون على وجه التحديد، ولكن من حيث عدد الخيارات (وغالباً الخيارات غير المتعلقة بالأخبار) يتنامى، وبشكل عام يبدو أن أنماط عوامل الاستهلاك تعكس مصلحة فردية إلى مدى يتعاظم أكثر فأكثر. وحيث تكون هذه المصلحة منخفضة وغير متكافئة، كما في الولايات المتحدة سيتآكل مستوى بلوغ الأخبار للسكان إذ تستهلك مجموعات الأقليات أخبارا أكثر فأكثر، ولكن الجماعات السكانية الواسعة تستهلك بدرجة أقل الأخبار ذاتها. وفي البلاد حيث تكون المصلحة أعلى وموزعة أكثر عبر السكان يكون البلوغ بشكل عام أكثر استدامة، رغم تفتت جمهور الوسائل الإخبارية الفردية. وفي البرازيل والهند أدى توسع المزيد من وسائل الإعلام الشعبية إلى توسع كثيف لبلوغ الأخبار أهدافها وراء النخبة الحضرية المتعلمة التقليدية والغنية. تحولات آسيا بالتزامن مع تقرير معهد رويتر أعلنت الجمعية العالمية للصحف عن عقد أكبر مؤتمر آسيوي عن الإعلام الجديد لهذا العام، بعنوان «الإعلام الرقمي في آسيا 2012» في كوالالمبور في ماليزيا من 27 إلى 29 نوفمبر المقبل، والذي سيركز في ثلاث جلسات مكثفة على مواضيع الإعلام الاجتماعي وابتكارات المشاريع الرقمية والنشر عبر اللوحات الكفية والهاتف المحمول، أي المواضيع التي تمثل المشاكل الثلاث الرئيسية التي تواجه الناشرين في آسيا وغيرها خلال هذه المرحلة التحولية. ويشكل هذا المؤتمر الذي يلتئم سنويا فرصة اجتماع سنوي للناشرين وخبراء الإعلام، لأجل تبادل الأفكار والخبرات بشأن أفضل الممارسات في مجال الإعلام المتعدد. وفي تقرير، وصلت «الاتحاد» نسخة منه؛ قال توماس جاكوب نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والمدير الإداري لمنظمة «فان-إيفرا» لإقليم آسيا المحيط الهادئ إن «المؤتمر يستجيب لحاجة يعبر عنها العديد من الناشرين، ممن يبحثون عن سبيل فعال للبقاء جنباً إلى جنب مع التطورات الرقمية في قطاع يتغير بسرعة أكثر من أي وقت مضى». وأضاف أن «المؤتمر ارتأى صيغة اليوم الواحد مع ورش عمل متعددة لأجل اكتساب أفكار استراتيجية ومشورة في مروحة واسعة ومتنوعة من المواضيع، بدءاً من المحتوى المدفوع ومرورا بتنويع الموارد وكيفية بلوغ جماهير مستهدفة جديدة». كما يتضمن المؤتمر ورشة عمل عن كيفية تطبيق تصميم مناسب لشبكة الويب والنشر عبر لوحات الكمبيوتر الكفية. وإلى جانب ذلك، يتخلل المؤتمر توزيع جوائز على أفضل وسائل الإعلام عبر الشبكة والإعلام متعدد الوسائل وإعلام الرسومات البيانية، عبر الأونلاين والفيديو والمحمول والإعلام الاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©