رفضت الحكومة العراقية أمس، عرضين تقدمت بهما طهران وأنقرة، لتدريب القوات العراقية لتكون بديلة عن القوات الأميركية، بينما لم تتوصل بغداد وواشنطن إلى اتفاق في هذا الشأن. وأكد مسؤول كردي أنه لن تكون هناك قواعد عسكرية أميركية في إقليم كردستان العراق بعد الانسحاب المقرر نهاية العام الجاري. في حين قتل ثمانية أشخاص وأصيب 10 آخرون باعتداءات، وأظهرت حصيلة رسمية لضحايا العنف أن شهر أكتوبر حصد 258 قتيلاً عراقياً و438 جريحاً في عموم العراق.
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى أمس، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن “طهران وأنقرة تقدمتا بعروض لتدريب القوات العراقية، لكننا لم نقبل أياً منهما لحساسية الوضع”. وعبر المسؤول العراقي عن تقديره لهذه العروض، لكنه أوضح أنه “لا يمكن لنا أن نقبل دولة دون أخرى، ونحن نفضل أن يكون ملف تدريب القوات خارج إطار دول الجوار”.
وقال بيان لمكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أبدى استعداد بلاده تدريب القوات العراقية بدلاً من القوات الأميركية المقرر انسحابها في نهاية العام الجاري.
من جهته، قال الأمين العام لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق جبار ياور أمس، إنه لن تكون هناك قواعد عسكرية أميركية في الإقليم بعد الانسحاب المقرر نهاية العام الجاري. وأضاف “نؤكد أن موضوع الاتفاقيات الأمنية أو العسكرية بين الحكومة العراقية والدول الأخرى موضوع سيادي ومن صلاحيات الحكومة الاتحادية”.
ميدانياً، قتل شخص وأصيب اثنان آخران في الموصل بمحافظة نينوى بانفجار قنبلة مزروعة على الطريق استهدفت دورية للجيش العراقي. وفي حمام العليل جنوب المحافظة قتل شخص بانفجار قنبلة كان يحاول زرعها بالطريق. كما قتل سائق قائد شرطة نينوى السابق وسط الموصل برصاص مجهولين.
وفي محافظة التأميم، أسفر انفجار قنبلة مثبتة في سيارة مدنية عن إصابة سائقها وراكب بها جنوب كركوك. وهاجمت قوة مسلحة مجهولة رتلاً للجيش الأميركي في كركوك بقنبلتين حراريتين، ما أدى إلى إحراق عجلة من نوع همر. كما انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة رتلاً أميركياً آخر، فدمرت إحدى آلياته دون معرفة الخسائر البشرية.
وفي محافظة ديالى، قتل شخصان وأصيب خمسة آخرون بجراح بانفجار عبوة ناسفة وسط سوق مدينة بعقوبة. وقتل جنديان عراقيان بتفجير استهدف دوريتهما في ناحية السعدية شمال بعقوبة . وفي محافظة بابل، قتل مدني وأصيب آخر إثر شجار نشب بين عائلتين من عشيرة واحدة في مدينة الحلة استخدمت فيه الأسلحة النارية.
إلى ذلك، اتهم زعيم عشائر الدليم في العراق علي حاتم السليمان جهات سياسية لم يسمها بمحاولة اغتياله من خلال قوة خاصة اقتحمت مقره في بغداد واعتقلت أفراد حمايته. وأضاف أن القوة اعتقلت ثمانية من منتسبي وزارة الدفاع مكلفين بحماية المقر واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وفي بغداد، استهدفت أربعة صواريخ مباني محيطة بالسفارة الأميركية في المنطقة الخضراء. كما زرع مسلحون مجهولون عبوة ناسفة على الطريق الدولي في منطقة أبي غريب تم تفجيرها على قوة حماية رتل إمداد أميركي، ما أدى إلى تدمير عربة دفع رباعي تابعة لشركات المرتزقة الأمنية، ومقتل وإصابة من فيها.
وفي بغداد أيضاً، تعرض مقر للجيش الأميركي لقصف بصاروخ أسفر عن ارتفاع سحابة من الدخان الأسود من داخل المقر المستهدف، فيما حلقت المروحيات الأميركية في المنطقة المحيطة، بحثاً عن المهاجمين.
وفي سياق الاعتقالات التي تشنها الحكومة العراقية، قال العميد سرحد قادر مدير شرطة أقضية ونواحي كركوك “إنه تم اعتقال إرهابي بارز في كركوك، مؤكداً أنه اعترف بقتل أكثر من ثمانية جنود أميركيين في المدينة ونفذ عدداً من الأعمال الإرهابية”.
وفي نينوى، اعتقلت الشرطة مسلحاً مسؤولاً عن إدخال 35 انتحارياً من الجنسية العربية جنوب الموصل، فيما أكدت أن عملية صيد الجزيرة التي بدأت مطلع الأسبوع الحالي أسفرت عن اعتقال 29 مطلوباً بتهمة الإرهاب.
وكان مصدر في شرطة نينوى أفاد قبل يومين بأن الشرطة اعتقلت ثلاثة مسلحين، أحدهم سعودي والاثنان الآخران سودانيان بعملية أمنية شمال غرب الموصل.
إلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية أمساء مقتل 258 عراقياً وجرح 438 آخرين في أعمال عنف في أكتوبر، جراء أعمال عنف متفرقة وقعت في عموم العراق. وأوضحت حصيلة أعدتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة أن 258 عراقياً، بينهم 161 مدنياً و42 عسكرياً و55 شرطياً قتلوا خلال أكتوبر، فيما أصيب 438 عراقياً بجروح، بينهم 195 مدنياً و101 عسكري و142 شرطياً بجروح خلال الشهر ذاته. وفي المقابل، قتل 85 إرهابياً واعتقل 866 آخرون خلال الشهر الماضي، وفقاً للمصادر ذاتها. وتمثل حصيلة الضحايا ارتفاعاً ملحوظاً عن الشهر الذي سبقه.
عدد اليوم
