الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتراف الخليجي «أكذوبة» ثمنها مليار دولار !

الاحتراف الخليجي «أكذوبة» ثمنها مليار دولار !
14 نوفمبر 2014 23:47
الرياض (الاتحاد) في نوفمبر من العام 2006 اتخذ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قراراً بفرض معايير الاحتراف على دوريات القارة الصفراء، وتضمنت تلك المعايير جملة من البنود الخاصة بكل ما يتعلق باللعبة من ملاعب وإدارات وأندية وتسويق وبيع تذاكر وأنشطة للجماهير، وإدارة للمسابقات وعقود احتراف للاعبين، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تؤسس لبناء منظومة احترافية حقيقية للعبة كرة القدم. وبادرت 11 دولة بالإسراع في الالتزام بالمشروع الآسيوي الضخم، كانت من بينها السعودية والإمارات وقطر، ممثلين لدول الخليج، على أمل اللحاق بركب المحترفين القاري، وبعد مرور 8 سنوات على القرار الآسيوي شهد 7 مواسم حملت ما حملته من مشكلات وأزمات ونجاحات وإخفاقات، لا يزال الجدل مستمراً بشأن حقيقة «الاحتراف الخليجي»، وما إذا كنا محترفين بالفعل أم ما نطبقه في دورياتنا مجرد «احتراف مشوه»، أو أنه احتراف وعلى الورق فقط، وليس واقعاً يعاش في أنديتنا. ولا تزال الدوريات الخليجية الثلاثة «الإمارات، السعودية، قطر»، هي المفترض فيها أن تقود قاطرة الاحتراف في المنطقة بشكل عام، وفي غرب آسيا تحديداً، ذلك على الرغم من الإطلاق المتأخر لمشروع الاحتراف في كل من عُمان والبحرين، بينما لا يزال الأمر متأخراً في الكويت والعراق، وغائباً تماماً في اليمن، وبالتالي لا يزال ينقص تلك الدوريات الشيء الكثير من القوانين والتشريعات، لدرجة أن الاتحاد الآسيوي نفسه لم يمنحهما تقييماً عادلاً في ترتيب الدوريات المحترفة. احتراف أعرج واتفقت معظم الآراء التي استطلعها الاتحاد على أن «الاحتراف» الخليجي بشكل عام، سواء في الدوريات الثلاث الكبرى أو «التوب 3» التي طبقت المشروع منذ أن فرضه الاتحاد الآسيوي، وأنديتها ضيفاً دائماً على نسخ دوري الأبطال، هو لا يزال احترافاً «أعرج»، لا يجيد السير بشكل طبيعي، وهو في الأغلب الأعم «على الورق فقط»، وفي الكشوفات والمستندات والأوراق التي تقدم للجان التقييم الآسيوي. ويؤكد الواقع أن أنديتنا فشلت بشكل كبير في التحول إلى «شركات كرة قدم» حقيقية، تقوم على مبدأ الربح والخسارة، بما لدى أوروبا أو حتى شرق آسيا من مفاهيم لمعنى «شركات الأندية»، ناهيك عن حصر أنديتنا الخليجية بشكل عام لقيمة الاحتراف، في مجرد زيادة أرصدة اللاعبين في البنوك، ما أفسد المنظومة المحترفة، وجعلها بلا طعم ولا لون ولا رائحة. وكشفت مصادر رسمية بالاتحاد الآسيوي- طلبت عدم ذكر اسمها- بالمستندات لـ«الاتحاد»، أن الدوريات الثلاثة الكبرى، تحديداً في السعودية والإمارات وقطر، تنفق 3.4 مليار درهم سنويا، أو ما يقارب المليار دولار..بواقع مليار درهم للدوري السعودي، ومليار و200 مليون للدوري الإماراتي، ومليار و200 مليون للدوري القطري، بينما يقل الإنفاق كثيراً في الدوريات، التي لم تدخل بكامل قوتها إلى «الاحتراف»، حيث لا تزال تتلمس الخطى في مرحلة البدايات الأولى منه، مثل البحرين وعمان التي لا يتجاوز في متوسط الإنفاق السنوي حاجز الـ300 مليون درهم، ما يعني أن دورياتنا المحترفة تنفق من خزائنها أموالاً طائلة سنوياً، أغلبها عبارة عن عقود وصفقات، وإنفاق على اللاعبين والمدربين. وكانت المفاجأة في أن المستندات الرسمية لدى الآسيوي، لم تؤكد وجود أي أرباح لدى أنديتنا الخليجية قاطبة، وذلك وفق الإحصائيات الرسمية لدى لجنة الاحتراف بالاتحاد الآسيوي، وبناء على ما تقدمه تلك الدوريات الخليجية المحترفة، من ميزانيات «رسمية» لإثبات أحقيتها في نيل «رخصة الاحتراف». ويثبت الواقع أن كل ذلك ينفق من خزائن أنديتنا، ويدفع ثمناً لـ«أكذوبة» تسمى «دوري المحترفين». واتفقت الآراء التي استطلعناها بأن ما تغيير في ظل الاحتراف عن زمن الهواية، كان في التنظيم الإداري للمباريات، وما يرتبط بها من من إصدار بطاقات للإعلاميين، والمسؤولين، للدخول والخروج من الملعب، بينما لا نزال أبعد ما نكون عن تطبيق «فكر احترافي» حقيقي مقارنة بأوروبا أو دول شرق آسيا. وكان من نتاج «هرم الاحتراف المقلوب» أن تراجعت منتخباتنا وغابت عن المنافسات القارية، كما غابت عن كؤوس العالم منذ 2006 وحتى 2014، ناهيك عن إخفاق أنديتنا في الظفر بدوري الأبطال، اللهم ما حققه السد القطري في 2011، في إنجاز وصفه الكثيرون بأنه وليد «المصادفة». بينما كانت أكبر المفاجآت ما قام به أحد الدوريات مجاورة، عندما تلاعب في بعض معايير الاحتراف، وبعض المعلومات والأرقام والمستندات التي سلمتها الرابطة المحترفة في هذا الدوري إلى لجنة التقييم الآسيوي، أملاً في الحصول على أعلى درجات تقييم سنوي لدوريها، بهدف الحصول على عدد أكبر من المقاعد في منافسات دوري الأبطال. وقامت لجنة التقييم بالتحقيق داخلياً في شكاوى التشكيك في الأرقام الصادرة من تلك الرابطة الخليجية، واكتشفت تلاعباً في أرقام الحضور الجماهيري، وقيمة عقود اللاعبين، وغيرها من الأمور التي كانت سببا في قيام الاتحاد الآسيوي، بتغيير طريقة التقييم، والية تعديل المقاعد، ليعلي من قيمة الأداء الفني للأندية والمنتخبات كحد فاصل لتوزيع المقاعد على الدوريات المحترفة. «التفرغ» مشكلة اللاعبين الأولى 3 أسباب أساسية للتراجع والفشل في تحقيق الأهداف لا يزال الجدل دائراً حول الاحتراف الخليجي، بعد سنوات من تطبيقه في دول، مثل السعودية والإمارات وقطر، بينما هناك محطات أخرى، لم يمر عليها قطار الاحتراف السريع في الكويت والعراق، بينما يسير ببطء قاتل في عُمان والبحرين، ويغيب تماماً في اليمن. مشكلات وراء مشكلات، أورثت جدلاً كبيراً في الساحات الرياضية في تلك الدول، وكرة القدم هي الخاسر الأكبر، حتى باتت تتحاور مع نفسها، وهي في ظلام الهواية الدامس، ومن حولها تتسارع خطى معظم دوريات القارية الصفراء للنهوض والتطور واللحاق بركب المحترفين، والحصول على رخصته، وما يرتبط بها من التزامات وقيود هي في جوهرها مسببات لقفزة أكثر إسراعاً للارتقاء بمستوى اللعبة نفسها. ومنذ أن تم تطبيق الاحتراف والعمل به في الأندية الخليجية، وقامت هذه الأخيرة باستقطاب اللاعبين الأجانب لم تلتفت إلى لاعبيها المحليين، ربما التجربة السعودية هي الأفضل بين نظيراتها في الخليج، لكن عامة فإن الاهتمام كان منصباً على اللاعب الأجنبي الذي سرق الأضواء، لا لأنه الأفضل، لكن لأن عقدة الخواجة هي التي تكسب في النهاية. ولا تزال بعض أندية الدوري في الإمارات والسعودية تعاني عدم تفريغ لاعبيها، وهو ما يعني أن الاحتراف المطبق لدينا، لا يزال قاصراً، ويحمل أوجهاً سيئة، بعيدة كل البعد عن مفاهيم الاحتراف الحقيقية. والمتتبع للمحترفين لدينا يجدهم لا يقدمون، ولا يؤخرون، ولا يغيرون في نتائج فرقهم بالشكل اللافت للنظر اللهم القلة التي تعد على أصابع اليد الواحدة في كل دول الخليج، لأن اللاعب المحترف أوروبياً يعني هالة إعلامية تسير خلفه وحملات إعلانية وشركات كبرى تطارده، أما عندنا، فلا أحد يطارده غير رئيس النادي ومديره ومطالبتهما له بالمزيد، ودائماً ما يجدا عذراً للصفقات الخاسرة بأن اللاعب مصاب أو غير ذلك. إن عملية الدعوة إلى خلق قاعدة والاهتمام باللاعب المحلي ليست عنصرية بقدر ما هي مطالبة شرعية لإيجاد كرة قوية في منطقة الخليج، فاليابان وكوريا والصين، وغيرها عملت بالاحتراف نظاماً، لكن هذا لم يلغ الاهتمام بلاعبيها، بل إن بعض المسؤولين كانوا يدفعون لاعبيهم المحليين إلى الاحتراف في مسابقات أوروبية قوية دفعاً من أجل اكتساب خبرات أكبر، بالإضافة إلى محترفيهم جلهم نجوم من طراز كبير. وكشفت الآراء التي استطلعنا رأيها في التحقيق الموسع، عن احتياج اللاعبين أنفسهم بتلك الدوريات، لأن يشعروا بقيمتهم كلاعبين لكرة القدم ومحترفين بعقود، حيث لا يزال الجانب الأعظم فيهم يرتبط بوظائف حكومية ومؤسسة، وفي كثير من الأحيان يعاني قلة اهتمام تلك المؤسسات بأهمية وجوده مع فريقه، فضلاً عن منتخب بلاده، وشكا بعضهم من تعنت جهات عمل ومؤسسات حكومية في منحهم إجازات تفرغ لتمثيل الدولة في المحافل الخارجية، ما يجعل من الاحتراف هو طوق النجاة لهم، والمنتخبات الوطنية في تلك الدول بالتبعية. أسباب التراجع واجتمعت الآراء التي استطلعناها في تحديد 3 أسباب وراء التراجع في الاحتراف، واستمرار فكر الهواة في 5 دوريات لم تدخل بكامل قوتها إلى مشروع الاحتراف، في ظل الخطى المتسارعة التي تسير بها الدوريات الخليجية المحترفة الثلاثة في السعودية والإمارات وقطر، أولها كان في قلة الدعم المادي من الحكومة للأندية، مقارنة بما ينفق في دوريات الـ«توب 3». أما السبب الثاني، فكان في تواضع البنى التحتية في أغلب تلك الدوريات واحتياجها للتطوير، وبكل ما يرتبط بها من ملاعب مجهزة ومدرجات وأجهزة إنارة ونوعية ملاعب وعدد غرف، وغيرها من الأمور اللوجستية المتعارف عليها. أما السبب الثالث، فيكمن في إصدار تشريعات قانونية، إما عبر البرلمان والمجالس التشريعية، أو بشكل مباشر من مجالس الوزراء بتلك الدول، حتى يتاح تحول الأندية المملوكة للحكومة إلى شركات كرة قدم ذات صفة قانونية مستقلة، وتخضع لقوانين السوق من ربح وخسارة، وتحقيق الدخول عبر الاعتماد على التسويق، كما ينبثق منها مسببات أخرى أكثر عمقاً، تتعلق بعدم قدرة الأندية على الاستيفاء بمتطلبات تحويل لاعبيها من هواة بعقود رمزية إلى محترفين بعقود كاملة، لأن بعضها قد يتضاعف قيمته المادية مئات المرات. وعلى الرغم من كل تلك المعوقات، وغيرها، اتخذت الدوريات في البحرين وعُمان خطوات عملية على الأرض للبدء في تطبيق الاحتراف، وشكلت لجاناً للاحتراف، ولكنها لا تزال في مرحلة البدايات والتأسيس. بينما لا يزال القرار في الدوري الكويتي، يتطلب جهوداً برلمانية وحكومية لإصدار التشريعات المطلوبة، وتخصيص الميزانيات المالية التي تعين على قرار التحول للاحتراف، أما في العراق، فإن الأمر سوف يحتاج إلى تفاعل البرلمان والحكومة وهدوء الوضع الأمني، وهو ما ينطبق على الوضع في اليمن. الدول لا تعترف بوظيفة «لاعب محترف» فؤاد أنور: النظام الحالي «عقيم» ولن يستمر طويلاً ! الرياض (الاتحاد) وصف فؤاد أنور نجم الكرة السعودية الاحتراف في دوريات الخليج بـ«العقيم»، وذلك لأنه لا ينتج أو يقدم أي جديد -على حد وصفه- وشكك أنور في استمرار الاحتراف طويلاً، في ظل فشله المتكرر في تطوير المستوى خلال السنوات الماضية، بل كان مسؤولاً بحسب نجم الكرة السعودية، عن تراجع منتخبات خليجية كانت لها تاريخها الكبير، سواء في السعودية أو غيرها، ما يعني أن الكرة في الخليج تعاني مشكلات مزمنة، وتحتاج لحلول وتحرك سريع لعلاجها. وقال: «صحيح أن الاحتراف الخليجي له تاريخ وظهر قديماً، ولكنه لم ينجب جديداً حتى يستمر ويزيد ويتكاثر ويفيد دورياتنا، لذلك أرى أن الاحتراف الحقيقي ليس موجود لدينا في منطقة الخليج، لأننا للأسف نتعامل بمزاجية وبفكر هاو، مع متطلبات الاحتراف، كما لا توجد لدينا منظومة إدارية محترفة تدير العملية الاحترافية». وأضاف: «نحن لا نعترف بشيء اسمه احتراف، فإلى الآن لا يوجد لاعب يوضع في هويته أو جواز سفره في خانة الوظيفة كلمة (لاعب كرة محترف)، بمعنى أن لديه وظيفة رسمية معترف بها من الدولة، وهي وظيفة لاعب كرة محترف، مثل أي لاعب أوروبي آخر، فكرة القدم وظيفة رسمية معتمدة لمن يمارسها في أوروبا، لكن لدينا لا نزال ننظر للكرة على أنها مجرد لعبة، والشيء الأهم في وجهة نظري أنه إلى أن وبعد سنوات من تطبيق الاحتراف لا يوجد في الأندية بالخليج عموماً، نظام احترافي ودوام صباحي لجميع اللاعبين والجهازين الطبي والفني والإداري، لذلك متى ما كان لدينا دوام صباحي في أنديتنا، فستنتج تلك الأندية لاعبين محترفين بمعنى الكلمة، وما عدا ذلك مجرد «ضحك على الذقون»! وتابع: «حتى المدربين الأجانب، فقد علمناهم العجز واللامبالاة، فالمدرب المحترف الذي يعمل في أوروبا يداوم يوماً كاملاً في النادي، ويكون مهتماً بلاعبيه وفريقه على مدار الساعة، لكن عندما يحل للعمل في في دول الخليج، فهو أولاً يحصل على أضعاف ما كان يتقاضاه في بلاده، ثم يطلب منه العمل لساعتين يومياً فقط، حتى خلقنا أوقات فراغ كبيرة للمدربين، يقضونها في المتاجر والأسواق وعلى المقاهي في دولنا الخليجية بدلاً من الجلوس في الأندية لبحث حلول لتطوير اللاعبين، لذلك فشل مدربين أصحاب اسم وإنجازات في أوروبا، عندما حضروا هنا، لأن البيئة حولهم غير محترفة، لأنهم يجدوا أنفسهم غير قادرون على تطبيق وتنفيذ برامجهم الاحترافية بالشكل الأمثل. البعض يخسر والآخر يعتمد على الدعم الحكومي صاحب المشروع الآسيوي يؤكد: نسبة تطبيق الاحتراف لا تتجاوز 1% الرياض (الاتحاد) تكشف وقائع مستندات الاحتراف، وما يقدم من أوراق لنيل تراخيص الأندية المحترفة في دورياتنا الخليجية، عن اعتماد مبالغ فيه على الدعم الحكومي، ولعل أبرز مؤشرات ارتفاع قيمة الاحتراف في أي دوري بالعالم، هو مدى نجاح أنديته في إبرام صفقات تسويقية، وإدارة شركات الكرة وفق قوانين الربح والخسارة، والسعي الدائم لإداراتها، من أجل تحقيق المكاسب، وزيادة الاستثمارات. لكن واقع الحال يؤكد أن كل هذه المفاهيم غائبة عن دورياتنا، وهو ما يمكن أن يعتبر دليلاً واضحاً على استمرار فكر الهواة، وما تغير هو مسمى دورياتنا فقط. ولا يشفع بيع حقوق الدوريات في السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين، لشركات أو قنوات رياضية محلية، لأن ما تم من بيع، جاء الأمر المباشر من سلطات وجهات أعلى في الأغلب. وقد ألقى محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، وصاحب المشروع الآسيوي للاحتراف، محاضرة قبل 3 أعوام على هامش افتتاح مؤتمر دبي الدولي الرياضي في نسخته الخامسة، كشف خلالها الكثير من المعلومات عن واقع الاحتراف في آسيا ودولنا الخليجية. وأكد خلال الكلمة أن مشروع تطور الكرة الآسيوية بدأ عام 2003، وكانت الرؤية المستقبلية للتطوير عبر 11 عنصراً في رؤية آسيا في الإدارة والمدربين والحكام والطب الرياضي والأندية واللاعبين والمتفرجين والإعلام، ورؤية آسيا هدفها تحول كرة القدم إلى الاحتراف لأن كرة الاحتراف تمثل 1% من آسيا وبقية الكرة هواة ولو تجاهلنا هذه الحقيقة لن ننجح أبداً. وأشار إلى أن رؤية آسيا تركز على تطور كرة القدم للهواة، والاتحادات الوطنية والمدربين والأندية واللاعبين، كما أن رؤية آسيا تهتم بتطور الكرة في الريف والمدن، ونعمل جاهدين أن ترى الاتحادات الوطنية في العديد من البلدان هذه الرؤية وتطبيقها، فهناك 2.9 مليار نسمة يحتاجون إلى مواردنا كي يصبحون نجوماً في آسيا. وعن تحويل الأندية إلى شركات قال: «تحويل هذه الأندية إلى شركات لا يزال بحاجة إلى مزيد من الأيدي العاملة، وهو مرتبط بمستقبل الأندية وبالنزاهة المالية، وهدفنا أن نعمل على المدى البعيد وليس القصير، حيث لابد أن تكون الدوريات مربحة، لكن للأسف هناك الكثير من الأندية التي تخسر في ميزانياتها، ولا تزال تعتمد على الإعانات وبعض الأفراد والحكومات، وهذه الأندية ستواصل الإنفاق بدون سيطرة». وأضاف» نحتاج إلى وقت للخروج من الهواية للاحتراف، ولا يمكن القول إن جميع الأوراق وهمية ولكن الأندية للأسف في دوريات الخليج لا تأخذ الأمور بجدية، خاصة أن الأندية تعتمد على الحكومات ليس لدينا ملاك للأندية، وما دام أن الدعم الحكومي مستمر فليس هناك حافز للقائمين حتى يسعوا إلى زيادة ريع الأندية. مدرب «البارسا» السابق يهاجم المنظومة تين كات: سأفكر ألف مرة قبل العمل في الخليج ! الرياض (الاتحاد) يعتبر الهولندي هانك تين كات مدرب برشلونة السابق، هو أحد أبرز المدربين الذين زاروا دورياتنا الخليجية وعقدوا العزم على عدم العودة من جديد. وتولى تين كات قبل موسمين قيادة شاندونج الصيني، بعد محطته في الأهلي وأم صلال القطري، وهو أكد أن ذكرياته في الإمارات وقطر لم تكن كلها سيئة، ولكنه سيفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار بالعودة والتدريب في الخليج، وأعاد ذلك إلى غياب «العقلية الاحترافية»، التي رآها أنها مسؤولة عن تراجع الكرة الخليجية على مستوى الأندية والمنتخبات. ولفت مدرب الأهلي الإماراتي وأم صلال القطري السابق، إلى أن تصرفات بعض اللاعبين قد أصابته بالدهشة خلال الفترة القليلة التي خاضها مدربا قبل أعوام قليلة مضت قرر خلالها عدم العودة إلى الخليج مرة أخرى. وقاد تين كات فريق سباترا روتردام الهولندي الموسم الماضي بعد محطة سريعة في الدوري الصيني، وأكد خلال اتصال هاتفي مع «الاتحاد» على أن تجربته في الخليج لم تكن جيدة، حيث لم ير احترافاً إلا بالاسم فقط. وقال: «اندهشت من بعض التصرفات التي لمستها من قبل اللاعبين»، مشيراً إلى أنه ليس صاحب حكم مباشر على كرة الإمارات أو قطر، لأنه لم يمكث فيهما إلا لأشهر معدودة. وقال: «أعرف أن وجه المقارنة بين الاحتراف في أوروبا وفي الخليج مختلف، ورغم ذلك يجب على اللاعبين أن يتخلوا عن بعض التصرفات». وتابع: «عندما تقرر تطبيق الاحتراف لديكم يبدو أن اللاعبين لم يكونوا جاهزين، فبيئة التدريب هنا جيدة، لكن عقلية اللاعبين ليست كذلك، يجب عليهم معرفة الاحتراف والمطلوب منهم من واجبات». وأضاف: «لاعبو المنطقة الخليجية عندهم رغبة اللعب، ولذلك يجب تعليمهم الانضباط حتى يكونوا أفضل ويدخلوا الاحتراف الصحيح». وتطرق تين كات إلى نقطة مهمة رآها في الإمارات والمنطقة ككل تتعلق بإقالة المدربين السريعة، معتبراً أن النادي عندما يتعاقد مع 4 مدربين في الموسم فاللاعبون في هذه الحالة قد يصيبهم الجنون الفني، حيث إن لكل مدرب فلسفته الخاصة في اللعب. وقال المدرب الهولندي: «يجب على أندية الخليج خلق فلسفة خاصة تقوم على الاستمرار في عملية البناء حتى آخر لحظة، ولا تستعجل في الحكم على المدربين». وتابع: «المال يجب أن يكون شيئاً ثانوياً بالنسبة للاعب كرة القدم إذا كان يريد النجاح، الروح الحقيقية للاعب كرة القدم تأتي من القلب وحبه للعب». ولفت إلى أن على المدربين مسؤوليات كبيرة، منها إعداد اللاعبين بالطريقة الصحيحة ليكونوا محترفين، وإذا لم يتعلموا ذلك سيعانون بالتأكيد، وقال: «في أوروبا حتى تكون محترفا عليك واجبات كثيرة، الأمر يتعلق بالثقافة العامة، اللاعبون عندما يلعبون في الدرجة الأولى يأتون من الطبقات الأدنى وهم يعرفون أن عليهم أن يقاتلوا من أجل البقاء، فيكون البقاء للأقوى والأذكى». العريمي: الأسس غائبة ! الرياض (الاتحاد) أكد المدرب العماني فهد العريمي أن دول الخليج تشهد معاناة الاحتراف بشكل عام بين دورياتها، بسبب غياب الأسس الصحيحة والحقيقية في مشروع الاحتراف، وأبرزها غياب الالتزام لدى اللاعبين فضلاً عن عدم وجود الإداري المحترف والمتخصص، مثلما يحدث في الدوريات الأوروبية. وقال: «أين الاحتراف في الخليج ؟؟ أنا لا أراه واقعاً ملموساً، إلا في الاسم بالنسبة لبعض الدوريات، أما في عمان فأنديتنا تعاني قلة الدعم والبنى التحتية سيئة بالفعل». وتابع: «الاحتراف يطبق على الورق فقط في الخليج، وهو غير حقيقي في دوريات الخليج بشكل عام وفي الدوري العماني على وجه التحديد، فالأمر ليس سهلاً بل يتطلب تطبيق بشكل جيد ومراعاة ظروف الاحتراف، ولكن ما يحدث أن بعض الإدارات تتدخل في الأمور الفنية وتفرض على المدربين اختيار لاعب بعينه أو غيره. خالد إسماعيل: نضحك على أنفسنا! الرياض (الاتحاد) أشار خالد إسماعيل لاعب النصر والمنتخب الوطني الإماراتي الأسبق إلى أن مسؤولي الأندية والروابط الخليجية يبيعون للجماهير والإعلام سلعة وهمية أسمها «الاحتراف»، ولفت إلى أن مصطلح الاحتراف في دوريات الخليج ما هو إلا اختراع، يهدف للضحك على أطراف الساحة الرياضية. وقال: «نضحك على أنفسنا عندما نعتقد أن ما يطبق عندنا هو احتراف بالمعنى الحقيقي، بل هو شبه احتراف». وأضاف: «التطور تم فقط فيما يتعلق بالمعايير المطبقة، والخاصة بطريقة تنظيم المباريات، وطرق دخول وخروج الفرق والجماهير من وإلى الملعب، بينما الطفرة الفنية لا تزال بطيئة، ولا تواكب ما ينفق وما يصرف على كرة القدم». وعن الإنفاق المالي، قال: «لا يمكن أن يقل إنفاق الأندية الخليجية في الدوريات الـ3 الكبرى المحترفة، وتحديدا في السعودية والإمارات وقطر عن 3 مليارات درهم سنوياً، والسبب هو ارتفاع عقود اللاعبين، لكن الناتج غير موجود». بمشاركة قيادات ونجوم عالميين 110 توصيات خلال 8 مؤتمرات عالمية لتطوير الاحتراف الرياض (الاتحاد) ينظم مجلس دبي الرياضي سنوياً منذ العام 2006، «مؤتمر دبي الرياضي الدولي»، الذي يناقش الاحتراف الرياضي من مختلف جوانبه، بمشاركة العديد من صناع القرار والعاملين في كرة القدم العالمية من الأندية والاتحادات الوطنية والدولية ووكلاء اللاعبين، وأقيم المؤتمر الأول عام 2006 تحت شعار «الاحتراف في كرة القدم»، فيما حمل المؤتمر الثاني عام 2007 شعار «الاحتراف الرياضي»، وجاء الثالث عام 2008 تحت شعار «صناعة الاحتراف الرياضي»، وأقيم المؤتمر الرابع مطلع العام 2010 تحت شعار «تحديات الاحتراف»، وتم على هامش المؤتمر إقامة الملتقى الأول لوكلاء اللاعبين في العالم. واستمر المؤتمر في دورات منتظمة، حتى وصل إلى النسخة الثامنة، وينتظر النسخة التاسعة نهاية ديسمبر المقبل، ووصلت توصيات المؤتمر إلى 110 توصيات في 8 دورات جميعها تصب اتجاه الرياضة، خاصة كرة القدم، وصدرت التوصيات بعد مناقشة 160 موضوعاً من خلال أكثر من 290 متحدثاً من مختلف المدارس الكروية المختلفة، وسعى خلالها المنظمون إلى تحقيق الريادة، وإلى ترسيخ مبادئ كرة القدم الجميلة عبر كل ما هو جديد ومبتكر، باستضافة المؤتمر لنخبة من الخبراء يثرون محاور جلساته، ويولي مجلس دبي الرياضي أهمية كبرى للدور الذي تلعبه المؤتمرات والملتقيات الدولية في دعم عملية التطور المنشود للرياضة في دولة الإمارات، وبقية دول الخليج بشكل عام، ويحرص القائمون على المؤتمر إلى دعوة قيادات الكرة الخليجية، وذلك كل عام، كون المؤتمرات تمثل فرصة جيدة للتعرف على التجارب الناجحة في مجال كرة القدم وعموم الرياضات والاستفادة منها عند التخطيط لإحداث التطور المنشود في رياضتنا. من جانبه، قال محمد الكمالي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، إن الحراك الموجود والحضور الإيجابي في كل المؤتمر، التي أقيمت تحت إشراف مجلس دبي لمناقشة الاحتراف، من شأنه أن يفيد في تطوير اللعبة ليس في الإمارات وحسب، ولكن في بقية الدول الخليجية لتشابه الظروف والعادات والتقاليد وأيضا الثقافة الخاصة بالتعامل مع اللعبة في الكثير من الأوجه. ولفت إلى أن المنظومة الاحترافية، بدأت تأخذ الشكل الاحترافي، من خلال تضافر المؤسسات الرياضية بالإمارات، من خلال اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، والمجالس الرياضية بالدولة، وواضح من خلال مقارنة بسيطة من المؤتمر الأول والنسخة الخامسة من نوعية الحضور، وهو ما يؤكد أن الكوادر الإدارية، بدأت تسعى إلى معرفة مفهوم الاحتراف بشكل أفضل، وأتمنى أن يستفيد المشاركون بالصورة المطلوبة. وأضاف أن الانتقال إلى المنظومة الاحترافية طبقت من خلال معايير فرضت على كافة الاتحادات الوطنية، وكان من باب أولى أن نبادل في مواكبة المشروع الذي دعا له الاتحاد الآسيوي، من خلال تنظيم كرة القدم، واليوم في موسمين من الاحتراف هناك عمل مشروع وطني ضخم، وهذه المبادرة تساهم في جزء من المنظومة الاحترافية. ويقع الدليل في 137 صفحة ضمن ثلاثة فصول، تتناول الجوانب ذات العلاقة بتطوير ثقافة اللاعب المحترف بدبي، باعتباره من الأركان المهمة في منظومة الاحتراف، منها نظام وأسلوب حياة اللاعب، التغذية السليمة، المحافظة على الصحة، تجنب تناول المنشطات، الإعداد النفسي الجيد، وتطوير ثقافته الاحترافية والمهنية، كما يساعد الدليل اللاعبين على التعود على السعي الشخصي لكسب المهارات والمعلومات التي تفيدهم في حياتهم الرياضية كمحترفين يتخذون من ممارسة كرة القدم مهنة لهم، وهو ما يرفع درجة وعيهم بمتطلبات نظام الاحتراف الناجح. العنبري: أندية كويتية تستولي على رواتب لاعبيها الرياض (الاتحاد) انتقد عبد العزيز العنبري، نجم نادي الكويت والمنتخب الوطني الكويتي في العصر الذهبي، نظام الاحتراف الجزئي المطبق في الكويت، والذي لا يوجد له مثيل في كل العالم، وقال: «ماذا يعني دفع مبلغ 400 دينار لكل لاعب، وفي آخر الشهر يتسلم اللاعب نصف المبلغ فقط»؟ وتابع: «هناك الكثير من لاعبي الأندية الكويتية لم يتسلموا مبالغ الاحتراف لثلاثة وأربعة أشهر، بجانب التجاوزات في بعض الأندية من خلال الاستيلاء على رواتب الاحتراف وصرفها في أماكن أخرى وتسجيل أسماء لا تستحقها، مما أدى إلى قيام بعض الأندية برفع قضايا في المحاكم لحفظ حقوقها في مبالغ الاحتراف. تصريحاته أثارت ضجة قبل عامين الغشيان: الاحتراف السعودي «كذب ونفاق»! الرياض (الاتحاد) وجه اللاعب السعودي الدولي السابق فهد الغشيان انتقادات حادة تجاه نظام الاحتراف في السعودية، وتحدث عن العديد من مسؤولي الكرة في البلاد، واعتبر أن فترة لعبه للهلال والنصر كانت فترة «عفنة» على حد وصفه، خلال تصريحات إعلامية أدلى بها قبل أكثر من عامين. وكان الغشيان قد تحدث مع برنامج «في المرمى» عن الاحتراف في السعودية، وأكد أنه هذا الاحتراف مجرد «كذب» و«نفاق»، وأنه لا يوجد احتراف حقيقي، بسبب الجهل والتخلف في استيعاب المفهوم الحقيقي للاحتراف. ووصف الغشيان تجربته الاحترافية في نادي الكمار الهولندي بأنها رغم قصر مدتها، 3 أشهر، إلا أنها تساوي 100 سنة من الاحتراف في السعودية، مشدداً على انه أول لاعب سعودي يحترف أوروبياً رغم أنف من يعترض على ذلك. وذكر الغشيان أن معظم المدربين الذين جاؤوا للسعودية جاؤوا من أجل المال فقط، مؤكداً أنه لو جاء مدرب أوروبي إلى السعودية ورأى الاحتراف لدينا، سوف «يعطينا بالجزمة». الفضلي: أزمتنا في «المحسوبية» الرياض (الاتحاد) أكد المحلل خالد الفضلي حارس مرمى منتخب الكويت السابق أن هناك نواقص كثيرة في الاحتراف الذي تم تطبيقه بالدوريات الخليجية، وأن ما نشاهده هو الاحتراف المادي وليس الذاتي، الذي يجبر اللاعب على أن يتعامل معه نفسه كمحترف، في تركيزه وتصحيح الأخطاء والإعداد الذي يقوم به قبل المباريات، وهذه الأمور بسيطة ودقيقة، ولكنها مهمة للغاية للاعب كشخص يطبق الاحتراف، من خلال حياته اليومية وسلوكياته وبرامجه الثابتة وكل هذه الأشياء بها نواقص كثيرة لتطبيق الاحتراف على اللاعب. وأضاف :»الاحتراف بشكل عام لا يزال منقوصاً ومتأخراً، حتى بالنسبة للأندية واتحادات كرة القدم، ولا زالت حتى الآن لجنة الانضباط تصدر قراراً وتأتي لجنة الاستئناف كي تلغيه، وقضايا كثيرة من هذه النوعية، وتدخل «المحسوبية» الاجتماعية على حساب القرارات، بجانب مجاملات الأندية الكبيرة على حساب الأندية الصغيرة إضافة إلى ما تقوم به لجان المسابقات من تغيير مواعيد المباريات والمفروض أن هناك روزنامة واضحة وثابتة لا تتغير». وتابع: «الأمور التسويقية أيضاً غير جيدة ببعض الأندية الكبيرة، كما أن تشجيع القطاع الخاص للدخول في الرياضة لا يزال متأخراً، رغم أن كرة القدم في المنطقة لها شعبية كبيرة وهناك جمهور يتابع المباريات». وأوضح أن الدوريات الخليجية لم تطبق الاحتراف ولا تزال تعيش في زمن الهواية، وتحتاج إلى الكثير من الأمور لدرجة أن الاتحاد الكويتي على سبيل المثال يطبق بعد الأمور بشكل احترافي، إلا أن الأندية واللاعب يعيشون في زمن الهواية حتى الآن، ولجنة الانضباط تصدر قرارات وغرامات كثيرة بسبب الانتقادات التي توجه من قبل اللاعبين أو الأندية، والغرامات كبيرة ولا تطبق إلا في الدوريات المحترفة لأن النادي لا يملك إيرادات واللاعب لا يتقاضى رواتب عالية، فالمعادلة صعبة بشأن تطبيق الاحتراف على لاعبين هواة. عبدالجليل: «وهم» وعقود صورية فقط ! الرياض (الاتحاد) قال صباح عبد الجليل مدرب منتخب العراق السابق إن الاحتراف الذي يعيشه اللاعب الخليجي هو عقود وأموال فقط، ولا يصل إلى مستوى الاحتراف الحقيقي، لأن الاحتراف منظومة متكاملة نشاهدها في أوروبا ولا يمكن مقارنتها بالاحتراف في منطقتنا الخليجية، والدليل عدم وجود فارق فني بين دول طبقت الاحتراف وأخرى لا زالت تحت مظلة الهواية، وللأسف ينظر اللاعب عندنا دائماً إلى مثيله الأوروبي، ليس لتعلم طريقة الاحتراف وكيف يعيش ويتدرب ويأكل وينام، ويلتزم، بل ليتعلم منه السلوكيات الخاطئة، منها تسريحة الشعر والتصرفات خارج الملعب في حين أنه لا يفكر في تطوير مستواه. وأضاف أن الدول التي طبقت الاحتراف لم تختلف كثيراً عن الدول التي لم تخض التجربة ولا نريد أن نعمم ذلك على كل الدوريات بل هناك دوريات قادمة على الطريق، وبدأت في الاستفادة من التجربة الاحترافية، ولكن لا يمكن مقارنتها بالاحتراف الأوروبي، لأن المنظومة الاحترافية لدينا منقوصة وفي أوروبا متكاملة، فهناك احتراف على مستوى اللاعبين والمدربين والإداريين والحكام، ولا يمكن أن نقارن ذلك بالدوريات الخليجية نهائياً. أوضح عبد الجليل أن الدوريات العربية بشكل عام متقاربة، وبها نفس المشاكل، سواء أكانت محترفة أو هاوية، والمشكلة الواضحة أمامنا أن البعض يبحث عن تزوير الأعمار في المراحل السنية الصغيرة كي يحصل على بطولة، وعندما يصل اللاعب إلى مستوى المنتخب الأول تتراجع نتائج المنتخب ونفشل في التفوق على الشرق الآسيوي، الذي يتعامل مع القضية بجدية وحزم، وهناك لاعبون من اليابان وكوريا في أوروبا ونحن نفكر في كأس الخليج والمنافسة فيما بيننا، وهم يفكرون في المنافسة في المونديال بعدما تخطوا مرحلة المنافسة على كأس آسيا لأنها بطولة باتت مضمونة لهم. وختم المدرب العراقي بقوله: «إذا لم تتغير العقول والفكر بين اللاعبين، فلم يتغير مستوى المنتخبات، لأن الدوريات لم تنجب لاعبين يقودون منتخبات بلادهم في البطولات القارية والعالمية، والدليل أننا لم نصعد لكأس العالم منذ عدة دورات». أكد أن البعض يحتاج للعلاج طبيب نفسي: العقود الخيالية أصابت بعض اللاعبين بالصدمة النفسية! الرياض (الاتحاد) قال الدكتور أحمد الألمعي الاستشاري النفسي، ورئيس قسم العلوم السلوكية بمدينة خليفة الطبية: «الاحتراف جديد في المنطقة الخليجية، وهناك تأثيرات كبيرة للعقود والأموال التي تدفعها الأندية مقابل التعاقد مع لاعب معين، وبالتالي زاد الاحتراف من شهرة اللاعب المغمور، الذي لم يكن يعرفه أحد، وخرج إلى المجتمع والجماهير تلاحقه وتتابع أخباره، ووجد نفسه نجم الشباك، ليجد نفسه أمام صدمة نفسية، سواء على مستوى الشهرة، أو على مستوى الأموال التي حصل عليها طبقا لعقده المالي الكبير، ويجد في حسابه ملايين من الدراهم أو الريالات، وهذا الأمر معتاد في أوروبا التي تطبق الاحتراف منذ سنوات طويلة في حين أنه جديد على منطقتنا». وأضاف أن هناك اتجاهين من جراء الاحتراف وتبعاته، الأول هو التحول من السلوك الطبيعي إلى السلوك السلبي من خلال التصرفات، بعض اللاعبين لا يتأقلمون مع الوضع الجديد لكرة القدم ونلاحظ أن سلوكياتهم تتغير، ويظهر ذلك في تصريحاته الصحفية وملابسه وتسريحه شعره وهي تصرفات سلبية غير مقبولة، رغم أن الشباب يقلدونهم لأنهم نجوم وقدوة ومثل أعلى. وأكد أن الانخراط في السلوكيات السيئة، هي حصاد سلبي للاحتراف وهذه لها عواقب كثيرة في المستقبل، وأن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين رحلوا عن الملاعب، واعتزلوا اللعبة وكانت سلوكياتهم سيئة في الملاعب وخارجها، ولكن بعدما تراجعت وانحسرت عندهم الأضواء ظهروا في حالة سيئة للغاية، بجانب الإسراف في الأموال التي حصل عليها وبعد الاعتزال لا يجد أية أموال يعيش منها. وأوضح أن الحلول تتمثل في التوجيه، سواء من خلال الأندية أو المنتخبات، وهناك بعض اللاعبين لديهم أسس سليمة في التربية ولا يتأثرون بالشهرة والمال، لأنهم يملكون أسساً دينية قوية، وفي أوروبا يلعب الاستشاري النفسي دوراً كبيراً مع اللاعبين والأندية تحرص على عمل جلسات نفسية للاعبين، لأن علم النفس الرياضي هو الوسيلة العلمية لمواجهة مثل هذه الظواهر. ونوه بأن تهيئة اللاعبين لتقبل الاحتراف وكل ظواهره أمر مهم للحفاظ على اللاعب، وهذا الإرشاد النفسي والديني لابد أن يخرج من النادي، والأمر ليس إجبارياً، بل بأسلوب اختياري، بجانب الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام في نشر ثقافة الاحتراف وإلقاء الضوء على التجارب السابقة، وفي أوروبا، قد يذهب اللاعب إلى الجمعيات الخيرية والمعاقين ويتبرع لها، ويقضي وقتاً معهم كنوع من الخدمة المجتمعية ولو أن الاستشاري النفسي غير موجود ربما لم يذهب اللاعب إلى مثل هذه الأماكن، وهنا يجب أن يتم وضع اللاعبين تحت المجهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©