الشيخ سعد (الضفة الغربية) - رويترز: من سوء طالع قرية الشيخ سعد الصغيرة الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي الشرقي للقدس، أنها تقع داخل حدود الضفة الغربية مباشرة لكن لا توجد صلات تذكر لأهلها بالأراضي المحتلة· فأقرب أقاربهم ومدرستهم وحتى مقبرة القرية موجودون في ضاحية جبل المكبر في القدس التي يفصلهم عنها حاليا سياج حديدي وأسلاك شائكة·
وتساءل بسام مشاهري -بينما كان يقف على جانب قرية الشيخ السعد من نقطة تفتيش إسرائيلية يقول سكان القرية إنها أفسدت حياتهم: ''ما الفرق بين هنا وبين جبل المكبر؟·· يحمل أخي وأختي واثنان من أقاربي أوراقا هوية تشير إلى أنهم من القدس· أوراقي أنا تشير إلى أني من الضفة الغربية لكن حياتي في القدس''·
وقد فصلت قرية الشيخ سعد عن جبل المكبر بعد حرب عام 1967 التي استولت فيها إسرائيل على القدس الشرقية العربية والضفة الغربية من الأردن· ويجد سكان الضفة الغربية أنفسهم محاصرين بنقاط تفتيش اسرائيلية وأسوار وطرق مغلقة في وجوههم، وقال جلال مشاهري (55 عاما) الذي يمتلك متجر بقالة صغيرا في قرية الشيخ سعد ''نواجه مشكلات في كل يوم· لا يمكنني إرسال أي شيء للجانب الآخر أو إحضار أي شيء إلى هنا· هذا غير مسموح''·
وتقع قرية الشيخ سعد في نهاية طريق وعر قادم من جبل المكبر· ولم يكن للقرية من مخرج آخر إلى أن شق طريق غير ممهد العام الماضي، ينحدر إلى أسفل مارا بقاع نهر جاف وإلى أعلى عند الجانب الآخر من الوادي إلى بلدة العزارية·
وقال بسام مشاهري (40 عاما) وهو أب لأربعة أطفال مريض بالكلى ولا يعمل ''لا أحد يمكنه استخدام هذا الطريق الخلفي· انه لا يخدم الناس هنا· لا توجد صلات لنا بالعزارية''·
ويقول سكان القرية إن عبور نقطة التفتيش الاسرائيلية المخصصة للمشاة فقط، ازداد صعوبة بشكل ملحوظ منذ بدء تشغيل الطريق الخلفي· ويتساءلون حاليا عما إذا كانت اسرائيل ستبني محل السياج الحديدي جدارا خرسانيا عاليا مثل الجدار الذي بنته في منطقة أخرى إلى الغرب بالضفة الغربية· وقال محمد منصور (48 عاما) ويعمل سائق سيارة أجرة ''توفيت قريبة لي في الشيخ سعد الأسبوع الماضي واضطررنا إلى التوسل للجنود الاسرائيليين للسماح لنا بدفنها في المقبرة بجبل المكبر· تحتاج إلى تصريح حتى لدفن أقاربك''·ويطبق الجنود الاسرائيليون القواعد بـ''بعض التعقل'' لكن لا يمكن الاعتماد على ذلك دوما· مرت فتاة عمرها ثماني سنوات دون أن يوقفها الجنود بينما كانت تحمل بيضا إلى قريب لها في جبل المكبر· كما عادت مسنة بعد أن أوصلت جبنا لأخيها·
عدد اليوم
