الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصراع وأعمال النهب يهددان التراث الثقافي السوري

21 أكتوبر 2012
بيروت (د ب أ)- يحذر سوريون ينتمون لطرفي الصراع الدموي الدائر في البلاد منذ أكثر من عام ونصف العام، من أن الحرب في سوريا تشكل تهديدا خطيرا للمواقع الأثرية والتراث الثقافي للبلاد، وذلك في ظل تدمير مواقع أثرية عدة بالفعل نتيجة لانفجارات، بالإضافة إلى تعرض قطع أثرية تاريخية قيمة للنهب. ويشمل تراث البلاد قطعا أثرية ترجع إلى العصور اليونانية والإسلامية والرومانية والآرامية القديمة. وتم تسليط الضوء على الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية عندما بدأت المعركة من أجل السيطرة على حلب، أكبر مدن سورية، قبل أشهر عدة. وقد التهمت النيران ما بين 700 وألف محل تجاري في سوق المدينة الذي يرجع إلى العصور الوسطى والمدرج على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. وقال بسام الحلبي، الناشط المعارض في حلب لوكالة الأنباء الألمانية، إن “الجيش اتخذ مواقع له داخل المواقع الأثرية وبصفة خاصة في القلاع القديمة، بما في ذلك المواقع الأثرية في مدينة حلب، وحولها إلى مواقع عسكرية”. واتهمت الحكومة المعارضين بتحويل المساجد التاريخية في محافظتي حلب وحمص إلى مستشفيات ميدانية وباستخدام القلاع كمتاريس. وأظهرت لقطات فيديو بثت على الإنترنت الجامع الكبير، الذي يعرف أيضا باسم الجامع الأموي والمبني في موقع لمعبد روماني سابق وكاتدرائية بيزنطية في حلب، وقد دمر بشكل جزئي. وملا الدخان الأسود المسجد، وتمت تغطية الأرضيات، التي كانت مفروشة بسجاد ذي تصميم جميل، وكان يؤدي عليها المصلون صلواتهم بالحطام. وقال الحلبي: “انفطر قلبي عندما شاهدت الجامع الكبير، وقد اندلعت فيه النيران، ولم أتمكن من فعل أي شيء بسبب القصف الشديد الذي يشنه بلطجية الأسد على المنطقة”. وأضاف:”إنها كارثة. يتم تدمير أقدم مدينة في العالم على يد ما كان يعرف يوما بجيش هذه المدينة”. ودفع الضرر الذي لحق بالمسجد الرئيس بشار الأسد إلى إصدار مرسوم رئاسي لتشكيل لجنة لإصلاح المبنى بحلول نهاية عام 2013. وحذر موقع إلكتروني موال للحكومة يطلق عليه “سيريا ستيبس” الأسبوع الماضي من أن قطعا أثرية، يرجع عمر بعضها إلى 6000 سنة مضت، وقعت في أيدي شبكة منظمة تنظيما جيدا من المهربين الذين يمتد نشاطهم إلى ما وراء حدود البلاد. وقال الموقع إن القطع التي سرقت منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد في أوائل عام 2011 تقدر قيمتها بحوالي ملياري دولار. ولم تتمكن وكالة الأنباء الألمانية من الاتصال بمديرية الآثار والمتاحف للتعليق على هذا التقرير، إلا أن مسؤولين من المديرية كانوا قد قالوا خلال الأشهر الماضية إن العديد من المتاحف والمواقع الأثرية قد تم نهبها أو لحقت بها أضرار جزئية في الاشتباكات التي وقعت بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة. وتبادل الجانبان اللوم بسبب الضرر الذي لحق بقلاع وآثار تاريخية أخرى في جميع أنحاء البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©