الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحضانات تحظى بثقة الأمهات.. والمجتمع يعتبرها مصنعاً لإنتاج جيل المستقبل

الحضانات تحظى بثقة الأمهات.. والمجتمع يعتبرها مصنعاً لإنتاج جيل المستقبل
22 أكتوبر 2012
تعتمد أسر مواطنة ومقيمة على الحضانات في رعاية أبنائها في مرحلة ما قبل المدرسة، لأسباب تتعلق بعمل الأم وعدم ثقتها في خادمات المنازل، أو بهدف تطوير مهارات التواصل والتعلم لدى الأطفال. ويعد قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة بإنشاء 66 حاضنة موزعة على كل المناطق التابعة لإمارة الشارقة، لرعاية أبناء العاملات في المدارس والمؤسسات الحكومية دعوة فتحت الباب أمام بحث أهمية وجود مثل هذه الحضانات في تدعيم جهود الدولة في التمسك بالهوية الوطنية وعملية التوطين. طبقاً لبيانات إدارة الطفل في وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن عدد الحضانات المسجلة لدى الوزارة 31 حضانة حكومية، مقابل 316 حضانة خاصة في الدولة ليبلغ إجمالي الحضانات 347 حضانة في الدولة تعنى بأطفال الأمهات اللواتي اضطرتهن ظروف العمل والدراسة لإيداع فلذات أكبادهن فيها. وكان لإمارة دبي النصيب الأكبر من عدد الحضانات حيث بلغ 132 حضانة، وفي إمارة أبوظبي بلغ عددها 97 حضانة، تليها الشارقة بـ 83 حضانة، وبالنسبة لرأس الخيمة بلغ عدد الحضانات 16 حضانة مقابل 5 في أم القيوين و7 حضانات لكل من الفجيرة وعجمان. توفر الرعاية ووفق وثائق وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن دولة الإمارات تعد من الدول الرائدة في العالم في مجال دعم المرأة العاملة وطفلها، وذلك بتوفير أعلى مستويات الرعاية في الحضانات التي تتيح بيئة تعليمية للأطفال، بجانب توفر الرعاية والترفيه والتسلية في بيئة آمنة، بجانب تحفيزهم وتطوير قدراتهم الفكرية والاجتماعية. ولحرص الوزارة على المرأة العاملة، نظمت إدارة الطفل في وزارة الشؤون الاجتماعية حملة “أطفالنا أولًا” التي تهدف إلى توعية المؤسسات الحكومية بأهمية إنشاء دور حضانة في نطاقها وتشجيعها على تفعيل قرار مجلس الوزراء رقم (19) لسنة 2006، المتعلق بإنشاء دور الحضانة في الوزارات والهيئات والمؤسسات الاتحادية والدوائر الحكومية والدواوين. وتم الإعداد للحملة منذ الأول من يناير 2012 وتستمر حتى نهاية العام الجاري، والتي تهدف إلى تحقيق هدفين استراتيجيين هما دعم الدور المحوري للأسرة في التماسك الاجتماعي، وتمكينها من أداء دورها، ويتمثل الهدف الثاني في تعزيز التكامل مع المؤسسات المعنية في الحكومات المحلية والارتقاء بجودة الخدمات الاجتماعية. التربية الصحيحة وكانت نتائج الحملة قد حصدت إصدار تراخيص لست حضانات في القطاع الاتحادي والمحلي لمختلف إمارات الدولة، وطلب 14 جهة اتحادية ومحلية الاطلاع بشكل تفصيلي على قرار مجلس الوزراء وتجربة الحضانة في وزارة الشؤون الاجتماعية. وبحسب متخصصين، فإن دور الحضانة بالإمارات تخدم شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في الدولة، فمرحلة ما قبل الدراسة تعتبر من أهم مراحل تكوين عقل الطفل، وتكون لديه قدرة الاستيعاب في ذروتها، ويكون قادراً على تلقي الكثير من المعلومات بالعالم المحيط به. وتوقن الكثير من الأسر في دولة الإمارات أن التربية الصحيحة تستوجب وجود الطفل في وسط اجتماعي منذ مرحلة مبكرة من عمره، حتى يتعلم المشاركة الجماعية ويتخلص من الأنانية التي تصاحب غالباً مرحلة الطفولة، كما للحضانة دور في تكوين شخصية الطفل، إضافة إلى الجانب التعليمي الذي يتلقاه الطفل في هذه المرحلة مهم جداً، ويعود على الطفل بالانتفاع في المستقبل، وعند بدء مراحله الدراسية. وأكدت موزة الشـومي مدير إدارة الطفـل بوزارة الشـؤون الاجتماعية متابعة الوزارة للحضـانات منذ بدء ترخيصها، إلى مبانيها وحتى العاملات فيها، ومتابعتهم الدورية لدور الحضانة ومدى تطبيقها لتعليمات الوزارة والالتزام بها. وبالنسبة للمواصفات التي يجب توافرها في حضانة الأطفال، أشارت الشومي إلى أهمية مواقع دور الحضانة التي يجب أن تقع في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء لا يتعرض فيه الأطفال للخطر، كما لابد وأن يكون المكان مناسباً وقريباً من العمران وفي بيئة صحية بعيداً عن مناطق المصانع وسكن العمال. كما يتوجب توفر مقاييس للمبنى الذي يتم اتخاذه كمقر للحضانة، كوجوب أن يكون بالمبنى فناء واسع مزروع على أن يكون قسم من هذا الفناء مظللًا يقي الأطفال من أشعة الشمس والمطر مغطى بالرمل ويتناسب مع عدد الأطفال بالحضانة، وأن تكون دار الحضانة في الدورالأرضي في فيلا مكونة من دور واحد على الأكثر ذات مساحة مناسبة للغرض المطلوب، إضافة إلى وجوب تناسب سعة المبنى وعدد غرفه مع العدد المخصص له من الأطفال، وأن توزع الغرف حسب السن بحيث يشغل كل طفل مساحة متر مربع واحد على الأقل وأن تترك مسافة متر على الأقل بين كل سرير في غرف الأطفال الرضع منعا من انتشار الأمراض بينهم ولتسهيل عملية الإشراف عليهم. وأكدت الشومي أهمية أن تخصص بالمبنى غرفة للعيادة الصحية مشتملة على أهم المعدات الطبية اللازمة للأطفال وأدوات الإسعافات الأولية، وأن يكون المبنى سليماً ومستوفياً للشروط الصحية من حيث المرافق والتهوية والإضاءة والتكييف وأن يكون مجهزاً بمعدات إطفاء الحريق ومثبت ذلك من الجهات المعنية (البلدية – الدفاع المدني). كما أشارت إدارة الطفل إلى أهمية توفير الألعاب التي تفي بحاجات الطفل وفقاً لقدراته الذهنية ومستوى النمو، وتتنوع وفقاً لسن الطفل فتشمل ألعاب الطفل الرضيع الأطفال بمرحلة الرضاعة، وتتدرج إلى الألعاب داخل قاعات الحضانة ثم الألعاب الخارجية المأمونة في فناء الحضانة في مرحلة ما بعد الرضاعة وذلك علاوة على ألعاب النشاط الفني وألعاب تكوين الخبرات. معايير المربين وللعاملين في الحضانة شروط وضعتها إدارة الطفل والتي يجب على دور الحضانة الالتزام بها حيث يجب أن يكون جميع العاملين بدار الحضانة هم من فئة الإناث، ويجـب أن تتوفر في من يتقدم للعمل في دار الحضانة أن تكون من الحاصلات على المؤهلات التربوية المتخصصة في تربية ورعاية الأطفال، كما يجب على كل حضانة أن تتوفر بها مديرة، مشرفة حضانة ومساعدة مشرفة حضانة، ممرضة، مربية أطفال، جليسة أطفال ومشرفة حافلة. وأكدت الشومي على رقابة الوزارة للحضانات من بداية العمل على ترخيص الحضانة حيث لا تتم أي إجراءات تخص الترخيص إلا بالرجوع لوزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على جميع الموافقات المتعلقة بالدوائر الأخرى وتنتهي لدى الوزارة بإصدار الترخيص. وأضافت الشومي حرص الوزارة لمتابعة العمل في الحضانات من خلال الزيارات التي تقوم بها إدارة الطفل مثل التفتيش الدوري والذي يتم حسب خطة قسم التراخيص والإشراف، ويتم تسليم الحضانات ما يترتب على تقرير التفتيش من ( رسائل شكر – إنذارات – تنبيهات). والتفتيش المفاجئ الذي يكون لمتابعة مخالفة أو إنذار سابق تم تسليمه للحضانة، وتقوم المفتشة بزيارة مفاجئة للتأكد من التزام الحضانة بإزالة المخالفة والإنذار، ويتم رفع تقرير مصور لمديرة الإدارة.كما أنه يتم التفتيش بناء على شكوى تقدم بها ولي الأمر أو أي طرف له صلة تعامل مع الحضانة. وصرحت موزة الشومي أنه تم إلغاء تراخيص 8 حضانات، ويعزى الإلغاء لأسباب منها تأخير تجديد الرخصة عن 90 يوماً وفق القانون الخاص بالحضانات، وكذلك لعدم إزالة المخالفات خلال المدة الزمنية المحددة حسب القانون، وأخرى تم الإلغاء بالرغبة الشخصية لأصحابها. وباعتبار مسألة اختيار الحضانة المناسبة للطفل مسألة ذات أهمية كبيرة، فعلى أولياء الأمور الأخذ بها بعين الاعتبار لما هذه الأسباب من نتائج أما أن تكون إيجابية أو سلبية اعتماداً على الخطوات التي تمت في اختيار الحضانة المناسبة. لذلك على ولي الأمر التأكد من وجود ترخيص من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية للحضانة والتي غالبا ما تكون معلقة في استقبال الحضانة. وأن يطلع ولي الأمر على مرافق الحضانة وبرامجها، والخدمات المقدمة للطفل، والنظام الداخلي لها واللوائح وأنواع النشاطات. وصرحت الشومي بقيام الوزارة بحملة توعية لأولياء الأمور بمخاطر الحضانات المنزلية والتي تكون حضانات غير مرخصة ولا تتوافر بها شروط الأمن والسلامة وكذلك السيدة التي تقوم بهذا النشاط قد تكون سيدة غير مؤهلة ولا تنطبق عليها الشروط وقد تعاني أمراضاً نفسية أو أنها غير محمودة السيرة والسلوك. وأشارت الشومي أن الأطفال في تلك الحضانات المنزلية قد يتعرضوا لخطر لوجودهم في مكان غير مؤهل كإصابات أو عدوى مرضية أو حتى تحرش جنسي. وأضافت أنه تم تضمين قانون الحضانات الجديد بمادة عقوبات على كل من يقوم بمزاولة نشاط حضانة دون ترخيص مسبق من وزارة الشؤون الاجتماعية. ضبط أسعار الخدمة ولضبط أسعار الحضانات في الدولة نصيب من اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية لهذا الأمر، لكن لا يمنع هذا وجود بعض الحضانات التي تعتبر أسعارها مرتفعة جداً. وحول هذا الأمر، أشارت إدارة الطفل بالوزارة إلى أنه عند البدء بترخيص الحضانة يتم الإطلاع على اللائحة الداخلية لها والنظم المعتمدة للعمل بها ومنها الرسوم المقررة ويتم مقارنتها بمستوى الخدمة التي ستقدمها ووضعت وزارة الشؤون الاجتماعية منهجية يتم الاعتماد عليها ليتم الموافقة على زيادة الرسوم في الحضانات بهدف حماية مصالح جميع الأطراف المعنيين (الطفل-ولي الأمر-الحضانة)، ولتشجيع الحضانات على رفع كفائتها وتطويرها، كما يتم ربط الرسوم بجودة الخدمات المقدمة والتأكد من مدى التوافق بين الرسوم المقررة والخدمات. وتتضمن المنهجية الشروط والمتطلبات لتقدم الحضانات بالطلب من أهمها عدم التقدم بطلب رفع رسوم إلا بعد استكمال ثلاث سنوات عن آخر زيادة معتمدة، وأن يرفق الطلب جميع الثبوتيات والأدلة عن أسباب زيادة الرسوم. مبادرة ثمنت وزارة الشؤون الاجتماعية مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإنشاء 66 حضانة موزعة على كل المناطق التابعة لإمارة الشارقة، لرعاية أبناء العاملات في المدارس والمؤسسات الحكومية، والتي تعد إنجازاً للمرأة العاملة في دولة الإمارات عامة وإمارة الشارقة خاصة والذي سيشعر المرأة العاملة بالاستقرار الوظيفي والأسري معاً وبالتالي هي تستطيع أن توازن بين عملها وبين رعاية أطفالها وخاصة الأطفال الرضع، ناهيك عن الرعاية التي سيحظى بها الطفل من رضاعة طبيعية ووجوده في مكان قريب من أمه تستطيع في أي وقت الاطمئنان عليه وبالتالي تبتعد عن كابوس الخوف والرعب من وجوده مع خادمة في المنزل. كما أن هذا القرار سيدعم عملية التوطين في الإمارات وإيجاد فرص عمل لعدد من المواطنات وخاصة اللاتي يرغبن في العمل في مجال الطفولة. خادمات يستخدمن العنف مع الأطفال قالت نورة سعيد، موظفة في قطاع حكومي ولديها طفل، إنها سعدت كثيراً عند سماعها بخبر إنشاء 66 حضانة جديدة في الشارقة، قائلة: “أنا أعيش كابوس يومي في فترة الدوام بسبب بقاء ابني وحده في البيت مع الخادمة، خصوصاً بعد مشاهدتي وسماعي عن عنف الخادمات على الأطفال، وازداد قلقي عند سؤالي طفلي الذي يبلغ من العمر سنتين ماذا تفعل بك الخادمة، فأجاب أنها ضربته، عند مواجهتي لها بررت فعلتها بأنه مشاكس ولا يسمع الكلام”. وأوضحت أن قرار صاحب السمو حاكم الشارقة أثلج صدرها، نظراً لحاجتها لمكان آمن لطفلها. وروت شيـخة محمد، وهي موظفة وأم لثلاثة أطفال، أنها عادت ذات يوم باكراً إلى منزلها، لتفاجأ بأن الخادمة تحمم طفلها وتضربه بقسوة، ففكرت بوضع ابنها في حضانة، لكن أقرب حضانة إلى منزلها كانت تبعد نصف ساعة، مشيرة إلى سعادتها بقرار صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء حضانة في مقر العمل الأمر الذي سيريح كثيراً من الأمهات. وقالت مريم راشد، ربة منزل، إنها رفضت كل الوظائف التي عرضت عليها لعدم قدرتها على ترك أبنائها وحدهم مع الخادمة، مشيدة بقرار إنشاء الحضانات في مقار العمل. الحضانة أكثراً أمناً عندما يصبح المنزل مكاناً خصباً لجرائم الخدم فهناك توجد حضانات تضم الطفل لها. من هذا المنطلق أشارت عائشة سيف أمين عام مجلس الشارقة للتعليم إلى أن الحضانات في الشارقة تحقق الاستقرار والأمان للطفل، ويخضع الطفل في الحضانة لتربية تعليم ومناهج مبسطة كالحروف والأرقام والرسم تحت أيدي مواطنات فيحافظ على عادات وتقاليد البلد دون التأثر بالعمالة الأجنبية. وأشارت عائشة سيف إلى أن المجلس يملك 13 حضانة في كل مدرسة حكومية وواحدة في وزارة، وهناك إقبال كبير من الأمهات على الحضانات، حيث تستقبل الحضانة من عمر سنة إلى عمر 4 سنوات وفق شروط ووثائق ثبوتية. صعوبة تجديد رخص الحضانات اتفقت معظم الحضانات على صعوبة تجديد الرخص، خصوصاً فيما يتعلق بوجود ممرضة مرخصة من هيئة الصحة، والذي يعتبر من أحد الشروط الأساسية الواجبة لافتتاح الحضانة، أو تجديد رخصتها، وصعوبة إيجاد مبنى للحضانة يكون مناسباً لسن الأطفال. وأكدت دور الحضانة على أهمية وجودها تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية التي تولي الحضانات أهمية كبيرة، لما تلعبه من دور فعال في تنشئة الطفل ودوره الحيوي في الأسرة التي تكون المجتمع، فالرقابة على الحضانات موجودة بشكل مستمر، وهنالك حملات تفتيشية للحضانات، للتأكد من تطبيقها لكل القوانين التي تصدرها الوزارة بشأن الحضانات. أما حول اهتمام ولي الأمر باختيار الحضانة المناسبة، أكدت دور الحضانة وجود الوعي لدى أولياء الأمور باختيار الحضانة المناسبة لطفله. وتنوعت سياسات الحضانات في المنهج الذي تتبعه في تعليم الأطفال، فأكدت حضانة الثريا تقديمها لمناهج مبنية على محاور تشمل أســاسيات الإســلام واللغـة العربية والقراءة والحساب، ومنهج بناء الشخصية المتميزة والتفكير القيادي. كما لبناء المهارات الاجتماعية أهمية خاصة عند الحضانة من خلال ممارسة أساليب فعالة للعمل الجماعي ،التعاون وحل المشاكل مع الأسرة، الأصدقاء. ومحاولة جعل التعليم عملية مرحة وممتعة ترسخ في ذهن الطفل، بنفس الوقت تعتبر فرصة لفهم الذات وتنمية الثقة بالنفس والفخر بالنجاح. الأهالي وتتنوع الأسباب التي تدعو الأهل إلى إرسال أطفالهم إلى الحضانات، حيث تقول أم وديمة، وهي طالبة، إنها اضطرت إلى إيداع ابنتها لمدة ثمانية أشهر في حضانة أثناء فترة التدريب بعد الدراسة نظراً لعدم وجود خادمة لديها. وأعربت أم وديمة عن ارتياحها للحضانة كون أن العاملات فيها مواطنات، حيث حرصن على تزويدها يومياً بكتيب مدون فيه كل ما حصلت عليه الطفلة من خدمة سواء ما كانت متعلقاً بالتغذية والرضاعة والنوم وتغيير الحفاظات. وأكدت أم وديمة تحسن سلوك ابنتها في الحضانة من ناحية تقبلها للأطفال من حولها وتقبلها للأكل الذي كانت تعاني منه الأم، ولربما لعبت خبرة العاملات في الحضانة دوراً في تغيير سلوكيات الأطفال التي تعاني منها الأمهات. وأوضحت أم وديمة عن تخوفها في بداية الأمر من الحضانة لما كانت تسمع عنه من الأصدقاء ومطالعة المنتديات الاجتماعية، إلا أن اهتمام العاملات بابنتها دفعها للاطمئنان إلى أن ابنتها بين أيد أمينة. وطالبت أم وديمة بضرورة وجود كاميرات مراقبة في بعض الحضانات التي تكون العاملات فيها من جنسيات أخرى من أجل مراقبتهم لكيفية تعاملهم مع الأطفال واهتمامهم بمسألة الطعام ونظافة الطفل. أما أم خليفة، ربة منزل، فلديها سبب مختلف فهي تصر على الاستفادة الكبيرة لابنتها من الحضانة بقدرتها على الاستيعاب والحفظ والتواصل والاختلاط مع الأطفال، حيث لاحظت الأم حب ابنتها للتعليم وقدرتها على الحفظ عن طريق تدريسها لها، لذلك فضلت تسجيلها في الحضانة من أجل تطوير خبراتها ومهاراتها التي تعتبرها أفضل لها من البقاء في المنزل. وأوضحت أن طريقة تدريس الأطفال بالحضانة طريقة سهلة وسلسلة تساعد على ترسيخ المعلومة في عقل الطفل، كما أن سلوكيات ابنتها أصبحت أفضل من قبل، من ناحية الكلام واهتمامها بنظافتها الشخصية وحتى طريقة تناول الطعام. وحرصت أم خليفة على متابعة ابنتها في الحضانة بقيامها بزيارات للحضانة وقضاء اليوم مع ابنتها للإطلاع على طريقة التدريس، ومدى الاهتمام بالطفل. اهتمام الحضانة وذكرت أن اهتمام الحضانة بآراء أولياء الأمور والمقترحات والأخذ بها، أمراً جعلها مطمئنة لمدى اهتمام الحضانة، بقولها«كان لدي شكاوى بخصوص موضوع النظافة في الحضانة، وقمت بنقلها للإدارة، والتي بدورها عملت على إزالة أسباب الشكاوى، ما جعلني أطمئن للحضانة بشكل أكبر، والتفكير بتسجيل ابني الآخر في الحضانة عندما يصل إلى العمر المناسب». وشددت على ضرورة وضع ضوابط لمنع انتقال الأمراض من بين الأطفال، مطالبة بعزل الأطفال المرضى عن الأصحاء لحين شفائهم، وطالبت بضرورة أخذ الحضانة احتياطاتها لوجود شرفة في القاعة الدراسية للأطفال، الأمر الذي يعد خطراً عليهم. أما أم عبدالله، ربة منزل فاضطرت إلى تسجيل ابنها في الحضانة منذ أن كان في الســنة الثانية من عمره، وذبلك كونه قليل الكلام، نظراً لعدم وجود أطفال في المنزل، وبعد تسجيله في الحضانة أصبح طفلها يتكلم ويردد الأرقام والأحــرف، كما أنه أصبح أكثر نشاطاً من ناحية بدنية. وأوضحت أم عبدالله أنها منذ البداية سعت للبحث عن الحضانة المناسبة لابنها، لأن من وجهة نظرها أن بعض الحضانات تكون تعليمية بحتة، حيث يقضي الطفل يومه كاملاً في التعليم فقط، بعكس الحضانة التي تفضلها حيث يغطي التدريس جانباً من اليوم إلى جانب الترفيه والأنشطة الرياضية والرحلات الخارجية. ورأت أم عبدالله أن قضاء ابنها عامين في الحضانة يعتبر كمرحلة تأسيسية للروضة، فالمعرفة لدى الطفل توسعت وبات بإمكانه ترديد الأرقام مع معرفته بالأحرف الهجائية باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى سيطرة الحضانة على سلوك الطفل من ناحية العنف واستمراره بضرب الأطفال، وتعليمه سلوكيات النظافة الشخصية. كما عبرت أم عبدالله عن شعورها بالاطمئنان من ناحية التواصل مع الحضانة من خلال خدمة البلاك بيري والتي تكون فيها الحضانة متواصلة مع الأم طوال فترة وجوده بالحضانة مع إرسالها صوراً للطفل أثناء وجوده بالحضانة وممارسته لمختلف الأنشطة. وأضافت أن وجود مشرفات مواطنات في الحضانة زاد من شعورها بالارتياح أن ابنها بين أيد أمينة. الحضانات ضرورة للاستقرار الاجتماعي رأى اختصاصيون اجتماعيون أن الحضانة باتت ضرورة ملحة للاستقرار الأسري والاجتماعي في ضوء خروج المرأة إلى سوق العمل. وأوضحت الأستاذة وداد لوتاه، موجهة أسرية في هيئة تنمية المجتمع أن الحضانة تعطي الطفل الأمان، وتعطي الأم راحة البال التي تحتاجها لتؤدي عملها على أكمل وجه، بعيداً عن الخادمات اللاتي يؤثرن سلباً على عادات الطفل وتقاليده. وأضافت أن الحضانة المتواجدة في مقر عمل المرأة حلت كثيراً من المشاكل وأهمها مشكلة الرضاعة الطبيعية، فالرضاعة الطبيعية مفيدة جداً لطفل لما فيها من تقوية لمناعته وعظامه وغيرها، وأيضاً كي لا يسبب بقاء الحليب في ثدي المرأة أمراضاً مثل التورم وارتفاع الحرارة وأحياناً أمراض أكثر خطراً. وطالبت وداد لوتاه بأن تقوم الحضانات في مقر العمل بدون تحديد عدد معين لربما عدم توافره، وأن يجعل العدد مفتوحا لاستقبال الأطفال. وشكرت لوتاه صاحب السمو حاكم الشارقة على قرار إنشاء الحضانات لما في ذلك من تحقيق استقرار للطفل وذويه، وأيضاً يقلل من البطالة لشمله القرار توظيف المواطنين وتدريبهم لرعاية الطفل على أكمل وجه. من جهة أخرى، أوضح الأستاذ راشد محمد راشد الخبير الاجتماعي أن عملية بناء المجتمع تكمن في تربية الطفل تربية سليمة وتأسيسه ووقايته، والطفل هو الثمرة التي يحتاجها المجتمع للنمو والتطور. ودعا راشد إلى التركيز على نوعية المواطن بتأهيله منذ الصغر عبر تربيته في حضانات متخصصة وتوفير البيئة الصحية له، ووضع استراتيجيات رسمية واضحة. تجربتي مع الحضانات سيئة تجربة (أ.ج)، موظفة، مع الحضانات كانت سيئة. فحادثة سقوط ابنتها على طاولة زجاجية في لحظة إهمال من الموظفات ما تزال عالقة في ذهنها. وقالت (أ.ج) إن مبنى الحضانة كان عبارة عن فيلا من طابقين ولم يتم تأهيلها لتصبح حضانة آمنة للأطفال، حيث غافلت طفلتها التي كان عمرها ثلاث سنوات المشرفات، وصعدت على طاولة زجاجية انقلبت بها وتسببت في جروح خطيرة بيدها. وأعربت (أ.ج) عن قلقها من عدم اهتمام بعض الحضانات بأمور الأمن والسلامة من ناحية الأرضية الصلبة وعدم توفير المساحة الكبيرة والواسعة للأطفال ووجود بعض الأدوات الخطرة في المكان. وطالبت بوجود رجل أمن عند بوابة الحضانة لضمان عدم خروج الأطفال منه. واعتبرت (أ.ج): “أن بعض الحضانات لا تلقي بالاً بتغذية الأطفال تغذية سليمة، ولا تتابع الطفل الذي يرفض تناول الطعام”، مشيرة إلى أنها لم تكرر تجربة تسجيل طفلتها الثانية في الحضانة بل أبقتها مع جدتها بمساعدة من الخادمة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©