الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدونني في حذائي لكي لا أتذكرني

أدونني في حذائي لكي لا أتذكرني
2 نوفمبر 2011 21:17
أمي كيف حالك أيتها الوطن المتبقي لي؟ أراني الآن في عينيك أطارد ملائكة صغاراً يتوضأون بدموعك، أراني في بقع خطاك أتنفس نفسي ثم غزيراً أهطل لهاثي على نمنمات طهرك اللانهائي، أرأني في لمعان بسمتك حيث نور الله يضيء لي ما تيسر من طريق، أمي ياطعم الكون، ولون البراري، شفقة السموات السبع، أحبك بأقصى ما يمكن من ضوء، موجع في هذه اللحظة كلقطة ميلودرامية مؤثرة، ولكنني أحبك عميقاً عميقاً كطعنة تتقن الاختباء في الجرح جيداً وحيداً كزجاجة عطر فارغة مازالت تقرأ أثر الغرباء من النافذة غريباً ومنسياً تماماً كمسلسل كارتوني قديم قلقاً جداً كرئيس عربي مهيأ للتنحي مقطوعاً عن حضنك كغصن يابس تآمرت عليه الرياح وحيدا كموبايل خارج نطاق التغطية معطلاً كمجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان مقهوراً كشوارع بلدي الحمراء وحبري لا يصلح للعزاء مشرداً كالأنفاس ولي أهلٌ في مصر وسوريا وليبيا أحبهم كأمي سألعن غيابي نيابة عني وأقفل وجهي في وجهي وأرحب بي بدوني وأدون رقمي في مؤخرة حذائي لكي لا أتذكرني وأتركني مغمضاً كحلم بلا رصيد قيما حزني صامتٌ وشرودي لا يرن ضامئ وكل ما حولي يذلني بالعطش أكثر ووحدك يا آمي ملاذي في هزيع الفجائع ومتواليات الأسف المُرّ وسأظل أنصت إلى رقرقة دعواتك كما تٌنصت الجذوع اليابسة لموسقة الينابيع البعيدة * شاعر يمني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©