السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عبدالله بن زايد: نتطلع لمعالجة الأزمة السورية بحل عربي

عبدالله بن زايد: نتطلع لمعالجة الأزمة السورية بحل عربي
2 نوفمبر 2011 10:17
أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون “إننا لا نريد تدويل القضية السورية ونريد معالجتها تحت مظلة الجامعة العربية للخروج من هذه الأزمة. وأشار سموه “ إلى أن هناك بوادر إيجابية نسمعها الآن، وتسمعها اللجنة العربية المكلفة بالبحث في الملف السوري ولنرى ما هي النتيجة في الاجتماع العربي في القاهرة غداً “. وأوضح سموه “إن الجميع متفق على أن الوضع السوري بحاجة إلى التفاف عربي وحوار بين جميع الأطراف السورية بما فيها الحكومة للخروج من الأزمة “. وجاءت تصريحات سمو وزير الخارجية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه بحضور سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أمس، في قصر الإمارات في أبوظبي في ختام أعمال الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية بحضور وزراء الخارجية، وممثلين عنهم في دول مجلس التعاون الخليجي. وكان سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قد استهل المؤتمر الصحفي بالترحيب بنظيره الروسي، مشيراً إلى أن الاجتماع كان مثمراً وبناء، وأشاد بالعلاقات المتبادلة بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية. ورداً على سؤال حول المبادرة الخليجية للأزمة في اليمن، والموقف الروسي منها، أشار سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى أن سفير روسيا في اليمن على اتصال مع سفراء دول مجلس التعاون في صنعاء. موضحاً أن مشاركة الدول الرئيسية والكبرى في هذا الموضوع كان له أثر كبير لتقريب وجهـات نظـر الأطراف كافة”. من جانبه أكد الوزير الروسي رداً على سؤال حول الموقف الروسي في حال فشل المساعي العربية تجاه حل القضية السورية أن روسيا لا تحمي أي نظام وتدعم القانون الدولي، وفي الوقت ذاته نخشى من أن يعتبر النموذج الليبي هو النموذج الصحيح لحل الأزمات في المنطقة، وقال “إننا نفضل ما طرح من مبادرة خليجية في الشأن اليمني، وبالتالي فإننا نعتبر القرار أو التوجه الذي يطبق في اليمن هو النموذج الذي يحتذى به بدلاً من النموذج الذي طبق في ليبيا” . وقال وزير خارجية روسيا الاتحادية “إن سوريا ليست ليبيا، و نحن قلقون من الترويج لاعتماد نموذج العملية الليبية للمستقبل، وذلك مثار قلقنا حول مصير المنطقة لأن لدينا الكثير من الأصدقاء والأرضية المشتركة مع دول المنطقة، فنحن الأقرب إليها جغرافياً وثقافياً وسياسياً، ولا يمكن تجاهل ما يحدث في دول المنطقة. محذراً من الترويج لمثل هذه الحلول التي قال بأنها ستكون هناك مخاطر وتبعات جيوسياسية كثيرة في العالم . وقال إن “الناتو؛ تدعم هذا المفهوم بدعم القوة العسكرية، وهو ينوي استخدام ذلك من خلال القانون الدولي ويجب أن نتجنب أي سيناريوهات قد تمكن من استخدام القوة العسكرية، كما يجب استخدام الأساليب التي تبعدنا عن أي تهديدات، ونحن مقتنعون بأن الاحترام الصارم للقانون الدولي هو الحل لهذه المشاكل “. فلسطين واليونسكو وحول القرار الأميركي بوقف دعم واشنطن لليونسكو بعد الموافقة على عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الدولية قال لافروف “إنه من المؤسف أن تقطع أميركا دعمها لليونسكو، مؤكداً أن عضوية فلسطين طلب مشروع، وهناك تصويت حصلت عليه وعضويتها لا يعني بديلاً للمفاوضات، حيث نفضل الوصول الى حل للمفاوضات دون شروط مسبقة” . وكان المسؤول الروسي قد استهل مؤتمره الصحفي بالإشادة بالحفاوة التي قوبل بها والوفد المرافق، وبالترحاب الذي يلقاه السياح الروس في الإمارات، والذين قال إن أعدادهم في ارتفاع متزايد. آليات الحوار الاستراتيجي وكان الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية قد بدأ أمس بقصر الإمارات، وترأسه من جانب مجلس التعاون سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، وبمشاركة أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول المجلس، ومعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن الجانب الروسي معالي سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية. وناقش الاجتماع آليات الحوار الاستراتيجي بين الجانبين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسير العلاقات الخليجية الروسية. كما تطرق الاجتماع الوزاري إلى تطوير خطة للعمل المشترك بين مجلس التعاون والجانب الروسي في إطار حوار استراتيجي لتعزيز التعاون بينهما، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليم والبحث العلمي والبيئة والصحة. وألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كلمة في الافتتاح أكد فيها أن الاجتماع يأتي ضمن الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، ويشمل المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها ويكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف والتحولات السريعة التي تشهدها المنطقة، وهو ما يتطلب الحرص الشديد لبذل المزيد من الجهود وتبادل وجهات النظر والتشاور والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار لهذه المنطقة التي تعد من المناطق المهمة والمحورية في العالم. وقال سموه إن دول مجلس التعاون تتابع باهتمام ما يجري في بعض الدول العربية مؤكدة على أهمية روح التفاهم والحوار الذي يخدم مصالح هذه الدول وشعوبها، كما تبذل الجامعة العربية ومجلس التعاون جهوداً بناءة من اجل التوصل إلى توافق يرضي الأطراف المعنية ويضع حداً للتوتر وعدم الاستقرار في هذه المنطقة، كما هو وارد في المبادرة العربية الخليجية بشأن اليمن ومبادرة الجامعة العربية في سوريا. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دول المجلس ترى في روسيا الاتحادية شريكاً مهماً واستراتيجياً، لما لها من ثقل ودور إيجابي في المجتمع الدولي، وأن تكون مبادرة في إرساء الأمن والاستقرار في الخليج بحث الجانب الإيراني في إرساء تدابير بناء الثقة واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإظهار الشفافية والتعاون في ملفها النووي طبقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. رغبة مشتركة من جانبه قال معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال الكلمة التي ألقاها “إن هذا اللقاء يأتي استجابة للرغبة المشتركة لتعزيز التعاون بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية خدمة لأهدافنا ومصالحنا في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك معززة بما تحويه من مضامين هادفة وبعد استراتيجي، حيث تشكل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية أهم مرتكزاته ومحاوره الأساسية”. وأضاف قائلًا “إن هذا اللقاء ينعقد في ظل تطورات وظروف إقليمية ودولية اقتصادية وسياسية وأمنية دقيقة يشوبها القلق والتوتر بدءاً بقضية الشرق الأوسط وتعثر عملية السلام وتطورات أزمة الملف النووي الإيراني وتداعياته على أمن وسلام المنطقة والإنسان والبيئة وظاهرة الإرهاب والتطورات المقلقة في المنطقة مشيداً بدعم روسيا الاتحادية لإصدار قرار مجلس الأمن (2014) الشامل بشأن اليمن والأمل أن يسهم ذلك في تسريع انتقال السلطة على نحو سلمي وسلس وإعادة الاستقرار إلى اليمن الشقيق”. ورحب الزياني برغبة روسيا الاتحادية في أن تكون شاهداً على توقيع وتنفيذ المبادرة الخليجية، وأشار إلى أن علاقات دول المجلس وروسيا تنطلق من أسس الصداقة والروابط العميقة التي تربط بينهما، وقد أسهم في توثيق تلك العلاقات الرغبة المشتركة في ترجمة ذلك إلى برامج عملية لتعزيز التعاون في جميع المجالات بما يحقق المصالح الحيوية المشتركة للجانبين وهذا ما أكده الجانبان في الاجتماع الأخير بين أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير خارجية روسيا الاتحادية على هامش اجتماعات الدورة (66) للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011”. وأكد في ختام كلمته على وضع الإطار المناسب لهذا الحوار فقد رحبت دول المجلس بأن يتم إبرام مذكرة التفاهم التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين والتي تحدد آليات الحوار الاستراتيجي ومجالات التعاون بينهما، كالتجارة والاستثمار والزراعة والطاقة والبيئة والتعليم والبحث العلمي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والصحة، بالإضافة إلى التشاور وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي سيرجي لافروف بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا. البيان الختامي يؤكد تعزيز الحوار الاستراتيجي والتشاور في كافة القضايا. صدر في نهاية الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون، وروسيا الاتحادية بيان ختامي فيما يلي نصه “ عُقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية مجلس التعاون، ووزير خارجية روسيا الاتحادية في مدينة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، في 1 نوفمبر 2011. وترأس الاجتماع من جانب مجلس التعاون سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، وترأس الجانب الروسي معالي السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، وبمشاركة أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون، ومعالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون. وقدم أصحاب السمو والمعالي الوزراء خالص التعزية لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ووزير الدفاع والطيران مع بالغ التقدير لدوره الكبير إقليمياً ودولياً. كما قدموا التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لتعيينه ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية. ورحب الوزراء بانطلاق مسيرة الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية والتوقيع على مذكرة تفاهم بينهما تضع الأسس لهذا الحوار، وذلك انطلاقاً من علاقات الصداقة والتعاون القائمة بينهما والرغبة في تطويرها في مختلف المجالات، وأعربوا عن ارتياحهما للجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين الجانبين. ووقع الجانبان مذكرة تفاهم تنظم آليات الحوار الاستراتيجي بينهما، واتفق الوزراء على عقد اجتماعات سنوية مشتركة بين وزير الخارجية في روسيا الاتحادية، وأصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون والأمين العام لمجلس التعاون، يتم من خلالها التشاور بشأن القضايا السياسية والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والعمل على تعزيز التعاون بينهما في جميع المجالات، وتعقد هذه الاجتماعات بالتناوب في كل من الطرفين في روسيا الاتحادية وفي دولة الرئاسة بمجلس التعاون، أو في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية أكد الجانبان التزامهما بتعزيز النظام العالمي القائم على مبادئ التعددية والالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من مبادئ ومعايير الشرعية الدولية والالتزامات الدولية، واحترام الحقوق والمصالح المشروعة والسيادة الوطنية لجميع الدول. كما أكد الجانبان على أن العلاقات بين دول المنطقة يجب أن تكون مبنية على حسن الجوار والاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وأكدا على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج خالية مــن أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها. وبحث الجانبان عدداً من المسائل المهمة على الأجندات الإقليمية والدولية في جو من الصداقة والتوافق، واتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور حول القضايا التي تهم الجانبين إقليمياً ودولياً خاصة ما يطرح منها في مجلس الأمن. وفيما يتعلق بالتعاون المشترك أكد الجانبان عزمهما على تهيئة البيئة اللازمة لرفع معدلات التبادل التجاري والاستثمار بينهما بهدف تعظيم الفوائد والاستفادة من الإمكانات الاقتصادية لدى كل منهما، وتشجيع التواصل بين ممثلي قطاع الأعمال بهدف الاستفادة من فرص الاستثمار في روسيا ودول مجلس التعاون، وتعزيز التعاون في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والزراعة والسياحة والصحة. كما أكدا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة وعقد اجتماعات مشتركة للمختصين والفنيين في هذا المجال لوضع الأطر اللازمة لذلك والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والسلامة النووية والطاقة المتجددة والتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي من خلال التعاون بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي، والتعاون في مواجهة التحديات المتعلقة بالتنمية والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وحالات الطوارئ والكوارث والأزمات البيئية والسياسات المائية ومكافحة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي. وكلف الوزراء كبار المسؤولين من الجانبين بوضع خطة عمل مشتركة للفترة القادمة (2013-2015) تتضمن مجالات التعاون التي تم الاتفاق عليها في هذا الاجتماع، وتحدد الأهداف المطلوب تحقيقها والآليات والبرامج اللازمة لذلك ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ ذلك. واتفق الجانبان على عقد الاجتماع الوزراي الثاني للحوار الاستراتيجي بين الجانبين في روسيا عام 2012.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©