السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعد أن حرّمه المتشددون.. الإبداع يظهر علناً في الصومال

28 يناير 2013 01:00
مقديشو (رويترز)- خرج الفنانون في الصومال من مخابئهم وباتوا يعبرون بالرسم علنا في مركز مقديشو للأبحاث والحوار بعد أن كانوا يرسمون في الخفاء بل وهجر بعضهم الفن كليا. وكان الفن والرياضة وكل أنواع الترفيه ممنوعة في الصومال منذ سيطرت حركة «الشباب» المتشددة على السلطة عام 2006. وكان الفنانون يتلقون تهديدات بالقتل، بل وقتل متشددون راعي الفنون عبدالقادر يحيى علي مؤسس مركز مقديشو للأبحاث والحوار. ويتولى أصدقاء عبد القادر علي وخلفاؤه مثل أحمد نور عبدالله مدير المركز بالتعاون مع منظمات تعمل في مجال التنمية الإشراف على مشروع لمساعدة الفنانين الصوماليين في التعبير عن التغيير الذي حدث في بلدهم. وقال عبدالله «أعضاء الشباب يعتقدون أن الفن حرام في الدين. لكن بمجرد أن بدأت هزيمة الشباب عاد هؤلاء الفنانون إلى الظهور وتقديم مواهبهم للجمهور بعد أن كانوا سابقا لا يستطيعون حتى الخروج من منازلهم». وأصبح للصومال الآن دستور مؤقت وبرلمان وتولى السلطة الرئيس حسن شيه محمد، وبدأ البلد مرحلة إعادة بناء المؤسسات. ويعبر كثير من الفنانين في أعمالهم عن هذه المرحلة الانتقالية كما يصورون مشاهد من الماضي المملوء بالعنف والقمع. وقال فنان تشكيلي يدعى أحمد محمد عن لوحته الفنية التالية «سيكون فيها رجل يزرع شجرة وفي الجانب المقابل امرأة ترويها. هذا تعبير عن نمو الحكومة». ووضع الفنانون أعضاء المركز نحو 20 من لوحاتهم الفنية في شوارع مقديشو ليراها المارة وقادة السيارات. ووضعت لوحة للفنان محمد توهو في منطقة مزدحمة بالمدينة بالقرب من مكان لانتظار سيارات الأجرة. وقال توهو «هذه اللوحة لها أهمية كبيرة ويمكن إدراك ذلك من عنوانها. أنها تعبر عن تساوي الناس جميعا أمام القانون.. من الرئيس إلى أعضاء البرلمان إلى الوزراء وحتى الناس العاديين.. كلهم متساوون أمام القانون». وقال سائق سيارة أجرة يدعى أبوبكر أحمد محمد معلقا على اللوحة «أعتقد أنها تعني أن الكل متساوون أمام القانون. تصور اللوحة الشرطة تقبض على رجل مسن يبدو مسؤولاً. ولكن في يده شيء ربما سرقه أو استعمله في مخالفة القانون. هذا يعني أن المسؤول يمكن أن يتعرض للاعتقال شأنه شأن الناس العاديين». ويقول الفنانون المشاركون في المشروع إنهم يسعون من خلال إبداعاتهم لإحياء الأمل في نفوس الصوماليين بعد معاناتهم الطويلة من الفوضى وأعمال العنف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©