الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وين الناس؟

14 نوفمبر 2014 23:40
لم أصدق عيني، وأنا أرى الحضور الجماهيري الضعيف في مدرجات ستاد الملك فهد التي بدت شبه فارغة في المباراة الافتتاحية لـ «خليجي 22»، ولم يتوقع أشد المتشائمين أن تظهر اللوحة الجماهيرية في اليوم الأول من البطولة بهذا الشكل الصادم والمثير لكثير من علامات الاستفهام، ولولا الحضور الكثيف لجماهير المنتخب اليمني التي استحقت نجومية اليوم الأول، لازداد المشهد سوءاً، ولكانت فضيحة ما بعدها فضيحة، وإن استمر غياب الجماهير السعودية عن منافسات البطولة، فإن النسخة الحالية ستفقد حتماً ملحها. غياب الجمهور السعودي عن مساندة منتخبه ينذر باحتمالية فشل البطولة جماهيرياً، وهذا ما لم يكن بالحسبان إطلاقاً، لأن من يعرف الرياض ويعرف أهلها، سيدرك مدى تعلقهم بكرة القدم، وهوسهم المفرط بأدق تفاصيلها الذي يصل إلى حد الجنون، فلا يمكن أن يمر يوم في الرياض دون أن تستمع إلى حديث متعلق بكرة القدم، سواء أكنت في الأماكن العامة أو المجالس الخاصة، ولا أبالغ إذا قلت إن كرة القدم متعلقة بنسائم الرياض، تُستنشق مع كل شهقة وزفرة، وتندسّ بين كل نبضة ونبضة في قلوب أهلها، فيا ترى ما هي مسببات تواضع الحضور الجماهيري؟. أرى أن ثلاثة عوامل رئيسة تقف وراء ذلك، العامل الأول، هو الإحباط الجماهيري المتولد من ضياع الحلم الآسيوي، بعد خسارة الهلال النادي الأكثر شعبية في العاصمة لنهائي دوري أبطال آسيا، في مباراة جاءت بسيناريو محزن، أدى إلى الفقدان المؤقت للشهية الكروية لدى الجماهير الهلالية العريضة. العامل الثاني وراء غياب جماهير العاصمة عن مساندة منتخبهم، هو القرار المفاجئ باستبعاد الخبير حسين عبدالغني، قائد فريق النصر العاصمي، وأحد أبرز وأميز اللاعبين المحليين في الدوري السعودي خلال الموسمين، الماضي والحالي، من قائمة لاعبي الأخضر المشاركين في «خليجي 22»، وهو ما أثار موجة من السخط العارم بين الجماهير النصراوية التي طالب بعضها بمقاطعة المنتخب خلال مشاركته الخليجية، كرد فعل على قرار الاستبعاد المجحف في حق اللاعب، حسب وجهة نظرهم، وهذا ما حدث فعلاً، وأثر كثيراً على مستوى الحضور في مباراة الافتتاح، وكما يعلم الجميع، فإن النصر لا يقل شعبية عن الهلال، في السعودية بشكل عام، وفي الرياض بشكل خاص. أما العامل الثالث، هو أن المدرب الإسباني خوان لوبيز كارو لا يحظى بشعبية واسعة بين الجماهير السعودية، بمختلف انتماءاتها، كونه لم يقدم من خلال فترة إشرافه الفني على المنتخب ما يرقى إلى طموح الشارع السعودي، سواء من ناحية الأداء أو النتائج، ونتيجة ذلك، اتجهت الجماهير إلى معاقبة المدرب بطريقتها، وعلى حساب المنتخب!. من يقارن معدلات حضور الجماهير السعودية لمباريات الدوري بحضورها مباريات المنتخب يقف على حقيقة واضحة، هي أنه لم يعد يهتم مطلقاً بأمر المنتخب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©