الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيانة القدرات العقلية

21 أكتوبر 2012
اختلف الناس كما هم المتخصصون في فهم وتعريف القدرات العقلية، هل المقصود بها الذكاء، أم أشياء أخرى؟ وهل الذكاء مجرد وظيفة أساسية للعقل، أم مقدرة عقلية عامة تتدخل في كافة الأنشطة العقلية أو الذهنية بدرجات متفاوتة؟. لكننا عادة نصف من يتسمون بحدة الفهم وسرعته ودقته وصوابه، بأنهم أذكياء، وأن لديهم قدرة فائقة على التعلم، والقدرة على إدراك العلاقات المجردة بين الأشياء أو الموضوعات أو الظروف المختلفة، والقدرة على التعامل مع الرموز والمجردات، والقدرة على التعلم من الخبرة في مواجهة المواقف والظروف والمشكلات القائمة والتعايش معها، والقدرة على إنجاز أعمال وواجبات تتميز بالصعوبة وتحتاج للانتباه والتركيز، إلى جانب القدرة على الإبداع والابتكار، فضلاً عن القدرة على الاستدلال والإدراك. عقولنا تحتوي على ما يزيد على مائة وخمسين بليون خلية عصبية، وهي قادرة على القيام بالعمليات الحسابية والمعلوماتية العقلية المعقدة. وتشير الدراسات إلى أنه بالرغم من وجود هذا الكم الهائل من الخلايا العصبية إلا أن معظم الناس للأسف لا يستخدمون أكثر من 4 ــ 8 % فقط من قدراتهم العقلية، وأن السواد الأعظم من الناس لا يتحمس لعمل أية أنواع من التدريبات البسيطة لتغذية العقل وتدريبه وتحفيزه على العمل، خاصة من يتجاوز منهم العقد الرابع من العمر. إن قدراتنا العقلية تبدأ في الاضمحلال مع منتصف العقد الرابع تقريباً، أي قبل أكثر من عقد كامل مما كان متوقعاً، وهذا ما كشفته دراسة كبيرة أُجريت على الموظفين المدنيين في بريطانيا، حيث كشفت دراسة سابقة أن الأداء الإدراكي ـ الذاكرة والاستدلال ومهارات الفهم ـ لا تبدأ في التدهور قبل سن الستين. لكن إذا ثبتت نتيجة هذه الدراسة الحديثة فإن هذا يمكن أن يكون إشارة تحذيرية إلى الإصابة بمرض الخرف الذي يُعتقد أنه سيصبح التحدي الصحي الكبير في القرن الـ21. لقد كشفت الدراسة أنه من بين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و49 سنة في بداية الدراسة كان هناك تراجع بنسبة 3.6% في الاستدلال العقلي بين كلا الجنسين على مدى السنوات العشر التالية. ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و70 عاماً تزايد التراجع إلى 9.6% بالنسبة للرجال و7.4% بالنسبة للنساء على مدى العقد التالي. كما تأثر الأداء في الاستدلال والذاكرة والطلاقة الشفهية، لكن مجموع المفردات اللغوية لم يتأثر. وأظهرت نتائج الدراسة أهمية التحرك المبكر لدرء الارتكاس العقلي السابق لأوانه. وأن النظام الغذائي والرياضة البدنية وعدم التدخين، كلها أمور مهمة، لأن الدليل الظاهر هو أن الشيء الجيد لقلوبنا جيد أيضاً لعقولنا، كما أن أنشطة وقت الفراغ مهمة أيضاً، كلعب الشطرنج وحل الكلمات المتقاطعة وما شابه ذلك، لأنها عمليات بسيطة لكنها تشحذ الذاكرة وتنشطها. إن نتائج الدراسة لها دلالات عميقة تتعلق بمرض الخرف المبكر، حيث تشير إلى أن جهود الوقاية من هذا المرض قد تحتاج إلى تبكير البدء فيها بين البالغين الذين لا تتجاوز أعمارهم 45 سنة. ولعل نظام التغذية الصحية، وممارسة الرياضة، واتباع العادات الغذائية السليمة، أولى الخطوات العملية للوقاية من تدهور الذاكرة. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©