الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل خميس القذافي باشتباك في بني وليد

مقتل خميس القذافي باشتباك في بني وليد
21 أكتوبر 2012
أعلن المتحدث الرسمي باسم المؤتمر العام الليبي عمر حميدان بعد منتصف الليلة الماضية أن خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قتل في معركة بين الجيش ومتمردين بمدينة بني وليد ونقل جثمانه إلى مصراته، وذلك بعد ساعات من تأكيد السلطات الليبية صحة أنباء سابقة ترددت عن إلقاء القبض على موسى إبراهيم الناطق الإعلامي باسم القذافي في بني وليد. وأوضحت المصادر أن قوات درع ليبيا المتمركزة في الجهة الشرقية دخلت المدينة وقامت بتفتيش المنازل وألقت القبض على العديد من المطلوبين. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من أهالي المدينة أبدوا تعاونهم الكامل مع قوات درع ليبيا. وتابعت المصادر أن القوات المتمركزة في الجهة الجنوبية للمدينة على أتم الاستعداد لدخولها في انتظار أوامر وتعليمات مباشرة بالدخول. واستطردت أن قوات درع ليبيا تمكنت فجر أمس من إلقاء القبض على ضباط وضباط صف وقادة مدرعات من مدينة تاورغاء التابعة لمحافظة مصراته شمالي ليبيا يقودون دبابات نوع تي 92. وكانت مصادر عسكرية أمنية ومدنية أكدت في وقت سابق أمس أن خميس نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لا يزال على قيد الحياة في مدينة بني وليد شمال غربي ليبيا ومعقل الموالين للقذافي. وأضافت المصادر لوكالة «أنباء التضامن» الليبية أن المحتجزين الذين ألقي القبض عليهم المحسوبين على النظام السابق أفادوا بوجود خميس القذافي داخل المدينة في حالة صحية سيئة. وأوضحت المصادر نقلاً عن المحتجزين أن خميس تعرض لبتر في ساقه وجدعت أذنه اليسرى وتعرض وجهه لتشوهات نتيجة جروح وخدوش بعد تعرض موكبه للقصف إبان حرب التحرير. من جانب آخر، قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف أمس إن بلاده لم تتحرر بالكامل بعد عام تماما على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي وسقوط نظامه. وأشار المقريف في خطاب ألقاه ليل الجمعة السبت إلى أنه من بين أسباب التأخر في بناء مؤسسات الدولة «عدم استكمال عملية التحرير بشكل حاسم في جميع المناطق»، وخصوصا في مدينة بني وليد احد آخر معاقل النظام السابق والتي تشهد معارك دامية منذ عدة أيام. وعرض المقريف حصيلة قاتمة للسنة الماضية مشيرا إلى «التراخي والتباطؤ في بناء القوات المسلحة الوطنية والأجهزة الأمنية, وكذلك عدم الإسراع في السيطرة على السلاح المنتشر في كل مكان، وأيضا عدم استيعاب الثوار في شتى مرافق الدولة والاهتمام الجاد بشؤونهم وشؤون الجرحى والمبتورين وذوي الاحتياجات الخاصة منهم». وقال المقريف إن «التراخي في بعض الملفات الهامة مثل إصلاح وإعادة النظام القضائي والمصالحة الوطنية الشاملة والعادلة ورد المظالم والحقوق وفي إطلاق عدد من المشروعات العاجلة للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي خاصة في المناطق المهمشة بهدف توفير فرص عمل وتدريب وتعليم أمام الشباب، خلق حالة من التذمر والاحتقان بين مختلف شرائح المجتمع و(أدى) إلى انتشار الفوضى والاضطراب والفساد والضعف في أداء مختلف الأجهزة والواجهات الحكومية والرسمية». وأشار إلى أن «هذه الحالة أغرت فلول النظام من داخل البلاد بالتسرب إلى مفاصل هذه الأجهزة والتغلغل فيها وربما في قيادات هذه الأجهزة والتآمر مع من هم خارج البلاد على الثورة وسلطتها الشرعية» وأضاف المقريف كذلك «لقد أغرت هذه الحالة من الضعف وغياب سلطة الدولة وهيبتها الكثير من العناصر والأشخاص والمجموعات، حتى وإن لم يكونوا على صلة بفلول النظام المنهار بأن يتجرأوا على سلطة القانون, ويقوموا بعمليات خطف واعتقال قسري وتعذيب وابتزاز ونهب، بل وتجرأوا على أن تكون لهم سجونهم الخاصة». وبرر المقريف العملية العسكرية التي تستهدف مدينة بني وليد المتهمة بإيواء عناصر من النظام السابق، بقوله إن «ما حدث في بني وليد منذ الأيام الأولى لإعلان التحرير في أكتوبر الماضي يقع في هذا السياق، وإن من سوء حظ مدينة بني وليد من تلك الممارسات السلبية والاقترافات كان كبيرا وإلى حد بعيد, حتى غدت ملجأ لأعداد كبيرة من الخارجين عن القانون والمعادين جهارا للثورة، وأصبحت قنواتها الإعلامية منبرا لأعداء الثورة من فلول النظام المنهار، وبدت في نظر الكثيرين مدينة خارجة على الثورة». وأكد أن ما تشهده بني وليد «ليست حرب إبادة أو تطهيرا عرقيا كما يزعم البعض زورا وبهتانا إنها حملة خير من أجل الشرعية ومن أجل عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى بني وليد العزيزة وأهلها الأماجد». وكانت بني وليد سقطت بيد الثوار في 17 أكتوبر 2011, قبل ثلاثة أيام فقط من سقوط نظام القذافي بعد مقتله. ويرفض وجهاء بني وليد دخول ميليشيات إلى المدينة لأنهم يعتبرونها «خارجة عن القانون» ويشككون في حياد «الجيش الوطني» معتبرين انه لم يتشكل بعد. ورغم أن ليبيا الجديدة خطت خطوة كبيرة في اتجاه الديمقراطية بتنظيمها اولى انتخابات حرة, غير أن عجز السلطات عن إعادة فرض الأمن في مواجهة تصاعد التطرف وانتشار الأسلحة والميليشيات يؤخر بناء مؤسسات الدولة. ومنذ سقوط نظام القذافي، باتت السلطات الجديدة تتخبط في معالجة نزاعات قبلية ومطالب اجتماعية أو إقليمية. وفيما شهد العنف تجدداً باستمرار، لم تتسن لها أي فرصة لبدء العمل على إعادة إعمار البلاد بعد نزاع استمر ثمانية اشهر. وفشلت الحكومة المنتهية ولايتها في إعادة تفعيل الأجهزة الأمنية وضم إليها الثوار السابقين الذين اصبحوا يشكلون معضلة بالنسبة للسلطات. من جانب آخر، فإن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي (شرق) في 11 سبتمبر الذي قتل فيه السفير الأميركي وثلاثة عناصر أميركيين أظهر تصاعد قوة مجموعات متطرفة تعمل بكل حرية.
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©