الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ريم الهاشمي : الإمارات تمتلك الإمكانات والمقومات للفوز باستضافة «إكسبو 2020»

ريم الهاشمي : الإمارات تمتلك الإمكانات والمقومات للفوز باستضافة «إكسبو 2020»
31 أكتوبر 2013 22:10
أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة أن دولة الإمارات تمتلك القدرات والإمكانات والمقومات التي تجعلها قادرة على منافسة دول كبرى للفوز باستضافة “معرض إكسبو 2020”. وأضافت معاليها في حوار أجرته معها جريدة “الحياة” نشرته في عددها الصادر أمس أن الإمارات تراهن على الخبرة الطويلة التي تتمتع بها دبي في مجال استضافة الفاعليات والمؤتمرات والمعارض وتنظيمها، والمدعومة ببنية أساسية عالمية المستوى وذات صدقية عالية وقدرات لوجستية تؤهلها للمنافسة على نيل هذا الاستحقاق الدولي الكبير. وتدفع دولة الإمارات بقوتها الدبلوماسية والاقتصادية والترويجية منذ سنتين للفوز باستضافة “معرض إكسبو 2020”، وزادت قوة الدفع مع اقتراب موعد حسم المنافسة، ويلاحظ ذلك في شوارع الدولة ومعالمها الرئيسة وأبراجها ومطاراتها، حيث تجد شعار المعرض الذي تحلق به طائراتها الوطنية إلى كل وجهاتها ويحمل ملفه مسؤولو الدولة أين ما حلوا في دول العالم. ومن المتوقع حسم المنافسة الدولية خلال عملية تصويت تجرى يوم 27 نوفمبر الحالي، في مقر المكتب الدولي للمعارض في باريس، حيث سيقترع ممثلو الدول الـ 167 الأعضاء في المكتب لاختيار واحدة من أربع مدن متنافسة وهي إيكاتيرنبرغ الروسية وساو باولو البرازيلية وأزمير التركية إلى جانب دبي. وفيما يلي نص الحوار ? ما هي إمكانات دبي التي تجعلها تفوز باستضافة “معرض إكسبو الدولي 2020” وعلى ماذا تراهنون؟ ? لم تختر الإمارات خوض هذه المنافسة العالمية من دون مرجعية صلبة من الثقة في توافر القدرات والإمكانات والمقومات التي تجعلها قادرة على الدخول في منافسة قوية أمام دول كبرى لها تاريخها وسمعتها.. وإذا أردنا تعداد المقومات التي تؤهل دبي لاستضافة المعرض نجدها كثيرة ومتنوعة ومن أهمها الموقع الجغرافي المتوسط الذي يجعلها نقطة محورية في قلب العالم ويمكن الوصول إليها من ثلث دول العالم في رحلة طائرة لا تتجاوز مدتها ثلاث ساعات إذ يعتبر الموقع عنصراً مهماً لوصول العارضين أو الزوار بسهولة إلى موقع المعرض. لا يكفي الموقع وحده للتفكير في استضافة حدث بضخامة “إكسبو الدولي”، وتمتاز الإمارات بقدرات كبيرة في مجالات البنية التحتية والنقل والإمداد وتمثل مركزا عالميا للتجارة والسياحة والأعمال، وربما يكون أكثر ما يميز دبي هو بنيتها الأساسية المتطورة ذات الكفاءة العالية وبنية أساسية اعتمادية رفيعة متمثلة في مجموعة من المطارات والمرافئ البحرية ذات نسب استيعاب وكفاءة تشغيلية مرتفعة، فضلاً عن شبكات الطرق ذات المواصفات المتميزة الرابطة كل أنحاء الإمارة. تضاف إلى ذلك مجموعة من الموانئ البحرية المجهزة بأحدث التقنيات المتقدمة والمعدات الحديثة والرافعات العملاقة القادرة على تلبية حاجات الجيل الجديد من السفن الضخمة القادرة على حمل أكثر من 15 ألف حاوية نمطية. ? ما هي الاستفادة التي تحققها الإمارات والمنطقة العربية من استضافة هذا الحدث. ? يعد معرض إكسبو الدولي من أهم الفعاليات الدولية وأبرزها التي تقدم حافزا قوياً للتحول الاقتصادي والثقافي والاجتماعي ولم يسبق لهذا الحدث الضخم أن ظهر في نطاق جغرافي شاسع يضم منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وهي منطقة مترامية الأطراف تحتشد فيها الأسواق الناشئة وتقع في مركز اهتمام هذا المعرض الذي نجد من بين أهدافه الاهتمام بدعم الأسواق الناشئة وتطويرها عبر تشجيع الشراكات الجديدة واستكشاف دروب جديدة لتعزيز التعاون مع هذه المناطق ما يساهم في لحاقها بركب التطور العالمي. ويدعم “معرض إكسبو الدولي 2020” فرص العمل وتوفير نحو 280 ألف وظيفة في دبي بين الأعوام 2013 و 2021 وينتظر أن تكون كل وظيفة من تلك الوظائف سبباً في استدامة 50 فرصة عمل إضافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشكل الشباب ممن تقل أعمارهم عن العشرين سنة نسبة 50% من سكان الإمارات لذا سيترك “معرض إكسبو الدولي 2020” إرثا اجتماعياً ملهما لأجيال المستقبل ويدعم فرصهم في تحصيل معارف جديدة ومتنوعة، في حين تتضمن خطة المعرض في حال عقده في دبي تأسيس مركز للبحوث وجامعة علمية إضافة إلى متحف وطني. ويسهم المعرض في دعم رؤية دبي لتطوير القطاع السياحي حيث يتوقع أن يستقطب نحو 25 مليون زائر على مدى فترة تنظيمه وتصل إلى ستة أشهر منهم 75? من خارج الدولة، في وقت تهدف إمارة دبي إلى مضاعفة مساهمة القطاع السياحي في اقتصادها بمعدل ثلاثة أضعاف وصولاً إلى نحو 300 مليار درهم وزيادة التدفقات السياحية إليها من 10 ملايين سائح حالياً إلى 20 مليوناً بحلول مطلع العقد المقبل. ? ماذا يمكن أن تضيفه دبي إلى مثل هذا الحدث الذي لا تقتصر استضافته على الشأن الاقتصادي والتجاري بل تتعداه إلى جوانب إنسانية تهدف إلى إذكاء المعرفة في كل المجالات وتأصيل فرص انتشارها والاحتفاء بالإنجاز الإنساني والابتكار والإبداع؟ ? كانت دبي وستظل محط اهتمام الإبداع والمبدعين في شتى المجالات لما توفره من بيئة حاضنة ومقومات دعم تكفل لأصحاب الطاقات المبدعة إطلاق العنان لإبداعاتهم وهذه البيئة تتواءم مع أهداف المعرض وربما كان الحرص على تشجيع الصور المحلية المختلفة للإبداع والابتكار من أهم الحوافز للسعي إلى استضافة المعرض المتوقع أن يتحول إلى مصنع ضخم للأفكار. ? دبي مستعدة لبناء مدينة متكاملة وبنية تحتية لتلبية متطلبات هذا المعرض الكبير، هل ستكون استفادة دبي ماديا أكبر من حجم الاستثمارات التي ستضخها تحديداً لهذا الحدث؟ ? أظهرت دراسة أعدها “مركز أكسفورد للدراسات الاقتصادية” حول المردود المادي لـ”إكسبو دبي 2020” أن العائدات المالية المتوقعة للدولة من استضافة المعرض ربما تصل إلى نحو 139 مليار درهم إضافة إلى الوظائف التي ذكرناها. ورغم الجدوى الاقتصادية الضخمة المتوقعة من وراء الاستضافة، ربما ليس منصفاً حصر المردود في الجانب المادي فقط، إذ يكفل مشروع الاستضافة تحقيق التوازن عبر سبل كثيرة تخدم أكثر من هدف أهمها أن الإمارة تخطط لتوفير نحو 50% من الطاقة التي يحتاج إليها المعرض لأهداف التشغيل عبر وسائل نظيفة ومتجددة للطاقة، ما يخفض التكلفة والتأثير البيئي للحدث إلى أدنى مستوياته تحقيقاً لمبدأ “الاستدامة” الذي يمثل أحد ثلاثة مواضيع مدرجة تحت الشعار المقترح في ملف الاستضافة لـ”إكسبو الدولي 2020” تواصل العقول..وصنع المستقبل، التي تشمل أيضاً موضوعي التنقل والفرص. وستراعي دبي في تصميم مقر احتضان المعرض إمكان إعادة توظيف المنشآت وربما إعادة نقل بعض منها بهدف تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الموجودات بعد اختتام المعرض كما سيستفاد من الأرض التي سيقام عليها مقر “إكسبو 2020” إذ سينشأ “مركز دبي العالمي - جبل علي “ إضافة إلى مقر لجامعة ومجموعة من مراكز البحوث، في حين تتضمن خطة المشروع الاستفادة من الجناح الوطني للدولة وجناح الاستقبال بنقلهما إلى موقع آخر وتحويلهما إلى متحف وطني سيخصص للاحتفاء بتاريخ الإمارات وسيكون مثابة الرمز التاريخي لاستضافتها للمعرض. ? ما هي قيمة الاستثمارات المرصودة لتشييد البنية التحتية لاستضافة المعرض؟ ? استناداً إلى التقديرات الأولية يتوقع ضخ استثمارات وتحديداً في تهيئة البنية الأساسية الخاصة بالمعرض تبلغ نحو 25 مليار درهم. ? لوحظ أن مجتمع الأعمال والمستثمرين استبقوا النتائج وبدأوا يراهنون في استثماراتهم في كل القطاعات على فوز دبي، ماذا لو فازت إحدى الدول الأخرى المتقدمة لاستضافة المعرض هل توجد خطة لإدارة هذه المرحلة؟ ? لا يجب إغفال المنافسة العالمية القوية التي يخوضها العرض الإماراتي والأمر شديد الشبه بالمنافسات الرياضية التي لا يمكن أي طرف حسم نتيجتها مسبقاً، والتوفيق دائما هو من عند الله تعالى بينما يجب علينا الاجتهاد وبذل كل ما يمكننا تقديمه من جهد صادق للوصول إلى غايتنا. ورغم ذلك أخذت كل الاحتمالات في الاعتبار ومع الأثر الإيجابي الكبير الذي سيحدثه المعرض على الاقتصاد المحلي وفي المنطقة برمتها إلا أن تقدم الإمارات وتطورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ليسا مرهونين بإنجاز واحد من دون غيره إذ ما يميز نهج التخطيط الاستراتيجي للإمارات هو اعتماد البدائل وفق كل السيناريوهات المحتملة في أي مجال وضمن المشاريع المتنوعة. ? لماذا تدفع الإمارات بكل قوتها الدبلوماسية والاقتصادية والترويجية لاستضافة هذا الحدث في وقت لم تهتم بالتقدم للمنافسة في استضافة كأس العالم أو دورة الألعاب الأولمبية؟ ? إن القيمة الإنسانية الكبيرة للمعرض الذي يعتبر مهد اختراعات كثيرة ورائعة التي أطل عليها العالم للمرة الأولى من خلال قاعاته على مدار أكثر من 150 سنة تشكل في حد ذاتها حافزاً للمنافسة على استضافته، كما يجب الأخذ في الاعتبار المردود الاقتصادي الضخم ليس فقط على الإمارات ولكن على المنطقة برمتها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©